قد تجد سفينة تاريخية استُخدِمت في نقل المهاجرين ونجوم هوليوود ورؤساء الدول، مرساها الأخير في قاع خليج المكسيك، بعدما وقَّعت مقاطعة فلوريدا اتفاقية مبدئية لتحويلها إلى أكبر حاجز اصطناعي للشعاب المرجانية في العالم.
وتبقى الاتفاقية التي وافق عليها المسؤولون في مقاطعة أوكالوسا على ساحل بانهاندل بفلوريدا، مشروطة بتسوية الوساطة التي فرضتها المحكمة، بعدما أمر قاضٍ بإخلاء السفينة القديمة رصيفها في فيلادلفيا، على أثر نزاع دام سنوات يتعلّق بالإيجار ورسوم الرسوّ.
وتُعدّ السفينة «إس إس» أكبر سفينة ركاب بُنيت على الإطلاق داخل الولايات المتحدة، إلى جانب امتلاكها الرقم القياسي لأسرع عبور عبر المحيط الأطلسي في رحلتها الأولى عام 1952، وفق «أسوشييتد برس».
وقد دخلت في سباق مع الزمن للعثور على مرسى جديد، إذ سارع أنصار الحفاظ على البيئة إلى إيجاد بديل للتخلُّص من السفينة الضخمة، التي يتجاوز طولها 100 قدم (30 متراً) زيادة على «تايتانيك».
أما الحلّ الذي جرى التوصل إليه أخيراً، فهو إغراقها عمداً وإنشاء ما يأمل أنصار هذا الحلّ أن يصبح كوكبة تضمّ أكثر من 500 من الشعاب المرجانية الاصطناعية، مما يجعلها منطقة جذب مميّزة لعشاق الغوص، يمكن أن تدرّ ملايين الدولارات سنوياً في إطار السياحة المحلّية.
وقال مفوض مقاطعة أوكالوسا، ميل بوندر: «نعدُّ فرصة وجود (إس إس)، هنا على شاطئنا، إرثاً يمتدّ لأجيال. أشعر بحماسة لما يحقّقه ذلك لمجتمع الغوص، ومجتمع الصيد، وللمجتمع ككل».
ومن المرجح الانتهاء من صفقة شراء السفينة، التي قال المسؤولون إنها قد تكلّف أكثر من 10 ملايين دولار، خلال أسابيع، في انتظار وساطة المحكمة. ومن المتوقَّع أن تستغرق العملية الطويلة لتنظيفها ونقلها وإغراقها عاماً ونصف العام على أدنى تقدير.
من ناحيتها، صرَّحت رئيسة منظمة «إس إس يونايتد ستيتس كونسرفانسي»، غير الهادفة للربح والمعنيّة بالحفاظ على السفينة، سوزان غيبس، بأنّ «إس إس» كانت مصدر إلهام للملايين حول العالم، بوصفها رمزاً للفخر والتفوّق الأميركيَّيْن. وفور جَعْلها حاجزاً اصطناعياً للشعاب المرجانية، ستتحول مزاراً تاريخياً فوق الماء وتحته.