الذكاء الاصطناعي والإنتاج الافتراضي... نقاش تحوّلات صناعة الأفلام في الرياض

«منتدى الأفلام السعودي» يستشرف مستقبل السينما بمشاركة خبراء عالميين

‎⁨«تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام» قدّمها أندري كوزيكوف (هيئة الأفلام)
‎⁨«تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام» قدّمها أندري كوزيكوف (هيئة الأفلام)
TT

الذكاء الاصطناعي والإنتاج الافتراضي... نقاش تحوّلات صناعة الأفلام في الرياض

‎⁨«تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام» قدّمها أندري كوزيكوف (هيئة الأفلام)
‎⁨«تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام» قدّمها أندري كوزيكوف (هيئة الأفلام)

ناقش خبراء عالميون متخصّصون في التقنية وصناعة الأفلام مستقبل السينما في عصر الذكاء الاصطناعي والواقع المعزِّز، وتقنيات الإنتاج الافتراضي، وما تحمله هذه التحوّلات من أبعاد، وذلك في «منتدى الأفلام السعودي» الذي أُقيم في العاصمة الرياض، وامتد على 4 أيام حتى مساء السبت، وابتعدت نسخته الثانية عن الموضوعات التقليدية، لتعبُر نحو استشراف مستقبل هذه الصناعة.

إذ شهدت جلسة «تأثير ثورة الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في صناعة الأفلام» حضوراً كبيراً ممَن أبدوا اهتماماً وتفاعلاً مع الجديد الآتي، خصوصاً مع الخبرة الواسعة للمتحدّثين في هذا المجال؛ وهم: المديرة التنفيذية لشركة «Technicolor Group» المتخصّصة في مجال المؤثرات البصرية كارولاين باروت، ومؤسِّس «ORI group» الصينية كواين فانج، والرئيس التنفيذي للعمليات في «United Studios» مايكل وولفسون.

حضور كبير في ورشة متخصّصة بأدوات الذكاء الاصطناعي (هيئة الأفلام)

ثورة المحتوى

وأجمع المتحدّثون الثلاثة على أنّ المستقبل للذكاء الاصطناعي بلا تردُّد، مقدّمين مجموعة من التصوّرات لما وصلت إليه صناعة الأفلام من تطوّر هائل. وأكدت باروت أنّ ثمة «ثورة في المحتوى يُنتجه الذكاء الاصطناعي اليوم»، مضيفةً: «منذ أكثر من 100 عام، ونحن نعمل في مجال هذه الصناعة ونروي القصص بشكل عاطفي. السؤال الآن: هل نريد أن نصل إلى جمهور كبير، أم أن نكون متفرّدين ونصل لكل فرد على حدة؟ أعتقد أنّ كلا الأمرين مهم».

وعن جدلية إنْ كان الذكاء الاصطناعي سيستبدل الفنانين، ردَّ وولفسون: «لا شيء يأخذ دور الأفراد القادرين على إنتاج الصور بجودة عالية، لذا أعتقد أنّ الذكاء الاصطناعي سيغيّر طريقة عمل البشر، ولكنه لن يحلَّ بديلاً عنهم». واستشهد بتجربة قادتها شركته بإعطاء 100 شخص، مدّة 30 دقيقة، لإعادة إنشاء الصور عينها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، فظهر التباين في أسلوب كل فرد.

من ورشة «مستقبل صناعة الأفلام... أحدث التطوّرات في الإنتاج الافتراضي» (هيئة الأفلام)

تطبيقات متجدّدة

كما شهدت ورشة «تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام»، التي قدّمها الخبير أندري كوزيكوف، حضوراً كثيفاً اكتظت به القاعة، والأمر عينه في ورشة عمل بعنوان «أدوات الذكاء الاصطناعي» التي قدّمها محسن الخديسي ومراد المزياني ومعاذ قنين؛ فأكدوا خلالها أنّ الذكاء الاصطناعي لا يتوقّف عند عملية صناعة الأفلام على مستوى الجوانب الفنّية فحسب، بل إنّ ثمة تقنيات عدّة تعمل على رفع جودة النصّ والتعليق الصوتي والتصاميم الحركية وغيرها.

تضمّن المنتدى عرض أحدث تقنيات صناعة الأفلام ضمن جلسات عدّة (هيئة الأفلام)

الإنتاج الافتراضي

من ناحية أخرى، برز مفهوم الإنتاج الافتراضي في أكثر من جلسة «ماستر كلاس» خلال المنتدى، الذي يُعدُّ، هو الآخر، من المجالات النامية بشكل سريع؛ فجاءت الأولى بعنوان «مستقبل صناعة الأفلام: أحدث التطوّرات في الإنتاج الافتراضي»، قدّمها الخبير غاري نوريس، والثانية بعنوان «الإنتاج الافتراضي»، قدّمها المتخصّصان جوني سلو ومحمود رهنما.

يُذكر أنّ «منتدى الأفلام السعودي» هو الحدث الأول من نوعه الذي يجمع في المملكة الخبراء والمتخصّصين من صانعي الأفلام، ونخبة من الفنانين والمنتجين العرب والعالميين؛ وضمّ في نسخته الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً، ومؤتمراً متخصّصاً يتضمّن 30 جلسة حوارية، و15 ورشة عمل في مختلف مجالات صناعة الأفلام.


