متحف بنك إنجلترا.. فرصة للتعرف على تاريخ الأوراق النقدية ومستقبلها

جولة تجيب على كل الأسئلة حول الاقتصاد والمال

متحف بنك إنجلترا يقع داخل البنك المركزي في وسط لندن (متحف بنك إنجلترا)
متحف بنك إنجلترا يقع داخل البنك المركزي في وسط لندن (متحف بنك إنجلترا)
TT

متحف بنك إنجلترا.. فرصة للتعرف على تاريخ الأوراق النقدية ومستقبلها

متحف بنك إنجلترا يقع داخل البنك المركزي في وسط لندن (متحف بنك إنجلترا)
متحف بنك إنجلترا يقع داخل البنك المركزي في وسط لندن (متحف بنك إنجلترا)

من عالم العملات الرقمية إلى أهمية العملة الورقية في حياتنا اليومية، ومن الاستدامة إلى التأكد أنه لدينا حرية الاختيار في طرق الدفع.. يجيب متحف إنجلترا في وسط لندن عن أسئلة يطرحها كثيرون، مثل: أين نحن الآن؟ وما هو مستقبل المال؟

مشاهدة السبائك الذهبية القديمة والحديثة (متحف بنك إنجلترا)

يضم المتحف مجموعة كبيرة تتكون من 40 ألف قطعة، تمتد على تاريخ يزيد على 1500عام من الرسوم الكاريكاتيرية السياسية المتعلقة بتاريخ البنك واللوحات الزيتية. ويتيح لك المتحف استكشاف تاريخ بنك إنجلترا، وما يفعله اليوم، والتعرف على سبب بدء الناس في استخدام النقود الورقية، واكتشاف أسرار صعوبة نسخ الأوراق النقدية. كما يمكنك اختبار قوتك من خلال التقاط سبيكة ذهب حقيقية. ويتيح لك المتحف أيضاً التعرف على سبب وجود هذا المبنى فوق أحد أكبر مخازن الذهب في العالم.

تصميمات الأوراق النقدية (متحف بنك إنجلترا)

ومن ضمن الأشياء الطريفة التي ستطالعك خلال زيارتك، معاينة الوثائق المتعلقة بالعملاء المشهورين الذين زاروا بنك إنجلترا، بما في ذلك هوريشيو نيلسون، وجورج واشنطن، ودوقة مارلبورو. ورؤية الفسيفساء الرومانية التي جرى اكتشافها عند بناء البنك عام 1930، والأسلحة المستخدمة للدفاع عنها. وبجانب المعروضات الدائمة فيه، يستضيف متحف بنك إنجلترا معارض مؤقتة تدور حول موضوعات مرتبطة بالاقتصاد وتاريخ المال.

عروض تفاعلية ومناسبة للأطفال (متحف بنك إنجلترا)

وعبر العروض التفاعلية والمناسبة للأطفال، سيتعرف الزوار على المباني التاريخية لبنك إنجلترا، وتصميمات الأوراق النقدية، بالإضافة إلى ما يفعله بنك إنجلترا اليوم، وكيف يؤثر ذلك فيك.

يذكر أن متحف بنك إنجلترا يقع داخل البنك المركزي في وسط لندن، ويضم بين جنباته مجموعة من العناصر المتنوعة المتعلقة بتاريخ البنك واقتصاد المملكة المتحدة منذ تأسيسه في عام 1694، وحتى يومنا هذا.

في البداية، كان الوصول إلى مجموعة المقتنيات لدى البنك عن طريق الحجز المسبق فقط، وكان يتم اصطحاب الزوار عبر أروقة البنك نحو صالة عرض صغيرة. إلا أنه في الثمانينات قرر البنك (بنك إنجلترا ككل) جعل مجموعته متاحة لجمهور أوسع.

في ذلك الوقت، اقتصر عرض المقتنيات على قاعة البنك الدائرية، لكن الخطة سعت إلى توسيع نطاق العرض ليشمل «قاعة سون»، التي أسسها سير هربرت بيكر، مع اعتماد مدخل منفصل في «بارثولوميو لين».

سبيكة ذهب حقيقية متاحة للزوار (متحف بنك إنجلترا)

ومع وضع هذا في الاعتبار، جرى التخطيط لبناء متحف جديد، كان من المقرر افتتاحه عام 1994، بالتزامن مع الذكرى المئوية الثالثة للبنك. ومع ذلك، تسبب حريق اندلع عام 1986 في أضرار جسيمة بالموقع المقترح للمتحف. وتقرر البدء في العمل على المتحف في ذلك الوقت، بدلاً من الشروع في عملية إعادة إصلاح، وإعادة بنائه في وقت لاحق. وجرى تصميم المتحف من قِبَل مؤسسة «هيغينز غاردنر آند بارتنرز» الاستشارية، واستغرق إنجازه 18 شهراً. وبالفعل، افتتحت الملكة إليزابيث الثانية المتحف الجديد عام 1988.

ميزات المتحف الجديد

ـ إعادة بناء مكتب الأوراق المالية، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، وصممه السير جون سون.

