الإعلامي فراس حليمة يشارك بمهرجان «الجونة السينمائي» موزعاً العلم اللبناني

محمد فرّاج قبّل علم لبنان متأثراً (فراس حليمة)
محمد فرّاج قبّل علم لبنان متأثراً (فراس حليمة)
TT

الإعلامي فراس حليمة يشارك بمهرجان «الجونة السينمائي» موزعاً العلم اللبناني

محمد فرّاج قبّل علم لبنان متأثراً (فراس حليمة)
محمد فرّاج قبّل علم لبنان متأثراً (فراس حليمة)

لامس المشهد الإعلامي لتوزيع فراس حليمة العلم اللبناني على نجوم مهرجان «الجونة السينمائي» القلوب. فتناقتله وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. كما توقّف عنده نجوم لبنانيون اعتادوا المشاركة في هذا الحدث الفني السنوي، فنشروه على حساباتهم الإلكترونية يشكرون حليمة على مبادرته.

وعدّوه بمثابة سفير للبنان المتألّم والمثقل بحرب دامية تدور على أرضه. فعدم مشاركتهم في المهرجان كان بديهياً في ظلّ ظروف صعبة يعيشها بلدهم.

فراس توجّه إلى القاهرة من الرياض كي يقوم بتغطية فعاليات المهرجان لقناة «أغاني أغاني»، حاملاً آلام وطن يئن تحت وطأة حرب قاسية كان يشعر بالارتباك.

فراس حليمة وشيرين (فراس حليمة)

ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «اختلطت مشاعر الحزن في داخلي، لا سيما أني أقوم بمهمة يغلب عليها الفرح. وصرت أتساءل عن كيفية تلقفي لأجواء حدثٍ ينتظره العالم العربي من عام إلى آخر. كنت أدرك أني أقوم بعملي؛ ولكنني في الوقت نفسه رحت أبحث عن طريقة يحضر فيها لبنان ولو رمزياً. فولدت عندي فكرة توزيع العلم اللبناني على النجوم أثناء مرورهم على السجادة الحمراء. فمهمتي تقوم على إجراء حوارات معهم للقناة التي أعمل فيها».

شعر فراس بأن حضوره المهرجان قد لا يكون مبرراً من قبل البعض، وبأن كثيرين قد ينتقدونه لأنه موجود في أجواء فنية فرحة بينما بلده يتألّم. ولكنه ومن باب مسؤوليته بصفته إعلامياً لبنانياً يمثّل لبنان، قرّر القيام بهذه المبادرة.

فكّر حليمة بداية بتصميم ثوب يحمل العلم اللبناني ويهديه لضيوف المهرجان. «ولكنني وجدت أن الأمر قد يكون مبالغاً به، فلم أرغب في فرض مشاعري على الآخرين. وعندما فكّرت بطبع الأعلام اللبنانية الصغيرة وتوزيعها، وجدتها فكرة بسيطة ومعبّرة في الوقت نفسه».

إلهام شاهين والعلم اللبناني (فراس حليمة)

وأكثر من مرة، لم يستطع فراس حليمة تمالك نفسه عندما لاحظ تفاعل الفنانين المصريين بمبادرته. «كنت أعتقد أن الأمر سيمرّ مرور الكرام ومعاني المبادرة ستعزيني وحدي. ولكنني تفاجأت بهذا الكمّ من التفاعل والتأثر الذي أظهره الجميع. فكانوا يأخذون مني العلم بفرح، فيغنون لبنان أو يقبّلون العلم، وأحياناً يضمونه إلى قلوبهم ويعانقونه بحبّ».

مجموعة من النجوم المصريين من بينهم إلهام شاهين ولبلبة وتامر هجرس وهاني رمزي، قدموا التحية للبنان. وكذلك غيرهم من نجوم سوريا والأردن والسعودية، من بينهم ميس حمدان ونسرين طافش وخيرية أبو لبن. فأبدوا مشاعرهم الجميلة نحو لبنان كلاماً أو غناء.

