«الممثلين المصرية» و«المتحدة» للحدّ من «بطالة الفنانين»

بروتوكول تعاون بين النقابة والشركة لتقديم مسلسلات تلفزيونية وإذاعية

توقيع البروتوكول المشترك (صفحة الشركة المتحدة بفيسبوك)
توقيع البروتوكول المشترك (صفحة الشركة المتحدة بفيسبوك)
TT

«الممثلين المصرية» و«المتحدة» للحدّ من «بطالة الفنانين»

توقيع البروتوكول المشترك (صفحة الشركة المتحدة بفيسبوك)
توقيع البروتوكول المشترك (صفحة الشركة المتحدة بفيسبوك)

بعد تفاقُم أزمة «بطالة الفنانين» خلال السنوات الماضية، وشكوى بعضهم من عدم الاستعانة بهم من قِبل صناع الأعمال الفنية بمصر، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية توقيع بروتوكول تعاون مع مدينة الإنتاج الإعلامي ونقابة المهن التمثيلية؛ لإنتاج أعمال فنية لتشغيل عدد كبير من الفنانين بمصر.

ويهدف البروتوكول الثلاثي لإنتاج مجموعة من الأعمال التاريخية والدينية بالتلفزيون والإذاعة، للاستفادة من الفنانين الذين لم يحظوا بفرص خلال السنوات الماضية. وفق ما نشرته الشركة المتحدة عبر صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك».

وتم توقيع البروتوكول بحضور الدكتور أشرف سلمان رئيس مجلس إدارة الشركة المتحدة، ومحمد السعدي نائب رئيس مجلس الإدارة، وعمرو الفقي الرئيس التنفيذي للشركة، وعبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، والدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بمصر.

وكشف بيان «المتحدة» عن «إسهام مدينة الإنتاج الإعلامي في هذه الأعمال بمواقع التصوير اللائقة، بالإضافة للاستعانة بالملابس والأكسسوارات، بينما تسهم نقابة المهن التمثيلية بتوفير العناصر الفنية المميزة».

وحدّد البروتوكول نوعية الدراما التي سيتم إنتاجها، وتضم الأعمال التاريخية والدينية عن أشهر مفسري القرآن في التاريخ الإسلامي، وعن دور المرأة في الإسلام، وعن الإسهام العلمي في الحضارة الإسلامية، بجانب السير الذاتية لرواد أسهموا في نهضة الحضارة الإسلامية، كما تضمن البروتوكول العمل على إنتاج عدد من المسلسلات الإذاعية الدرامية.

وقال الدكتور أشرف زكي إن «المبادرة يتم العمل عليها منذ فترة كبيرة من جميع الأطراف»، موضحاً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار العمل على مسلسلات دينية وتاريخية جاء بهدف عودتها مجدداً لخريطة الدراما المصرية، ولقيمتها الفنية والثقافية، بجانب قدرتها على استيعاب أعداد كبيرة من الفنانين».

الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية (المسؤول الإعلامي للنقابة)

ونوَّه زكي بأن «مصر بها فنانون كثر يتقنون اللغة العربية الفصحى، وسيتم إسناد أدوار لهم عبر هذه الأعمال»، كما كشف عن أن «البروتوكول سيتم العمل به بداية من موسم الدراما الرمضاني الذي يتم التحضير له حالياً».

وخلال الأيام الماضية، أعلن الفنان المصري أحمد عزمي عن حاجته للعمل لسداد احتياجاته، كما اشتكى الفنان كريم الحسيني من عدم حصوله على عمل، وشهد الوسط الفني شكاوى لفنانين عدة يعانون من «البطالة»، من بينهم مها أحمد، ووفاء مكي، وراندا البحيري، ومروة عبد المنعم، ونشوى مصطفى، ورضا حامد، وفادي خفاجة، وغيرهم، وذلك عقب جدل «تربح الفنانين» من خلال ظهورهم عبر موقع «تيك توك».