ـ احتواء القاعة المستديرة المجددة منطقة عرض مركزية مرتفعة من الذهب، محاطة بـ 12 تمثال «كارياتيد»، تبدو كحراس للذهب.

- نال البنك في عام افتتاحه جائزة تراث المدينة، وجائزة «ستون فيديريشن» للأعمال الحرفية المتميزة.

مساحة متحف بنك إنجلترا تبلغ نحو 10 آلاف قدم مربعة (930 متراً مربعاً)، وتوجد مجموعة مقتنيات واسعة النطاق تتناول تاريخ بنك إنجلترا منذ تأسيسه عام 1694 حتى يومنا هذا.

يقدم المتحف للزوار فرصة لمس وحمل سبيكة ذهب حقيقية (متحف بنك إنجلترا)

ومن أبرز ما يقدمه المتحف للزوار فرصة لمس وحمل سبيكة ذهب حقيقية (99.7 في المائة من الذهب النقي)، توضع داخل صندوق خاص مصنوع من البرسبيكس (بولي ميثيل ميثكريلات). ويجري تحديث قيمة قطعة الذهب يومياً، وعرضها بجانب القطع.

وتتضمن المعروضات الدائمة الأخرى بالمتحف، «معرضاً للأوراق النقدية»، والتاريخ المعماري للبنك، وعرضاً حول الاقتصاد الحديث.

وتركز مجموعة المقتنيات على دور البنك كونه مصنع الأوراق النقدية بالبلاد. وتشكل الأوراق النقدية والعناصر المتعلقة بتصميمها وإنتاجها نحو 30 ألف عنصر من المجموعة، حيث تؤلف الأوراق النقدية نفسها نحو 10 آلاف منها. وتتضمن العناصر الموجودة في مجموعة الأوراق النقدية ما يلي:

ـ أمثلة لكل ورقة نقدية أصدرها البنك على مدار تاريخه.

ـ ألواح الطباعة.

ـ عينات من المواد.

ـ أمثلة على التزوير والتزييف.

المرأة شاركت في تصميم الأوراق النقدية (متحف بنك إنجلترا)

ومن خلال جولة داخل أروقة المتحف، اكتشف قصة بنك إنجلترا من خلال مقتنياته التاريخية الرائعة وأعماله الفنية، التي تشمل علم الآثار، والأوراق النقدية، والعملات المعدنية والأعمال الفنية والنحت، والفنون الزخرفية، والتاريخ الاجتماعي.

هدف البنك بحسب ما كتبه في تقرير له : «لقد اخترنا الأشياء الأكثر إثارة للاهتمام لنعرضها لك عبر الإنترنت. وحتى تتمكن من الاستمتاع بها أينما كنت». ويستكشف المعرض عبر الإنترنت الدور الذي لعبته المرأة في تصميم وإنتاج الأوراق النقدية لبنك إنجلترا. ويحكي كل معرض داخل المتحف جزءاً مختلفاً يتمثل في ظهور صور لأشخاص حقيقيين من الماضي على الأوراق النقدية منذ عام 1970. وظهور أول امرأة في عام 1975 في عالم المال.

اكتشاف أسرار صعوبة نسخ الأوراق النقدية (متحف بنك إنجلترا)

كما يمكنك التعرف على النساء اللاتي تم اختيارهن شخصيات رئيسية. واكتشاف المزيد عن النساء اللاتي ظهرن في الخلفية، وكيف تم عمل التصميمات نفسها وإنشائها.

ويضم المتحف كذلك مجموعة كبيرة من الرسوم الكاريكاتيرية السياسية المتعلقة بتاريخ البنك واللوحات الزيتية. ويتيح لك المتحف استكشاف تاريخ بنك إنجلترا وما يفعله اليوم، والتعرف على سبب بدء الناس في استخدام النقود الورقية.

ويمكنك من خلال هذه الجولة الاستمتاع بمشاهدة السبائك الذهبية القديمة ونظيراتها في السوق الحديثة، والتعرف على قدر كبير من المعلومات عن الأوراق النقدية، والأشخاص الذين جرى الاحتفاء بهم بوضع صورهم عليها. وتتضمن مجموعة بنك إنجلترا من الأوراق النقدية المثيرة للاهتمام، مجموعة مختارة من الأوراق النقدية المزيفة، إضافة إلى الأدلة التي استخدمها موظفو البنك لاكتشافها.

يذكر أن الدخول إلى المتحف والمعرض الذي يستمر طيلة هذا الشهر مجاني، ولا حاجة للحجز المسبق.


مقالات ذات صلة

«اللوفر» يحصّن نافذة استُخدمت في سرقة مجوهرات

أوروبا خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)

«اللوفر» يحصّن نافذة استُخدمت في سرقة مجوهرات

عزّز متحف اللوفر في باريس إجراءات الأمن عبر تركيب شبكة حماية على نافذة زجاجية استُخدمت في عملية سرقة مجوهرات في 19 أكتوبر (تشرين الأول).

