البيت الأبيض يحتفي بصناع «الجناح الغربي»

كاتب العمل آرون سوركين يعتقد أن الحياة لا تزال تحاكي المسلسل

مارتن شين يستحضر شخصية الرئيس جيد بارتليت التي لعبها لمدة 7 مواسم (أ.ب)
مارتن شين يستحضر شخصية الرئيس جيد بارتليت التي لعبها لمدة 7 مواسم (أ.ب)
TT

البيت الأبيض يحتفي بصناع «الجناح الغربي»

مارتن شين يستحضر شخصية الرئيس جيد بارتليت التي لعبها لمدة 7 مواسم (أ.ب)
مارتن شين يستحضر شخصية الرئيس جيد بارتليت التي لعبها لمدة 7 مواسم (أ.ب)

مع غياب الرئيس جو بايدن عن البيت الأبيض، تُرك الأمر، يوم الجمعة، لرجل آخر لديه خبرة في المكتب البيضاوي للوقوف في مقدمة حديقة الورود وإعطاء نداء حماسي للخدمة، حيث استضاف البيت الأبيض طاقم عمل المسلسل الأميركي الشهير «الجناح الغربي»، بحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس». وتمت دعوة مارتن شين وآخرين من فريق عمل «الجناح الغربي»، الدراما الناجحة عن رئيس ليبرالي وموظفيه، من قِبَل السيدة الأولى جيل بايدن؛ لحضور حفل لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين للعرض.

مارتن شين يستحضر شخصية الرئيس جيد بارتليت التي لعبها لمدة 7 مواسم (أ.ب)

في خطاب «غير رئاسي» هذه المرة حث شين الحشد على إيجاد شيء يستحق القتال من أجله، «شيء شخصي للغاية ولا هوادة فيه، شيء يمكن أن يوحد إرادة الروح مع عمل الجسد». ارتفع صوته ويداه، وتطابق إيقاعه تماماً مع إيقاع الرئيس جيد بارتليت، الشخصية التي لعبها شين لمدة سبعة مواسم. «عندما نجد ذلك، سنكتشف النار للمرة الثانية، وعندها سنكون قادرين على المساعدة في رفع هذه الأمة وكل شعبها إلى ذلك المكان حيث يكون القلب بلا خوف، ورؤوسهم مرفوعة».

ملصق مسلسل «الجناح الغربي»

وقال شين: «لا يزال (الجناح الغربي) مفضلاً لكثير من الذين يعملون الآن في واشنطن، سواء من الليبراليين أو المحافظين». ومن بين أولئك الذين تم رصدهم في حديقة الورود، رئيس الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايكل ماكول، جمهوري من تكساس، وجو والش، الذي كان ذات يوم عضواً في الكونجرس عن ولاية إلينوي من مؤيدي حزب الشاي، وهو الآن ناقد حاد للرئيس السابق دونالد ترمب ويدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وفي مقابلة مع «نيويورك تايمز»، الأسبوع الماضي، بمناسبة الاحتفال بالمسلسل، قال آرون سوركين، مبتكر المسلسل: «إنه لمن المريح بشكل خاص أن جيلاً جديداً بأكمله من الناس، بفضل البث المباشر، يشاهدون المسلسل». وكتب سوركين، أو شارك في كتابة، كل حلقة تقريباً من المواسم الأربعة الأولى ثم غادر المسلسل، الذي استمر لمدة ثلاثة مواسم أخرى من دونه، ثم انتهى عام 2006.

الممثل مارتن شين الذي قام بدور الرئيس الأميركي في مسلسل «الجناح الغربي» (أ.ب)

ورغم أن أحداث المسلسل تجري في عالم بديل، فإن «الجناح الغربي» يشبه في البداية حقبة كلينتون المتأخرة في واشنطن. لعب مارتن شين دور الرئيس «جوزيا (جيد) بارتليت»، وهو خبير اقتصادي حائز على جائزة نوبل، ومن نسل مبعوث أُرسل إلى الكونغرس القاري في عام 1776، الذي سعى إلى موازنة المبادئ التقدمية مع حقائق الحكم، كل ذلك مع مكافحة محافظي الحكومة الصغيرة الجمهوريين الذين سيطروا على الكونغرس. كانت السياسة الذريعة لما كان، في جوهره، دراما مكان العمل الذي يضم بارتليت وموظفيه، بما في ذلك تشارلي يونغ (دوليه هيل)، وسي جي كريغ (أليسون جاني)، وسام سيبورن (روب لو)، ودونا موس (جانيل مولوني)، وتوبي زيغلر (ريتشارد شيف)، وليو مكغاري (جون سبنسر)، وجوش ليمان (برادلي ويتفورد)، الذين أصبحوا معروفين لدى المعجبين بزلاتهم العابرة، وحركاتهم اللا إرادية، وحتى جامعاتهم الأصلية. ولقد شاركوا في السخرية والمجادلات والرفقة المخلصة أثناء أداء عملهم بحماس ومثالية.

