«أثر الأشباح»... يُوثّق مطاردة لاجئ سوري لـ«جلّاده» في فرنسا

مخرج الفيلم قال لـ«الشرق الأوسط» إن بطل القصة الحقيقي رفض الظهور خوفاً على عائلته

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«أثر الأشباح»... يُوثّق مطاردة لاجئ سوري لـ«جلّاده» في فرنسا

لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)

ضحية يبحث عن جلّاده للانتقام منه. وحين وصوله تتغير نظرته للتعامل مع هذا الجلاد الذي لم يُشاهد وجهه خلال التعذيب، بيد أنه يُدرك أثره من رائحته التي لم يَنسها حين كان يتعرض له.

تفاصيل عن قصة شاب سوري، بدأت أحداثها ووقائعها في سوريا، ومن ثمّ انتقلت إلى أوروبا بين فرنسا وألمانيا، هذه هي حبكة الفيلم الفرنسي «أثر الأشباح» الذي عُرض للمرة الأولى عربياً ضمن فعاليات المسابقة الرسمية بنسختها السابعة من مهرجان «الجونة السينمائي».

تنطلق الأحداث من أصوات تعذيب مكتومة، واكتظاظ المعتقلين في مساحات ضيقة في السجن، منهم مصابون بجروح تجعلهم على حافة الموت، وآخرون يعانون الصدمة، تبدأ في التكشف مع إلقاء جنود سوريين لمسجونين في الصحراء ليواجهوا الموت. لكن «حميد» (يلعب دوره الممثل الفرنسي التونسي آدم بيسا) يتغلّب على الموت وينجو بحياته.

مع الأحداث التي تنطلق بعد عامين من الواقعة التي فقد فيها «حميد» زوجته وابنه الصغير، يظهر البطل عضواً في جماعة سرّية تُلاحق رموز النظام السوري الهاربين إلى أوروبا، لتكون مهمته البحث عن جلاده السابق الذي يسعى للانتقام منه في رحلة تجعله يتخلى عن حقّه في الحصول على صفة لاجئ في ألمانيا بعد الاشتباه بأن جلّاده موجود في باريس.

بطل القصة الحقيقية فضّل عدم ظهوره خوفاً على عائلته (إدارة المهرجان)

«حميد»، الذي يجتمع في الشبكة مع زملائه خلال إحدى الألعاب الإلكترونية الجماعية، يحاول البقاء في فرنسا بدعوى البحث عن ابن عمه، لكنه يُخفي عن والدته حقيقة الأمر مُدّعياً أنه يدرس في ألمانيا بأمان.

رحلة البحث عن تحقيق العدالة والانتقام يخوضها «حميد» للوصول إلى جلّاده الذي لم يرَ وجهه، لحرصه في كل مرّة يريد فيها تعذيب المسجونين على تغطية وجهه خوفاً من معرفة هويته. بيد أن كلّ ما كان يسعى إلى تحقيقه يتغيّر مع مواقف عدة على مدار شهور يعيشها متتبعاً أثر جلاده.

يقول المخرج الفرنسي، جوناثان ميّيه، إن فكرة الفيلم جاءت صدفة من خلال عمله على مشروعات مرتبطة بتقديم أفلام وثائقية عن المهاجرين، وعن طريق صديقة تحدثت معه عن القصة، فتحمس للفيلم، لكونه يعتمد على تفاصيل لقصص إنسانية لسوريين حقيقيين جلس معهم بالفعل قبل التصوير، مشيراً إلى أن «خشية أبطال القصة الحقيقية على حياة عائلاتهم التي لا تزال تعيش في سوريا منعت ظهورهم في الفيلم».

وأضاف أنه عَمِل على إحاطة نفسه بفريق من صناع الفيلم العرب لأنه لا يتحدث العربية التي تشكّل الجزء الأكبر من الحوار في الفيلم، وهو أمر ساعده بشكل كبير، لافتاً إلى أنه استخدم خلفيته في تقديم أعمال وثائقية خلال العمل على الفيلم واختيار طريقة تصوير المشاهد الخاصة بالأحداث.

يُبدي الناقد المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط» إعجابه بإيقاع الفيلم وأحداثه، مؤكداً اكتسابه قيمة خاصة بسبب طبيعة الأحداث التي تدور خارج حدود سوريا، ولكن في الوقت نفسه تُركّز على جانب من المعاناة عبر متابعة قصص عدّة اتّسمت غالبية تفاصيلها بالواقعية الشّديدة ومحدودية ما أضافه المخرج لتأكيد الفرضية التي يطرحها في الفيلم.

