«مقعد متحدِّث» للدعم النفسي في بريطانيا

يتميّز بتصميم «الفاصلة المنقوطة» ليقول إنّ القصة لم تنتهِ

ثمة دائماً مَن يُصغي (الجمعية)
ثمة دائماً مَن يُصغي (الجمعية)
TT

«مقعد متحدِّث» للدعم النفسي في بريطانيا

ثمة دائماً مَن يُصغي (الجمعية)
ثمة دائماً مَن يُصغي (الجمعية)

رُكِّب «مقعدٌ متحدِّثٌ» بميناء بريستول في بريطانيا؛ للتشجيع على خوض محادثات تتعلّق بالصحة العقلية، أملاً في الحؤول دون وقوع حوادث انتحار.

وذكرت «بي بي سي» أنّ جمعية «هوب أغينست سويسايد (الأمل في مواجهة الانتحار)» الخيرية تولّت تركيب المقعد المُصمَّم على شكل «الفاصلة المنقوطة» في علامات الترقيم، إشارةً إلى الوقفة؛ وذلك على رصيف نارو كاي.

وشارك في التمويل، جون مكغي، الذي انتحر نجله عام 2017، وستوضع لوحة تذكارية على المقعد لتخليد ذكراه.

في هذا السياق، قالت مؤسِّسة الجمعية كلير كمب (36 عاماً): «يتميّز المقعد بتصميم الفاصلة المنقوطة، في رسالة رمزية إلى الناجين من الانتحار، ومَن يشعرون برغبة في الإقدام عليه؛ مفادها بأنّ قصتهم لم تنتهِ بعد».

إلى ذلك، تُنظّم الجمعية دوريات حول الميناء، مرات أسبوعياً؛ لتوفير الدعم بمجال الصحة العقلية وجهاً لوجه.

وتابعت كمب، المقيمة حالياً في بريستول: «مهم أن نوفّر الدعم للأفراد، ونكون متاحين عندما تتأزم حال أحدهم، فنحاول مساعدته، والحؤول دون فقدان الأرواح»، مضيفةً: «ما نحاول إنجازه مجرّد إلقاء تحية على شخص ما، أو أن نُظهر ودّاً وتعاطفاً تجاهه، وننصت إليه؛ الأمر الذي قد يخلق اختلافاً هائلاً بصحته العقلية».

ومن المتوقَّع تحوُّل المقعد مكاناً مفضّلاً لأشخاص يكابدون مشكلات تتعلّق بالصحة العقلية، ما تشجّع سواهم على استيعاب الهدف منه، والتوقّف عن طرح أسئلة مستمرّة على الآخرين حول إذا ما كانوا على ما يرام.

وأوضحت كمب أنّ المبادرة «تتماشى تماماً مع هدفنا النهائي، وهو دفع المجتمع نحو العودة إلى الحديث، الأمر الذي سيُسهم في تحسين الصحة العقلية ومنع الانتحار».

ومن المقرّر أن يضم المقعد أرقام هواتف لخطوط ساخنة لمكافحة الانتحار.

من جهته، عبَّر مكغي عن اعتقاده بأنّ الجمعية الخيرية «خلقت اختلافاً حقيقياً» في دعم الصحة العقلية على مستوى بريستول. وقال: «إنها مصدر إلهام، وآمل أن يوفّر مقعد الفاصلة المنقوطة الدعم للمجتمع، تماماً كما يفعل الفريق».

ومن بين المساهمين، أيضاً، كريغ هاموند، وهو رجل أعمال محلّي متطوّع في الجمعية، فقال: «لولا الفرصة التي نلتها لأصمد، والأشخاص الذين وقفوا بجانبي بصبر، لما كنتُ هنا اليوم».

وأضاف: «لا يتطلّب الأمر سوى شخص واحد لإحداث فرق، وأنا ملتزم بأن أكونه لآخر محتاج».

أما كمب، فتعهّدت أنه إذا استُخدِم المقعد على نطاق واسع، فستبحث الجمعية الخيرية في مسألة تثبيت مقاعد أخرى مشابهة.


مقالات ذات صلة

كتلة من الذهب بوزن رجل بالغ

يوميات الشرق «الغريب المرحَّب به» (مواقع التواصل)

كتلة من الذهب بوزن رجل بالغ

عُثر على ما وُصف بـ«أكبر كتلة من الذهب في العالم»، يعادل وزنها وزن رجل بالغ، وقد عُدَّت حلماً لأي عامل في منجم ذهب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الهاجري تشارك في موسم رمضان المقبل (حسابها على «إنستغرام»)

شجون الهاجري لـ«الشرق الأوسط»: الدراما العربية تحتاج إلى الجرأة

قالت الفنانة الكويتية شجون الهاجري، إن الدراما العربية تحتاج إلى الجرأة في مناقشة الأفكار.