«الشرق الأوسط» (باريس )
أوروبا زوار يصطفون قرب الهرم الزجاجي لمتحف اللوفر للدخول (رويترز)

بعد تعليق إضراب العاملين... «اللوفر» يعيد فتح أبوابه مجدداً

أعلنت إدارة متحف اللوفر في باريس، والنقابات المعنية، فتح أبواب المتحف بالكامل أمام الزوار.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا أشخاص يصطفّون لدخول متحف اللوفر (رويترز) play-circle

«اللوفر» يفتح أبوابه جزئياً رغم تصويت موظفيه على تمديد الإضراب

أعلن متحف اللوفر بباريس إعادة فتح أبوابه جزئياً، الأربعاء، رغم استمرار الإضراب، الذي صوّت عليه الموظفون في اجتماع الجمعية العامة خلال وقت سابق من اليوم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا لوحة إعلانية تُشير إلى تأجيل فتح أبواب متحف اللوفر الأكثر زيارة في العالم (أ.ب)

بسبب إضراب... متحف اللوفر في باريس يغلق أبوابه

أغلق متحف اللوفر الشهير بباريس، صباح الاثنين، بسبب إضراب، وفق ما أفاد عناصر أمن، في وقتٍ تواجه المؤسسة العريقة صعوبات منذ عملية السرقة الصادمة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

نفت الحكومة المصرية، السبت، وجود عيوب في تصميم المتحف المصري الكبير، بعد تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف خلال الأيام الماضية.

رحاب عليوة (القاهرة )

«هي»... وثائقي مصري يستدعي سيرة «امرأة ملهمة»

لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)
لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)
TT

«هي»... وثائقي مصري يستدعي سيرة «امرأة ملهمة»

لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)
لقطة من فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)

لم يكن العرض الخاص للفيلم الوثائقي «هي» مثل كل العروض السينمائية المعتادة؛ إذ كان عرضاً استثنائياً لحضور بطلته الحقيقية ووالدتها وصديقاتها وكثير من شهود رحلتها. كما شهده نجوم وصناع أفلام، من بينهم الفنانة إلهام شاهين، والمخرج محمد ياسين، والمنتج هشام سليمان، والموسيقار راجح داود الذي وضع الموسيقى التصويرية. والفيلم كتبه وأخرجه عاطف شكري وأنتجه «المركز القومي للسينما».

يتتبع الفيلم الذي عُرض، الخميس، في دار الأوبرا المصرية رحلة امرأة مُلهمة، تحدّت كل الظروف القاسية، لتحقق نجاحاً في حياتها من فوق كرسي متحرك حتى وصلت إلى رئاسة المركز القومي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يُعنى بشؤون المعاقين.

يبدأ الفيلم الوثائقي بصور من طفولة بطلته إيمان كريم التي وُلدت في عائلة ميسورة، وحظيت بتدليل والديها وبإعجاب مدرسيها في المدرسة الألمانية التي التحقت بها. تتحدث والدتها في الفيلم قائلة إن إيمان تعرضت لحادث وهي بعمر 13 عاماً خلال رحلة عائلية، حين قفزت للسباحة في البحر قفزة قوية فقدت بعدها قدرتها على الحركة، لتخضع لرحلة علاج طويلة بين القاهرة ولندن أكد بعدها الأطباء إصابتها بعجز كلي.

د. إيمان كريم بطلة الفيلم وصاحبة السيرة (المركز القومي للسينما)

وتروي إيمان أنها ظلت 10 أشهر لا ترى من الحياة سوى سقف الغرف فقط، وحين أخبرها الطبيب البريطاني أنها ستقضي فترة تأهيل في أحد المراكز الطبية لتجلس على كرسي متحرك كانت فرحتها كبيرة، بعدما بقيت طويلاً أسيرة سرير المرض.

وعادت إيمان إلى مدرستها لتواصل حياتها ودراستها من على كرسي متحرك، وكلها إصرار على تحدي كل الصعاب، وحققت تفوقاً في المرحلة الثانوية، لتلتحق بالجامعة وتدرس بكلية الآداب، ثم تحصل على الماجستير والدكتوراه في الأدب الألماني، لتصبح أستاذة جامعية، وتمارس نشاطاً لخدمة المجتمع في المدارس ودور الأيتام.

ولعل قصة الحب التي جمعتها بزوجها العميد يسري عبد العزيز كانت أكثر ما أثارت الإعجاب في الفيلم، وهو ضابط بحري تعرض لحادث خلال حرب أكتوبر وأُصيب بشلل نصفي أقعده عن الحركة. ولفت نظرها بشخصيته الآسرة ونشاطه الكبير وثقته بنفسه ومساعدته للآخرين بصفته أحد أبطال الرياضة البارالمبية للمعاقين، وعاشا معاً حياة سعيدة استمرت 20 عاماً حتى وفاته.

وتضمن الفيلم شهادات لصديقات إيمان ومدرساتها وشهادات لمعاقين أسهمت في إخراجهم من حالة اليأس، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي ويحققوا نجاحات مماثلة. وتحدث الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، مؤكداً أن إيمان من النماذج التي بنت نفسها، متمنياً أن يستمد منها الشباب الإلهام ليواصلوا رحلتهم بنجاح.

