رقصات قرود الجيبون تشبه استعراضات البشر

قردة الجيبون (جامعة هاينريش)
قردة الجيبون (جامعة هاينريش)
TT

رقصات قرود الجيبون تشبه استعراضات البشر

قردة الجيبون (جامعة هاينريش)
قردة الجيبون (جامعة هاينريش)

كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة هاينريش الألمانية، بالتعاون مع باحثين من العاصمة النرويجية أوسلو، وباريس في فرن، عن حركات مدهشة وغير معتادة تؤديها إناث قردة الجيبون.

وأوضح الباحثون أن هذه الرقصات تتّسم بأنماط هندسية، وتتشابه مع الاستعراضات البشرية. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Primates».

وقردة الجيبون هي نوع من القردة الصغيرة المعروفة بحركاتها الديناميكية ورقصاتها الفريدة. وتعيش في الغابات الاستوائية بجنوب شرقي آسيا، وتتميز بأصواتها العالية وقدرتها على التنقل بسرعة عبر الأشجار بفضل ذراعيها الطويلتين.

وتُعدّ هذه القردة اجتماعية؛ إذ تعيش في أسراب وتتواصل مع بعضها من خلال الأصوات والحركات. وأظهرت الأبحاث أن رقصات إناث قردة الجيبون تتسم بأنماط حركية واضحة تُشبه الرّقص البشري، مما يدل على وجود تواصل بصري معقّد بينها.

وقد لاحظ زوار حدائق الحيوان هذه الحركات من قبل، حيث تؤدي إناث الجيبون المتوجة الاهتزازات وحركات الأطراف والجذع. وقد شُوهد هذا السلوك، سواء في حدائق الحيوان أم في البرية.

وتناولت الدراسة تفاصيل هذه الحركات، كما ركّز الباحثون على دراسة تسلسل هذه الحركات وإيقاعاتها والظروف التي يجري فيها تنفيذها.

وأظهرت تسجيلات الفيديو، التي حُلّلت في الدراسة، أن جميع أنواع الجيبون المتوجة تؤدي هذه الرقصات بوصفها وسيلة للتواصل البصري المتعمد. كما لاحظ الباحثون أن هذه الحركات تتبع هيكلية معينة، إذ تُنظَّم على شكل مجموعات من الحركات المتكررة صعوداً وهبوطاً، أو يميناً ويساراً، وتتّبع إيقاعاً واضحاً يختلف تعقيده من فرد لآخر.

ورغم وجود أوجه تشابه بين رقصات الجيبون والرقصات البشرية، يعتقد الباحثون أن هذه السلوكيات تطوّرت بشكل مستقل. كما أن رقصات الجيبون فطرية، على الأرجح، في حين تتحدّد رقصات البشر بالثقافة غالباً، وتُرافق عادة الموسيقى أو الغناء، وهو ما لا يحدث في حالة الجيبون.

وقالت الباحثة المشارِكة في الدراسة، الدكتورة كاميلي كواي من معهد جان نيكود بباريس: «تحليلنا لمقاطع الفيديو من حدائق حيوان عدّة يؤكد أن رقصات إناث قردة الجيبون تمثل شكلاً مشتركاً ومتعمداً من التواصل البصري». وأضافت، عبر موقع «يوريك أليرت»، أن الإناث تتأكد، في كثير من الأحيان، من انتباه الجمهور أثناء أدائها الرقصة.

وأشار الباحثون إلى أن سلوك الرقص لُوحظ بالصدفة، لكنه أصبح، الآن، موضوع تقارير من حدائق حيوان عدّة. وتُنفذ هذه الحركات بشكل مقصود من قِبل الإناث الناضجات جنسياً، حيث تُستخدم عادة لجذب الذكور للتزاوج، لكنها تظهر أيضاً في حالات الإثارة غير الجنسية أو الإحباط، وأحياناً عندما تكون هذه الحركات موجهة إلى البشر في حدائق الحيوان.



حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
TT

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)
تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، ممثلة في عدة حفلات لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، يستضيف مسرح معهد الموسيقى العربية حفلاً جديداً لتقديم أعمال الموسيقار الراحل.