الفنانة المصرية وفاء مكي قالت إنها تطمح للعمل بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة خصوصاً بعد توقيع «البروتوكول» بين النقابة و«المتحدة»، وأعربت مكي في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، عن تفاؤلها بهذا الاتفاق، ووصفته بـ«فاتحة الخير».

وكشفت مكي عن رغبتها في العمل في مسلسلات تتناول السير الذاتية للرواد، وكذلك بالأعمال الدينية التي شاركت في الكثير منها سابقاً، ومن بينها مسلسل «القضاء في الإسلام»، مؤكدة أنها تتقن اللغة العربية الفصحى بشكل كبير، وفق قولها.

الفنانة وفاء مكي (صفحتها بفيسبوك)

وبعد جدل تربُّح الفنانين من مواقع التواصل، قالت وفاء: «لم أجد نفسي في هذه المواقع، فقد حاولت لكنني لم أتحمل اتهامات البعض لي بالتسول على موقع (تيك توك)»، موضحة أن التمثيل هو ملاذها الوحيد للعيش بكرامة، والإنفاق على نجلها ووالدتها.

وترى الناقدة الفنية المصرية مها متبولي أن «مبادرة (المتحدة)، و(الممثلين)، ومدينة الإنتاج الإعلامي تأخرت كثيراً، لكنها ستحظى بترحيب كبير من الجميع، خصوصاً بعد الشكاوى المتكررة من البطالة في الوسط الفني».

وقالت مها لـ«الشرق الوسط»: «هذه المبادرة ستحد من الاعتماد على مجموعة بعينها كل موسم، وستوفر اختيارات للمنتج والمخرج وبطل العمل للاختيار من بينها»، ولفتت الناقدة الفنية إلى أن «التشغيل لا بد أن تحكمه ضوابط من بينها التسكين في أدوار لائقة».


مقالات ذات صلة

«مشهد دراماتيكي»... القبض على «كومبارس» يرتدون زياً شرطياً بموقع تصوير مصري

يوميات الشرق كواليس مسلسل «جوما» (صفحة المنتج مينا المصري)

«مشهد دراماتيكي»... القبض على «كومبارس» يرتدون زياً شرطياً بموقع تصوير مصري

تحوَّل مشهد تمثيلي يظهر فيه أفراد شرطة بمسلسل «جوما»، بطولة ميرفت أمين، إلى مشهد دراماتيكي، بعدما ألقت عناصر الشرطة الحقيقية القبض على «كومبارس» يرتدون زياً شرط

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الهاجري تشارك في موسم رمضان المقبل (حسابها على «إنستغرام»)

شجون الهاجري لـ«الشرق الأوسط»: الدراما العربية تحتاج إلى الجرأة

قالت الفنانة الكويتية شجون الهاجري، إن الدراما العربية تحتاج إلى الجرأة في مناقشة الأفكار.

«الشرق الأوسط» (الشارقة (الإمارات))
يوميات الشرق مع فريق العمل من كُتّاب السيناريو وصانع المحتوى سامح سند (الشرق الأوسط)

المخرج مجدي الهواري: «القصة الكاملة» يسرد أغرب الجرائم في مصر

اختار المخرج والمنتج المصري مجدي الهواري أن يقدم مشروعه الفني الجديد مسلسل «القصة الكاملة»، الذي يعتمد على «السوشيال ميديا»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نبيلة عبيد وخالد الراجح في المؤتمر الصحافي لمسلسل «جذوة» (الشرق الأوسط)

«جذوة» يُعيد نبيلة عبيد للدراما التلفزيونية بعد غياب 4 سنوات

تستعد الفنانة المصرية نبيلة عبيد خلال أيام للبدء بتصوير أولى بطولاتها في الدراما السعودية عبر مسلسل «جذوة».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد مالك وبيومي فؤاد وانتصار في أحد مشاهد المسلسل (الشركة المنتجة)

«مطعم الحبايب»... مغامرة كوميدية في كواليس المطبخ المصري

يأخذ مسلسل «مطعم الحبايب» مشاهديه إلى كواليس المطابخ المصرية وعالم المطاعم والشيفات؛ حيث تعبق المشاهد بروائح الأطعمة الشهية التي يقدمها المطعم لعملائه.