وخلال ندوة أُقيمت بعد عرض الفيلم قال الموسيقار راجح داود، إنه وافق على تأليف الموسيقى التصويرية للفيلم بحماس كبير، وهذا يرجع إلى حضوره حفلاً لأوركسترا النور والأمل للكفيفات منذ 30 عاماً في فيينا معقل الموسيقى، وفوجئ بالتفوق الكبير للعازفات اللاتي حققن نجاحاً غير مسبوق، تحدثت عنه الصحافة النمساوية، وأنه أراد أن يخرج الطاقة الكبيرة التي عاشها منذ 30 عاماً في هذا الفيلم الذي يقدم إلينا بطلة غير عادية.

جانب من الندوة عن فيلم «هي» (المركز القومي للسينما)

وقالت الفنانة إلهام شاهين إنها تتمنى أن تؤدي شخصية الدكتورة إيمان في فيلم روائي لأنها شخصية ملهمة، فهي تتمتع بقدرات أفضل من الكثيرين، وبدلاً من أن تحتاج إلى من يساعدها أصبحت هي من تساعد الناس وتعلم أجيالاً بتدريسها في الجامعة وتترشح عضوة لمجلس إدارة نادي الصيد، لترعى كل أصحاب القدرات الخاصة. وأكدت إلهام شاهين ضرورة أن يصل الفيلم إلى كل الجمهور.

وذكر المخرج محمد ياسين أن بطلة الفيلم غيّرت مفاهيم البطولة بما لديها من إيمان قوي بقدرتها على تحدي الإعاقة، مشيداً بشغف المخرج بهذا العمل على مدى 3 سنوات، ليقدم إلينا فيلماً تسجيلياً شديد العذوبة والإنسانية.

وأكد المخرج عاطف شكري أنه تعرف إلى بطلة الفيلم مع توليها رئاسة المركز القومي للمعاقين، ولفتت نظره بنشاطها الكبير في عملها رغم الإعاقة، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه حينما علم برحلتها عرض عليها تصوير فيلم تسجيلي عنها، لكنه وجد صعوبة في إقناعها؛ إذ قالت له إنها لا تجد نفسها بطلة وإنها امرأة عادية، فاستمر في محاولات إقناعها حتى وافقت، وأوضح أنه صوّر نحو 8 ساعات اختزلها في المونتاج إلى 52 دقيقة هي مدة الفيلم، وأن الجهد الأكبر كان خلال مرحلة المونتاج، مؤكداً أنه واجه صعوبات كبيرة نظراً إلى ضعف ميزانية الفيلم.

بينما رأى الناقد أحمد سعد الدين أن «بطلة الفيلم تُعد نموذجاً يُحتذى به»، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنها «تعطي أملاً وتمنح طاقة إيجابية للآخرين، وتجعلنا مجتمعاً نغيّر من نظرة التعاطف للمعاقين، وأن نتعامل معهم بوصفهم أصحاب قدرات خاصة». ولفت سعد الدين إلى تميز عناصر الفيلم الفنية تصويراً وإخراجاً وموسيقى عكست مشاعر البطلة.


7 حيل نفسية لمواكبة وتيرة العالم المتسارعة في 2026

التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)
التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)
TT

7 حيل نفسية لمواكبة وتيرة العالم المتسارعة في 2026

التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)
التفاؤل ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسك بالأمل (بيكسلز)

مع اقترابنا من عام 2026، لا تزال وتيرة التغيير التي اعتدنا عليها خلال السنوات القليلة الماضية مستمرة دون أي مؤشرات على التباطؤ بينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه السريع. ويبدو أن حالة عدم اليقين هي الثابت الوحيد، ويبقى التساؤل مطروحاً دائماً: كيف يمكننا التعامل مع هذا المشهد المتغيّر مع الحفاظ على ثباتنا، وهدفنا، وسلامتنا النفسية؟

يقول فيصل حق، خبير في مجال التحول والابتكار، في مقال تحليلي على موقع «سيكولوجي توداي»، إنه من المهم تنمية ممارسات محددة تحمي إنسانيتك، وتُصقل تفكيرك، وتساعدك على البقاء حاضراً في اللحظة حتى مع تسارع وتيرة العالم من حولك، مشدداً على أن هناك سبعة حيل نفسية يمكنك القيام بها الآن للاستعداد لما هو قادم.

1-عزز شجاعتك:

الشجاعة ليست صفة فطرية، بل قدرة تُنمّى بالممارسة. وكما أن رفع الأثقال يُقوّي الجسم، فإن اتخاذ خطوات صغيرة شجاعة يُنمّي شجاعتك.

2-امنح أفكارك وقتاً لتنضج:

يحتاج دماغنا إلى وقتٍ لتكوين روابط غير متوقعة وتطوير فهم حقيقي، وهذا لا يحدث إلا عندما نمنح عقولنا مساحة للتأمل. خصّص وقتاً للمشي أو أي أنشطة أخرى تُبقي عقلك صافياً، تدرب على قول: «ما زلتُ أفكر في ذلك» عندما يسألك أحدهم عن رأيك في أمرٍ مهم.

3-ركز على مهمة واحدة:

عندما نُسرع بإنجاز كل شيء في وقت واحد، نفقد اتصالنا بأنفسنا. اختر مهمة واحدة وركّز عليها تركيزاً كاملاً.

