علوان: معرض الرياض للكتاب أيقونة ثقافية وأكبر المعارض العربية في مبيعات الكتب

رئيس هيئة الأدب لـ«الشرق الأوسط»: المعرض حقق ريادة سعودية منذ 5 عقود

على مدى عشرة أيام تزين فعاليات معرض الكتاب العاصمة السعودية (هيئة الأدب)
على مدى عشرة أيام تزين فعاليات معرض الكتاب العاصمة السعودية (هيئة الأدب)
TT

علوان: معرض الرياض للكتاب أيقونة ثقافية وأكبر المعارض العربية في مبيعات الكتب

على مدى عشرة أيام تزين فعاليات معرض الكتاب العاصمة السعودية (هيئة الأدب)
على مدى عشرة أيام تزين فعاليات معرض الكتاب العاصمة السعودية (هيئة الأدب)

مع انطلاق النسخة الجديدة من معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر ووكالة محلية وعربية وعالمية، وتقديم برنامج ثقافي غني، جدد هذا الحدث الثقافي المهم، دوره بوصفه منصة لإبداعات أهم المفكرين وكبار الكتاب وأبرز الناشرين، وهو تظاهرة ثقافية وفكرية سنوية بارزة تجسد منذ عقود الإرث الثقافي للسعودية، وريادتها في صناعة الثقافة والنشر، ودعم الإبداع الثقافي.

وقال الدكتور محمد حسن علوان، الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، إن معرض الرياض الدولي للكتاب بات عنواناً للريادة الثقافية للسعودية منذ انطلاقه قبل نحو 5 عقود، لافتاً إلى أنه يحقق سنوياً أعلى عوائد مبيعات للكتب بين معارض الكتاب العربية، بالإضافة لاستقطابه أكبر عدد من الزوار، من داخل وخارج المملكة.

وعدّ الدكتور علوان في حوار مع «الشرق الأوسط» أن معرض الرياض إلى جانب معارض الكتب الأخرى التي تحتضنها المملكة، داعم رئيسي في تحقيق مساعي وزارة الثقافة لتعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الثقافي تصل إلى نسبة 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2030.

وزيرا الثقافة السعودي والكويتي مع الدكتور علوان خلال زيارتهما المعرض (هيئة الأدب)

خمسة عقود من الريادة الثقافية للمملكة

قال الدكتور علوان إن السعودية لطالما كانت مهداً للحضارات، ومنطلقاً للنهضة العلمية والأدبية والفنية، ووجهة رئيسية للعلماء وطلبة العلم من مختلف أرجاء العالم.

وأضاف: «تزهو السعودية اليوم بالمكونات الثقافية والكنوز المعرفية والموروث التاريخي والحضاري الذي تحظى به، مما يرسخ مكانتها ضمن أبرز منارات الثقافة والإبداع العربية والدولية، من خلال جملة من المبادرات التي تتضمن أبرز الفعاليات الثقافية والفنية».

وثمّن الدكتور علوان، الدعم المستمر والاهتمام الكبير وغير المحدود من القيادة السعودية للقطاع الثقافي في المملكة، والمتابعة من أعلى المستويات من الجهات المعنية كافة، وجهود التطوير والتنمية الحثيثة من وزارة الثقافة، موضحاً أن ذلك يؤكد رؤية المملكة لمفهوم الثقافة، وإيمانها العميق بدورها الرئيسي في نهضة الأمم، وتحسين جودة حياة الشعوب، ودعم محاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وقال علوان إن وزارة الثقافة بقيادة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، تلعب دوراً محورياً في صياغة المشهد الثقافي السعودي من خلال الجهود المستمرة التي تبذلها لبناء منظومة ثقافية متكاملة ضمن قطاعات ومجالات الثقافة كافة لتحقيق مستهدفاتها التي تشمل تعزيز الثقافة بوصفها نمط حياة، وتمكين الثقافة من دعم النمو الاقتصادي وتوظيف الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية، والمساهمة في ترسيخ الهوية الوطنية من خلال الثقافة، وتطوير قطاع ثقافي رائد يُمكّن المملكة من إطلاق إمكاناتها الإبداعية وعرض ثقافتها الغنية وتراثها وتقاليدها للعالم.

وحول تقييمه لنمو الحركة الثقافية السعودية، أكد الدكتور علوان أن المملكة شهدت في السنوات الماضية، تنامياً في العمل الثقافي بشكل متزايد وملحوظ، مستشهداً بالزيادة الكبيرة في تأسيس الأندية الثقافية للهواة بنسبة 150 في المائة في العام الماضي، ما يعد مؤشراً واضحاً على ازدهار النشاط الثقافي بين المبدعين ورواد الأعمال الثقافية في المملكة الذين يشكلون نواة الحراك الثقافي، وهي زيادة تواكب النمو الملموس في مختلف مؤشرات وجوانب العمل الثقافي نتيجة الدعم المستمر، بما يعكس انتعاش هذا القطاع الحيوي والمهم.