الفنانة لبلبة تتحدث إلى فراس حليمة عادّة لبنان بلدها الثاني (فراس حليمة)

أما الممثل المصري محمد فرّاج، فقد حضّ فراس على البكاء. ويتابع حليمة: «عندما قدّمت له العلم حمله بحنان وقبّله. وطلبت منه أن يوجّه له كلمة فلم يستطع تمالك نفسه. فبكى تأثراً، وهو ما دفعني إلى البكاء معه. المشهد كان مؤثراً جداً، لا سيما أنه كان عفوياً. فتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير معربة عن شكرها لفرّاج، ولمشاعره الحقيقية النابعة من قلبه تجاه لبنان».

ولطالما سجّل نجوم لبنان في النُسخ الست الماضية لمهرجان «الجونة السينمائي»، حضوراً لافتاً. فكانت مشاركتهم تحصد نسبة 40 في المائة من باقي الحضور من مصر والعالم العربي. فكما نادين نسيب نجيم وماغي بو غصن وسيرين عبد النور ومايا دياب وغيرهم، فالجميع كان ينتظر إطلالتهن فيه. ويتابع فراس حليمة: «حتى الإعلام اللبناني كان غائباً إلى حدّ كبير».

يقول فراس إن الشخص الذي يضطر إلى فراق بلده وهو في حالة حرب يكون قلقه أكبر. وهو ما شعر به طيلة وجوده خارج لبنان كونه يقيم في السعودية. «الابتعاد عن الوطن في ظروف مشابهة يولّد عندنا الحزن والوجع والقلق. كثيرون يعتقدون أن اللبنانيين المغتربين يتمتعون بالراحة فيغضون النظر إلى حدّ ما، عما يحدث فيه. ولكن هذا الأمر غير صحيح بتاتاً، فكلما ابتعدنا عن أوطاننا زادت لحمتنا به وبناسه وبهمومه ومآسيه».

علاقة وطيدة تجمع ما بين نجوم مصر في لبنان وبأهله. ويصفها فراس حليمة بالأصيلة النابعة من حبّ ومشاعر حقيقية يكنّونها له. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كنت أطلب منهم توجيه كلمة للبنان كانوا يبادرون إلى غناء (بحبك يا لبنان) لفيروز. فجميعهم حفظوها عن ظهر قلب لأنها تعبّر بكلامها عن عشقهم له. فصارت كأنها نشيد أو مرجع وطني يلجأون إليه كي يخاطبوا لبنان الذين يحبّونه. حتى عندما كان الفنان هاني شاكر يحيي حفله ضمن مهرجان الموسيقى العربية، أدّى هذه الأغنية وبكى تأثراً. وكما نجوم مصر، كذلك شعبها، يكنّ مشاعر الحب للبنان ولأهله».

ميس حمدان غنّت «بحبك يا لبنان» عند تسلمها العلم (فراس حليمة)

كان يعلم فراس حليمة بأن مهمته قاسية. فهو يغطي حدثاً سعيداً يملأ الدنيا بفعالياته وعروض أفلامه ولبنان يتألّم. ولكنه تجاوز مشاعره لأن الواجب المهني يناديه. «لقد قلت لنفسي إن الحياة تغلب الموت، وكما إليسا التي أحيت حفلها في كندا، وأوصلت رسالتها عن لبنان، كذلك نجوى كرم أطلّت في برنامج (أرابز غوت تالنت) متجاوزة حزنها على لبنان. وأنا انطلاقاً من مشهدية لبنان النابض بالحياة دائماً وأبداً، أنجزت مهمتي على أكمل وجه».

جدير بالذكر أن مهرجان «الجونة السينمائي» يكرّم مخرجين من لبنان؛ هما جوانا حجي توما وخليل جريج. ويعرض لهما ضمن فعاليات المهرجان فيلمهما «دفاتر مايا». كما يُعرض فيلمان وثائقيان لبنانيان، بينهما واحد للمخرجة إليان الرّاهب. وهي تشارك بصفة عضو في لجنة حكم عن فئة الأفلام الوثائقية في المهرجان.