4-استغل تناقضاتك كمصدر إلهام:

أكثر المفكرين أصالةً ليسوا أولئك الذين تخلّصوا من تناقضاتهم، بل أولئك الذين تعلّموا كيف يتعايشون معها. فالمبدعون يمتلكون جوانب متعددة؛ متواضعون وواثقون، مرحون ومنضبطون، انطوائيون ومتعاونون.

مع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي في محاكاة الأصوات والوجوه وأنماط السلوك، يظهر شكل جديد من سرقة الهوية (رويترز)

5-احمِ هويتك الرقمية:

مع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي في محاكاة الأصوات والوجوه وأنماط السلوك، يظهر شكل جديد من سرقة الهوية، وعندما تتصرف نسخة رقمية منك بشكل مستقل؛ فإنها تهدد إحساسك بذاتك وحريتك. كن حذراً فيما تشاركه عبر الإنترنت. افهم حقوقك ودافع عنها.

6 - أعد اكتشاف أهمية عملك:

عندما نعيد اكتشاف غايتنا - أي عندما ندرك أهمية ما نقوم به - يتغير كل شيء. عندها تتحسن صحتنا، وتزداد قدرتنا على التحمل، ونستعيد فخرنا بما نقدمه. استكشف علاقتك الشخصية بالعمل، وتعرف على ما يحفزك حقاً.

7 - اجعل التفاؤل عادة يومية:

التفاؤل هو ممارسة يومية هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسُّك بالأمل. ابدأ كل يوم بممارسة واحدة تُرسّخ ثباتك، مهما كانت بسيطة، اربط أفعالك اليومية بهدف أسمى.

وفي الأخير، يرى حقي أن هذه الممارسات السبع تقدِّم ما هو مطلوب تماماً. لن تقضي على التحديات المقبلة، لكنها ستساعدك على مواجهتها بحضورٍ أكبر ونفسٍ سليمة.


حصاد أفلام عام 2025

من «هجرة» لشهد أمين (بيت أمين برودكشنز)
من «هجرة» لشهد أمين (بيت أمين برودكشنز)
TT

حصاد أفلام عام 2025

من «هجرة» لشهد أمين (بيت أمين برودكشنز)
من «هجرة» لشهد أمين (بيت أمين برودكشنز)

بينما يغزو الذكاء الاصطناعي كل مضارب الحياة حاملاً الوعيد بأن ينصب نفسه بديلاً للعقل البشري، والوعد بأن يتولّى قيادة الإنسان إلى آفاق جديدة ما زالت غير منظورة على نحو كامل، خرج فيلم «فرانكنشتاين» لغييرمو دل تورو ليؤكد أنه يمكن للمرء أن يصنع أعمالاً عضوية لا تعتمد على الـ«AI» ولا تستثمر فيه.

غالبية الأفلام المنتجة إلى اليوم على مستوى العالم لم تستخدم الذكاء الاصطناعي بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، هناك عدد كبير من الإنتاجات الهوليوودية التي استبدلت المهارة الاصطناعية بالموهبة البشرية؛ سعياً وراء استحداث محطات إبهار كثيرة وتقليل التكلفة التي باتت لا تٌطاق. أما ما يجعل «فرانكنشتاين» حالة خاصّة فهو أن استخدام العقل البشري لتحقيقه له علاقة طبيعية بموضوعه.

«فرنكشتين» (نتفلكس)

فرانكنشتاين والسياسة

العالِم فرانكنشتاين كان شخصية خيالية ابتدعتها الكاتبة ماري شيلي (1797- 1851). بدأتها عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها ونشرت سنة 1818. في عمق الرواية قصة العالِم الذي ابتدع وحشاً بشرياً جمع أطرافه من جثث موتى، واستخدم الكهرباء التي يوفرها البرق لبث الحياة فيه. ليس فقط أن هذه الفكرة تواكب ما يحدث من تطوّرات علمية مندفعة لمنح التكنولوجيا وجوداً حياتياً بل هناك أيضاً فعل الندم الذي شعر به العالِم عندما أفلت مخلوقه من كل ضابط وأخذ يشيع الموت والخوف. لذلك هو تحذير لما يقع. فعل يحمل مجازاً واضحاً لا يمكن أن يكون صدفة.

أمسك دل تورو الحكاية من هذه الزاوية وصرف النظر عن سرد الحكاية كما كُتبت وحقق فيلماً منفصلاً عن الأصل إلى حد بعيد. أن يعمد إلى تجاهل التكنولوجيا الحديثة في عملية صنع الفيلم ليس فقط مواكبة لتفعيل الجهد الفني في كل زاوية (من تصاميم الملابس والديكورات إلى أماكن الأحداث مروراً بكل ما تسرده الحكاية) بل هو استعادة القرار الذاتي الذي دفع بالروائية لكتابة قصّتها ودفعه هو لتحديثها مع الحفاظ على الفترة الزمنية لها.