ترعى السعودية مرحلة ثقافية مزدهرة (هيئة الأدب)

الريادة الثقافية للمملكة

وبالحديث عن أهم الفعاليات الثقافية في المملكة والمنطقة، سلط الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الضوء على معرض الرياض الدولي للكتاب الذي بات عنواناً للريادة الثقافية للمملكة منذ انطلاقه قبل نحو 5 عقود، وأشار إلى أن تنظيم هذا الحدث الثقافي الأهم والأكبر في المملكة والأبرز في المنطقة يأتي ضمن مبادرة «معارض الكتاب» الاستراتيجية التي تسعى الهيئة من خلالها إلى تمكين صناعة النشر والنهوض بالوعي المعرفي والثقافي للمجتمع والارتقاء بجودة الحياة، والإسهام في النمو الاقتصادي الوطني بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».

ويضيف: «تتجلى الأهمية الاقتصادية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، في تحقيقه سنوياً لأعلى عوائد مبيعات الكتب بين معارض الكتاب العربية، بالإضافة لاستقطابه أكبر عدد من الزوار، من داخل المملكة وخارجها».

وخلص علوان إلى أن هيئة الأدب والنشر والترجمة وبدعم من وزير الثقافة تواصل بذل الجهود، وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات للمساهمة في إثراء الحراك الثقافي في المملكة وتحفيز المزيد من شرائح المجتمع على الاهتمام به، مشدداً على أن دعم الثقافة مسؤولية تقع كذلك على عاتق الجميع أفراداً ومؤسسات، ومن خلال تفعيل التعاون المشترك، وتوحيد الرؤية والأهداف، يمكن تخطي مختلف التحديات وتحقيق الاستدامة الثقافية، وتعزيز الريادة الثقافية للسعودية على الصعيدين العربي والعالمي.


مقالات ذات صلة

السعودية تشدد على ضرورة وقف جميع الانتهاكات ضد الفلسطينيين

الخليج آسيا باعكضة لدى إلقائها كلمة السعودية أمام مجلس حقوق الإنسان (وفد المملكة بجنيف)

السعودية تشدد على ضرورة وقف جميع الانتهاكات ضد الفلسطينيين

أدانت السعودية جميع الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء، مجددة رفضها لهذا الواقع المرير.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الخليج وزراء خارجية دول الخليج بعد اجتماعهم الاستثنائي في الدوحة الأربعاء (مجلس التعاون)

دول الخليج تؤكد الوقوف مع لبنان وتحذر من اتساع رقعة الحرب

أكد مجلس التعاون الخليجي خلال الاجتماع الوزاري الاستثنائي بالدوحة، مساء الأربعاء، على وقف النار في غزة بشكل فوري، والوقوف مع «لبنان في هذه المرحلة الحرجة».

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يبعث رسالة لرئيسة المكسيك

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رسالة خطية لرئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم تتصل بعلاقات البلدين وسبل تعزيزها في شتى المجالات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
الخليج الدكتور أحمد بن مبارك لدى لقائه الفريق الركن فهد السلمان في الرياض الأربعاء (تحالف دعم الشرعية في اليمن)

رئيس الوزراء اليمني يعقد في الرياض اجتماعاً عسكرياً وآخر إغاثياً

أعرب الدكتور أحمد بن مبارك، رئيس مجلس الوزراء اليمني، عن امتنانه وشكره العميق للسعودية حكومة وشعبًا على مجمل المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة لبلاده.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الدكتور عبد الرحمن الرسي خلال مشاركته في الاجتماع بالعاصمة واشنطن (واس)

السعودية تجدد موقفها الرافض للتطرف والإرهاب

جددت السعودية موقفها الرافض للتطرف والإرهاب وتمويله بكافة صوره وأشكاله، وأياً كانت دوافعه، وذلك خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة «داعش»، في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أيام القاهرة للمونودراما» يواجه الاكتئاب ويحتفي بقضايا حواء

تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)
تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)
TT

«أيام القاهرة للمونودراما» يواجه الاكتئاب ويحتفي بقضايا حواء

تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)
تكريم الفنان الفلسطيني غنام غنام (إدارة مهرجان أيام القاهرة للمونودراما)

هيمنت مساندة لبنان وفلسطين في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على أجواء افتتاح الدورة السابعة من المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما» الذي انطلق، الثلاثاء، على المسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية، وتستمر فعالياته حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.