ويأتي هذا الحفل ضمن خطة وزارة الثقافة المصرية لإعادة إحياء التراث الفني، حيث تقيم دار الأوبرا برئاسة الدكتورة لمياء زايد، حفلاً تُحييه الفرقة القومية العربية للموسيقى، بقيادة المايسترو حازم القصبجي لاستعادة تراث عبد الوهاب.

وفق بيان للأوبرا المصرية، يتضمن الحفل مجموعة من أعمال الموسيقار، التي تغنى بها كبار نجوم الطرب في مصر والوطن العربي، ومن بينها «لا مش أنا اللي أبكي»، و«يا خلي القلب»، و«سكن الليل»، و«الحب جميل»، و«تهجرني بحكاية»، و«توبة»، و«هان الود»، و«خايف أقول اللي في قلبي»، و«أيظن»، و«القريب منك»، و«كل ده كان ليه»، يقوم بغنائها آيات فاروق وإبراهيم رمضان ومي حسن ومحمد طارق.

وأوضح البيان أن سلسلة حفلات «وهابيات»، والتي تقام بشكل دوري، في إطار دور الأوبرا، تهدف إلى تنمية الذوق الفني في المجتمع، وتعريف الأجيال الجديدة بتراث الرموز الخالدة وروائع الموسيقار محمد عبد الوهاب.

حفل وهابيات لاستعادة أعمال موسيقار الأجيال (دار الأوبرا المصرية)

ويعدّ عبد الوهاب من أهم الموسيقيين العرب، وقد وُلد في حي باب الشعرية الشعبي بوسط القاهرة عام 1898، والتحق بفرق غنائية وموسيقية ومسرحية في بداية القرن العشرين، وعُرف بقربه من فنان الشعب سيد درويش، وشارك في فرقته المسرحية وعمل في مسرحيتي «الباروكة» و«شهر زاد»، وفق المعلومات الببليوغرافية في متحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية.

وعدّ الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي «إحياء التراث وسلسلة (وهّابيات) من الأدوار المهمة التي تقوم بها وزارة الثقافة ممثلة في دار الأوبرا المصرية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التقليد ليس مصرياً فقط، ولكن عربياً وعالمياً، فكبار الموسيقيين العالميين مثل بيتهوفن وباخ وموتسارت يتم استعادة أعمالهم للأجيال الجديدة»، مضيفاً: «هذا التقليد مهم؛ لأن الأجيال الجديدة لا تعرف رموز الغناء والموسيقى، وأتمنى من الأوبرا أن تعيد أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين الموسيقيين، بداية من ميشيل يوسف وأندريه رايدر وفؤاد الظاهري وميشيل المصري، هؤلاء وغيرهم نحتاج إلى الاستماع لأعمالهم ليتعرف عليهم الأجيال الجديدة».

وعمل عبد الوهاب بالغناء والتمثيل إلى جانب التلحين، وغنى له كبار نجوم الطرب من أجيال مختلفة، ومن بينهم أم كلثوم وليلى مراد وفيروز وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وشادية ووردة، وقدم عدداً من الأفلام ذات الطابع الغنائي مثل «الوردة البيضاء»، و«يحيا الحب»، و«يوم سعيد»، و«رصاصة في القلب».

وتابع الناقد الموسيقي أنه «كما يتم إحياء تراث كبار المطربين والموسيقيين مثل عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وغيرهم، أتمنى أيضاً إحياء تراث كبار المؤلفين والموزعين الموسيقيين؛ لأن ما قدموه يعدّ أحد الروافد التي تغذي الروح والوجدان في ظل الصخب الغنائي الذي نعيشه حالياً».

وحصل عبد الوهاب على العديد من الأوسمة والتكريمات، خصوصاً بعد قيامه بتوزيع النشيد الوطني لمصر، كما لحن النشيد الوطني الليبي في العهد الملكي، وحصل على وسام الاستحقاق من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وعلى الجائزة التقديرية في الفنون عام 1971.

يشار إلى أن عبد الوهاب رحل عن عالمنا في 4 مايو (أيار) عام 1991 عن عمر ناهز 93 عاماً، وودعته مصر في جنازة عسكرية؛ تقديراً لقيمته الفنية وإبداعاته التي امتدت على مدى أجيال.