«وما بينهما»... بينالي الفنون الإسلامية يعود لجدة في نسخته الثانية

يقدم 500 قطعة فنية ومقتنيات مؤسسات فنية عربية وعالمية وفناً معاصراً

صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز بجدة (بينالي الدرعية)
صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز بجدة (بينالي الدرعية)
TT

«وما بينهما»... بينالي الفنون الإسلامية يعود لجدة في نسخته الثانية

صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز بجدة (بينالي الدرعية)
صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز بجدة (بينالي الدرعية)

تنتظر صالة الحجاج الغربية بجدة عودة الفن والجمال لها في يناير (كانون الثاني) المقبل عبر النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية التي تحمل عنوان «وما بينهما». في حد ذاته يوحي العنوان بفيض من الأفكار والمعاني والجماليات، ولكن ينبغي علينا أن ننتظر لنرى تفسيرات وتأملات فنية حول العنوان، غزلها فريق من القيمين والخبراء. لمن زار البينالي في نسخته الأولى يمكنه توقع المزيد من الإبداع والمزيد من الجمال، وأيضاً المزيد من التفسيرات الفنية، إضافة إلى مجموعة ضخمة من التحف التاريخية والإسلامية من السعودية وخارجها سيدمج العرض أعمالاً لفنانين معاصرين من حول العالم، وأيضاً سيحظى بمشاهدة تكليفات فنية لدمج المعاصر بالتاريخي.

بينالي الفنون الإسلامية في صالة الحجاج الغربية بجدة (بينالي الدرعية)

من ناحية الأرقام، فهناك الكثير، فالعرض سيضم نحو 500 قطعة فنية تجمع أزماناً وقصصاً تاريخية مختلفة وصولاً للإبداعات المعاصرة. كما سيضم العرض مقتنيات 30 مؤسسة من: المملكة العربية السعودية، وفلسطين، ومصر، وعُمان، وقطر، وتونس، والكويت، والدنمارك، وفرنسا، واليونان، وأوزبكستان وغيرها.

وكلف البينالي 20 فناناً من السعودية، ومن دول العالم، بتقديم التفسيرات المعاصرة لعنوان البينالي. ينقسم العرض لسبعة أقسام، وهي: البداية، المدار، المقتني، المظلة، المكرمة، المنورة، والمصلى.

مديرون فنيون ومؤسسات عالمية

يجمع فريق إدارة البينالي الفني الثراء العلمي والمعرفة التاريخية والحس الفني، ويتألف الفريق من الدكتور جوليان رابي، المدير السابق للمتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لمؤسسة «سميثسونيان»، والدكتور أمين جعفر، مدير مجموعة آل ثاني، والمؤرخ والمؤلف الدكتور عبد الرحمن عزام، إلى جانب الفنان السعودي مهند شونو بصفته القيم الفني على أعمال الفن المعاصر.

ومن المؤسسات الفنية التي تشارك في «وما بينهما» هناك متاحف عالمية مثل متحف فكتوريا وألبرت من لندن، ومتحف اللوفر باريس، ومتحف الفن الإسلامي الدوحة، والمكتبة السليمانية إسطنبول، ومتحف بيناكي (اليونان)، ودار الآثار الإسلامية - مجموعة الصباح ( الكويت)، ومعهد أحمد بابا للتعليم العالي والبحوث الإسلامية في تمبكتو.

ومن المملكة تشارك مؤسسات رائدة مثل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» (الظهران)، ومجمع الملك عبد العزيز للمكتبات الوقفية (المدينة المنورة)، ومكتبة الملك فهد الوطنية (الرياض).

الأعمال المعاصرة

اعتمدت النسخة الأولى لبينالي الفنون الإسلامية أسلوباً بديعاً في دمج الأعمال الفنية المعاصرة مع التاريخية والأثرية، بحيث يرى الزائر التاريخ بأبعاده المختلفة متمثلة أمامه. وهو نفس النهج الذي سيظهر في النسخة الثانية عبر الأقسام المختلفة، وتحديداً في المساحات الخارجية.

صورة من النسخة الأولى لبينالي الفنون الإسلامية في جدة (بينالي الدرعية)

أقسام البينالي

جناح البداية، أول الأجنحة، وسيضم تحفاً وقطعاً تاريخية من مكة المكرمة والمدينة المنورة، من بينها قطع تعرض للمرة الأولى، بالإضافة إلى أعمال من الفن المعاصر.

منتدى المدار، يضم مقتنيات مقدمة من مؤسسات بارزة أتت من أكثر من 15 دولة حول العالم. تشمل تلك المقتنيات قطعاً استخدمت في الملاحة وعلم الفلك، وخرائط للمحيطات والأنهار، والتطورات العلمية التي اكتشفتها الحضارة الإسلامية.

