تبرئة طبيب من تهمة القتل رغم موت 163 من مرضاه

بعد عقود على محاكمة آدامز... القضية لا تزال محل نقاش

د.بودكين آدامز في منزله بمدينة إيستبورن (غيتي)
د.بودكين آدامز في منزله بمدينة إيستبورن (غيتي)
TT

تبرئة طبيب من تهمة القتل رغم موت 163 من مرضاه

د.بودكين آدامز في منزله بمدينة إيستبورن (غيتي)
د.بودكين آدامز في منزله بمدينة إيستبورن (غيتي)

«قد تسمح المعايير الصارمة للقانون في بعض الأحيان بأن يتحرك المذنبون بحرية»، كانت هذه كلمات اللورد القاضي باتريك ديفلين، بعد انتهاء محاكمة الدكتور جون بودكن آدامز عام 1957.

وكان قد توفي عدد كبير من المرضى بشكل غير متوقع وهم تحت رعايته، وكان غالبيتهم من النساء الثريات، لكن الغريب أن كثيراً من المرضى قد عدّلوا وصاياهم لإضافة اسم آدامز إلى قائمة المستفيدين.

ومع ذلك، على الرغم من إثارة الأقارب المتشككين الريبة في هذا الأمر، فقد تم في النهاية تبرئة الطبيب من جرائمه، وواصل العيش والعمل في منطقة «إيست ساسكس» بإنجلترا.

مرت عقود على محاكمة آدامز، لكن القضية لا تزال محل نقاش كبير. وبطريقة ما، لا تزال هيئة المحلفين قائمة.

وُلد آدامز عام 1899 في بلدة اندالستاون، التي تبعد 22 ميلاً عن بلفاست في مقاطعة أنتريم بآيرلندا الشمالية. وكان والده صاموئيل واعظاً في كنيسة الإخوة البليموث، بينما كانت والدته ربة منزل. انتقل آدامز لاحقاً إلى مدينة كوليرين، بمقاطعة ديري، ثم درس بجامعة «كوينز» في بلفاست، قبل أن ينتقل إلى ساسكس للعمل. بعد إنشاء عيادة خاصة في «كينت لودج» في إيستبورن، وكان معروفاً بزيارته للمرضى في جميع أوقات النهار والليل، مما قرَّبه من أبناء الطبقات الاجتماعية رفيعة المستوى، الذين كانوا كثيراً ما يتأخرون خارج منازلهم لانشغالهم في أعمالهم بلندن حتى ساعة متأخرة من الليل.

عالج الطبيب الممارس العام أشخاصاً مثل إدوارد كافنديش، دوق «ديفونشاير»، ووزيراً سابقاً في حكومة المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، والسير ألكسندر ماغواير، رجل الأعمال الثري. كذلك عمل عن كثب مع القس المبجل هيوبرت بريزر، والد تيريزا ماي، رئيسة الوزراء السابقة، الذي كان قساً بكنيسة «أوول سينتس» بمنطقة «إيستبورن» بمقاطعة ساسكس.

وحسب تصريح جويل غريغز، أمين «متحف الجريمة الحقيقية» في هاستينغز، ساسكس، لصحيفة «مترو»، «كان آدامز يعطي الناس عقاقير تحتوي على مخدر الأفيون والمسكنات، ويجلس لساعات بالقرب من فراشهم. كان آدامز يشجعهم على تغيير وصاياهم لصالحه، كما ذكرت الصحف في ذلك الوقت. وكانت قائمة مرضاه تقريباً تتكون بالأساس من الأرامل اللاتي يوشكن على الوفاة، وهو ما يكشف اللثام عن كل ما تحتاج إلى معرفته».

بين عامَي 1946 و1956، تُوفي ما لا يقل عن 163 من مرضى آدامز في أثناء الغيبوبة. علاوة على ذلك، ترك 132 شخصاً المال أو متعلقات لذلك الطبيب في وصاياهم.

وفي 23 يوليو (تموز) 1956، اتصل الموسيقيّ الشهير ليزيلي هانسون بشرطة إيستبورن للإبلاغ عن شكوكه ومخاوفه بشأن وفاة صديقته غيرترود هوليت، التي توفيت في أثناء علاجها على يد آدامز.


