أسطول من الروبوتات يكشف عن دور المحيطات في توازن المناخ

الروبوتات تتيح جمع بيانات من أعماق المحيطات (جامعة دالهوزي)
الروبوتات تتيح جمع بيانات من أعماق المحيطات (جامعة دالهوزي)
TT

أسطول من الروبوتات يكشف عن دور المحيطات في توازن المناخ

الروبوتات تتيح جمع بيانات من أعماق المحيطات (جامعة دالهوزي)
الروبوتات تتيح جمع بيانات من أعماق المحيطات (جامعة دالهوزي)

كشفت دراسة كندية أجريت اعتماداً على أسطول من الروبوتات تحت سطح البحر، عن تقديرات جديدة لكمية العوالق النباتية المخفية في أعماق المحيطات.

وأوضح الباحثون بجامعة دالهوزي، أن نتائج هذه الدراسة تُعد خطوة محورية في علم المحيطات والمناخ، حيث تسهم في تعزيز فهمنا لدور العوالق النباتية البحرية في النظام البيئي العالمي وتغير المناخ، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Proceedings of the National Academy of Sciences».

وتُشكل العوالق النباتية أساس الحياة البحرية، وتؤثر على التوازن البيئي والعمليات الكيميائية الحيوية للأرض. كما تمتص العوالق النباتية كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية البناء الضوئي؛ مما يسهم في تنظيم مستويات الكربون في الغلاف الجوي، وهذا يمثل أحد العوامل التي تحد من ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون وتخفف من تأثيراته على الاحتباس الحراري.

وفق الباحثين، فإن معرفة حركة الكتلة الحيوية للعوالق على أعماق المياه تسمح بفهم مدى استقرار الكربون في المحيطات، حيث تترسب كتل الكربون إلى أعماق المحيط وتظل مخزنة بعيداً عن الغلاف الجوي لفترات طويلة.

ورغم أن الأبحاث السابقة اعتمدت على الأقمار الاصطناعية التي تحدد الكتلة الحيوية العالمية للعوالق النباتية عبر قياس ألوان المحيط لتحديد نسبة الكلوروفيل (وهي مؤشر على الكربون البيولوجي)، فإن هذه الأقمار تقتصر على سطح المحيط ولا تستطيع رصد الطبقات العميقة التي تحتوي على نصف كتلة العوالق النباتية.

ويستخدم الكلوروفيل وهو صبغة توجد في النباتات والطحالب في عملية البناء الضوئي لتحويل الضوء طاقةً، وقد تعكس نسبة الكلوروفيل في المياه كمية العوالق النباتية في المحيط، لكن لا يمكن أن تحددها بدقة.

لذلك؛ اعتمد الباحثون في دراستهم الجديدة على أسطول من الروبوتات المعروف باسم «بِي جي سي-أرجو» (BGC-Argo)، المكون من نحو 100 ألف جهاز استشعار عائم تحت الماء؛ ما أتاح جمع بيانات من أعماق المحيطات.

وقدّرت الدراسة الكتلة الحيوية العالمية للعوالق النباتية بنحو 346 مليون طن، ما يعادل وزن 250 مليون فيل.

وأظهرت النتائج أن الأقمار الاصطناعية لا تلتقط التغيرات الموسمية في الكتلة الحيوية بشكل دقيق في ثلثي المحيطات، حيث لا يتزامن تركيز الكلوروفيل السطحي المرئي من الفضاء مع فترات الذروة السنوية للكتلة الحيوية للعوالق.

وأشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة تمثل خطوة كبيرة نحو الرصد العالمي الشامل للكتلة الحيوية للعوالق النباتية؛ مما سيساهم في فهم تأثيرات التغيرات المناخية المستقبلية، وقد يساعد في تقييم فاعلية أي تدخلات بيئية تهدف إلى التصدي لهذه التغيرات.


مقالات ذات صلة

رغم الحرب... «العنف الداخلي» و«الوضع السياسي» أكبر ما يثير مخاوف سكان جنوب إسرائيل

شؤون إقليمية نيران مشتعلة بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على عسقلان بإسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (رويترز)

رغم الحرب... «العنف الداخلي» و«الوضع السياسي» أكبر ما يثير مخاوف سكان جنوب إسرائيل

رغم الحرب الدائرة في غزة ولبنان، فإن سكان النقب الغربي بجنوب إسرائيل يرون أن العنف في المجتمع الإسرائيلي والوضع الداخلي يشكلان أكبر التهديدات لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق الفريق أجرى دراسته على قردة مكاك ريسوسي التي تعيش على جزيرة كايو سانتياغو (جامعة إكسيتر)

تقليل الأصدقاء يحمي القرود المُسنّة من الأمراض

أظهرت دراسة بريطانية أن تقليل القرود المسنّة من عدد أصدقائها يمكن أن يحميها من الإصابة بالأمراض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق حركات العين الدقيقة تعزز وضوح الرؤية (جامعة بون)

اكتشاف جديد لتحسين حدة البصر عبر حركات العين

تمكن باحثون من جامعة بون الألمانية من الكشف عن طريقة لتحقيق العين حدة بصرية فائقة، من خلال دراسة دور حركات العين الدقيقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق دليل على أن إنسان الجزيرة العربية جعل من الرمز دلالة واضحة للحياة والبعث من جديد (مجلة Herança)

مدافن حجرية في السعودية تعيد كتابة تاريخ جزيرة العرب

قدم الباحثان عيد اليحيى وقصي التُّركي تحليلاً أركيولوجياً، نشرته مجلة «Herança» إحدى أهم المجلات العلمية العالمية المحكّمة ضمن مستوعبات سكوباس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفريق استلهم التقنية الجديدة من أجنحة الطيور (جامعة برينستون)

أجنحة الطيور تلهم باحثين لتحسين أداء الطائرات

استلهم مهندسون بجامعة «برينستون» الأميركية تصميماً مبتكراً لجناح طائرة صغيرة مستوحى من أجنحة الطيور؛ وذلك بغرض تحسين أداء الطائرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
TT

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)
سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)

مثلما جمع المسلسل الكوميدي «جايبة العيد» الذي عرضته منصة «نتفليكس» بين الفنانتين السعوديتين أماني الجميل وابنتها سمر ششة، جمعهما «مهرجان الجونة السينمائي» مجدداً في جلسة حوارية، الثلاثاء، أدارتها الإعلامية زهرة رامي.

