ارتباك في «الجونة السينمائي» بعد إلغاء عرض «آخر المعجزات»

مصادر بالمهرجان أكدت البحث عن فيلم آخر لعرضه بحفل الافتتاح

لقطة من فعالية سابقة بمهرجان الجونة (إدارة المهرجان)
لقطة من فعالية سابقة بمهرجان الجونة (إدارة المهرجان)
TT

ارتباك في «الجونة السينمائي» بعد إلغاء عرض «آخر المعجزات»

لقطة من فعالية سابقة بمهرجان الجونة (إدارة المهرجان)
لقطة من فعالية سابقة بمهرجان الجونة (إدارة المهرجان)

رفضت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية في مصر السماح بعرض الفيلم القصير «آخر المعجزات» في افتتاح فعاليات النسخة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي الذي ينطلق (الخميس) ويستمر حتى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما تسبب في حدوث ارتباك بين صفوف منظمي المهرجان، حيث تبحث إدارة المهرجان عن فيلم آخر لعرضه في الافتتاح. وفق ما أكدته مصادر بإدارة المهرجان لـ«الشرق الأوسط».

والفيلم الذي رفضته الرقابة المصرية مأخوذ عن قصة «معجزة» الصادرة ضمن المجموعة القصصية «خمارة القط الأسود» للأديب العالمي نجيب محفوظ، التي نُشرت في نهاية الستينات، ومن إخراج عبد الوهاب شوقي الذي عمل على الفيلم على مدار أكثر من 3 سنوات.

الفيلم، الذي أنتج بشراكة مصرية - سودانية، تدور أحداثه حول «يحيى»، محرر في قسم النعي، يوبخه مديره بعد أن أخطأ في كتابة اسم شيخ صوفي معروف، ويذهب «يحيى» إلى إحدى الحانات هرباً من الموقف، وعندئذٍ يهاتفه الشيخ المتوفى نفسه فجأة طالباً لقاءه، حسب البيان الصحافي الصادر مطلع الشهر الجاري.

الملصق الدعائي للمهرجان (إدارة المهرجان)

وعدّ الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي القرار «تخبطاً يسيء إلى الدولة المصرية»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»: «غياب التعامل الاحترافي من (الرقابة) مع صناع الأفلام خصوصاً أن الفيلم حاصل على التصاريح اللازمة للتصوير ويفترض أن إعلان عرضه في المهرجان جاء بعد تأكد حصوله على تصريح بالعرض»، وفق تعبيره.

وانتقد الشناوي مثل هذه القرارات التي تضع الدولة المصرية في حرج شديد، وفي الوقت نفسه تدفع صناع المهرجان لتجنب الدخول في صدام مع الرقابة بإعلان أسباب غير حقيقية لعدم العرض على غرار «المشكلات اللوجيستية» وغيرها من الأمور التي يعرف الجميع أنها غير حقيقية.

ووصف الناقد المصري محمد عبد الرحمن القرار بـ«غير المفهوم» مع تكراره عدة مرات وترك صناع الأفلام بانتظار الموافقات في اللحظات الأخيرة وعدم شرح أسباب المنع وتفسيرها، معتبراً أن «مثل هذه القرارات تؤدي إلى ارتباك داخل المشهد السينمائي».

وأضاف أن القرار مفاجئ لكون الفيلم الذي مُنع عرضه فيلماً قصيراً ولن يشاهده سوى عدد محدود من الجمهور والنقاد من حضور مهرجان الجونة، وبالتالي لا يوجد ما يستدعي المنع مع استيفاء صناعه الإجراءات المختلفة التي سمحت لهم بالتصوير في مصر، معرباً عن أمله في إصدار الرقابة بياناً يوضح الأسباب التي دفعت إلى إصدار قرار المنع.

ولم تُصدر هيئة الرقابة على المصنفات الفنية أي تعليق على هذه الأنباء، لكنَّ مصادر بالمهرجان أكدت الأخبار التي نشرتها وسائل إعلام مصرية.

وقبل أسابيع ألغى المنتج محمد السبكي عرض فيلمه «الملحد» عقب حصوله على موافقة من الرقابة بالعرض، فيما خرج مخرج الفيلم ماندو العدل، وأعلن صدور قرار «شفهي» بمنع عرض الفيلم في الصالات السينمائية.

وكان يُفترض عرض فيلم «آخر المعجزات» ضمن برنامج العروض الخاصة خارج مسابقة الأفلام القصيرة بالمهرجان، وهو العمل الذي يشهد ظهور غادة عادل ضيفةَ شرف في الأحداث.

الملصق الدعائي للفيلم (الشركة المنتجة)

وتنطلق، الخميس، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجونة بمشاركة أكثر من 73 فيلماً روائياً وتسجيلياً طويلاً وقصيراً من 40 دولة، فيما تضم مسابقته الرسمية 15 فيلماً روائياً طويلاً، مع عرض مجموعة من الأفلام المهمة في عروضها الأولى في المنطقة منها «بذرة التين المقدس» للمخرج الإيراني محمد رسولوف، الذي عُرض في مهرجان «كان» بنسخته الأخيرة وسيكون ممثل السينما الألمانية في جوائز الأوسكار العام المقبل، بالإضافة إلى فيلم «المادة» الفائز بجائزة السيناريو في مهرجان «كان»، وفيلم «الاحتضار» الحاصل على جائزة «الدب الفضي» لأفضل سيناريو في النسخة الماضية من مهرجان «برلين السينمائي».

وسيشهد حفل الافتتاح تكريم الفنان محمود حميدة عن مسيرته الفنية، فيما سيجري إرجاء تكريم الثنائي السينمائي اللبناني جوانا حاجي توما وخليل جريح، لحفل الختام مع وصولهما إلى الجونة بعد أيام من حفل الافتتاح.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.