تدريب عقلي يُحسّن صحة المسنين

الرياضة تسهم في تحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن (جامعة ماسترخت)
الرياضة تسهم في تحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن (جامعة ماسترخت)
TT

تدريب عقلي يُحسّن صحة المسنين

الرياضة تسهم في تحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن (جامعة ماسترخت)
الرياضة تسهم في تحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن (جامعة ماسترخت)

أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعتَي برمنغهام البريطانية وإكستريمادورا الإسبانية، أن «تدريب التحمل العقلي» يمكن أن يُحسّن الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن.

وأوضح الباحثون أن هذا التدريب يُحسّن الانتباه والوظائف الإدراكية، بالإضافة إلى التحمل البدني، وأداء تمارين المقاومة. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Psychology of Sport and Exercise».

وتدريب التحمل العقلي «BET» هو أسلوب يجمع بين التمارين البدنية والتمارين الإدراكية، وقد طُوّر، في الأصل، لتعزيز قدرة التحمل لدى الرياضيين. ويتضمّن البرنامج جلسات تتألف من تمارين المقاومة وتمارين التحمل، مع إضافة مهام إدراكية مثل حل الألغاز أو التركيز على الأنشطة العقلية قبل ممارسة التمارين البدنية.

ويهدف هذا التدريب إلى تحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن، ما يساعد في تعزيز صحتهم العامة ومقاومتهم الإجهادين العقلي والبدني.

وخلال الدراسة، شملت التجربة 24 امرأة تتراوح أعمارهن بين 65 و78 عاماً، ووُزّعن على 3 مجموعات؛ مجموعة تدريب التحمل العقلي، ومجموعة التدريب الرياضي، ومجموعة ضابطة لم تُمارس أيَّ نوع من التمارين.

وأكملت المجموعتان الأولى والثانية 3 جلسات تدريبية، مدتها 45 دقيقة أسبوعياً على مدى ثمانية أسابيع، تضمنت كل جلسة 20 دقيقة من تدريب المقاومة، و25 دقيقة من تدريب التحمل. في حين كانت جلسات التمرين متشابهة بين المجموعتين، أضافت مجموعة تدريب التحمل العقلي مهمة إدراكية مدتها 20 دقيقة قبل ممارسة التمارين.

وأكملت جميع المشاركات سلسلة من الاختبارات الإدراكية (اختبارات رد الفعل ومطابقة الألوان)، والبدنية (اختبارات المشي، والجلوس، وثنْي الذراعين)؛ لتقييم الأداء في بداية الدراسة ونهايتها.

وأظهرت النتائج أن المشارِكات في مجموعة تدريب التحمل العقلي حققن زيادة بنسبة 7.8 في المائة في الأداء الإدراكي بعد التمرين، مقارنة بزيادة قدرها 4.5 في المائة بمجموعة التدريب الرياضي فقط.

وفيما يتعلق بالأداء البدني، حققت مجموعة تدريب التحمل العقلي تحسناً بنسبة 29.9 في المائة، مقارنة بـ22.4 في المائة لمجموعة التدريب الرياضي فقط، في حين لم يطرأ على المجموعة الثالثة أي تغيير في الأداء.

وأفاد الباحثون بأن تدريب التحمل العقلي قد يكون تدخلاً فعالاً لتحسين الأداءين الإدراكي والبدني لدى كبار السن، حتى في حالات التعب. وقد يكون لذلك تأثيرات كبيرة على تحسين الصحة العامة لهذه الفئة، بما في ذلك تقليل مخاطر السقوط والحوادث. وأضافوا أن تدريب التحمل العقلي يُعدّ وسيلة فعالة لمواجهة التعب العقلي وتأثيراته السلبية على الأداء لدى كبار السن.

وبينما يحتاج الفريق إلى توسيع بحثه ليشمل عيّنات كبرى تضم الرجال والنساء، عدّوا أن هذه النتائج الأولية تُظهر ضرورة تشجيع كبار السن على الانخراط في تدريب التحمل العقلي؛ لتحسين نشاط الدماغ والجسم.