ويختم فراس حليمة لـ«الشرق الأوسط»: «تجربتي الإعلامية طويلة وتحمل تجارب عدة. ولكن (مهرجان الجونة السينمائي) في نسخته السابعة أعدّه محطة علّمت في مشواري. وأعدّها وقفة عزّ أفتخر بها تجاه وطني لبنان».


مقالات ذات صلة

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

يوميات الشرق سمر ششة تتحدث ووالدتها تسمع باهتمام (إدارة مهرجان الجونة)

أماني جميل وسمر ششة: نتطلع لإتاحة فرص متكافئة للمرأة كمخرجة

مثلما جمع المسلسل الكوميدي «جايبة العيد» الذي عرضته منصة «نتفليكس» بين الفنانتين السعوديتين أماني جميل وابنتها سمر ششة، جمعهما مهرجان «الجونة السينمائي».

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق منال عيسى في دور الفتاة المراهقة في «دفاتر مايا»

الثنائي اللبناني جوانا حاجي توما وخليل جريج: لا بد من المقاومة بالفن

احتفت النسخة السابعة من مهرجان «الجونة السينمائي» بالثنائي اللبناني جوانا حاجي توما وخليل جريج عبر منحهما جائزة «الإنجاز الإبداعي» تقديراً لمسيرتهما الفنية.

أحمد عدلي (الجونة (مصر))
يوميات الشرق نزيه ينوي تقديم حفلات جديدة (حسابه على «فيسبوك»)

الموسيقار هشام نزيه: وقوفي على المسرح جاء في الوقت المناسب

قدم الموسيقار المصري هشام نزيه «ليلة مع سحر الألحان»، مساء الأحد، ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة، لتكون المرة الأولى التي يصعد فيها نزيه المسرح.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق لقطة من فيلم «المومياء» (أرشيفية)

معرض يحتفي بأماكن تصوير أفلام مصرية

ضمن دورته السابعة، يحتفي مهرجان «الجونة السينمائي»، بأماكن تصوير أفلام مصرية عبر معرض «مدن مصرية احتضنت السينما» للباحث السينمائي إبراهيم مسيحة.

انتصار دردير (الجونة (مصر))
يوميات الشرق صبري تُعدّ نفسها ممثلة عصامية (الجونة السينمائي)

هند صبري: صُنّاع السينما العربية يخشون المجازفة ببطولات نسائية

قالت الفنانة التونسية هند صبري إنها تُعد نفسها ممثلة «عصامية»، فهي لم تدرس التمثيل لكنها تؤدي مشاهدها بإحساس فطري.

انتصار دردير (الجونة (مصر))

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)
الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)
TT

جاهدة وهبة «تعيش مع الضوء» وتجول العواصم بصوتها دعماً للبنان

الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)
الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة (صور الفنانة)

من قلب الليل الحالك الذي يلفّ لبنان وفلسطين، تطلّ جاهدة وهبة لتعلن أنها تعيش مع الضوء. تستعير من شعر أدونيس لتشعل شمعةً في العتمة، على هيئةِ أغنية. بالنسبة إلى الفنانة اللبنانية، الوقتُ صالحٌ دائماً للغناء، لأن «الفنّ يقاوم الفَناء».

تخبر جاهدة وهبة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أنها، وبعد خروجها من «صومعة الحزن» الذي انتابها كما اللبنانيين جميعاً بسبب «صدمة الحرب»، تساءلت عن إمكانات النضال المتاحة أمامها. فتحت الصندوق الذي يخبّئ أغلى مقتنياتها وسحبت أغنية.

«أجمل ما تكون أن تُخلخل المدى

والآخرون بعضهم يظنّك النداء

بعضُهم يظنّك الصدى...