يقول سوركين: «في الثقافة الشعبية، يتم تصوير القادة المنتخبين إما على أنهم ماكيافيليون (نفعيون)، وإما أغبياء. وقلت لنفسي، ماذا لو كان هناك مسلسل عن قادتنا حيث يكون هؤلاء الأشخاص مؤهلين ومخلصين، مثل الأطباء والممرضات في مسلسل عن المستشفى، أو الضباط في مسلسل عن الشرطة، أو المحامين في مسلسل من إنتاج ديفيد كيلي؟». تعرَّض مسلسل «الجناح الغربي» للانتقاد بوصفه خيالاً -عالماً خيالياً- حيث (وفقاً للمحافظين) يكون الديمقراطيون معقولين بشكل غير واقعي، و(وفقاً للليبراليين) يكون الجمهوريون منضبطين بشكل غير واقعي.

ينفي سوركين أن «الجناح الغربي» كان يهدف إلى التبشير بالليبرالية أو أي منظور سياسي آخر. وقال: «المسلسل لا يوجد حتى أتمكن من طرح وجهة نظر حول التعداد السكاني أو أي شيء آخر. لقد كان الكتاب يروون قصصاً عن الملوك والقصور لقرون. وكان هذا واحداً آخر». في مقابلة فيديو من منزله في لوس أنجليس، تحدث سوركين عن اللحظة السياسية الراهنة، وتطور الرئيس بارتليت، وأصول «المشي والتحدث».

مارتن شين وآخرون من فريق عمل «الجناح الغربي» مع السيدة الأولى جيل بايدن في حفل أقيم بالبيت الأبيض لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين للعرض (أ.ب)

في رده عن سؤال حول ذكرياته من الأيام الأولى لتصوير «الجناح الغربي»، قال: «أميل إلى الكتابة عن الأشخاص الذين يتحدثون في الغرف. وكان الأمر متروكاً إلى تومي شلام (المخرج)؛ ليجد طريقة لجعل ذلك مثيراً للاهتمام من الزاوية البصرية. ولقد زارني قبل اليوم الأول من التصوير التجريبي»، وقال: «هذه الافتتاحية، حيث تجعل ليو يتحدث إلى مجموعة من الأشخاص في مكتبه، كيف سيكون الأمر إذا جعلتهم يمشون أثناء حديثهم؟ وأخذني إلى المجموعة، وأظهر لي هذا المسار الذي أراد أن يسلكه للمشهد الافتتاحي، وكان كذلك، لقد وضع للتو القالب البصري للمسلسل»، ويضيف سوركين: «كانت هناك حلقة مبكرة أخرى قمنا بتصويرها بعنوان (Five Votes Down)، وكان الافتتاح بارداً، كان في فندق حيث كان بارتليت يلقي خطاباً كبيراً. خرج، وانضم إلى الموظفين وعملاء الخدمة السرية، وأخذناهم في لقطة طويلة عبر الفندق، إلى الطابق السفلي، عبر المطبخ. لم تكن هناك وقفات؛ يجب عليك تصوير الأمر في لقطة واحدة. وفي المحاولة الخامسة، حصلنا عليها، وكان هناك مارتن يقفز لأعلى ولأسفل مثل طفل: (لنعدها مرة أخرى! لنعدها مرة أخرى! كان هذا ممتعاً!)، لقد بدأت حقاً تشعر بروح المسلسل».

يقول سوركين إن شخصية الرئيس بارتليت كانت هامشية في بداية الحلقات، ولكن الأمر تغير بعد ذلك. وتابع: «هكذا فكرت، لا يمكننا أن تكون لدينا شخصية الرئيس. سيستحوذ على كل الأكسجين في كل مشهد يظهر فيه. فكيف يجب أن نفعل ذلك؟ هل يجب أن نراه مرة واحدة فقط من حين لآخر؟ هل يجب أن نفتقده دائماً؟ قررت أنه سيكون شخصية ضيف. سنراه كل ثلاث أو أربع أو خمس حلقات. في الحلقة التجريبية، يأتي في آخر 6 دقائق. ما حدث هو أن مارتن قضى وقتاً ممتعاً حقاً في تصوير الحلقة التجريبية، وجاء إلينا وقال: (أود حقاً أن أكون في كل حلقة). ولأنني لم أكن واثقاً تماماً من وجود المزيد من الحلقات، ولم تكن لدي أي أفكار لأي حلقات أخرى، قلت: بالطبع، لماذا لا؟».


