روبوت متطور لمساعدة مرضى الشلل التام على المشي

البدلة الروبوتية «ووك أون» (المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة)
البدلة الروبوتية «ووك أون» (المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة)
TT

روبوت متطور لمساعدة مرضى الشلل التام على المشي

البدلة الروبوتية «ووك أون» (المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة)
البدلة الروبوتية «ووك أون» (المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة)

طوّر فريق من الباحثين من المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة (KAIST) روبوتاً قابلاً للارتداء؛ ليساعد الأشخاص المصابين بالشلل التام على المشي، كما يمكن للروبوت الانتقال إليهم حتى يتمكّن المستخدمون من ارتدائه مباشرةً من كراسيهم المتحركة دون مساعدة من الآخرين.

ويساعد الروبوت الذي يُطلق عليه «ووك أون» (WalkON)، الأشخاص الذين يعانون من إصابة من الدرجة A (الشلل التام)، وفقاً لمقياس جمعية إصابات العمود الفقري الأميركية (ASIA)، وهو أشد مستويات الشلل النصفي.

وكان فريق البحث قد أجرى دراسات مستمرة على هذا الروبوت منذ عام 2015، حيث طُوّرت النسخة الجديدة منه، وهي عبارة عن بدلة روبوتية «WalkON Suit F1»، بواسطة البروفيسور كيونج تشول كونغ، من قسم الهندسة الميكانيكية في المعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، والرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «أنجيل روبوتكس» (Angel Robotics).

قال كونغ: إن «بدلة (WalkON) هي تتويج للروبوتات القابلة للارتداء للأشخاص ذوي الإعاقة».

وأضاف في بيان منشور الجمعة: «عديد من المكونات وتقنيات التحكم والوحدات التكنولوجية المشتقة من الروبوت الجديد تضع المعايير المطلوبة لصناعة الروبوتات القابلة للارتداء بالكامل في المستقبل».

وكان فريق البحث التابع للبروفيسور كونغ قد أعلن لأول مرة عن الإصدار الأول من البدلة الروبوتية في عام 2016، ومن ثَمّ قدّم الإصدار الرابع منها في عام 2020، مما أدى إلى زيادة سرعة المشي إلى 3.2 كم/ ساعة، بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت البدلة القدرة على المرور عبر العوائق، مثل الممرّات الضيقة والأبواب والسلالم التي يمكن مواجهتها في الحياة اليومية.

ومع ذلك، كان لديه نفس المشكلة الأساسية التي تعاني منها جميع الروبوتات القابلة للارتداء، وهي أنها تتطلّب مساعدة الآخرين لارتدائها، ففي حين يمكن للشخص المشي دون مساعدة من الآخرين بمجرد ارتداء الروبوت، فإنه يحتاج إلى مساعدة شخص ما لارتدائه في البداية.

وقدّمت بدلة «WalkON Suit F1» التي أُصدِرت حديثاً حلاً تقنياً لهذه المشكلة الأساسية، لقد طبّقت طريقة الارتداء الأمامي بدلاً من الخلفي، حتى يتمكن المرء من ارتداء الروبوت على الفور من خلال الكرسي المتحرك.

بالإضافة إلى ذلك، قبل ارتداء الروبوت يمكن له المشي بمفرده والاقتراب من المستخدم، كما يستطيع الحفاظ على توازنه دون السقوط، حتى لو دفعه المستخدم في أثناء محاولة ارتدائه.

وفي الإصدار الجديد، حسّن الباحثون الوظيفة الأصلية للروبوت القابل للارتداء، حيث جرى تحسين أداء عمليات التحكم والتوازن؛ للسماح للمريض بالاستخدام الحر لكلا اليدين في الوضع المستقيم، فضلاً عن حرية اتخاذ خطوات عدّة من دون استخدام أي أدوات مساعدة كالعصا مثلاً.

وعلى وجه الخصوص، جرى تحسين تكنولوجيا البرامج المضمّنة في المحرك بشكل كبير، بحيث يمكن تنفيذ أوامر خوارزميات التحكم في الحركة المتقدمة بشكل مستقر دون استخدام وحدات تحكم باهظة الثمن، بالإضافة إلى ذلك، رُكّب نظام التعرف البصري لاكتشاف العوائق، ولوحة الذكاء الاصطناعي لتطبيق تقنيات الشبكة العصبية.

ومن المقرَّر أن يعرض الفريق البحثي نتائج أعماله، الأحد، ضمن فئة الروبوتات القابلة للارتداء في مسابقة «Cybathlon» الثالث، الذي يقام بعد 4 سنوات من فوز الفريق بالميدالية الذهبية في عام 2020، وتُعدّ المسابقة أولمبياداً للسايبورغ، وتُقام كل 4 سنوات في سويسرا.

