دعوة لتأسيس مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة

من أهدافه توفير منصة لعرض الأفلام التي تخرجها أو تكتبها نساء من فلسطين

رصد القصص الإنسانية في غزة لا يتوقف رغم الحرب (مهرجان القدس السينمائي)
رصد القصص الإنسانية في غزة لا يتوقف رغم الحرب (مهرجان القدس السينمائي)
TT

دعوة لتأسيس مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة

رصد القصص الإنسانية في غزة لا يتوقف رغم الحرب (مهرجان القدس السينمائي)
رصد القصص الإنسانية في غزة لا يتوقف رغم الحرب (مهرجان القدس السينمائي)

​وجّه الدكتور عز الدين شلح، رئيس مهرجان القدس السينمائي، دعوة لشخصيات فلسطينية وعربية ودولية للمشاركة في الهيئة التأسيسية لمهرجان «غزة الدولي لسينما المرأة»، المقرر أن يعقد دورته الأولى بمدينة غزة خلال الفترة من 26 - 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2025.

واختار شلح هذا التوقيت لعقد المهرجان ليواكب اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية في 26 أكتوبر، الذي شهد انعقاد أول مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس عام 1929، وارتقت فيه 9 شهيدات.

وأوضح مؤسس المهرجان أن «فكرة تأسيس المهرجان تأتي لما للمرأة الفلسطينية من تاريخ نضالي، ولما تعانيه خلال حرب الإبادة الجماعية، فهناك من فقدت أولادها ومن فقدت زوجها ومعيلها، وأصبح لكل سيدة حكاية نود من خلال المهرجان تسليط الضوء عليها».

وأضاف على صفحته بموقع «فيسبوك»: «سنلقي الضوء على قضايا المرأة بشكل عام، ونروي قصص وتجارب النساء الفلسطينيات وتقديم واقعهن وتطلعاتهن من خلال أفلام تبرز قدرة النساء على الإبداع والتأثير».

مشاهدة أفلام مع أطفال فلسطينيين ضمن برنامج العلاج بالفن (مؤسس المهرجان)

وأشار شلح إلى أن المهرجان من ضمن أهدافه توفير منصة لعرض الأفلام التي تخرجها أو تكتبها نساء من فلسطين والعالم العربي ومن كافة دول العالم، وكذلك الأفلام التي يخرجها رجال وتتناول قضايا المرأة.

وقال عز الدين شلح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «إطلاق مهرجان غزة لسينما المرأة فكرة تراودني منذ 3 سنوات، ولم أفصح عنها سوى لبعض المقربين»، مضيفاً: «اليوم وفي ظل الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة وجزء كبير من النساء منذ عام، كان لا بد أن أعلنها؛ لأن كل امرأة فلسطينية لديها قصص تستحق أن تعالج سينمائياً».

وثمّن شلح قيام عدد كبير من الشخصيات السينمائية، فلسطينية وعربية وحتى أجنبية، بالتواصل مع إدارة المهرجان بمجرد الإعلان عنه، وأبدوا رغبتهم في دعمه، وفق قوله.

وحول من يترأس المهرجان قال رئيس «القدس السينمائي»: «نحن على تواصل مع شخصيات نسائية فلسطينية للتباحث في هذا الأمر»، ولفت إلى وجود عدد كبير من السينمائيات الفلسطينيات سيكون لهن تمثيل بأفلامهن في المهرجان الذي سنعلن فريق عمله بمجرد تشكيله.

وعَدّ السينارست محمد عبد الخالق، رئيس مهرجان «أسوان الدولي لأفلام المرأة»، إقامة مهرجان لسينما المرأة في غزة «يعكس تقديراً للدور الكبير الذي تؤديه المرأة الفلسطينية في ظل الحرب التي استهدفت منذ البداية النساء والأطفال».

اللوغو الخاص بمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة (مؤسس المهرجان)

وقال إن هذا المهرجان سيكون الخامس في المنطقة العربية المختص بأفلام المرأة، بعد مهرجانات «سلا بالمغرب» و«بيروت بلبنان» و«الحمامات بتونس» و«أسوان بمصر»، وسيكون إضافة مهمة لهذه المهرجانات، متمنياً أن يكون مهرجان غزة أهمها.

وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «المرأة الفلسطينية تستحق مهرجاناً يوازي نضالها الكبير الذي تحمله تاجاً فوق رأسها»، لافتاً إلى أن «مهرجانات المرأة تهدف لتحقيق المساواة، لكن مهرجان غزة سيكون هدفه التحرر في آخر وأهم قضايا التحرر الوطني، كما أن المرأة الفلسطينية لا تحتاج للمطالبة بالمساواة؛ لأن لها مكانة في مجتمعها أكبر مما هي عليه في أي مجتمع عربي؛ لدورها النضالي المهم، فهذه قضيتها كما هي قضية الشعب كله».

وترى الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «قرار الإعلان عن إقامة المهرجان يعد نوعاً من الشجاعة، متحدياً الحرب، ليؤكد الوجود الفلسطيني ويرد الاعتبار للمرأة الفلسطينية التي تكافح طوال الوقت في إصرار على الحياة رغم محاصرتها بالموت».

وتؤكد موريس لـ«الشرق الأوسط» أن «للمرأة الفلسطينية بوصفها سينمائية دوراً بارزاً في صناعة الأفلام عبر عدد كبير من المخرجات اللاتي قدّمن أفلاماً حققت نجاحاً دولياً، على غرار: مي المصري، ونجوي نجار، وآن ماري جاسر، وغيرهن، كما أن لدى النساء الفلسطينيات كثيراً من الحكايات اللاتي عشن تفاصيلها خلال الحرب وما قبلها، مما يتيح تقديم آلاف الأفلام القصيرة عنها».


مقالات ذات صلة

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بطلات فيلم «انصراف» (الشرق الأوسط)

المخرجة السعودية جواهر العامري استلهمت «انصراف» من أحداث حقيقية

عُرض «انصراف» في كلٍ من أميركا وفرنسا وبريطانيا، في حين شهد «مهرجان القاهرة» عرضه العربي الأول.

انتصار دردير (القاهرة)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».