ويُقصد بمسرح «المونودراما» العروض التي تعتمد في قصتها على وجود ممثل واحد فقط، وأكدت الفنانة إلهام شاهين، أبرز المكرمين في حفل الافتتاح، أنها «ليست قادرة على الفرح بشكل طبيعي، ونحن حولنا حروب ودمار، ولكن قلوبنا مع فلسطين الحبيبة، التي لم تعد بمفردها تمرّ بظروف صعبة، وإنما لبنان وسوريا والعراق والسودان وليبيا». مضيفة في كلمتها خلال الحفل: «قلوبنا موجوعة، وأتمنى أن يصل صوتنا للعالم كله، فنحن شعوب تنادي بالسلام، ولا ننادي بالحرب».

ومن المكرمين الآخرين الذين تحدثوا في الافتتاح، الفنان الفلسطيني غنام غنام الذي أكد أن «فلسطين حاضرة في المهرجان منذ اللحظة الأولى، وأن دعمها واجب علينا جميعاً»، وفق تعبيره.

من عرض مونودراما الصندوق (إدارة المهرجان)

وشملت قائمة المكرمين أيضاً الفنان المصري هاني رمزي، والدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين ورئيس دائرة السينما والمسرح في بغداد، فيما تأجل تكريم الفنانة المصرية نيللي، والفنان التونسي منير العرقي إلى حفل ختام المهرجان المقرر السبت المقبل.

ويشارك في الدورة الجديدة من المهرجان 25 عرضاً تعكس مختلف التوجهات والمدارس المسرحية الحديثة، منها العرض السعودي «يوميات رجل مهزوم» من إخراج مطر زايد، واللبناني «قوم يابا» من إخراج قاسم الإسطنبولي، والجزائري «علب» من إخراج خيرة بوعتو، والكويتي «وجود» من إخراج نصار نصار، والإماراتي «قطرة» للمخرج سعيد الهرش، والأردني «رحيل» لإياد الريموني، فضلاً عن عرض «ميديا» من اليونان و«سينبوسيس» من إسبانيا.

وعُرضت في حفل الافتتاح مسرحية «الصندوق» من تأليف وإخراج وتمثيل مريم راضي، وهي مشروع تخرّجها في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، قسم تمثيل. ويناقش العمل أزمة المرض النفسي في بعض المجتمعات العربية التي لا تزال تُنظر إليه بوصفه «وصمة عار» و«سبة مجتمعية»، حيث يدعو العرض إلى التعاطف مع المرضى النفسيين وتفهم حالتهم.

تكريم الفنان هاني رمزي (إدارة المهرجان)

كما عُرضت أيضاً مسرحية «ودارت الأيام» التي ترصد أزمة منتصف العمر في نسختها النسائية من خلال زوجة تكتشف عند موت زوجها أنه خدعها وتزوج عليها سراً، وأن جميع تضحياتها على مدار سنوات حياتها الزوجية ذهبت أدراج الرياح، والمسرحية من إخراج فادي فوكيه، وتمثيل وفاء الحكيم.

وتضمّ اللجنة العليا للمهرجان في عضويتها الفنانين: صفية العمري، ولطفي لبيب، وأحمد وفيق، ولقاء الخميسي، وإيهاب فهمي، في حين تتكون لجنة تحكيم المسابقة العامة للمهرجان من الفنان المصري محسن منصور، مدير فرقة المسرح الحديث، والكاتبة السعودية الدكتورة ملحة عبد الله، والدكتور عامر صباح المرزوق، أستاذ الفنون في جامعة بابل العراقية.

بوستر مهرجان «أيام القاهرة للمونودراما» (إدارة المهرجان)

وتقدم الدكتورة ملحة عبد الله الملقبة بـ«عميدة المسرح السعودي» تعريفها الخاص لمسرح المونودراما قائلة إنه «محاكاة لفعل درامي محدّد له طول معين تقوم به شخصية واحدة يقدمها ممثل واحد، وهو يستعرض أزمة الشخصية تجاه نفسها أو تجاه الآخرين من خلال المناجاة مع الذات».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «للمونودراما وظيفة هامة وهي وظيفة المسرح بشكل عام، التي نجدها في النظريات القديمة عند أرسطو، وهي التّطهر؛ أي إحلال المتلقي نفسه مكان البطل، ومن ثمّ يشعر بالراحة العميقة في أنه على أرض الواقع وبعيد عن الخيال، حيث لم يتورط في أزمة البطل حرفياً».

وتابعت: «المتلقي طيلة العرض يتعرض لما أسميه بـ(الانزلاق الوجداني) والتسرب الانفعالي عبر تماهيه الشديد مع الشخصية والحدث على نحو يجعله يتقلّب بين اللذة والكدر، ويمر بمجموعة من التوترات، وهنا تُفرَّغ الطاقة السلبية وشحنة التوتر، فتُحقن رسالة العمل النبيلة والإنسانية تحت جلد المتفرج بشكل غير مباشر».