«الشرق الأوسط» (الشارقة (الإمارات))
صحتك المشي القصير لمدة 10 ثوانٍ فقط قد يكون مفيداً للصحة (رويترز)

دراسة: المشي لمدة 10 ثوانٍ فقط يحسن الصحة

أشارت دراسة جديدة إلى أن المشي القصير لمدة 10 ثوانٍ فقط قد يكون مفيداً للصحة.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق نقيب أصحاب الصيادلة جو سلّوم (فيسبوك)

لبنان: تزايد على طلب الأدوية المهدئة ونقص في تأمينها

يتحدّث نقيب الصيادلة في لبنان، جو سلّوم، لـ«الشرق الأوسط»، عن نسبة تهافت مرتفعة على طلب الأدوية المهدئة. ويضيف: «نحن بالفعل نلحظ ذلك في ظل الحرب والاضطرابات».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الطلب على المياه العذبة سوف يتجاوز العرض بنسبة 40 في المائة بحلول نهاية العقد (رويترز)

أزمة المياه العالمية تُعرض نصف إنتاج الغذاء للخطر

حذّر خبراء من أن أكثر من نصف إنتاج العالم من الغذاء سيكون معرضاً للخطر خلال السنوات الخمس والعشرين المقبلة، مع تفاقم أزمة المياه العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نظام إلكتروني لمراقبة نحل العسل وحمايته

النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)
النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)
TT

نظام إلكتروني لمراقبة نحل العسل وحمايته

النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)
النظام يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل (جامعة دورهام)

طوّر باحثون في جامعة «دورهام» البريطانية، بالتعاون مع شركاء دوليين، نظاماً إلكترونياً يُجري مراقبة مستمرّة وطويلة الأمد لمستعمرات نحل العسل.

وأوضحوا أنه يتيح جمع بيانات دقيقة وشاملة حول سلوك النحل وأنشطته، للمساهمة في تطوير استراتيجيات فعالة للحفاظ على نحل العسل؛ وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «ساينتفك ريبورتس».

وتُعدّ مراقبة نحل العسل وحمايته أمراً بالغ الأهمية للبيئة والاقتصاد، للعبه دوراً حيوياً في تلقيح النباتات، مما يسهم في تعزيز إنتاج المحاصيل الزراعية وضمان تنوّع النظام البيئي.

وتسهم هذه الحشرات الصغيرة في تلقيح نحو ثلث المحاصيل الغذائية حول العالم، بما فيها الفاكهة والخضراوات والمكسّرات. ومع تزايد التهديدات التي تُواجه نحل العسل، مثل المبيدات الحشرية، وفقدان الموائل، وأمراض النحل، فإنّ الحفاظ على صحتها ضروري لضمان استدامة الأمن الغذائي والتوازن البيئي.

وطُوِّر النظام المبتكر ضمن مشروع مموَّل من الاتحاد الأوروبي يُعرف باسم «RoboRoyale»؛ يتيح المراقبة على مدار الساعة لنحلات الملكة وتفاعلاتها مع النحلات العاملات.

ويعتمد النظام على استخدام روبوتات مستقلّة وخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدِّمة، تُمكن الباحثين من تحليل ملايين الصور عالية الدقة واستخراج بيانات مهمّة حول سلوك النحل، وهو ما استحال تحقيقه في السابق.

ويجمع النظام الروبوتي بيانات متنوّعة تشمل أنماط حركة الملكة، وسلوك وضع البيض، وتعداد النحل، ونجاح التكاثر، بالإضافة إلى خريطة محدَّثة باستمرار لمحتويات قرص العسل. وتتيح هذه المقاربة الشاملة فهماً أعمق لتنظيم مستعمرات النحل بشكل ذاتي.

وكشفت النتائج الأولية عن معلومات مذهلة تتعلّق بسلوك النحل، إذ اكتشف الفريق أنّ نحلة الملكة تقطع نحو 1.5 كيلومتر داخل الخلية شهرياً، عبر قرصين من العسل بقياس 42x33 سم. والأكثر دهشة هو أنّ نحلة الملكة تضع في المتوسّط 187 بيضة يومياً حتى في موسم تناقص عدد النحل في شهر أكتوبر (تشرين الأول).

ووفق الباحثين، يتألّف النظام من كاميرتين عاليتَي الدقة تعملان بشكل مستقل لتتبع نحلة الملكة ورسم خريطة لمحتويات قرص العسل. وباستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء لتجنُّب إزعاج النحل، تمكّن النظام من التقاط أكثر من 100 مليون صورة فردية، وتحليلها، وهو حجم تصعب معالجته يدوياً من العلماء.

وأشار الباحثون إلى أنّ البيانات غير المسبوقة التي يجمعها النظام حول سلوك نحل العسل يمكن أن تُحدث ثورة في فهمنا لهذه الحشرات الاجتماعية المعقَّدة، وتسهم في الحفاظ عليها.

ونوَّه الفريق بأنّ الدراسة تُظهر إمكانات الروبوتات المتقدِّمة والذكاء الاصطناعي في دراسة النظم البيئية المعقَّدة، وأشاروا إلى أنهم يهدفون إلى تطبيق هذه الطرق الرقمية على أنواع أخرى من الحيوانات والنباتات المهمّة، ما قد يُحدث تحوّلاً في مجال البحوث البيئية.