مقالات ذات صلة

المطاعم اللبنانية تخسر 90 % من حركتها

يوميات الشرق تراجع حركة مطاعم بيروت بنسبة 90 % (فيسبوك)

المطاعم اللبنانية تخسر 90 % من حركتها

إذا ما جلت في وسط بيروت اليوم، التي كانت تعجّ مطاعمها ومحلات السّهر فيها ومقاهيها بروادها، ستُفاجأ بالصّمت الذي يعمّها...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تمتع الآباء والأمهات بحس الفكاهة يساعدهم على بناء علاقات أفضل مع أبنائهم (رويترز)

تمتعك بحس الفكاهة يحسن علاقتك مع أبنائك

أكدت دراسة جديدة أن تمتع الآباء والأمهات بحس الفكاهة يساعدهم على بناء علاقات أفضل مع أبنائهم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعد خليج رنزويك شمال يوركشاير من أفضل الأماكن للعيش (يوركشاير لايف)

سكان قرية بريطانية ساحلية يشكون من «أصحاب المنازل الثانية»

يشعر السكان المحليون بقرية جميلة داخل المملكة المتحدة بالغضب، بسبب إجبارهم على ترك قريتهم، من قِبل السياح الذين يتوافدون على القرية لشراء منازل ثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الرياضة تسهم في تحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن (جامعة ماسترخت)

تدريب عقلي يُحسّن صحة المسنين

أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعتَي برمنغهام البريطانية وإكستريمادورا الإسبانية أن «تدريب التحمل العقلي» يمكن أن يحسِّن الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم (أ.ف.ب)

إذا كنت تشعر بالتعب عند الاستيقاظ يومياً... فاتبع هذه الخطوات

يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي ناموها... فماذا تفعل في هذه الحالة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

المطاعم اللبنانية تخسر 90 % من حركتها

تراجع حركة مطاعم بيروت بنسبة 90 % (فيسبوك)
تراجع حركة مطاعم بيروت بنسبة 90 % (فيسبوك)
TT

المطاعم اللبنانية تخسر 90 % من حركتها

تراجع حركة مطاعم بيروت بنسبة 90 % (فيسبوك)
تراجع حركة مطاعم بيروت بنسبة 90 % (فيسبوك)

تعاني بيروت اليوم، من شلل تام في حركة قطاع المطاعم فيها. في عام 2023 شهد القطاع نمواً ملحوظاً، حيث افتُتح نحو 300 مطعم ومقهى جديداً. ولكن جاءت الحرب لتقلب هذه المشهدية رأساً على عقب، وتكبّد هذا القطاع خسائر فادحة بحيث تراجعت حركته بنسبة 90 في المائة. وبعد أن كان من المتوقّع افتتاح 50 مطعماً ومحلَ سهر ومقاهي مؤخراً، ألغى أصحابها مشاريعهم. وقرّروا تعليق كل نشاطٍ يتعلّق بهذا الموضوع.

بعض تلك المحلات كانت على أهبّة تدشينها فأنهت العمل في ديكوراتها. خسائر بملايين الدولارات تكبدّها هؤلاء، بينهم من عاد أدراجه إلى بلاد الاغتراب بانتظار الفرج، وآخرون قرّروا التمهّل وترك محلاتهم من دون واجهات زجاجية وأثاث، كي يحدّدوا خسائرهم.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يختصر نائب رئيس نقابة المطاعم والملاهي والمقاهي خالد نزها المشهد. «لا داعي للتحدّث أو التّصريح عن حالتنا البائسة اليوم. فالمشهد يحكي عن حاله. بيروت مقفرة لا حركة مطاعم فيها، إنها الأزمة الأسوأ التي نمرّ بها في قطاع المطاعم».

