مصر لاجتذاب المزيد من سائحي شرق أوروبا في الشتاء

عبر الترويج للسياحة الشاطئية والثقافية

السياحة الشاطئية في مصر من عناصر الجذب للوافدين (الشرق الأوسط)
السياحة الشاطئية في مصر من عناصر الجذب للوافدين (الشرق الأوسط)
TT

مصر لاجتذاب المزيد من سائحي شرق أوروبا في الشتاء

السياحة الشاطئية في مصر من عناصر الجذب للوافدين (الشرق الأوسط)
السياحة الشاطئية في مصر من عناصر الجذب للوافدين (الشرق الأوسط)

تسعى مصر لاجتذاب السائحين من دول شرق أوروبا خلال موسم الشتاء السياحي الذي يطرق الأبواب، وبدأت الاستعدادات لهذا الموسم باجتماعات وخطط مكثفة؛ للعمل على الجذب السياحي للمناطق الشاطئية والسياحة الثقافية في مصر.

في هذا الصدد اجتمع وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي مع وفد يمثل المجموعة السياحية ETI في مقدمته السيدة Maja - Jennifer Koehl الرئيس التنفيذي ومديرة إدارة المجموعة بألمانيا، لبحث «تعزيز التعاون لدفع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من دول شرق أوروبا وألمانيا والنمسا خلال الفترة المقبلة»، وفق بيان لوزارة السياحة المصرية، الأربعاء.

وتطرق اللقاء إلى أعمال المجموعة الألمانية في مصر، والمنشآت الفندقية الجديدة التي تقيمها في أماكن مختلفة، من بينها الفندق الذي تقيمه بمدينة مرسى علم، بمحافظة البحر الأحمر، ومن المقرر الانتهاء من بنائه قريباً، كما أنه من المقرر أيضاً أن تقوم المجموعة بافتتاح فندق جديد بالساحل الشمالي، بطاقة فندقية 500 غرفة.

السياحة الثقافية في جنوب مصر من عوامل الجذب في الشتاء (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأكد مسؤولو مجموعة «Express Travel International» التي تعمل كمنظم رحلات في العديد من الأسواق السياحية من بينها دول شرق أوروبا والنمسا وألمانيا، رغبتهم في «توسيع حجم أعمالهم في مصر، خصوصاً مع تزايد الطلب على المقصد السياحي المصري من الأسواق التي يعملون بها، خلال الموسم السياحي الشتوي المقبل»، وشددوا على «أهمية الترويج لمنتج السياحة الشاطئية بصورة أكبر ولا سيما بالسوق الألمانية خلال هذه الفترة»، كما أشاروا إلى توقعاتهم بأن يشهد الطلب على السياحة الثقافية في صعيد مصر زيادة في الموسم السياحي الشتوي المقبل، وفق البيان.

وتعتمد مصر على العديد من العناصر الترويجية لجذب السياحة بها، من بينها حضور المعارض والمؤتمرات السياحية بالخارج، فضلاً عن إقامة معارض مؤقتة للآثار المصرية بالخارج، وأحدثها معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي يستقر في محطته الحالية بمدينة كولون الألمانية.

ويضم المعرض الذي افتتح في منتصف يوليو (تموز) الماضي 180 قطعة أثرية، تم اختيارها من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك «رمسيس الثاني»، بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثاني وبعض القطع الأثرية الأخرى، التي تعبر عن فترات متنوعة من الحضارة المصرية.

قطع أثرية من عصور مختلفة في معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعدّ الخبير السياحي المصري محمد كارم «التركيز على السياحة الشاطئية والثقافية العامل الأكثر جذباً للسائحين المقبلين من شرق أوروبا»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أماكن مفضلة لهؤلاء السائحين مثل شرم الشيخ والغردقة المعروفة بشواطئها الدافئة، والتي تشهد توافد أعداد كبيرة من شرق أوروبا التي يكون طقسها بارداً جداً في هذا الفصل من العام».

وأكد كارم على «أهمية السياحة الثقافية الوافدة إلى مصر في فصل الشتاء، خصوصاً في الأقصر وأسوان، فهناك الكثير من السائحين الشغوفين بالتعرف على الحضارة المصرية القديمة عن قرب، وعادة ما يكون فصل الشتاء هو الملائم لهذه الرحلة».

وكان وزير السياحة قد أكد على التنوع في المقاصد السياحية المصرية، وضرورة الاستفادة من هذا التنوع في جذب سائحين من كل دول العالم عبر برامج وخطط سياحية مختلفة.

