«أيقونة السينما» حسن يوسف القريب من الشباب ترك بصمة لا تُنسى

تميّز بالبساطة في الأداء... وكان تلقائياً إلى أقصى درجة

الفنان حسن يوسف ترك بصمة لا تُنسى (الصفحة الرسمية لـ«سينما الشعب»)
الفنان حسن يوسف ترك بصمة لا تُنسى (الصفحة الرسمية لـ«سينما الشعب»)
TT

«أيقونة السينما» حسن يوسف القريب من الشباب ترك بصمة لا تُنسى

الفنان حسن يوسف ترك بصمة لا تُنسى (الصفحة الرسمية لـ«سينما الشعب»)
الفنان حسن يوسف ترك بصمة لا تُنسى (الصفحة الرسمية لـ«سينما الشعب»)

ودّع الوسط الفنّي المصري الفنان حسن يوسف عن 90 عاماً، الثلاثاء، وفق ما أعلنت أسرته.

ورحل الفنان الذي ينتمي إلى جيل الكبار بعدما قدَّم أدواراً متنوّعة ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً في السينما والتلفزيون والمسرح، تدنو من 200 عمل، واشتهر في الستينات بأدوار «الولد الشقي»، وفق نقاد.

وُلد حسن يوسف في حي السيدة زينب بوسط القاهرة عام 1934، وبدأ العمل في الفنّ بعمر 25 عاماً، إذ كانت بدايته الفنية في عام 1959 من خلال فيلمَي «أنا حرة»، و«الخطايا»، ثم توالت أعماله المميّزة في السينما، من بينها «سوق السلاح» و«شفيقة القبطية»، و«زقاق المدق»، و«في بيتنا رجل»، و«الشياطين الثلاثة»، و«للرجال فقط»، وكان آخر أفلامه «الشقيقتان» عام 1990، ليُعلن بعده الاعتزال، ويلتزم وزوجته الفنانة شمس البارودي دينياً، قبل أن يعود مجدداً إلى التمثيل عام 2002 بمسلسل «إمام الدعاة» عن سيرة الشيخ الشعراوي. ثم قدّم عدداً من الأعمال الدينية حتى عام 2019، لتبقى من أهم مشاركاته الدرامية «ليالي الحلمية»، و«زينب والعرش»، و«محمد رسول الله».

الفنان المصري حسن يوسف يغادر الحياة (وزارة الثقافة المصرية)

وكان يوسف قد اتّجه إلى الإخراج السينمائي في السبعينات، وقدَّم أفلاماً عدّة مخرجاً وممثلاً، شاركت في بعضها زوجته شمس البارودي، في حين شهد بعض منها تحفّظات رقابية، من بينها فيلم «الجبان والحب».

وعقب رحيل نجله عبد الله خلال عطلة في الساحل الشمالي في يوليو (تموز) 2023، أعلن الفنان اعتزاله، وأكد هذا الاعتزال في يناير (كانون الثاني) عام 2024 عبر مقابلة تلفزيونية.

وعدّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي، حسن يوسف «أكثر فنان في جيله قرباً إلى الشباب، فهو لم يحظَ بعضلات فريد شوقي، ولا جاذبية عمر الشريف، ولا وسامة رشدي أباظة، وكان شبيهاً بغالبية الشباب ويمثّلهم بشكل كبير، لذلك نجح».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «تميّز بالبساطة والعفوية في الأداء. كان تلقائياً إلى أقصى درجة، وهو، يا للأسف، لم يحظَ بالتكريم الذي يستحقه رغم مطالبتنا بذلك مرات».

وأصدرت نقابات المهن التمثيلية والموسيقية والسينمائية بيانات نعت فيها الراحل، وكتب أكثر من فنان عبر صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي كلمات وداع.

بدوره، رأى الناقد الفنّي محمد عبد الرحمن أنّ «رحيل الفنان الكبير حسن يوسف خسارة كبيرة للفنّ المصري، خصوصاً السينما المصرية». وأضاف أنه «من الوجوه التي جعلت أجيالاً كاملة تحبّ السينما ومشاهدة الأفلام؛ لأنه كان يمثّل الشباب بشكل كبير، وقد فقدنا ممثلاً يتمتّع بشخصية مميّزة في السينما والدراما المصريتين، خصوصاً في أدواره الأخيرة منذ عودته من الاعتزال بمسلسل (إمام الدعاة)».

الفنان المصري حسن يوسف يرحل عن 90 عاماً (المركز القومي للمسرح)

كما ودّعته وزارة الثقافة المصرية، وقال وزيرها الدكتور أحمد فؤاد هنو: «ببالغ الحزن والأسى، استقبلنا نبأ رحيل الفنان القدير حسن يوسف، أيقونة السينما المصرية والعربية، وأحد أعلام الفنّ المصري والعربي، الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالمَي السينما والتلفزيون». وتابع في بيان: «أسهم حسن يوسف على مدى عقود في إثراء الحياة الفنّية بعدد من الأعمال الخالدة التي ستظلّ في ذاكرة الأجيال، وجسَّدت شخصياته المتنوّعة مشاعر الإنسان، وعبّرت عن قضايا مجتمعية مهمّة، وعكست إيمانه برسالة الفنّ في خدمة المجتمع».

أما الناقد الفنّي المصري أحمد سعد الدين، فأكد أنّ «الفنان الراحل أحد أعمدة السينما المصرية، وتحديداً بين عقدَي الستينات والثمانينات». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كان يلعب أدوار فتى الشاشة الأول، من (الدنجوان)، أو (الشاب الشقي)، وكانت انطلاقته الحقيقية الكبرى من بداية فيلم (الخطايا) مع عبد الحليم حافظ، إذ اختاره المخرج حسن الإمام ليلعب دور شقيق البطل».

وتابع: «بالإضافة إلى عمله مخرجاً ومنتجاً في السبعينات تحديداً، وهي مدّة شهدت تغيّرات كبيرة، إذ اعتمدت على الشباب، بدأ يأخذ الأدوار الثانية، ولكنها كانت مهمّة. كما لعب دور البطولة في مسلسل (ليالي الحلمية) في الجزأين الأول والثاني، ومع بداية الألفية الجديدة، اعتمد على الدراما الدينية، وقدَّم أعمالاً مهمّة منها (إمام الدعاة) عن الشيخ الشعراوي».


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.