هناك أيضاً معنى سياسي أبعد من ذلك، فالفيلم حَطَّ على شاشات 2025 وسط أوضاع عاصفة تشمل العالم بأسره. من الحروب المشتعلة حولنا إلى نهوض الحركات اليمينية في أوروبا وأنحاء أخرى من العالم، ومن منهج ترمب المتشدد حيال المهاجرين ورغبته في خلق عالم جديد قائم على القوّة المنفردة إلى جنوح العلم في ابتكار البدائل المختلفة للإنسان (ولسواه من المخلوقات أيضاً). في زمن يتسابق فيه العلم لاختراع البديل قرر دل تورو الذهاب إلى الأصل. فيلمه يشمل نقداً للديكتاتورية الجانحة للعلم المعاصر.

أفلام سرقت الاهتمام

السينما في 2025 كانت أكثر جرأة من الأعوام الأخيرة الماضية وعلى أكثر من وجه.

إنه العام الذي قررت فيه السينما الجهر بمواقف لم تُتح لها من قبل، وفي مقدّمة هذه المواقف القضية الفلسطينية التي تمثّلت في أفلام هي «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية، و«فلسطين 36» لآن ماري جاسر، و«كل ما بقي منك» لشيرين دعيبس.

هذه ليست الأفلام الأولى التي طرحت الموضوع الفلسطيني. هذا الموضوع توالت على طرحه أفلام متعددة منذ أن أنجز ميشيل خليفي «الذاكرة الخصبة» سنة 1981، ثم «عرس الجليل» (1987)، ومنذ أن أطلق آخرون أفلاماً عدّة حول هذا الموضوع من بينهم رشيد مشهراوي وإيليا سليمان، كل بطريقته وأسلوبه.

الأفلام الجديدة هذا العام من إخراج نساء. صحيح أن طرزان وعرب ناصر حققا «كان يا ما كان في غزّة» لكن حكايته لا تقع في أتون الأحداث الغزاوية الحاضرة مثل «صوت هند رجب»، ولا تتناول الموضوع الفلسطيني بانورامياً مثل «كل ما بقي منك» و«فلسطين 36». هو، في أفضل حالاته بوصفه فيلماً روائياً، حكاية يمكن لها أن تقع في زمن ما ومكان ما. علاوة على ذلك لم يشهد عروضاً متعددة في موسم الجوائز الحالي.

بينما عمد «فلسطين 36» و«كل ما بقي منك» لمنح المشاهد الغربي خلفية ما يقع اليوم في فلسطين، انتقل «صوت هند رجب» ليتولّى موضوعاً محدداً بطلته تلك الفتاة الصغيرة التي نسمع صوتها ولا نراها. صوتها بطولة مزدوجة فهو صلة الوصل البليغة مع الموضوع بأسره، ومع المشاهدين حول العالم. كون الحكاية حقيقية وثّقها الفيلم عبر استخدام أشرطة الصوت الفعلية كان أقرب إلى رصاصة قنّاص أصابت الموضع الذي هدفت إليه.

لنا أن نلاحظ أن فيلم كوثر بن هنية استخدم التكنولوجيا على صغر حجمه الإنتاجي عبر اعتماده على تلك التسجيلات الهاتفية التي هي السبب وراء ايصال الفيلم إلى مبتغاه. لولاها كان الفيلم سيبدو أقرب إلى حكاية مؤلّفة.

«صوت هند رجب» (مهرجان البحر الأحمر)

التكنولوجيا أيضاً موضوع فيلم الأميركية كاثرين بيغيلو وفيلمها الجيّد «منزل الديناميت» (A House of Dynamite)، ‪. الحكاية هنا متشعبة تدور حول صاروخ عابر للقارات يقترب من مدينة شيكاغو لا يمكن إسقاطه. الفشل في إسقاطه قبل وصوله إلى مدينة شيكاغو يعود إلى بضعة عوامل، منها التكنولوجيا العسكرية والعلمية المتطوّرة، لم تستطع معرفة هويّته، وعندما عرفت تعثّرت خطوات الرد عليه داخل كيانات المؤسسة المختلفة. هذا فيلم مضاد للاعتقاد بأن أميركا محمية بقدراتها. حتى وإن كان هذا الاعتقاد صحيحاً فإن الفيلم مركّب على نحو قد يعكس النقيض بوصفه احتمالاً أساسياً. هو تحذير لفشل محتمل.

الأفضل والأهم

على هذه الخلفية انبرى عام 2025 حاملاً انعكاسات الحياة على أكثر من وجه. هناك وجه استعادة الماضي، كما في «العميل السري» للبرازيلي كليبر ميندوزا فيلو، للتحذير من الحاضر، وهناك وجه نبش ذلك الماضي للمقارنة مع ما قد يقع اليوم، كما في فيلم «معركة وراء أُخرى» لتوماس بول أندرسن. وفيلم «هجرة»، للمخرجة السعودية شهد أمين، الذي بحث عن العلاقة بين تاريخين وقضية، وفي «صراط» للإسباني أوليڤر لاكس لمحاولة فهم عالم خارج هذا الذي نعيشه وانعكاس له في الوقت ذاته.