انتصار دردير (القاهرة)

ماراثون للدراجات الهوائية في القامشلي ضدَّ سرطان الثدي

ماراثون الدراجات الهوائية للفتيات في القامشلي (الشرق الأوسط)
ماراثون الدراجات الهوائية للفتيات في القامشلي (الشرق الأوسط)
TT

ماراثون للدراجات الهوائية في القامشلي ضدَّ سرطان الثدي

ماراثون الدراجات الهوائية للفتيات في القامشلي (الشرق الأوسط)
ماراثون الدراجات الهوائية للفتيات في القامشلي (الشرق الأوسط)

انطلق في مدينة القامشلي السورية ماراثون الدراجات الهوائية للفتيات، دعماً لمعالجة مرضى سرطان الثدي، وتشجيع المُصابات على الكشف المبكر، وذلك في إطار الحملات المدنية التي نظّمتها وأطلقتها ناشطات نسويات من المنطقة. استمرّت الفعالية لأكثر من ساعتين، السبت، على مسار سباق الدراجات الهوائية في مضمار الملعب البلدي (شهداء 12 آذار)، وتزامنت مع حملات شهر أكتوبر (تشرين الأول) للتوعية ضدّ هذا الخبيث.

وذكرت صاحبة مبادرة «بدي بسكليت»، ميديا غانم، وهي الجهة الراعية التي نظّمت الفعالية، أنّ 22 طالبة جامعية وفتيات عاملات شاركن في قيادة الدراجات الهوائية على مسار الملعب لمسافة 10 كيلومترات، لتشجيع النساء والأمهات على ضرورة الفحص المبكر؛ بينما تشهد معظم عواصم العالم والدول العربية حملات توعية مختلفة تهدف إلى مكافحة هذا المرض، والتشجيع على إجراء فحوص مبكرة والتوعية من المخاطر والانتكاسات الصحية الناجمة عن إهماله، كونه أحد أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء والأمهات.

من أهداف النشاط كسر صورة نمطية ترى في الكشف المبكر عن السرطان عيباً (الشرق الأوسط)

وامتلأت مدرّجات الملعب بالحضور من طالبات ونساء وعاملات وأولياء أمورهن وشخصيات مجتمعية، كما زُيّنت الأبواب والمداخل باللون الوردي وشارات الحملة. وفي هذا السياق، قالت ميديا غانم لـ«الشرق الأوسط»: «رسالتنا هي الإضاءة على أهمية الفحص المبكر والوقاية قبل الإصابة والمرض»، منوّهة بأن معظم المنظمات والجهات النسوية بادرت وأطلقت حملات توعوية مماثلة، و«نحن الناشطات المستقلّات أطلقنا مبادرة فردية دعماً للفحص المبكر عبر حملة (بدي بسكليت)، لتوعية النساء من مخاطر سرطان الثدي وضرورة علاجه».

وعلى مدار أيام الشهر الحالي، نشرت منظَّمات مدنية نسوية وجهات محلّية حملات مماثلة لاقت انتشاراً عبر صفحات مواقع التواصل، بهدف كسر الصورة النمطية وعادات مجتمعية ترى في الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة أمراً معيباً. وتمكّنت الشابة الكردية ميديا غانم وفريقها من تحقيق مبادرة لاقت قبولاً واسعاً بتنظيم تجوال جماعي للفتيات، وإطلاق ماراثون للسيدات، على أن تنظّم فعاليات أخرى في مدن وبلدات مجاورة.

النشاط هدفه تشجيع المُصابات بسرطان الثدي على الكشف المبكر (الشرق الأوسط)

وأشارت ميديا غانم إلى أنّ فكرة المبادرة لمعت في عقلها قبل نحو شهرين، وطلبت من صديقاتها تعلُّم قيادة الدراجة الهوائية: «قلت لهنّ سنشارك في حملة توعية ضدّ السرطان، فلاقت الفكرة إعجاب فتيات وناشطات»، فضلاً عن الدعم الكبير الذي لمسته من الجهات الرسمية للإدارة الذاتية والوسائل الإعلامية والأصدقاء الداعمين. وتابعت: «اختياري للدراجة الهوائية وللمبادرة هو تحدٍّ للعادات وللأعراف البالية، لأنّ المجتمع يهمش ويرفض قيادة المرأة على مدار عقود طويلة، فهذا المرض نكافحه بالوعي والفحص المبكر والتشخيص اللازم».