محل «سكاي بار» وسط بيروت استقبل النازحين (فيسبوك)

يشير نزها إلى أن بيروت تفتقد اليوم روّادها وزوّارها، وحدها محلات السناك و«الدليفري» لا تزال إلى حد ما تعمل، فتلبي طلبات نازحين ولبنانيين يخافون الخروج من منازلهم. ويتابع: «يجب ألا ننسى أن بعض تلك المحلات فتحت أبوابها لإيواء النازحين، والأمر لم يُفرض عليهم بتاتاً، بل هم من همّوا وبادروا الى المساعدة. فاللبناني هُجّر لتزداد حالته سوءاً بعد خسارته أمواله في المصارف. لا أرقام محدّدة نملكها اليوم عن خسارتنا في قطاع المطاعم. ولكن يمكننا القول إن تراجعاً هائلاً تشهده حركة المطاعم في بيروت. همّنا الأكبر هو تأمين رواتب الموظفين، لأنهم يعانون حالياً الأمرّين. وبعضهم يعاني من البطالة والتهجير معاً. ونحاول أن نستقدمهم ولو مرة في الأسبوع لنُبقي أجورهم».

وإذا ما قمت بجولة في وسط بيروت اليوم، التي كانت تعجّ مطاعمها ومحلات السّهر فيها ومقاهيها بروادها، ستفاجأ بالصّمت الذي يعمّها. عتمة تسودها وخوف حذر، ومطاعم مقفلة وقطاع مشلول يطبع هذه المرحلة.

ويؤكّد نزها لـ«الشرق الأوسط»: «ندرك أن خساراتنا كبيرة جداً، ولكننا نأمل بأن نعود ونحيي هذا القطاع من جديد. فكما في فترات سابقة مدّ لنا المغترب اللبناني يد العون، كذلك نأمل بعد انتهاء الحرب أن يعود من غادرنا من أصحاب المشروعات. في تلك الفترات اضطر بعضهم إلى بيع أو رهن عقارٍ يملكه ليُسهم في إحياء القطاع. ونأمل تجاوز هذه المرحلة بأقل خسائر ممكنة».

أحد مطاعم بيروت الفارغة من روادها (فيسبوك)

نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي يلتزم الصّمت ولا يردّ على الاتصالات الهاتفية التي ترده. فهو حزين على ما وصل إليه هذا القطاع الذي شهِد ولادات متلاحقة بين أزمة وأخرى. ويعلّق خالد نزها: «غالبية الأماكن من مطاعم و(روف توب) ومقاهي أقفلت. وإذا ما تجوّلنا في مناطق ولو بعيدة إلى حدّ ما عن موقع سقوط الصواريخ، نجدها خسرت زبائنها أيضاً. وكما في الحمراء وفِردان وبدارو ومار مخايل، المناطق على اختلافها تعيش اليوم الحذر ولا حركة مطاعم ومقاهي فيها.

ومن ناحية أخرى تعيش بعض المناطق البعيدة عن بيروت إلى حدٍّ ما حالة طبيعية.

فكما في منطقة المتن الساحلي وأعاليها، كذلك مناطق كسروان وجبيل، هناك تشهد المطاعم والمقاهي زحمة زبائن طوال اليوم. يقول بيار أحد المشرفين على مطعم شعبي في منطقة برمانا: «في بداية الحرب شهدنا تراجعاً ملحوظاً في ارتياد الزبائن إلى المطعم. وكان سبقه حركة راكدة بسبب انتهاء موسم الصيف وعودة المصطافين إلى بيروت. اليوم المشهد تبدّل تماماً، والمطعم عاد يشهد حركة إلى حد ما عادية. وهناك عددٌ من الزبائن يأتونا من بيروت ليلتقطوا أنفاسم في أجواء هادئة، تنسيهم قساوة الحرب ولو لساعات قليلة».

وعمّا إذا كان يواجه قطاع المطاعم نقصاً في المواد الغذائية ومكوّنات الطعام يختم: «لا أبداً، نُحافظ على الوتيرة نفسها في هذا الصدد. فالتوقف عن العمل لعدد كبير من المقاهي والمطاعم يلغي هذه الإمكانية. المكوّنات متوفّرة وننتظر بوادر الفرج لتُصرف في جميع المطاعم وليس في منطقة دون أخرى».