قبل أن ندلف لقراءة الأفلام التي صنعت هذا العام، لا بد من التذكير أن «الأفضل» و«الأهم» أمران مختلفان. ما نحاوله هنا هو البحث عن تلك الأفلام التي تجمع بين الصفتين. الاختيارات كثيرة (شاهدت 311 فيلماً جديداً هذا العام علماً بأن ما عُرض حول العالم من أفلام جديدة يفوق الـ 700 فيلم) لكن انتقاء ما يؤلف هذه القائمة مهمّة صعبة للغاية (الترتيب أبجدي).

1- أفلام روائية عربية

فيلم «196 متر» (الجزائر)

إخراج: شكيب طالب بن دياب

• قلّما يُثير فيلم تشويق بوليسي إعجاب النقد عموماً، لكن فيلم بن دياب بلغ من الجودة درجة تستوجب اختياره هنا. تدور أحداث الفيلم حول عمليات خطف الأطفال في العاصمة الجزائرية وشراكة بين رجلَي أمن وعالمة نفسية للبحث عن الفاعل. هذا وسط إيحاءات نقد سياسي.

فيلم «صوت هند رجب» (تونس/ فرنسا)

• لم يحدث لفيلم عربي، منذ زمن بعيد، أن ترك تأثيراً كبيراً كما فعل هذا الفيلم. لجانب إنه مصنوع بمهارة تجمع بين الدراما والتوثيق، انحاز الفيلم للمأساة الماثلة حول تلك الفتاة الصغيرة التي جسّدت من دون تمثيل أو صورة لها مأساتها ممتزجة بمأساة أكبر.

«كل ما بقي منك» (ذا ماتش فاكتوري)

فيلم «كل ما بقي منك» (الأردن، الولايات المتحدة)

إخراج شيرين دعيبس

• تختار المخرجة دراما عائلية تسردها عبر ثلاثة أجيال تبدأ في سنة 1948 وتنتهي في الزمن الحاضر. خلال ذلك، وكما هو متوقع من فيلم يعرض تلك الفترات، تنقل دعيبس حياة العائلة بكثير من الدفء والعناية وتعني باللغة الفنية على نحو فعّال كونه لا يسرد الأحداث تبعاً لتواردها بل عبر تداخلها مع الوضع القائم.

فيلم «هجرة» (السعودية)

إخراج: شهد أمين

• فيلم شهد أمين الروائي الطويل الثاني هو حكاية شخصيات في نقطة تحوّل من الماضي وتبعاته إلى المستقبل وغموضه. فيلم طريق لجدّة في طريقها للحج مع حفيدتيها، تفاجأ بأن إحداهما اختفت. تحشد المخرجة لتفاصيل متعددة عن اختلاف الأجيال والأزمنة ومخاطر البحث والبحث عن الهدف.

فيلم «هوبال» (السعودية)

إخراج: عبد العزيز الشلاحي

• إحدى ميزات هذا الفيلم الربط بين ما كانت عليه الحياة في المملكة في مطلع تسعينات القرن الماضي وحاضرها من دون خطابة وبلا علاقة مباشرة، بل بأسلوب واقعي ناقلاً حكاية ذلك الجد الذي ينقل عائلته إلى الصحراء لأن المدينة، في منظوره، فاسدة.

• أفلام مهمّة أخرى

«اغتراب» (مهدي هميلي - تونس)، «غرق»، (زين دريعي - الأردن)، «الفستان الأبيض» (جيلان عوف - مصر)، «فلسطين 36» (السعودية، قطر، فرنسا)، «كلب ساكن» (سارة فرنسيس - لبنان)، «المستعمرة» (محمد رشاد - مصر)، «يونان» (أمير فخر الدين - لبنان، ألمانيا).

2- أفلام روائية أجنبية

«منزل الديناميت» (House of Dynamite) (كاثرين بيغيلو - الولايات المتحدة)

• مع اقتراب صاروخ نووي من الولايات المتحدة تنقلب الاحتمالات رأساً على عقب. ما يؤخر الرد على الهجوم غير معروف المصدر هو ارتباك المؤسسات العسكرية والمدنية، من مركز الاستخبارات إلى رئاسة الجمهورية. كل هذا في فيلم مشدود مثل وتيرة عود.

جوش أوكونور في «العقل المدبر» The Mastermind (آي إم دي بي)

«العقل المدبر» (The Mastermind) (كَلي رايشهارد - الولايات المتحدة)

• حكاية سرقة خطط لها فنان (جوش أوكونور) وسردتها المخرجة رايشهارد بعمق ودراية. على عكس ما يوحي العنوان بطل الفيلم ليس ماهراً إلى حد الإعجاز وخطّة المخرجة هي الحديث عن وحدته (يتمثل ذلك بمشاهد بديعة له وحيداً أو وسط آخرين لا يعرفهم) وعن دوافعه خلال أحداث تقع في الفترة الفيتنامية.

«نمناديو» (NIMUENDAJÚ) (تانيا أنايا - البرازيل)

• فيلم أنيميشن يتمتّع بالجودة في كل تقنياته ومفاداته. حكاية عالم في التاريخ البشري يندمج في حياة إحدى قبائل الأمازون، ويتبنى الدفاع عن مصالحها. تجربة مختلفة في سينما الرسوم وبعيدة عن التقليد.

