دفاع فنّي عن ناشطتَيْن لطّختا لوحة فان غوخ بحساء الطماطم

رسالة مفادها بأنه يمكن للفنون تحطيم الأيقونات وأنّ ذلك يحصُل غالباً

تتعدّد أشكال رفع الصوت (غيتي)
تتعدّد أشكال رفع الصوت (غيتي)
TT

دفاع فنّي عن ناشطتَيْن لطّختا لوحة فان غوخ بحساء الطماطم

تتعدّد أشكال رفع الصوت (غيتي)
تتعدّد أشكال رفع الصوت (غيتي)

رأى أكثر من 100 فنان وأكاديمي في مجال الفنّ، أنّ تصرُّف حركة «جاست ستوب أويل» (أوقفوا النفط فحسب) تَوافق مع أخلاقيات الفنون، داعين إلى عدم سجن ناشطتَيْن ألقتا حساء الطماطم على لوحة «دوّار الشمس» لفان غوخ.

ووفق «الغارديان»، لم يحدُث أي تلف أو ضرر للوحة، التي تُعدّ إحدى أشهر لوحات الرسام الهولندي، وتُقدَّر بملايين الجنيهات الإسترلينية، بل مجرّد ضرر بسيط أصاب إطارها.

من المقرَّر الحُكم على فيبي بلامر وآنا هولاند، الجمعة، بعد إدانتهما بتهمة الإتلاف المتعمَّد الإجرامي تعبيراً عن الاحتجاج، وذلك في معرض لندن الوطني بأكتوبر (تشرين الأول) 2022، في إطار حملة «جاست ستوب أويل»، المُناهضة للتغييرات البيئية التي يتسبَّب فيها الإنسان.

وكان القاضي كريستوفر هيهير، الذي أصدر أحكاماً قبل أشهر بالسجن لسنوات على مجموعة من نشطاء الحملة عينها، بسبب محاولة تعطيل حركة المرور على طريق «إم 25»، قد طالبهما «بالاستعداد على المستويين العملي والعاطفي لدخول السجن».

مع ذلك، قال فنانون، من بينهم فيونا بانر، وبيتر كينارد، ولاف سيغا، والممثلة جولييت ستيفنسون، وأكاديميون في مجال الفنون من جامعات «إسكس» و«غولدسميث»، وكلية الملكة ماري، وجامعتَي «نيويورك» و«كوبنهاغن»؛ إنّ هذا الفعل يتماشى مع أخلاقيات الفنون.

وجاء في رسالة نسّقتها منظمة «غرينبيس بريطانيا» المعنيّة بالحملات البيئية، ومجموعة «ليبريت تيت» (حرروا تيت) التي تنظّم حملات مناهضة لتدخُّل صناعة الوقود الحفري في الفنون: «قلقون بوصفنا مبدعين وفنانين ومؤرّخين للفنّ من دفاع المحاكم في أحكامها عن فكرة خاطئة تتعلّق بالنقاء الفنّي».

وجاء في الرسالة: «يمكن للفنّ أن يكون محطِّماً للأيقونات، وهو كذلك في أكثر الأحوال. يجب ألا يتلقّى هؤلاء النشطاء أحكاماً بالسجن لقيامهم بعمل يرتبط تماماً بالمعيار الفنّي».

وأوضح النشطاء أنّ مثل هذا التحطيم للأيقونات لطالما كان جزءاً معترفاً به ضمن ممارسة الفنون لأكثر من 120 عاماً، مستشهدين بأعمال أنصار الحركة الدادية، وغوستاف ميتزغر، وجيك ودينوس تشابمان، وبانكسي، وغيرهم.

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية المُشاركة لمنظّمة «غرينبيس بريطانيا»، أريبا حميد: «نأمل بصدق أن يستمع القاضي بعناية إلى حجج الفنانين. نحن بحاجة إلى التوقّف عن حبس المحتجّين السلميين في سجوننا المكتظّة لمجرّد أنهم دقّوا ناقوس الخطر حيال كوكب مشتعل».

بدوره، علَّق دارين سوتون، من مجموعة «ليبريت تيت»، أنه «عندما بدأت المجموعة التدخّل للاحتجاج على رعاية شركة (بي بي) للنفط لمجموعة قاعات العرض الفنية (تيت) عام 2010، في الوقت الذي اندلعت فيه كارثة التسرُّب النفطي بخليج المكسيك في العام عينه، جرى تجاهل تصرّفنا عندما سكبنا الدبس الذي يشبه النفط على رخام (تيت) الأبيض النقي، وعُدِدْنا دخلاء عديمي الاحترام».

وأضاف: «الآن، بعد مرور 14 عاماً، حقّقت حملتنا مكاسب، ويتنافس مديرو المتاحف وقاعات العرض على تبنّي مواقف قوية تجاه تناول قضية تغيُّر المناخ، وتجنّبت جميع المتاحف، باستثناء واحد، رعاية شركات النفط».

وختم سوتون كلامه: «سيتغيّر ردّ الفعل الأولي على إلقاء الحساء بالتأكيد مع إدراك المجتمع التهديد الذي يُشكله تغيُّر المناخ على أسلوب حياتنا. وسيُعدّ سلوك آنا وفيبي احتجاجاً فنّياً لا يستحق عقوبة السجن».


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.