رصدت الجلسة الاختلاف بين جيلي الأم والابنة، وكيف جاءت خطواتهما الفنية الأولى، وتطلعاتهما في ظل الفرص الواسعة التي تتيحها جهات سينمائية متعددة بالمملكة لصناع الأفلام والمواهب الصاعدة.

قالت الفنانة أماني الجميل إنها نشأت في بيت يؤمن بالفن والثقافة، وقرأت منذ صغرها روايات إحسان عبد القدوس وأعمال كبار الأدباء التي كان يشتريها والدها، وتعلمت الكتابة منه، مشيرةً إلى أن عائلتها تضم مواهب عديدة، وقد كانت تتطلع لأن تدخل مجال الفن، لكن كانت نظرة المجتمع والأسرة تمنعها، فعملت في مهن كالتعليم وإدارة الأعمال حتى أتيحت لها الفرصة مع الانفتاح الفني الذي تشهده المملكة، وفق قولها.

ورغم أن الابنة استهواها المسرح المدرسي، لكنها لم تفكر في دخول مجال التمثيل ثم واكبت التغيير في نظرة المجتمع للفن، مؤكدة: «السعودية تغيّرت سريعاً ونحن تغيرنا معها بالسرعة نفسها، وأصبح المجتمع أكثر تقبلاً لهذا التغيير».

أماني الجميل وسمر خلال الجلسة الحوارية مع الإعلامية زهرة رامي (إدارة المهرجان)

وتوضح الأم: «جيل ابنتي أكثر حظاً منا، وسمر هي من شجعتني ورشحتني لمسرحية بالفصحى تعرض بـ(موسم الرياض)، وطلبت مني أن أخوض تجارب أداء ونجحت فيها لأكتسب ثقة كبيرة بنفسي».

فيما تقول سمر: «والدتي كان لديها الطموح والرغبة في الاستكشاف، وكل ما قمت به أنني فتحت أمامها الباب فقط، فانطلقت وأثبتت وجودها».

تؤكد كل من سمر ووالدتها أماني أن بعض الأسر لا ترحب بعمل المرأة في الفن حتى الآن، لكن سمر توضح: «لا أخاف من الجمهور، بل أخاف من أقاربي، وفي عائلتنا من يتقبل عملنا ومن يرفض، وهناك أيضاً من يدعمنا».

ومع اتجاه السينما السعودية لتمكين المرأة، ترى سمر أن «هناك دعماً حكومياً ومؤسسياً كبيراً للسينما، لكن لا يوجد دعمٌ لحضور المرأة في السينما، فلا نجد فيلماً من إخراج امرأة، مع أن نحو 60 بالمائة من العاملين بالسينما من النساء، يقولون إن المخرجات لا يستطعن تحمل مسئولية فيلم، كما يصرون على تصدير صور نمطية للمرأة السعودية فهي إما واقع عليها ظلم أو خائنة أو يخونها زوجها، لذا اتجهنا للكتابة لتغيير هذه الصورة وأنا أتطلع للإخراج أيضاً والتحقت بورش عديدة في مصر والسعودية والكويت لأجل ذلك».

سمر تطالب بإتاحة الفرصة للمخرجات السعوديات في السوق السينمائية (إدارة مهرجان الجونة)

وتؤيدها الأم قائلة: «لا بد من إتاحة الفرص للمخرجات، لأن لديهن طموحاً لتقديم قصصهن».

وعن مسلسل «جايبة العيد» الذي جمعهما على «نتفليكس»، تقول أماني: «المسلسل عُرض عليّ أولاً لأؤدي دور امرأة متسلطة، ثم اكتشفت أن بطلته ابنتي فقد تركوها لي مفاجأة، ووجودها معي يطمئنني لكن لأننا كنا نتشاجر طوال الوقت في مشاهد المسلسل اتفقنا ألا نتكلم في البيت طوال فترة التصوير حتى لا يؤثر تقاربنا على أدائنا».

وتوضح سمر: «أعجبني أن المسلسل 4 حلقات فقط، كما أعجبت بالسيناريو، وكنت أضحك وأنا أقرأه، وأنا لا أتصور نفسي أقدم مسلسلاً من 30 حلقة».

تخوض كل من الأم والابنة تجربة الكتابة، إذ كتبت الأم سيناريو فيلم قصير ستخرجه ابنتها بعنوان «الغمرة»، ومسلسل ستنتجه الابنة، كما تقوم بكتابة سيناريو فيلم روائي طويل، وكتبت سمر سيناريو مسلسل بعنوان «مين الآن».

وعن جمعها بين التمثيل والتأليف والإخراج، تقول سمر: «ما زلنا في البداية ومن حقنا أن نجرب أنفسنا، وينقصنا النضج الذي تثريه تجاربنا المختلفة، ويجعلنا نحدد توجهنا».