وأضاف أن المخرج عَمد إلى إبراز العنف الذي تعرّض له السوريون في الداخل من خلال استعادة ماضيهم، إلى جانب استمرار اهتمامهم ببلدهم سوريا وما يحدث فيها. مشيراً إلى أن فكرة الحديث عن مراقبة السوريين بعد هروبهم تعكس الصُّعوبات التي يتعرض لها بعض الأشخاص الذين قد يعتقدون في وقت من الأوقات أنهم باتوا في أمان.

مخرج الفيلم (الشرق الأوسط)

يرى المخرج الفرنسي أن الفكرة التي أراد إيصالها ركّزت على رحلة البطل وفقدانه زوجته وابنه، ومحاولة رجوعه للحياة التي يعيشها وحيداً بعيداً عن والدته التي يتواصل معها عبر الإنترنت للاطمئنان عليها. مشيراً إلى أن الأبطال أُعجبوا بالفيلم بعد مشاهدته خلال مرحلة المونتاج، وبإيصال جزءٍ من المعاناة التي عاشوها على الشاشة.


مقالات ذات صلة

مصر تحتفي بـ«التحطيب» في ساحة أثرية بالأقصر

يوميات الشرق فن التحطيب منتشر في جنوب مصر (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تحتفي بـ«التحطيب» في ساحة أثرية بالأقصر

تحتفي مصر بفن التحطيب الذي يعتمد على اللعب بالعصي وينتشر في محافظات الجنوب بوصفه تقليداً احتفالياً شعبياً، عبر افتتاح الدورة الـ14 للمهرجان القومي للتحطيب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد تُلقي كلمتها (غيتي) play-circle 05:20

«البحر الأحمر السينمائي»: منصة عالمية تُعزّز مكانة السعودية في صناعة الفنّ السابع

جسَّدت الكلمة المُلهمة لرئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، رؤية المهرجان في الإضاءة على مكانة السعودية في صناعة السينما العالمية.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق لحظات من التكريم والحوار شكَّلت تقديراً لجهود النجوم (تصوير: عمار عبد ربه)

إيميلي بلانت... من التلعثم إلى العالمية

تحدَّثت النجمة إيميلي بلانت عن مشوارها الفنّي الحافل، مؤكدةً على التنوُّع الكبير الذي شهدته أدوارها في أفلام الأكشن، والدراما، والرعب، والموسيقى.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق النجمة إيفا لونغوريا مع الجمهور على السجادة الحمراء (غيتي)

أجواء احتفالية تدشن انطلاقة مهرجان البحر الأحمر في جدة التاريخية

عاد مهرجان البحر الاحمر السينمائي تحت شعار «للسينما بيت جديد»، إلى المنطقة العريقة في تاريخية جدة، التي احتضنت دورته الأولى.

أسماء الغابري (جدة)
رياضة سعودية تقييم الإبل يعتمد على معايير دقيقة تشمل المواصفات الجمالية في كثير من أعضاء الناقة (واس)

40 مليون ريال صفقات فئة المجاهيم في الأيام الأولى بمهرجان الإبل

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته التاسعة، المقامة تحت شعار «عز لأهلها»، صفقات ضخمة في فئة المجاهيم، تجاوزت قيمتها 40 مليون ريال خلال الأيام الأولى.

«الشرق الأوسط» (الصياهد (الرياض))

صوت عربي يصدح في كاتدرائية نوتردام اليوم

هبة طوجي
هبة طوجي
TT

صوت عربي يصدح في كاتدرائية نوتردام اليوم

هبة طوجي
هبة طوجي

أمام العشرات من زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ستقف الفنانة اللبنانية هبة طوجي في كاتدرائية نوتردام بباريس لتصدح بصوتها؛ احتفالاً بإعادة افتتاح الكاتدرائية التي أغلقت قبل أكثر من 5 سنوات بعد حريق مدمر.

ستكون للفنانة هبة طوجي إطلالة واحدة على مسرح الحفل، وسيكون بمعيّتها عزفاً على البيانو، الموسيقي أسامة الرحباني، الذي تبنّى موهبتها واحتضن مسيرتها الفنية منذ بداية مشوارها. ويقول الرحباني لـ«الشرق الأوسط» إن المشهد برمّته سيكون مختلفاً لهبة التي سبق أن وقفت على أهم مسارح العالم. ويضيف: «إنها بلا شك محطة استثنائية، وتعني لنا كثيراً».

ويؤكّد الرحباني أن محطة غناء هبة طوجي في كاتدرائية نوتردام هي حلم كثيرين، «إنه مكانٌ يعبق بالتاريخ والموسيقى والمسرح». (تفاصيل ص22)