العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية

العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية
TT
20

العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية

العصابات تجند طيارِي «درون» لتهريب المخدرات إلى السجون البريطانية

تقوم العصابات الإجرامية في بريطانيا بتجنيد طيارين مهرة لتشغيل طائرات من دون طيار بهدف تهريب المخدرات والأسلحة وحتى مواد مثل الكاتشب إلى السجون. وفقاً لصحيفة «الغارديان».

وفي ما يبدو تقليداً لخدمات التوصيل السريعة مثل «أمازون برايم»، تستغل هذه العصابات التكنولوجيا المتقدمة لنقل كميات كبيرة من المواد الممنوعة مباشرة إلى نوافذ زنازين السجون.

وأشارت الشرطة البريطانية إلى أن الجريمة المنظمة تستهدف مشغلي الطائرات من دون طيار المتخصصين لتنفيذ هذه العمليات المربحة.

أوضح المفتش آندي باكثورب من شرطة مانشستر أن تكنولوجيا الطائرات من دون طيار تتطور، وتصبح أكبر حجماً، مما يزيد من قدرة حمولاتها. وأضاف أن الشرطة تواجه معركة مستمرة في ملاحقة أساليب التهريب المتطورة التي تعتمدها العصابات.

وأوضح أن الطائرات من دون طيار تُستخدم لنقل عدة كيلوغرامات من المواد المهربة في كل عملية، بما في ذلك جوالات، ومخدرات، وتبغ، مشيراً إلى أن المخدرات داخل السجون أغلى بثلاث إلى خمس مرات من أسعارها في الشارع، مما يجعل تهريبها تجارة مربحة للغاية.

أشار المحقق كريس ماكليلان من وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في الشمال الغربي إلى أن بعض الأشخاص الذين تم تجنيدهم لتشغيل الطائرات من دون طيار ليسوا مجرمين في الأساس، بل تم استقطابهم بناءً على مهاراتهم في تشغيل هذه الطائرات. وأضاف أن الشرطة استرجعت مؤخراً طائرة تحمل حمولة ضخمة تزن 7 كيلوغرامات، تحتوي على مواد ممنوعة.

في الوقت نفسه، تستمر عمليات التهريب بطرق أخرى، حيث يستغل الأصدقاء والأقارب زياراتهم للسجون لتهريب المواد، على الرغم من التدابير الأمنية المشددة التي تشمل فحص كل زائر بدقة.

هذه التطورات تضع الشرطة أمام تحديات متزايدة في مكافحة انتشار المواد المهربة في السجون، التي تؤدي إلى تصاعد أعمال العنف بين السجناء وزيادة الهجمات على الموظفين داخل المنشآت السجنية.


مقالات ذات صلة

علوم البرنامج يتيح التعرف على المواقع والتضاريس الأرضية

طائرات من دون طيار تحلق من دون نظام تحديد المواقع العالمي

تتعرف على محيطها بمطابقة صور كاميراتها مع البيانات الأرضية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال افتتاح شركة «سكاي وين» للصناعات الجوية (وكالة الأنباء الإثيوبية)

أول مصنع إثيوبي للمسيّرات... «رسائل ردع» بمنطقة القرن الأفريقي المأزومة

إعلان إثيوبيا افتتاح شركة لتصنيع الطائرات من دون طيار للاستخدام المدني والعسكري، جاء وسط أتون صراع أهلي متكرر، وخلافات مع جيران بمنطقة القرن الأفريقي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أشخاص يسيرون وسط الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة... 24 فبراير 2025 (أ.ب)

مقتل شخص بقصف من مسيّرة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة

أفادت «إذاعة الأقصى» الفلسطينية، اليوم (الجمعة)، بمقتل شخص في قصف من طائرة مسيّرة إسرائيلية في وسط مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة.

شمال افريقيا تصاعد الدخان من مطار الخرطوم خلال اشتباكات بين «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم بالسودان 17 أبريل 2023 (رويترز)

الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بشن هجوم بمسيّرات على مطار وسد بالولاية الشمالية

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إن «قوات الدعم السريع» استهدفت بالطائرات المسيّرة قيادة «الفرقة 19 مشاة» ومطار وسد مروي في الولاية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مَن هم زبائن الورد في مصر؟

ترتبط محال الورد بالأعياد والطقوس الاحتفالية بشكل كبير (الشرق الأوسط)
ترتبط محال الورد بالأعياد والطقوس الاحتفالية بشكل كبير (الشرق الأوسط)
TT
20