واستقبلت مصر خلال العام الماضي 14.906 مليون سائح، وهو العدد الذي تطمح مصر إلى زيادته ليصل إلى 30 مليون سائح، وذكرت بيانات رسمية أنّ إيرادات السياحة ارتفعت العام المالي 2022 – 2023 لتصل إلى 13.6 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

يوميات الشرق يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)

قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

في عصر السياحة المفرطة، وصلت كل وجهة سياحية شهيرة إلى نقطة الانهيار. وبالنسبة لـ«سيرميوني» تلك البقعة الضيقة من الأرض التي تُلامسها مياه بحيرة غاردا الزرقاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

في أولى تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني أعلنت الحكومة المصرية تأجيل افتتاح «المتحف المصري الكبير» إلى نهاية العام الحالي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يفتتح رسمياً في 3 يوليو (تموز) المقبل (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتعزيز استثماراتها السياحية بإقامة المتاحف وزيادة الغرف الفندقية

تراهن مصر على عدة محاور لتعزيز استثماراتها في قطاع السياحة، بما يساهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر في هذا القطاع.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا المتحف الكبير في مصر خلال الافتتاح التجريبي (الشرق الأوسط)

السياحة المصرية تتجاوز اضطرابات المنطقة بـ«أرقام قياسية»

تجاوزت السياحة المصرية اضطرابات تشهدها المنطقة منذ سنوات، لتسجل أرقاماً قياسية هذا العام. وفق إفادة لمجلس الوزراء المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إجراءات متسارعة لتفعيل قطاع السياحة في سوريا بعد ركود شهور

إجراءات متسارعة لتفعيل قطاع السياحة في سوريا بعد ركود شهور

تتسارع خطى وزارتي السياحة والداخلية السورية لتهيئة الأماكن السياحية، والساحل السوري على رأس قائمتها لاستقبال الأعداد المتزايدة من زائري البلاد.

سعاد جرَوس (دمشق)

قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)
يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)
TT

قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)
يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)

في عصر السياحة المفرطة، وصلت كل وجهة سياحية شهيرة إلى نقطة الانهيار في إيطاليا. وبالنسبة لقرية «سيرميوني» تلك البقعة الضيقة من الأرض التي تُلامسها مياه بحيرة غاردا الزرقاء المخضرة، جاءت تلك اللحظة الحاسمة خلال عطلة عيد العمال الطويلة في البلاد، مما دفع القرية الإيطالية العائدة للعصور الوسطى إلى تعيين «مرشدين شوارع» لتنظيم تدفق الزوار وضمان السلوك الحسن، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

فقد فوجئت القرية، التي تُعتبر جوهرة في منطقة بحيرات لومباردي، في 2 مايو (أيار) الماضي بحشود من السياح تزاحمت أثناء محاولتهم عبور جسرها الحجري الصغير (الذي كان يُستخدم سابقاً جسراً متحركاً) لدخول أزقتها الضيقة المتشعبة. ما كان يُفترض أن يكون يوماً ممتعاً بزيارة قلعة سيرميوني من القرن الـ14 أو فيلا مغنية الأوبرا الأسطورية ماريا كالاس، يتبعه تناول معكرونة المحار وقيلولة على شاطئ البحيرة، تحول بسرعة إلى كابوس للسائحين ونحو 200 من سكان القرية الدائمين.

وصلت طوابير الانتظار إلى 40 دقيقة لعبور الجسر الذي يستغرق عادة 10 ثوانٍ، بينما تزاحم المشاة مع السيارات التي تنقل الضيوف الأثرياء إلى فنادقهم. وانتشرت صور ومقاطع الفيديو لهذه الفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بسيرميوني (الأكثر زيارة في بحيرة غاردا) إلى صدارة النقاش حول السياحة المفرطة في إيطاليا.

وتقول كريستينا فونتانا (التي تمشي يومياً لعملها في كشك لبيع الصحف): «انسد الجسر بالكامل، ووصلت إلى العمل صباحاً في الوقت المحدد، لكن العودة إلى المنزل استغرقت وقتاً طويلاً. نعيش على السياحة، لكن هذا اليوم كان استثنائياً».

أوضحت رئيسة البلدية، لويزا لافيلي، أن الزحام على الجسر خف سريعاً، لكن مع تصاعد الغضب والنقد، اضطرت لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع انهيار القرية تحت وطأة الزوار. وتجذب سيرميوني 1.3 مليون سائح سنوياً في المتوسط (دون حساب الزوار اليوميين)، وخلال عطلة مايو هذا العام، زارها 45 ألف سائح إضافي مقارنة بعام 2024.