جناح المقتني، يحتضن هذا الجناح أعمالاً فنية من مجموعتي الشيخ حمد بن عبد الله آل ثاني، والأستاذ رفعت شيخ الأرض.

جناح المظلة، في المساحات الخارجية، يقدم البينالي جناح المظلة الذي يضم مجموعة من الأعمال الفنية المصنوعة بتكليف خاص من مؤسسة بينالي الدرعية، وتتناول مفهوم الحديقة في الحضارة الإسلامية.

المكرمة والمنورة، خصص بينالي الفنون الإسلامية جناحين دائمين لمكة المكرمة والمدينة المنورة، يقدم من خلالهما قصصاً إنسانية تعكس الطابع الروحاني والإرث الحضاري لهاتين المدينتين.

المصلى، أطلقت مؤسسة بينالي الدرعية مسابقة معمارية دولية تحت عنوان «جائزة المصلى»، وذلك بهدف تصميم مصلى سيتم بناؤه داخل صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبد العزيز الدولي. وسيكون تصميم المصلى مستداماً ومتعدد الاستخدامات، ويسهل تركيبه وتفكيكه والتعديل عليه، وسيكون مفتوحاً لكافة الزوار طوال فترة البينالي.

الفنانون المشاركون

تشارك كوكبة من الفنانين من السعودية، ومن العالم، في النسخة الثانية لبينالي الفنون الإسلامية؛ منهم الفنان أحمد عنقاوي، وأحمد ماطر، وأركانجيلو ساسولينو، وآصف خان، وآلاء يونس، وتيمو ناصري، وحياة أسامة، وجوانا حاجي توما، وخليل جريج، ورايا قسيسية، وسعيد جبعان، وسلافز أند تترز، وشاروي تساي، وعمران قريشي، وفاطمة عبد الهادي، وغيرهم من الأسماء اللامعة.


مقالات ذات صلة

«سبيل الغاب» يناجي الصحراء في أبوظبي

يوميات الشرق زائرات يشاهدن بعض لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

«سبيل الغاب» يناجي الصحراء في أبوظبي

يتقاطر محبو الفن التشكيلي، زرافاتٍ وفرادى، إلى «مَجمع 421 للفنون» في أبوظبي لمشاهدة لوحات وأعمال 19 فناناً من جنوب آسيا، وجنوب غربي آسيا، وأفريقيا.

مالك القعقور (أبوظبي)
يوميات الشرق الرئيس الفرنسي والمصوّر عمار عبد ربه

المصوّر السوري عمار عبد ربه يشارك في «نظرات على الإليزيه»

المصور السوري الفرنسي عمار عبد ربه مساهم منتظم مع «الشرق الأوسط»، يشتهر بقدرته على التقاط لحظات قوية بوضوح مدهش، وامتدت مسيرته المهنية لأكثر من 3 عقود.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تبدأ فصول من المعرفة والفكر والثقافة على مدى 10 أيام من عمر المعرض (واس)

رحلة معرفية جديدة تنطلق في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024

تنطلق (الخميس)، التظاهرة الثقافية الدولية للكتاب، تحت شعار «الرياض تقرأ»، التي تبدأ معها فصول من المعرفة والفكر والثقافة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق مصحف بالخط الكوفي من العراق أو إيران في الفترة ما بين 1000 و1100 ميلادياً (المكتبة البريطانية)

معرض طرق الحرير... أوسع من طريق وأكثر من الحرير

ماذا تتخيل عندما تفكر في طريق الحرير؟ توابل، قوافل الجمال التي تعبر الكثبان الصحراوية ورحلات التجار حاملة البضائع النفيسة بين الشرق والغرب عبر طريق واحد؟

عبير مشخص (لندن)
الاقتصاد زوار معرض «سيتي سكيب العالمي» مجتمعون أمام جناح «الإسكان» (واس)

السعودية تستضيف النسخة الثانية من معرض «سيتي سكيب» العالمي

السعودية تستضيف معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» في نوفمبر لتعزيز الاستثمارات في قطاع العقار وتحقيق أهداف رؤية 2030.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مفهوم عمره 50 سنة... ما أفضل طريقة لزيادة إنتاجيتك؟

 الطريقة الأولى لتحفيز التدفق الذهني هي زيادة عدم اليقين في مهامك (رويترز)
الطريقة الأولى لتحفيز التدفق الذهني هي زيادة عدم اليقين في مهامك (رويترز)
TT

مفهوم عمره 50 سنة... ما أفضل طريقة لزيادة إنتاجيتك؟

 الطريقة الأولى لتحفيز التدفق الذهني هي زيادة عدم اليقين في مهامك (رويترز)
الطريقة الأولى لتحفيز التدفق الذهني هي زيادة عدم اليقين في مهامك (رويترز)

يحاول كثير منا التركيز وزيادة الإنتاجية الفردية بوسائل عدة.