سرطان الثدي هو أحد أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء والأمهات (الشرق الأوسط)

أرقام مقلقة... و«الصحة العالمية» تحذّر

وتشير الإحصاءات الحكومية السورية الجديدة إلى أنّ عدد مرضى السرطان بأنواعه في ارتفاع ملحوظ، إذ بلغ نحو 6766 مصاباً حتى شهر أغسطس (آب) الماضي على صعيد سوريا. ونقلت مواقع حكومية عن المديرة الطبّية في الهيئة العامة لمشفى البيروني في العاصمة دمشق، مها مناشية، وهو المستشفى الوحيد في سوريا التخصّصي لمعالجة أمراض السرطان، أنّ عدد حالات سرطان الثدي في ازدياد مقارنةً مع عام 2023، إذ إنّ نسبة الإصابات ارتفعت إلى 24.37 في المائة حتى نهاية أغسطس 2024، مقارنة مع العام الماضي، أعلاها سرطان الثدي، يليها سرطان الهضم وبعدها الرئة، فالدم.

ويرى أطباء وخبراء أنّ التلوّث البيئي في مناطق شمال شرقي سوريا قد يكون أحد أهم الأسباب الرئيسية لارتفاع حالات الإصابة بسرطان الثدي، وذكرت الاختصاصية وطبيبة النساء منار حاجي المتحدّرة من القامشلي، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أنّ ازدياد التلوّث البيئي والانبعاثات النفطية، خصوصاً بعد الحرب السورية، رفع من نسبة الإصابة بالسرطان: «تكمن الأسباب الأساسية في الانبعاثات الناتجة عن اشتعال مولدات الكهرباء ووقود السيارات التي تعمل محركاتها بمادة الديزل، إضافة إلى الطرق البدائية لتكرير النفط وقربها من المناطق السكنية في مناطقنا».

أما الشابة الكردية روان (20 عاماً)، وهي عضو في فريق «بدي بسكليت»، فقادت دراجتها على مضمار مفروش بالعشب الأخضر، وكانت ترتدي بلوزة رمادية وملابس سوداء، وعلّقت شارة ورديّة على كتفها تضامناً مع حملة مكافحة مرض السرطان. وقالت: «شاركنا بنشاطات، منها جلسات توعية وتوزيع بروشرات وبوسترات توعوية، وقيادة الدراجات الهوائية في الشوارع والملاعب». كما أنّ الفريق ركّز على الترويج لمركز كشف مجاني في مستشفى القلب والعين بالقامشلي، منوّهةً بأنّ «جميع مختبرات ومراكز المشافي تقدّم خدماتها في هذا الشهر بأسعار مخفّضة تكاد تكون مجانية، ونشاطنا ترفيهي توعوي لمكافحة سرطان الثدي، وهو ماراثون سباق للدراجات الهوائية».

يُذكر أنّ منظمة «الصحة العالمية» قالت، في تقرير صدر عنها بداية الشهر الحالي، إنّ انخفاض معدل الوفيات يزداد سنوياً مع تطبيق برامج الكشف المبكر عن السرطان، ونسبة الانخفاض بلغت ما بين 20 و30 في المائة بمجمل دول العالم، وتتضمّن استراتيجية هذه المنظمة الأممية التحرّي واستخدام الفحص السريري للثدي، وتصويره الشعاعي على فترات منتظمة وفق الخصائص الوبائية للسرطان في كل بلد، «فالتحرّي ينقذ الحياة عبر الكشف المبكر عن السرطان، وحُسن تدبيره علاجياً سيؤدي إلى شفاء 95 في المائة من الحالات».