مَن هم زبائن الورد في مصر؟

ترتبط محال الورد بالأعياد والطقوس الاحتفالية بشكل كبير (الشرق الأوسط)
ترتبط محال الورد بالأعياد والطقوس الاحتفالية بشكل كبير (الشرق الأوسط)

في واحدة من أشهر جمل فيلم «أحلى الأوقات» (إنتاج 2004)، قالت بطلة الفيلم «يسرية» لزوجها بلهجة احتجاجية لا تحتمل المُواربة: «عايزة ورد يا إبراهيم»، لتترك الزوج في حيرة من هذا الطلب «الرومانسي» الجديد والمُباغت، فيبدأ للمرة الأولى زيارة محلات الورد لشراء باقة لزوجته، ولا ينسى أن يشتري «الكباب» المشوي الذي يظل يرى أنه أكثر رومانسية من الورد.

ولا تبدو تلك الأسباب «الدرامية» في السينما بعيدة عن يوميات «الرومانسية» في الواقع، التي تأتي في مقدمة أسباب شراء الورد، وهو ما يمكن رصده بشكل كبير من خلال الحديث مع باعة أكشاك الورد، فيقول محمد راشد، بائع في محل بمنطقة الزمالك بالقاهرة: «يرتبط الورد بقصص الحب بشكل كبير، فلدينا الزبون الذي يكتفي بشراء وردة واحدة ليهديها لخطيبته، وصولاً لشراء الباقات الكبيرة في حفلات الزفاف والخطوبة، وكثيراً ما تُرفَق بالباقة بطاقات يكتبها أصحابها إلى المُهدى إليهم الورد، وتكون عادة عبارات حب أو اعتذار وغيرها»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

«عيديات» من فئة 10 جنيهات في باقة ورد (الشرق الأوسط)
«عيديات» من فئة 10 جنيهات في باقة ورد (الشرق الأوسط)

وتشمل حالة الحب تلك باقات الورد المُهداة في عيد الأم، الذي يُعد أعلى مواسم شراء الورد في مارس (آذار) من كل عام. يقول مجدي عبد الحميد، بائع في محل ورد بمنطقة زايد (غرب القاهرة) في كلمته لـ«الشرق الأوسط»: «موسم عيد الأم هو الأعلى لدى باعة الورد في كل عام، ويرتبط كذلك بارتفاع أسعاره، الذي يبدأ تدريجياً في الانخفاض مع بدايات الربيع، ففي عيد الأم يكون الورد هو الهدية الأكثر شعبية، والأكثر انتظاراً بين الأمهات، فهو يحمل إلى جانب جماله وبهجته كثيراً من المحبة ومشاعر الامتنان».

تزيين السيارات بالورد من الطقوس الاحتفالية الشهيرة في مصر (الشرق الأوسط)
تزيين السيارات بالورد من الطقوس الاحتفالية الشهيرة في مصر (الشرق الأوسط)

وتصف سماح عبد الله، أم، وعمرها 45 عاماً، سعادتها باستقبال الورد من أبنائها: «صرت الآن أتهادى بالورد في عيد الأم، وأحياناً في عيد ميلادي، وما زلت أقوم أنا وإخوتي بشراء باقة كبيرة منه لوالدتنا في عيد الأم كل عام، فالورد طقس متوارث بشكل كبير، ولا يفقد بهجته»، وتضيف سماح في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هذا العام أحضر لي أبنائي باقة ورد مُرصعة بقطع من الشوكولاته، وهذا ضاعف من مفاجأتها بالنسبة لي».

باقة ورد بمناسبة التخرج في الجامعة (الشرق الأوسط)
باقة ورد بمناسبة التخرج في الجامعة (الشرق الأوسط)

ويعدّ مجدي عبد الحميد أن جانباً كبيراً من مبيعات الورد أصبح يرتبط بفكرة مسايرة «الترندات» و«التقليعات» الجديدة في هذه السوق، ويقول: «تأثرت سوق الورد بشكل كبير بالسوشيال ميديا والتقليعات الجديدة التي جعلت الزبائن تبحث عن تنفيذ باقة ورد بتصميم معين، أو دمج عناصر مختلفة مع الورد كالشوكولاته أو الدُمى، أو كما صار متبعاً منذ سنوات في الأعياد؛ حيث صرنا نضع النقود الورقية (العيديات) بشكل مبتكر وسط باقة الورد، التي صارت شكلاً جديداً في هدايا زيارة بيت العروس في العيد، أو هدية من أب لأبنائه؛ حيث تقدم العيدية بشكل غير تقليدي».