ومن المعروف أن البقاء في حالة تدفق ذهني يعني الشعور بالانغماس في نشاط ما إلى الحد الذي يجعل الوقت ينفد. فحالات التدفق الذهني قد تؤدي إلى جلسات عمل منتجة، أو تفسر رغبتك في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بلا نهاية، وهي في معظمها أمور جيدة، وفق ما يؤكده ديفيد ميلنيكوف، خبير الإنتاجية وأستاذ مساعد في السلوك التنظيمي بكلية الدراسات العليا للأعمال في جامعة ستانفورد.

وهذه الحكمة التقليدية التي يعود تاريخها إلى تأسيس المصطلح في سبعينات القرن العشرين، بواسطة عالم النفس ميهاي تشيكسينتميهالي، تقول إن التدفق الذهني يأتي من العثور على تحدٍّ يمكنك الانغماس فيه تماماً.

يوضح ميلنيكوف أن وسائل التواصل الاجتماعي مصمَّمة للعمل بشكل مشابه. يقول لشبكة «سي إن بي سي»: «وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن عجلة روليت عاطفية. عندما نتصفحها، ندير العجلة لتقليل عدم اليقين بشأن هذا السؤال: كيف سأشعر بعد ذلك؟».

ربما بشكل يخالف الحدس، يمكنك استخدام نفس المفهوم لجعل نفسك أكثر إنتاجية، كما يقول. فيما يلي أهم ثلاث نصائح من ميلنيكوف لوضع نفسك عمداً في حالة تدفق:

أعد صياغة مهامك لإضافة عدم اليقين

قد يبدو الأمر عكسياً، لكن الطريقة الأولى لتحفيز التدفق الذهني هي زيادة عدم اليقين في مهامك، كما يقول ميلنيكوف. فكلما زادت الأمور المجهولة التي تواجهها، زادت الفرص المتاحة لك لتحويل كل منها إلى نتيجة معينة.

ويُلاحَظ أنه يمكن إعادة صياغة معظم المهام لإضافة عدم اليقين. قد تشعر بأنك بحاجة لمحاولة مسح بريدك الإلكتروني بالكامل وسط عدم القدرة على إدارته، لذا اضبط مؤقتاً لمدة 15 دقيقة، وشاهد عدد الرسائل التي يمكنك معالجتها في هذا الإطار الزمني.

يقول ميلنيكوف: «إذا كنت تريد تعزيز التدفق في حياتك الخاصة، فأنت تريد حقاً محاولة تمثيل مهامك أو تأطيرها عقلياً بطرق تجعل نتائجك غير مؤكدة قدر الإمكان، بحيث يمكنك من خلال اتخاذ الإجراء تقليل عدم اليقين».

تجنب الأسئلة التي تتطلب إجابة بـ«نعم» أو «لا»

يشرح ميلنيكوف: «تجنب طرح أسئلة تتطلب إجابة بـ(نعم) أو (لا) على نفسك».

عندما يجلس لكتابة ورقة أكاديمية، لا يسأل نفسه ما إذا كان بإمكانه إنهاء قسم معين في غضون الساعة التالية. بدلاً من ذلك، يسأل نفسه عن عدد الكلمات التي يمكنه كتابتها خلال الساعة التالية، ويجعل هدفه هو الاستمرار في الكتابة حتى نهاية الساعة.

يقول ميلنيكوف إن المهام المتعددة، حيث تكون النتائج الوحيدة هي النجاح أو الفشل، ليست مواتية جداً للتدفق. بدلاً من التساؤل عما إذا كان بإمكانك إكمال جميع العناصر الـ12 الموجودة في قائمة المهام الخاصة بك قبل الساعة 5 مساءً، حاول تحدي نفسك لإنهاء أكبر عدد ممكن منها.

منظور التحدي

يوصي ميلنيكوف بالتفكير من منظور تحدي نفسك عبر طرح الأسئلة التالية: كم عدد الأسئلة المتتالية التي يمكنني الإجابة عنها؟ كم عدد التسديدات المتتالية التي يمكنني إجراؤها في ملعب كرة السلة؟ ما الحد الأدنى لعدد المحاولات التي أحتاج إليها قبل أن أعتبر نفسي ناجحاً؟

ويقول: «إذا كانت لديك القدرة على تخصيص جزء كبير من الوقت للقيام بشيء ما، فيجب أن تهدف دائماً إلى الدخول في حالة تدفق. يقدر الناس الشعور بأنهم منتجون ومتحدون مع النشاط الذي يشاركون فيه. هذا الشعور بالهدف يجعل الناس أكثر سعادة».