مقالات ذات صلة

فيصل بن فرحان يبحث مع دار وبوريل المستجدات إقليمياً ودولياً

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

فيصل بن فرحان يبحث مع دار وبوريل المستجدات إقليمياً ودولياً

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع إسحاق دار نائب رئيس الوزراء وزير خارجية باكستان، وجوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المستجدات إقليميا

«الشرق الأوسط» (الرياض)
لمسات الموضة نسخة هذا العام ستضيء على إبداع أكثر من 30 دار أزياء سعودية (الشرق الأوسط)

«أسبوع الرياض للأزياء»... 5 أيام تحتفي بالتنوّع والابتكار والتميُّز

ستشهد نسخة هذا العام المُقامة طوال 5 أيام، قائمة متنوّعة من العروض والفعاليات، وستضيء على إبداع أكثر من 30 دار أزياء سعودية، فيستمتع الحضور بتجربة فريدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وماكرون يبحثان جهود خفض التصعيد بالمنطقة

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستجدات الأحداث في المنطقة، والجهود المبذولة لخفض التصعيد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المؤتمر السنوي يناقش مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالعصر الحالي (واس)

«مبادرة مستقبل الاستثمار» تكشف الثلاثاء عن ملامح مؤتمرها السنوي

تكشف مؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء المقبل، عن أبرز ملامح مؤتمرها السنوي الثامن، الذي يقام في الرياض بين 29 و31 أكتوبر الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية صندوق الاستثمارات العامة نفى ما تداولته وسائل إعلام بشأن مباحثاته حول حصة في «دازن» (موقع الصندوق)

«السيادي السعودي» ينفي إجراء مباحثات لشراء حصة في «دازن»

نفى صندوق الاستثمارات العامة السعودي وجود أي مباحثات لشراء حصة بشركة دازن لبث الفعاليات الرياضية المدعومة من الملياردير لين بلافاتنيك.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

الميكروفون الذهبي لـ«العندليب» يجدد التساؤلات حول «ميراث الفنانين»

عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)
عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)
TT

الميكروفون الذهبي لـ«العندليب» يجدد التساؤلات حول «ميراث الفنانين»

عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)
عبد الحليم حافظ في شرفة منزله (أرشيفية)

جدّد إعلان عائلة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ إهداء «الميكروفون الذهبي» الذي غنى به «العندليب الأسمر» في حفله الأخير بسوريا، للمطرب الشاب محمود راتب التساؤلات حول «ميراث الفنانين» وكيفية التعامل معه والاحتفاظ به.

وكان «العندليب الأسمر» قد حصل على الميكروفون الذهبي من إحدى الشخصيات المرموقة عربياً، واستخدمه خلال الغناء في حفله بمعرض دمشق الدولي عام 1976 في واحدة من الحفلات الأخيرة التي أحياها قبل رحيله في العام التالي.

ولا يوجد متحف في مصر يضم مقتنيات عبد الحليم حافظ حتى الآن، بينما توجد متاحف لمقتنيات بعض الفنانين؛ منهم أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وهي المتاحف التي تتضمّن عرض مقتنياتهم، وتشرف عليها وزارة الثقافة مع جهات أخرى.

ويصف الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إهداء الميكروفون الذهبي لمطرب صاعد بـ«الأمر الخاطئ». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن إرث عبد الحليم حال خروجه من أسرته يجب أن يوضع في متحف، ولا يتم التعامل معه بهذه الطريقة»، مشيراً إلى أن «فكرة وجود وجه للشبه بين المطرب الشاب و(العندليب الأسمر) ليست مبرراً على الإطلاق».

وأضاف: «عبد الحليم مطرب لا يمكن مقارنته بأي مطرب آخر حتى مع اختلاف الزمن، وليس من اللائق أن يتم تشبيه مطرب لم يقدم سوى أغنيتين فقط بمطرب له تاريخ فني طويل، واستطاع الاستمرار بغنائه وألحانه بعد 47 عاماً من رحيله»، مشيراً إلى أن الأسرة كان يجب عليها الحفاظ على مقتنياته، وإهداؤها للدولة وليس لأفراد.

في حين يرى الناقد الموسيقي مصطفى حمدي أن «عدم اهتمام الدولة بمقتنيات الفنانين، مثل عدم الحرص على إقامة متاحف لهذه المقتنيات والتسويق لها، أمر يجعل من حق الورثة الاحتفاظ بها، واستثمار تقديمها بالطريقة المثلى».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما قام به شبانة (نجل شقيق عبد الحليم حافظ) بمثابة استمرار لمحاولته استثمار اسم عبد الحليم، وتحقيق مكاسب من ورائه بصفته مَن يتحرك باسم الورثة باستمرار، وبالفعل حصل في السنوات الماضية على مكتسبات كبيرة، وقد يكون لجأ لهذه الخطوة بوصفها نوعاً من الدعاية للمطرب الشاب الذي سيتبناه إنتاجياً؛ لإدراكه أن اسم عبد الحليم قادر على جذب الجمهور».

محمود راتب (حسابه على «فيسبوك»)

ونشرت وسائل إعلام محلية أن علاقة نسب تجمع بين محمد شبانة نجل شقيق عبد الحليم، والمطرب الشاب محمود راتب شقيق زوجته، وهو مَن قام بإنتاج الأغنيتين اللتين قدمهما المطرب الشاب في الفترة الماضية، وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع شبانة وراتب لكن لم تحصل على رد من أي منهما.

وتحرص عائلة عبد الحليم حافظ على فتح منزله باستمرار في ذكرى ميلاده وذكرى وفاته؛ لاستقبال الجمهور الراغب في زيارة منزله بالعقار الكائن بحي الزمالك، والمطل على النيل، وهو المنزل الذي أقام فيه خلال سنواته الأخيرة ولا يزال يتضمّن الأثاث الذي عاش عليه كله.