«لا اختيار آخر» (No Other Choice) (بارك تشان ووك - كوريا الجنوبية)

• القصّة التي يعرضها خيالية لكن أسبابها لها جذور مجتمعية: عاطل عن العمل منذ أن طُرد وآخرين من الخدمة في أحد المصانع يُقدم على قتل آخرين ينافسونه على الوظائف التي يريدها. تشويقي مقتبس عن رواية لمؤلف روايات الجرائم الأميركي دونالد وستلايك.

«معركة وراء أخرى» (وورنر)

«معركة بعد أخرى» (One Battle After Another) (بول توماس أندرسن - الولايات المتحدة)

• استوحى المخرج فيلمه هذا من وقائع تاريخية لكن ليس على نحو مَن يرغب في سرد سيرة أو استعادة حدث. ترك للمشاهد تفسير ما يشاهده في أحداث تقع في السبعينات لكن أصداءها آنية بلا ريب. ليوناردو دي كابريو، وبنيثيو دل تورو، وشون بن، تحت إدارة مخرج يعرف كل تفصيلة مهمّة ويحققها بإمتياز.

«العميل السري» (The Secret Agent) (كليبر مندوزا فيلو - البرازيل)

• كاتب ومثقف أكاديمي هارب من السُلطة خلال حكم العسكر في السبعينات. يصل إلى بلدة صغيرة بغاية الاختفاء، فيفاجأ بأن أهلها يعيشون في خوف دائم. وكما هي عادته يعرض المخرج الوضع الراهن والعالم المحيط بنجاح.

«موعظة إلى الفراغ» (Sermons to the Void) (هلال بيْداروف - أزربيجان)

• فيلم يحمل، بين خصاله المتعددة، فن التجريب وفن الصورة الشعرية وجماليات روحانية. يدور حول رجل يبحث عن الروح في الإنسان والطبيعة. إنجاز تقني نافذ وسينما مختلفة في منوالها عن أي من أترابه.

«خاطئون» (Sinners) (رايان غوغلر - الولايات المتحدة)

• يحمل هذا الفيلم دلالاتٍ ورموزاً عدّة. ويعرض بيئة الأميركيين السود في الثلاثينات، وموسيقى البلوز كما في «الڤامبايرز»، في الوقت الذي تدور حكايته في رحى دراما تشويقية يعمد فيها المخرج إلى خلط أوراق شخصياته في بحثها غير المنتهي عن هوياتها.

«صراط» (ذا ماتش فاكتوري)

«صراط» (Sirat) (أوليڤر لاكس - إسبانيا)

• غرابة هذا الفيلم أنه يبدأ بصوت هادر وصورة يحملها أب إسباني لابنته التي اختفت في المغرب دون أثر. معه في المهمّة ابنه الصغير. ينتقل بهما الفيلم إلى قلب تلك الصحراء بعدما التحقا بفريق من الخارجين عن المجتمع يحاولون الوصول إلى حفلة موسيقية أخرى. ما يحدث مع الجميع وما يحدث مع الأب وابنه لا يمكن وصفه موجزاً. فيلم رائع وسينما حرّة من القوالب تحمل مفاجآت.

«أحلام قطار» (Train Dreams) (كلينت بنتلي - الولايات المتحدة)

رجل عاش وحيداً في جبال ولاية واشنطن، وانتقل من عمل لآخر حتى استقر قاطعاً للأخشاب. هذه قصّة حزينة وهادئة حول الطبيعة داخل رجل، والرجل في الطبيعة. هذا أشبه بدراسة لشخصيات عدّة أبرزها تلك التي يؤديها جورَل إدغرتون بما يناسب المعالجة الفاحصة لحياة معزولة وحزينة.

3- أفلام تسجيلية/ وثائقية عربية وأجنبية

«الأسماك تطير فوق رؤوسنا» (لبنان)

إخراج: ديما الحر

• مناجاة لبيروت عبر شخصيات لم يعد لديها ما تعيش له سوى ذلك البحر.

«2000 Meters to Andriivka» (أوكرانيا)

• معظم ما يصلنا من أفلام الحرب الأوكرانية دعائي. هذا ما يختلف فيه الفيلم رغم إنه أحادي التوجه. معايشة مع فرقة صغيرة في خنادق القتال.

«التحول إلى ليد زبلين» (Becoming Led Zeppelin( (الولايات المتحدة)

إخراج: برنارد ماكماهون

أفضل ما شوهد من أفلام عن فرق الروك في السبعينات. يعرض الفرقة والفترة السبعيناتية مع قدر من النوستالجيا.

«التستر» (Cover- up)

(الولايات المتحدة)

إخراج: لورا بويتراس ومارك أوبنهاوس

• عن الصحافي السياسي سايمور هيرش الذي كشف جرائم الإدارة الأميركية من فيتنام إلى العراق وما بعد.

«ضع روحك على يدك وامشِ» (Put Your Soul on Your Hand and Walk)

(فرنسا)

إخراج: زبيدة فارسي

• فيلم آخر عن فلسطين ومآسيها. الضحية هنا هي المصوّرة فاطمة حسونة، التي مثل بطلة «صوت هند رجب» تموت مقتولة.