مقالات ذات صلة

مصر تسعى لتقديم «500 ليلة مسرحية» خلال موسم الصيف

يوميات الشرق ختام المهرجان المسرحي (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تسعى لتقديم «500 ليلة مسرحية» خلال موسم الصيف

تسعى مصر لتقديم 500 ليلة عرض مسرحي في موسم الصيف، من خلال عروض أُنتجت بالفعل من فرق المحافظات المختلفة على مستوى الجمهورية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أحلام ورؤى المستشفى يُعرض في متحف بيتليم (مستشفى بيتليم الملكي)

معرض الأحلام والكوابيس في مستشفى للأمراض النفسية

من المقرر أن يجري قريباً عرض أعمال فنية وقصائد لفنانين معاصرين ومرضى سابقين، في إطار معرض يستضيفه مستشفى بيتليم الملكي بلندن، وفق صحيفة «الغارديان» البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يُعدّ الاكتشاف استثنائياً لمنطقة تغيب كنوزها الطبيعية عن انتباه المجتمعات العلمية (البحر الأحمر الدولية)

دراسة ترصد كنوزاً فريدة في سواحل البحر الأحمر بالسعودية

كشفت نتائج إحدى أضخم الدراسات الشاملة للبيئة البرية لسواحل البحر الأحمر في السعودية، عن حقائق علمية مهمة، تشمل اكتشاف أنواع حيوانية ونباتية يرجّح أنها جديدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق ختمت حفلها بأغنية «الأطلال» الخالدة (الشرق الأوسط)

مروة ناجي تستعيد أم كلثوم في خمسينيتها على الشاطئ اللبناني

المطربة المصرية مروة ناجي تُحيي حفلاً في شمال لبنان يُكرّم أم كلثوم ويُدشّن مسرح «سيريناتا فينو».

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق تحايل بالدهون المغليّة على عصور الجليد القاسية (غيتي)

«مصانع الدهون»... سرّ جديد من أسرار البقاء لدى إنسان نياندرتال

كشفت دراسة جديدة عن استراتيجية للبقاء اتّبعها إنسان «نياندرتال» البدائي، إذ إنه كان يستخرج دهن الحيوانات ويتناوله من خلال عملية منظّمة لتحضير الطعام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

البحر الأبيض المتوسط يسجّل موجات حر «قياسية» الشهر الفائت

سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
TT

البحر الأبيض المتوسط يسجّل موجات حر «قياسية» الشهر الفائت

سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)

أعلنت منظمة «ميركاتور أوشن إنترناشونال»، الثلاثاء، أنّ البحر الأبيض المتوسط سجّل موجات حرّ هي الأعلى على الإطلاق خلال شهر يونيو (حزيران)؛ حيث أثرت موجات الحر البحرية، التي بلغت «شّدة قياسية» على 62 في المائة من مساحة سطح البحر.

ووصل متوسط درجة حرارة سطح هذا البحر شبه المغلق الذي ترتفع حرارته بشكل أسرع من بقية المحيطات، إلى 23.86 درجة مئوية في يونيو، متجاوزاً رقمه القياسي السابق في يونيو 2022 والذي بلغ 23.72 درجة مئوية، وفقاً لمنظمة «ميركاتور أوشن إنترناشونال» المشغّلة لخدمة كوبرنيكوس البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي.

وشهد حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله تقريباً (88 في المائة) درجات حرارة أعلى من المتوسط في يونيو، خصوصاً في النصف الغربي منه الذي شهد موجات حر بحرية «قياسية في شدّتها ومدّتها ونطاقها»، وفقاً لبيان صادر عن المنظمة.

وضمن هذه المسافة، تأثّر 62 في المائة من سطح البحر الأبيض المتوسط بموجات حر بحرية في يونيو 2025، فيما يشكّل «أكبر نطاق يتم تسجيله على الإطلاق»، وفق ميركاتور.

وقال عالم المحيطات سيمون فان جينيب، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إنّ «شهر يونيو تميّز بوجود قبة حرارية فوق أوروبا، كان لها تأثير كبير على البحر الأبيض المتوسط مع غياب السحب والرياح وزيادة الإشعاع الشمسي».

ويمكن لموجات الحر البحرية أن تؤدي إلى تأجيج الأعاصير والزوابع، وتدهور النظم البيئية والتسبّب في وفيات جماعية للأنواع البحرية.

وكان النصف الأول من عام 2025 هو الأكثر حرارة على الإطلاق في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتوقعت «ميركاتور» انخفاضاً كبيراً في موجات الحرارة البحرية في هذه المنطقة بحلول 12 يوليو (تموز)، وذلك بفضل الرياح التي من شأنها أن تساعد في تحسّن توزيع الحرارة وصولاً إلى الطبقات العميقة.

أما بالنسبة إلى المحيطات على المستوى العالمي، فقد شهدت هذه السنة ثالث شهر يونيو الأكثر حرارة، بعد شهري يونيو من عامَي 2023 و2024، وفقاً للمنظمة التي أشارت إلى أنّ متوسط حرارة السطح بلغ 20.75 درجة مئوية.

وتأثر خُمس مساحة محيطات العالم بموجات حر بحرية بلغت شدّة عالية في نهاية يونيو.

وتلعب المحيطات دوراً منظّماً للمناخ عبر امتصاص 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية.