ما أفضل طريقة للتحدث مع طفل يعاني من الألم؟

تصديق ألم الطفل اليوم قد يساعد في تقليل ألمه في المستقبل

ذكريات الطفولة الإيجابية عن إدارة الألم يمكن أن تقلّل من مقدار الألم الذي يشعر به الشخص فعلياً في حياة البالغين (رويترز)
ذكريات الطفولة الإيجابية عن إدارة الألم يمكن أن تقلّل من مقدار الألم الذي يشعر به الشخص فعلياً في حياة البالغين (رويترز)
TT

ما أفضل طريقة للتحدث مع طفل يعاني من الألم؟

ذكريات الطفولة الإيجابية عن إدارة الألم يمكن أن تقلّل من مقدار الألم الذي يشعر به الشخص فعلياً في حياة البالغين (رويترز)
ذكريات الطفولة الإيجابية عن إدارة الألم يمكن أن تقلّل من مقدار الألم الذي يشعر به الشخص فعلياً في حياة البالغين (رويترز)

إن ما نختبره بوصنا أطفالاً له تأثير عميق على صحتنا الجسدية والعقلية بالغين، وغالباً ما تركز الأبحاث على الآثار الضارّة لتجارب الطفولة السلبية التي تزيد من خطر إصابة الشخص لاحقاً بالاكتئاب والقلق، واضطرابات النوم، وأمراض القلب، وحتى الألم المزمن.

ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أيضاً أن التجارب الإيجابية في مرحلة الطفولة يمكن أن يكون لها نفس الفوائد على المدى الطويل، وتشير دراسة جديدة نُشرت في دورية «Pain» الطبية إلى أن رَدّ فعلك عندما يأتي إليك طفل يتألم يُمكن أن يشكّل كيفية استجابته لهذا الإحساس في وقت لاحق من الحياة، وأن تصديقك لصحة مشاعر الطفل في هذه اللحظة قد يساعد في منعه من الإصابة بالألم المزمن في المستقبل.

فكيف تُظهر هذا التصديق؟

التصديق يعني التواصل مع الشخص من خلال كلماتك وأفعالك، بأن وجهة نظره مُهمة ومعقولة ومشروعة، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية.

وبالنسبة لطفل يعاني من الألم (أو طفل يخشى أن يعاني من الألم)، يمكن أن تُظهر التصديق كما يلي:

الاستماع الفعال الذي يبني ثقة الطفل بك.

تسمية المشاعر، مما قد يساعد الطفل على تحديد ما يشعر به (أن تقول على سبيل المثال: «يبدو أنك خائف»).

إضفاء الشرعية على تجربتهم، مما ينمّي ثقة الطفل بنفسه (كأن تقول: «من المنطقي أنك خائف»).

الإشادة بالسلوكيات التكيُّفية التي تعزّز قدرة الطفل على تنظيم انفعالاته (كقول: «أنا معجب بشجاعتك في القدوم إلى العيادة اليوم على الرغم من أنك كنت خائفاً»).

إشراك الطفل في استراتيجية تأقلم صحية، تُعلّمه أنه قادر على اتخاذ خطوات إيجابية من أجل صحته، حتى عندما يكون ذلك صعباً (على سبيل المثال: «لماذا لا نلعب لعبة معاً لإلهائك عن الألم؟»).

كيف يمكن أن يمنع التصديق الألم المستقبلي؟

قد يكون من المُغري تَجاهُل شكاوى الطفل بشأن الإصابات الصغيرة، مثل الخدوش أو الكدمات أو الحقن، فمع تقدُّمنا ​​في السن ومعاناتنا من مستويات أعلى من الألم، يتجاهل معظمنا ما يبدو لنا آلاماً وأوجاعاً بسيطة، وقد يبدو من المعقول محاولة تعليم الطفل أن يفعل الشيء نفسه، لكن بينما لا يزال الأطفال يتعلمون عن الألم، فإن التصديق المستمر لألمهم يبني ثقة الأطفال في تجاربهم الداخلية، ويسمح لهم بتجربة استراتيجيات التكيف الصحية.

ووفق «سيكولوجي توداي»، فعندما يصدق أحد الوالدين أو الطبيب تجارب الطفل «بطريقة تتناسب مع نقاط ضعفه الواضحة»، فإن ذلك يساعد الطفل على الشعور بالقبول، وبناء الاتصال والثقة، وقد يساعد الطفل على تطوير المهارات الأساسية في تنظيم عواطفه.

وبما أن مدى شدة شعورنا بالألم يتأثر جزئياً بتجاربنا السابقة، فإن ذكريات الطفولة الإيجابية عن إدارة الألم يمكن أن تقلّل من مقدار الألم الذي يشعر به الشخص فعلياً في حياة البالغين.


مقالات ذات صلة

«اليونيسيف»: الاتفاق على هدن إنسانية في غزة لإكمال التطعيم ضد شلل الأطفال

المشرق العربي أطباء فلسطينيون يقدمون لقاحات شلل الأطفال في عيادة بمدينة غزة (أ.ف.ب)

«اليونيسيف»: الاتفاق على هدن إنسانية في غزة لإكمال التطعيم ضد شلل الأطفال

قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، الخميس، إنه جرى الاتفاق على هدن إنسانية في غزة لإكمال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك عقوبات الفصل من المدرسة لها آثار نفسية بالغة السوء

عقوبات الفصل من المدرسة لها آثار نفسية بالغة السوء

حذَّرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال AAP في أحدث توصياتها، من الآثار النفسية بالغة السوء لعقوبة الحرمان من المدرسة.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك أطفال اليوم من غير المرجح أن يعيشوا حتى سن 100 عام (رويترز)

دراسة: أغلب أطفال اليوم لن يبلغوا سن الـ100

قالت دراسة علمية جديدة إن أغلب أطفال اليوم من غير المرجح أن يعيشوا حتى سن 100 عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق منذ أكثر من 20 عاماً يعالج المركز مجاناً الأطفال المصابين بالسرطان (مركز سرطان الأطفال في لبنان) play-circle 04:21

ابتسامات «أطفال السرطان» تخرق جدار الحرب في لبنان

من بين المرضى في مركز سرطان الأطفال في بيروت، صغارٌ تهجّروا من بيوتهم بسبب الحرب وآخرون يخشون من انقطاع العلاج، لكنهم جميعاً يحاربون بالبسمة والأمل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق من الذكاء وضع حدود للوقت الذي يقضيه أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي (أرشيفية - أ.ف.ب)

6 نقاط مهمة لتعزيز القوة العقلية لأطفالك

نصائح مهمة يقدمها خبير تولى الاهتمام بقضية القوة العقلية للأطفال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إذا كنت تشعر بالتعب عند الاستيقاظ يومياً... فاتبع هذه الخطوات

يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم (أ.ف.ب)
يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم (أ.ف.ب)
TT

إذا كنت تشعر بالتعب عند الاستيقاظ يومياً... فاتبع هذه الخطوات

يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم (أ.ف.ب)
يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم (أ.ف.ب)

يعاني كثير من الأشخاص التعب والإرهاق عند استيقاظهم من النوم، بغض النظر عن عدد الساعات التي ناموها.

ووفق مجلة «التايم» الأميركية، فقد أشار خبراء الصحة إلى أن هذا الأمر قد يرجع إلى بعض المشكلات الصحية، مثل متلازمة تململ الساقين، والألم العضلي الليفي، والتهاب الدماغ والنخاع الشوكي، ومتلازمة التعب المزمن، وخلل في الجهاز العصبي... أو إلى اضطرابات النوم، مثل فرط النوم، وانقطاع النفس في أثناء النوم... أو إلى تعرض الشخص للإرهاق المفرط.

فماذا تفعل إذا استيقظت متعباً كل يوم؟

تأكد من حصولك بالفعل على قسط كافٍ من النوم:

تقول الدكتورة سونيا شوتز، طبيبة الأعصاب المختصة في طب النوم بـ«جامعة ميشيغان للصحة»: «يعتقد بعض الأشخاص أنهم ما داموا ينامون لمدة تتراوح بين 7 و9 ساعات في الليلة، فإنهم يحصلون على قدر كاف من النوم. لكن هذا الأمر قد يكون غير صحيح».

وتضيف: «في كثير من الأحيان، يحتاج الشخص إلى النوم عدد ساعات أكبر من ذلك الموصى به من قبل الهيئات الصحية العالمية. ولاختبار ما إذا كنت قد حصلت على قسط كافٍ من الراحة، فإنني أقترح تخطي ضبط المنبه في يوم إجازتك ومعرفة مدى تأخر استيقاظك من دونه... إذا وجدت أنك نمت لمدة طويلة بعد موعد المنبه، فهذه إشارة إلى أن جسمك يحتاج إلى راحة؛ لأنك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم عادةً».

انتبه إلى الأدوية التي تتناولها يومياً:

يمكن أن يكون لبعض الأدوية، مثل تلك التي توصف لعلاج الأرق، تأثيرات مشابهة لتأثيرات شرب الكحول، حيث تؤدي إلى الخمول الصباحي، وفقاً لما أكدته خبيرة النوم الدكتورة لوسيندا باتمان.

وأضافت: «إذا كنت تتناول دواءً ضرورياً يجعلك تشعر بالنعاس في الصباح، فاسأل طبيبك عما إذا كانت هناك طريقة لتقليل الآثار الجانبية لهذا الدواء».

قلل من استهلاك الكافيين:

يؤكد خبراء الصحة على ضرورة التقليل من استهلاك الكافيين يومياً إذا كان الشخص يعاني من صعوبات في النوم أو تعب عند الاستيقاظ، مشيرين إلى ضرورة عدم شرب أكثر من 3 أكواب من القهوة أو الشاي يومياً، وتجنب هذه المشروبات لما لا يقل عن 3 ساعات قبل موعد النوم.

تجنب استخدام الهاتف قبل النوم:

كشفت دراسات سابقة عن أن استخدام الهاتف قبل النوم يؤدي إلى الأرق وخلل في هرمونات الجسم؛ الأمر الذي يزيد من الشعور بالتعب والارهاق عند الاستيقاظ.

انتبه إلى أجواء الغرفة:

يقول الخبراء إن النوم في غرفة باردة ومظلمة وهادئة يساعد في استرخاء الجسم ليلاً، وفي حصول الشخص على نوم هادئ ومريح؛ مما يدعم شعوره بالحيوية والنشاط عند الاستيقاظ.