أعيش مع الضوء عُمري عبيرٌ يمرّ وثانيتي سنوات

وأعشق ترتيلةً في بلادي تَناقلَها كالصباح الرُعاة

رمَوها على الشمس قطعة فجرٍ نقيّ

وصلّوا عليها وماتوا»

هذا بعضٌ من قصيدتَي أدونيس اللتَين دمجتهما جاهدة في أغنيةٍ لحّنتها، وتعاونت فيها توزيعاً وعزفاً مع الثنائي ساري وعيّاد خليفة ضمن مشروعٍ من القصائد المغنّاة، يكتمل إصدارها قريباً في ألبوم يحمل عنوان «ملح وظلال».

جرى تسجيل الأغاني قبل جائحة «كورونا»، غير أن كل الجوائح التي تلت أخّرت الإصدارات. لم يكن قرار استئناف النشاط الفني سهلاً على الفنانة في ظلّ ما يجري من قتلٍ وتدميرٍ وتشريد، لكنّ القصيدة فرضت نفسَها حبلَ أملٍ أصرّت جاهدة وهبة على أن تمدّه لأهل بلدها. تشرح أن هذه «الأغنية تحمل في طيّاتها صراعاً بين الحياة والموت، لكنها تنتهي بانتصار الضوء على العتمة».

أعطى الشاعر السوري أدونيس بركتَه للأغنية، كما يفعل مع سائر الأغاني التي تستعين فيها جاهدة وهبة بقصائده. أما اللحن الذي جاء من بنات أفكارها، فأرادته واسع المدى «يمنح أفقاً للصوت في ترجمةٍ لمعاني النص وصوَرِه». ولم تغِب عن الأغنية إيقاعات الحنين إلى طفولةٍ هانئة هي انعكاسٌ لضوء الأمل، ليتكامل ذلك مع نغمات الصلوات المشرقية التي تضفي إلى «أعيش في الضوء» بُعداً روحياً.

تلاقى الصوت واللحن مع بيانو عيّاد وتشيللو ساري. تقول إنها تؤمن بـ«موهبة الشابَين اللبنانيَين اللذَين أضافا الكثير إلى قصائد الألبوم بإحساسهما وجدّيتهما واحترافهما»، وقد انضمّ إليهما شقيقهما زاد خليفة على الإيقاع. ثلاثُ آلاتٍ رابعتُهما حنجرة جاهدة وهبة، بدت وكأنها «أوركسترا متكاملة لفرط التناغم الفني والانسجام الروحي بيننا خلال مرحلتَي التحضير والتسجيل»، وفق تعبيرها. أما الميكساج والماسترينغ فقد تولّاهما إيلي كلّاب.

جاهدة وهبة مع الأخوين الموسيقيين ساري وعيّاد خليفة (صور الفنانة)

«الأغنية لا تردّ صاروخاً ولا تستطيع أن تكبح جماح الهمجيّة»، لكن في هذا الصراع الأبدي بين البناء والهدم، بين الجمال والقبح، تقف الفنانة على ضفة البناء والجمال. عندما شعرت بالحاجة للتواصل مع الناس، قررت أن تقدّم جديداً يتجاوز الحدود ويذكّر العالم بإرث لبنان الثقافي والجمالي. بالنسبة إليها، «الأغنية هي مكانٌ نقيّ نلجأ إليه لنرتاح من تعب الأخبار الدامية»، ومن هذا المنطلق فهي لم تقدّم يوماً أغاني ظرفية، بل حمّلت كلاً من أعمالها زوّادةً روحيّة وإنسانية. يأتي ذلك تماشياً مع قناعتها التي تقول إن «الفن ليس ترفاً بل حاجة نفسية للناس، ولكرامتهم، ولصمودهم في وجه الخراب والبشاعة».