وهو ما علّق عليه قائد الفريق البحثي، البروفيسور جونغسو بارك: «نظراً لأننا فُزنا بالفعل بالمركز الأول في المسابقة السابقة، فإن هدفنا في هذه المسابقة هو إظهار الفجوة التكنولوجية التي نحتاج إلى تجسيرها، وليس التنافس على التصنيفات».


مقالات ذات صلة

سيدة تتهم روبوت دردشة بدفع ابنها إلى الانتحار

تكنولوجيا السيدة اتهمت روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار (رويترز)

سيدة تتهم روبوت دردشة بدفع ابنها إلى الانتحار

اتهمت سيدة أميركية روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي بدفع ابنها إلى الانتحار بعد أن أصبح «مهووساً به».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الروبوت يقطف الفراولة في 2.5 ثانية فقط (جامعة إسكس)

روبوت يحصد الفراولة ويغلّفها في 2.5 ثانية فقط

أعلنت جامعة بريطانية عن اختبار روبوت منخفض التكلفة قادر على قطف الفراولة وتغليفها في ثوانٍ، وذلك ضمن خطة طموحة لمعالجة نقص العمالة في قطاع الزراعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
رياضة سعودية جانب من توقيع الاتفاقية بين «لوكهيد مارتن» والاتحاد السعودي للروبوت والرياضات اللاسلكية (الشرق الأوسط)

«لوكهيد مارتن» تتعاون مع «اتحاد الروبوت والرياضات اللاسلكية» السعودي

أعلنت شركة «لوكهيد مارتن» (بورصة نيويورك)، الثلاثاء، تعاونها مع الاتحاد السعودي للروبوت والرياضات اللاسلكية، لرعاية «البطولة الوطنية للطائرات اللاسلكية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تتميز الطريقة المطورة بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية (المعهد الإيطالي للتكنولوجيا)

تقنية قديمة تكسب الروبوتات لمسات ناعمة

نجح فريق بحثي ياباني - أميركي مشترك، في تطوير تقنية قديمة تتميز بتكلفتها المنخفضة وسلامتها ومرونتها العالية.

«الشرق الأوسط»
يوميات الشرق أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

أصابع روبوتية تعيد حاسة اللمس للمصابين بفقدان الإحساس

تمكن باحثون في جامعة كلية لندن (UCL) من تحقيق اختراق علمي جديد قد يُحدِث تحولاً كبيراً في علاج الأشخاص الذين يعانون فقدان حاسة اللمس، مثل مرضى متلازمة النفق…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
TT

«يوميات القاهرة» تُلهم 5 تشكيليين مصريين لاكتشاف السعادة والمعاناة

«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)
«الحزن» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

يمكن للمشاهد، الذي لا يعرف تفاصيل القاهرة، أو لم تسبق له زيارتها من قبل، أن يسبر أغوارها، ويتزوّد بكثير عن زخمها الإنساني وثرائها الاجتماعي، من خلال تأمّل أعمال هذا المعرض الجماعي الذي يبوح ببعض أسرارها وحكاياتها، مستكشفاً جماليات الأحياء القديمة في المدينة.

يضمّ المعرض، المُقام بعنوان «30 في 30... يوميات المدينة» في غاليري «أرت كورنر» بحي الزمالك، نحو 150 لوحة لـ5 فنانين هم: رضا خليل، وفتحي علي، وحنان عبد الله، وإنجي محمود، ومحمد وهبة، فضلاً عن ضيف الشرف فريد فاضل.

«عامل البناء» للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

ويستند المعرض إلى فكرة جديدة تقوم على تقديم كل فنان 30 لوحة تجسّد 30 موضوعاً مُتّفقاً عليها بشكل مُسبق بمقاس 30 في 30، على أن تسرد الأعمالُ يوميات القاهرة وناسها. ومن الموضوعات التي التزم بها الفنانون الحارة المصرية، والبيوت القديمة، والأبواب، والشُّرفات، وبائع الخبز، وعربة الفول، والمقهى، وعمال اليومية، والمراكب، والحزن، والاحتفال بالمناسبات السعيدة، والورشة، والمطعم، وغير ذلك.

رجال حوّلوا قفصاً لطاولة طعام صغيرة.. لوحة فتحي علي (الشرق الأوسط)

تعاطى الفنانون المشاركون، من خلال أعمالهم، مع حالات إنسانية موزعة ما بين الرضا والألم والسعادة والمعاناة والعمل والراحة، وكل ما يمتُّ إلى الحالات والمشاعر بصلة؛ فقد طغى تجسيد البشر على اللوحات.

وحتى عندما قام الفنانون برسم بعض تفاصيل المكان، أو احتفوا بالتّصميم الداخلي والطُّرز المعمارية، فقد جاء ذلك محمّلاً بروح الناس ورائحتهم، مسكوناً بأحاديثهم وحكاياتهم أيضاً؛ لذا فإن أحد الجوانب الأكثر لفتاً للانتباه في أعمال المعرض هي حشد الشخوص، وسيطرة روح الجماعة على الأجواء.

