علاج طويل الأمد يقلل مخاطر الزكام على العين

الزكام قد يسبب التهابات وعدوى تؤثر على الرؤية (مركز نيويورك لانجون هيلث الطبي)
الزكام قد يسبب التهابات وعدوى تؤثر على الرؤية (مركز نيويورك لانجون هيلث الطبي)
TT

علاج طويل الأمد يقلل مخاطر الزكام على العين

الزكام قد يسبب التهابات وعدوى تؤثر على الرؤية (مركز نيويورك لانجون هيلث الطبي)
الزكام قد يسبب التهابات وعدوى تؤثر على الرؤية (مركز نيويورك لانجون هيلث الطبي)

كشفت دراسة أميركية عن أن العلاج طويل الأمد بمضادات الفيروسات، بجرعات منخفضة، يمكن أن يقلل من مخاطر التهابات العين والألم الناتج عن الزكام.

وأوضح الباحثون بمركز «نيويورك لانجون هيلث» الطبي أن هذا العلاج يمكن أن يقلل من مخاطر حدوث التهابات وعدوى قد تؤدي إلى فقدان الرؤية، وقُدمت النتائج، السبت، أمام الاجتماع السنوي لأكاديمية طب العيون الأميركية في شيكاغو.

ويحدث الزكام نتيجة إعادة نشاط فيروس الهربس النطاقي، الذي يسبب جدري الماء لدى الأطفال، بعد أن يظل خاملاً لسنوات في خلايا الأعصاب، ثم ينشط مجدداً لأسباب غير معروفة.

ويؤثر هذا الفيروس بشكل شائع في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، بالإضافة إلى البالغين الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. وينتشر الفيروس عبر مسار العصب مسبباً طفحاً جلدياً مؤلماً في المنطقة الجلدية المرتبطة بالعصب.

ولدى نحو 8 في المائة من أكثر من مليون حالة جديدة تصاب بالزكام سنوياً في الولايات المتحدة، ينشط الفيروس في العصب المسؤول عن الجبهة والعينين؛ مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم «هربس العين النطاقي» الذي يسبب عدوى مؤلمة في العين، مما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية.

ووفق الباحثين، فإن العلاج القياسي الحالي لهربس العين النطاقي يتضمن دورة علاجية من 7 إلى 10 أيام من مضادات الفيروسات، مثل دواء «فالاسيكلوفير»، (Valtrex).

وعلى الرغم من أن هذا العلاج يسهم في تقليل احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة في العين، فإن كثيراً من المرضى ما زالوا يعانون من مضاعفات.

وأُجريت الدراسة الجديدة في 95 مركزاً طبياً في الولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا، وشملت 527 مشاركاً يعانون من هربس العين النطاقي. وخلال الدراسة، استكشف الباحثون تأثير العلاج طويل الأمد بجرعة منخفضة من «فالاسيكلوفير» لمدة عام.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا هذا العلاج شهدوا انخفاضاً بنسبة 26 في المائة في خطر الإصابة بمرض جديد أو تفاقم حالة العين (التهاب القرنية أو التهاب القزحية) بعد 18 شهراً.

كما لوحظ انخفاضاً بنسبة 30 في المائة و28 في المائة في عدد نوبات تفاقم المرض بعد 12 و18 شهراً على التوالي، مقارنةً بالمرضى الذين تلقوا دواءً وهمياً.

وأشار الباحثون إلى أن أهمية نتائج هذه الدراسة تكمن في أنها تقدم أول دليل قوي على فاعلية العلاج طويل الأمد بجرعات منخفضة من مضادات الفيروسات في تقليل مخاطر أمراض العيون المرتبطة بهربس العين النطاقي، مثل التهاب القرنية والتهاب القزحية.

وأضافوا أن هذا النوع من العلاج يمثل خطوة مهمة نحو تحسين رعاية المرضى الذين يعانون من مضاعفات فيروس الهربس النطاقي في العين، وهو ما لم يكن له علاج طويل الأمد مُثبت من قبل.


مقالات ذات صلة

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد تدهور الحالة النفسية (جامعة كولومبيا)

المحتوى السلبي على الإنترنت يزيد الاضطرابات النفسية

كشفت دراسة بريطانية أن الأفراد الذين يعانون تدهور صحتهم النفسية يميلون إلى تصفح محتوى سلبي عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى تفاقم معاناتهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».