«العيديات» في قلب باقات الورد (الشرق الأوسط)
«العيديات» في قلب باقات الورد (الشرق الأوسط)

ويحتفظ مجدي كرم، صاحب محل لبيع الورد بمنطقة الدقي (محافظة الجيزة)، بالورد في ثلاجة تبريد مخصصة داخل محله: «الورد عمره قصير، ويحتاج إلى درجة من البرودة، خصوصاً الأنواع الحساسة منه مثل الليليوم والروز»، ويقول «عم مجدي»، كما يطلق عليه الزبائن: «هناك زبائن دائمون للورد، يحرصون على شرائه أسبوعياً، ويقومون بتغييره باستمرار في مزهريات بيوتهم، وهم ينتمون للفئة العمرية الأكبر في السن، وهؤلاء يفضلون أنواع الورد التقليدي، منها عصفور الجنة والزنبق والبلدي، وهناك زبائن موسميون، يزورن محلات الورد في المناسبات مثل الأعياد، خصوصاً عيد الحب وعيد الأم، أو لاصطحابه في زيارة مريض بالمستشفى، أو زيارة لأحد الأصدقاء في البيت، وكذلك هناك المجاملات الاجتماعية كالتهاني في المناسبات المختلفة، ومنها حفلات التخرج في الجامعة، وفي الأغلب فإن الورد البلدي الأحمر، يليه الأبيض، هما الأكثر طلباً من الزبائن في مختلف المناسبات»، كما يقول لـ«الشرق الأوسط».

تقليعات جديدة في تنسيق باقات الورد (الشرق الأوسط)
تقليعات جديدة في تنسيق باقات الورد (الشرق الأوسط)

ويضيف: «من المناسبات الأكثر بهجة هي تزيين سيارة الزفاف؛ حيث يأتينا العريس بسيارته ونقوم بتزيينها بباقات الورد، وكذلك الأشرطة الملونة، أحياناً يطلب منا العريس تصميماً معيناً لتزيين السيارة، وأحياناً أخرى يترك لنا تلك المهمة، وتختلف تكلفة هذا الأمر حسب كمية الورد المستخدمة، فقد يكتفي بباقة ورد واحدة في مقدمة السيارة، أو أن تكون مرصعة بالكامل بالورد؛ لذلك فتكلفته قد تتراوح من 300 إلى 3 آلاف جنيه» (الدولار الأميركي يساوي 51.6 جنيه مصري).

ويتفنن أصحاب أكشاك ومحال الورد في مصر في تنسيق بضاعتهم، وألوانها، وأنواعها، كما يُبرزون أوراق التغليف التي تتراوح خاماتها وكذلك أسعارها، بالإضافة لتوفير صناديق الهدايا التي يفضل بعض الزبائن تنسيق وردهم داخلها بشكل غير تقليدي.

من داخل أحد محال بيع الورد (الشرق الأوسط)
من داخل أحد محال بيع الورد (الشرق الأوسط)

وتختلف أسعار الورد باختلاف أيام العام، كما تختلف أنواعه حسب المنطقة السكنية، كما يقول محمد راشد: «أسعار الورد ترتفع في المواسم بشكل عام، خصوصاً عيدي الحب والأم، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر الوردة البلدي الواحدة هذه الأيام 25 جنيهاً، ولكن هذا السعر يبدأ تدريجياً في الانخفاض خلال الفترة المقبلة، ما يجعل باقة الورد لا تقل في المتوسط عن مائتي جنيه».

تزيين سيارات الزفاف بالورد في الأفراح (الشرق الأوسط)
تزيين سيارات الزفاف بالورد في الأفراح (الشرق الأوسط)

ويضيف: «هناك أنواع من الورد قد يكون من المجازفة أن أقوم بعرضها، لأنها مستوردة ومرتفعة الثمن، ولها زبون محدد؛ لذلك يتم عرضها بشكل أكبر في محلات الورد الكبيرة في مناطق مرتفعة اقتصادياً، فعلى سبيل المثال فإن الفرع الواحد من زهرة الليليوم فوّاحة العطر يبدأ من مائتي جنيه، ما يعنى أن شراء باقة منها قد يصل بالباقة إلى نحو ألف جنيه، وهذا له زبون بمستوى اقتصادي معين، وفي كل الأحوال فإن دورة سلعة الورد قصيرة، ونقوم عادة بتجفيف أوراق الورد الذي لا يُباع، وإعادة تدويره باستخدامه في أغراض تزيينه، أو استخدامه في حفلات العُرس، في محاولة للاستفادة منه ومحاولة عدم إهداره».