كشفت دراسة تحليلية أن عدد حالات الإصابة بمرض الكلى المزمن بين النساء حول العالم، ازداد بقرابة ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأظهرت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة شانشي في الصين، وعُرضت نتائجها، السبت، في فعاليات أسبوع الكلى الأميركي الذي يُعقد في سان دييغو بكاليفورنيا، من 23 إلى 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، أن الإصابة بالسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم كانا السببَين الرئيسيين وراء الوفيات المرتبطة بمرض الكلى المزمن لدى النساء.
واعتمدت الدراسة على بيانات من دراسة عن أعباء المرض العالمية لعام 2021 التي كانت تسعى لتحديد فقدان الصحة عبر العالم مع مرور الزمن، وتشمل معلومات من 204 دول وأقاليم. وأظهرت النتائج أن العالم سجل أكثر من 487 ألف حالة وفاة بسبب مرض الكلى المزمن بين الرجال والنساء، بزيادة ملحوظة بلغت 153.8 في المائة مقارنة بعام 1990.
وخلال الفترة ما بين 1990 و2021، ارتفع معدل انتشار مرض الكلى المزمن بين النساء بمعدل سنوي متوسط قدره 2.10 في المائة، كما ارتفعت الوفيات بنسبة 3.39 في المائة. وتم رصد تباينات كبيرة في معدلات الوفيات والتداعيات المرتبطة بالمرض على مستوى العالم، مع زيادات ملحوظة في الإصابات، خاصة في أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية، وبين المسنين.
وشدد الباحثون على ضرورة اتخاذ إجراءات سياسية فورية، وتطوير برامج وقائية مستهدفة، والاستثمار في بنية الرعاية الصحية للحد من انتشار المرض، خاصة في المناطق ذات المخاطر العالية. وأشاروا إلى أهمية الحملات التوعوية حول أهمية التشخيص المبكر، واتباع أنماط حياة صحية، وإدارة الحالات المرضية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، محذرين من أن الاستمرار في تجاهل هذه الإجراءات قد يؤدي إلى ضغط متزايد على نظم الرعاية الصحية وارتفاع حالات الوفيات على مستوى العالم.
ويعد مرض الكلى المزمن حالة طبية تتدهور فيها وظائف الكلى بشكل تدريجي ومستمر على مدى فترة طويلة، ما يؤدي إلى قصور الكلى في تصفية السموم والفضلات من الدم بفاعلية. ويمكن أن ينجم هذا المرض عن عدة عوامل، منها السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما أنه غالباً لا تظهر أعراضه في المراحل المبكرة، ما يُصعّب عملية التشخيص.
ومع تقدم المرض يمكن أن تزداد حدة الحالة، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الفشل الكلوي الذي يستدعي العلاج بالغسل الكلوي أو زراعة الكلى.
وتُقدر الإحصاءات أن نحو 700 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض الكلى المزمن، في حين ترفع حالات الفشل الكلوي الحاد وزراعة الكلى هذا العدد إلى نحو 850 مليون شخص؛ أي ما يزيد عن 10 في المائة من سكان العالم.
ويُعد الكشف المبكر وإدارة العوامل المسببة، مثل ضبط مستويات السكر في الدم وضغط الدم، أمرَين حيويَّين للحفاظ على صحة الكلى وتحسين جودة حياة المرضى.