وكأن الفنانين تعمّدوا تأكيد أن ثَمّة روابط اجتماعية قوية لا تزال تجمع أهل القاهرة، وهو ما أسهم في نقل مشاعر الحميمية والتعاون والحنين، وزاد من ذلك أن خطوط اللوحات وحركاتها وألوانها تبثّ جملة من الأحاسيس الدافئة التي تستثير الذكريات واللحظات العاطفية لدى المتلقي، سيما ذلك الذي عاش طويلاً في الأحياء العتيقة والمدن العريقة، حتى لو لم تكن القاهرة أو المدينة التي يعنيها المعرض.

«الجميلة والعصافير» لوحة للفنان فتحي علي (الشرق الأوسط)

«تُجسّد الأعمال أحوال المدينة ويوميات ناسها، من خلال مشاهدات الفنان وذكرياته الشخصية، وبأسلوبه وأدواته الخاصة»، وفق تعبير الفنان فتحي علي، الذي يقول، لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لي، تركز لوحاتي الـ30 على ذكرياتي القديمة، فقد وُلدت في الستينات من القرن الماضي، وعشت حياة مليئة بالزخم الإنساني، ونشأت في حي قاهري عريق هو حي (الجمالية)، الذي أعشقه، وأقدّر عطاءه الحضاري اللامحدود للمدينة بأَسرها».

تُقاسم الأرجوحات الخشبية الطعام في حاوية مشتركة على أقفاص وُضعت بعناية على الرصيف، والجميلة التي تحاول لمس العصافير برقّة، وعامل البناء الذي يعمل في صمتٍ وإتقان سعياً وراء لقمة العيش، والسيدات اللاتي يتّشحن بالسواد في طريقهن للمقابر، والرجال المتوجهين للصلاة في المسجد، والأطفال الذين يلعبون الكرة في الشارع، ذلك كله بعض من مشاهدَ جسّدها علي في لوحاته، ناقلاً نبض الحي الذي يَعدّ طقوسه اليومية نفسها من أهم علامات مدينته.

«الحارة المصرية» لوحة للفنانة حنان عبد الله (الشرق الأوسط)

في لوحات الفنانة حنان عبد الله بالمعرض، نعيش لحظات «قاهرية» من الماضي والحاضر معاً، فمن خلال أعمالها كأننا نستمع بوضوح لرنّة الصاجات بإيقاعها الموسيقي تُجلجل في زحام شوارع القاهرة، ونَجري مع الصغار إلى الشرفة، أو نُسرع إلى مصدر الصوت، لنشاهد من أين تأتي هذه الرّنات التي تجعل الصغار يرقصون فرحاً.

المشاهد اليومية التي ترى الفنانة أن تجسيدها في لوحات صغيرة أدى إلى تكثيف الفكرة التي يتناولها الفنان في عمله، وقالت، لـ«الشرق الأوسط»: «وكأننا كنا نعمل (كروب) أو (زووم) على اليوميات التي نُعبّر عنها، ومن ثمّ ظهرت الفكرة واضحة، واللقطة صادقة».

لوحة «البيانولا» للفنان رضا خليل (الشرق الأوسط)

مشاهد قديمة في القاهرة من الماضي اختار الفنان رضا خليل أن يجسدها في بعض لوحاته بالمعرض، تثير شجن كثيرين ممّن يفتقدونها أو يَعدّونها جزءاً من طفولتهم في المدينة، وأمام لوحة «البيانولا» قال، لـ«الشرق الأوسط»: «كنت في الرابعة من العمر عندما وجدت إخوتي يتّجهون نحو الشرفة، ويصيحون (البيانولا)، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها (صندوق البيانولا)».

ويضيف خليل: «كان المشهد مدهشاً لطفلٍ صغيرٍ يرى رجلاً متواضع الحال يحمل صندوقاً خشبياً يُصدر ألحاناً مبهجة، تخرج عند إدارة ذراع في جانب الصندوق، ويجتمع الصغار والكبار، في حين يجمع مساعده قروشاً قليلة، لكن مع مرور السنوات وتغيّر الأحوال، اختفى الرجل وصندوقه، إلّا من قلوب قليلين، وأنا منهم».

«من يوميات سكان المدينة» للفنانة إنجي محمود (الشرق الأوسط)

أما الفنانة إنجي محمود فتتناول الازدحام في الشوارع و المواصلات وأماكن العمل، وأبرزت فكرة قوة التواصل وقِصر المسافات بين البشر في العاصمة المصرية، مستخدمة الأحبار الملوّنة. وكعادته، عبّر الفنان محمد وهبة عن الواقع من خلال الإسكتشات وفن «الكوميكس»، بلغةٍ فنية بسيطة وجاذبة للمتلقّي، في حين تنقّلت ريشة طبيب العيون، الفنان فريد فاضل، في لوحاته بين روعة المكان والإنسان في القاهرة، بمشاهد مُفعمة بالمشاعر الدافئة والرّصد الجمالي.