قد لا تصدّ الأغنية صاروخاً لكنها قادرةٌ أحياناً على صدّ بعضِ عوَزٍ وحرمان. لذلك، فقد استتبعت جاهدة وهبة الغناء بالفعل، مجهّزةً نفسها لجولة تقودها من أثينا إلى باريس، مروراً بالمنامة، والدوحة، ودبي. تأتي هذه الجولة الموسيقية دعماً للبنان، على أن يعود ريع الحفلات إلى المؤسسات والهيئات الإغاثية العاملة في الميدان إلى جانب المتضررين من الحرب كـ«الصليب الأحمر» اللبناني، و«الدفاع المدني».

أما على برنامج الحفلات الممتدة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول)، فأغانٍ وطنية، وأخرى صوفيّة، وترانيم، إضافةً إلى أعمال جاهدة وهبة الخاصة وكلاسيكياتٍ طربية وعالمية. «حرصاً على إيصال رسالة الأمل بلبنان إلى أكبر عدد ممكن من الناس، سأغنّي بالعربيّة، والفرنسية، والإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، واليونانية، والفارسية»، تقول جاهدة وهبة.

تؤمن بأنّ الموسيقى والقصيدة والأغنية تُداوي. «إذا بكى مستمعٌ بسبب أغنية فهذا ليس بالضرورة حزناً إنما شفاء»، تؤكد الفنانة. ثم تتذكّر تلك السيدة التي اقتربت منها بعد حفلها في بعلبك عام 2018، لتقول لها إنّ أداءها أغنية «أرض الغجر» في ليل القلعة التاريخيّة، أشعرَها بأنّ ابنَها المتوفّى منذ شهرَين جالسٌ بقربها.

يعود هذا العلاج الموسيقيّ بالمنفعة على الفنانة كذلك، وليس على الجمهور فحسب. تقول إن «منطقة شفائها الخاص تتّسع بوصول الصوت إلى الناس وتَفاعلِهم معه»، مفصحةً بأنها تترقّب في كل مرة تُصدر فيها عملاً جديداً، هذا التضميد المجاني الذي يأتيها من جمهورها.

لا يمكن تصنيف أعمالها في خانة السهولة. هي بنفسها تُقرّ بأنّ «الاستماع إليها يبدو مهمة صعبة أحياناً». إلا أنها، وبصبر نحّات، تواصل «الحفر في الجدار لفتح كوّةٍ تأخذ المستمعين إلى القصيدة». فالشعرُ توأم أغنية جاهدة وهبة، وكأنها عاهدت نفسها بأن تنهل من نبعه. كلّما راودتها الرغبة في إنجاب أغنية، غاصت في محابر الرومي، ودرويش، وأدونيس، ونزار قباني، وأحلام مستغانمي، وخليل حاوي، وغونتر غراس وغيرهم من كبار الكلمة.

في أحد أحدث إصداراتها «بيروت تفّاحة للبحر»، دمجت 4 نصوص لكلٍ من درويش، وأدونيس، وخليل حاوي، وبلند الحيدري. عن تجربة دمج القصائد تلك، التي تشكّل البصمة الخاصة في ألبوم «ملح وظلال»، توضح جاهدة وهبة: «عندما أمزج قصائد لأكثر من شاعر في أغنية واحدة، أحرص على أن يكون ثمة خيط يربطها ببعضها وعلى أن يكون الإيحاء الشعري موحّداً».

الشعر توأم أغنية جاهدة وهبة ومعظم أعمالها عبارة عن نصوص لكبار القصيدة العربية والعالمية (صور الفنانة)

غالباً ما تتمخّض دهشة جاهدة وهبة أمام القصيدة عن ألحانٍ تؤلّفها بنفسها. تُفرحها صفة «الملحّنة» رغم «المخاض الذي يسبق أحياناً اكتمال اللحن». أرادت التلحين لأنها وجدت في القصائد «مساحة للذرف اللحني» كما أنها شعرت بأنّ لديها الكثير لتقوله. غير أنّ تلحينها لأغانيها لا يعني أنها ستقفل باب التعاون مع ملحنين آخرين.