مقالات ذات صلة

حديث خالد الصاوي عن فارق السنّ مع زوجته ينتشر في مصر

يوميات الشرق الفنان المصري خالد الصاوي يُطلق تصريحات جدلية (صفحته في فيسبوك)

حديث خالد الصاوي عن فارق السنّ مع زوجته ينتشر في مصر

أثارت تصريحات الفنان المصري خالد الصاوي الاهتمام بحديثه عن فارق السنّ مع زوجته، متطرّقاً إلى تفاصيل خاصة بحياته، وما تعرَّض له من أزمات صحّية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق محمد هنيدي ونزار الفارس خلال الحوار التلفزيوني (إنستغرام)

تفاعل واسع مع تصريحات هنيدي حول ثروته وعلاقته بمحمد فؤاد

أثارت تصريحات الفنان المصري محمد هنيدي حول ثروته وعلاقته بالمطرب المصري محمد فؤاد، تفاعلاً عبر الميديا.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يأتي احتفال «الشرق ديسكفري» على وقع أرقام استثنائية وإنجازات كبيرة وعدد من البرامج المجانية الحصرية (الشرق الأوسط)

«الشرق ديسكفري» في عامها الأول... أكثر من 800 مليون مشاهدة عبر منصّاتها المختلفة

احتفلت منصّة «الشرق ديسكفري» المختصّة بالمحتوى التثقيفي والترفيهي باللغة العربية، بمرور عام على إطلاقها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية منصة «دازن» لبث الفعاليات الرياضية (رويترز)

«السيادي» السعودي يدرس شراء حصة في منصة «دازن» الرياضية

قالت مصادر إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يدرس شراء حصة أقلية بنحو مليار دولار في منصة «دازن» لبث الفعاليات الرياضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: كلاب هائمة تخطف الأنظار بتسلقها هرم خوفو

انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)
انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)
TT

مصر: كلاب هائمة تخطف الأنظار بتسلقها هرم خوفو

انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)
انتشار صور للكلاب في وضعيات لافتة أمام الأهرامات (صفحة الناقد الفني محمد عبد الرحمن «فيسبوك»)

حظيت كلاب هائمة في منطقة الأهرامات الأثرية بالجيزة (غرب القاهرة) على اهتمام واسع، بعد أن كان البعض يعدّها مصدر خطر وتهديد لزوار المكان، لكن بعد التقاط عدسة أحد هواة الطيران الشراعي صورة لكلب يوجد بقمة الهرم الأكبر؛ تحول هذا الكلب وأقرانه بالمنطقة الأثرية إلى «نجوم» ومصدر للترويج السياحي.

وسرعان ما انتشرت على «السوشيال ميديا» صور متعددة للكلاب الهائمة في منطقة الأهرامات، وأصبح هذا الكلب الذي تسلّق الهرم بمنزلة «أيقونة سياحية»، وبدأ كثير من المستخدمين يتداولون صورته بوصفه «أداة للترويج للسياحة المصرية».

وعدّ الخبير السياحي المصري محمد كارم أن «تداول صور هذا الكلب، وهو يعتلي قمة الهرم ويهبط منه بسهولة، أسهم في دعاية مجانية للسياحة المصرية ولو بشكل غير مقصود، رغم أن أهرامات الجيزة لها شهرتها العالمية التي تفوق كل دعاية».

تداول واسع لصورة الكلب الذي تسلق هرم خوفو (الخبير السياحي محمد كارم)

وتسلّق الكلب هرم خوفو، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 146 متراً، وبني في عصر الأسرة الفرعونية الرابعة نحو عام 2560 قبل الميلاد، ويعد هو الهرم الأكبر بين الأهرامات الثلاثة الشهيرة التي تحظى بشهرة عالمية بوصفها من «عجائب الدنيا السبع القديمة»، ومسجلة ضمن موقع «اليونسكو» للتراث العالمي.

ويتحفظ كارم على ما يتم تداوله من أن الكلب الذي ظهر في الصور ضلّ طريقه وتسلل إلى الهرم، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الكلب ضمن كلاب مقيمة في منطقة الأهرامات منذ القدم، ويتم وصفها بأنها (حُماة الأهرامات) كما يُطلِق عليها أهل الآثار والسياحة». ويضيف: «هذا الكلب وغيره من الكلاب الأخرى المقيمة في المنطقة لها طبيعة خاصة، فهي كلاب معروفة، لها سلالتها الممتدة منذ عصر بناء الأهرامات، لذلك هي قادرة على تسلّق الأهرامات والنزول منها بسهولة شديدة دون أن تضل طريقها، ولها ملامحها الخاصة حتى في طريقة جلوسها التي تُحاكي وضع تمثال (أبو الهول)، وهذا الأمر يعرفه أهل المكان منذ سنوات طويلة».

وسبق أن راجت صور لعدد من القطط التي التقطتها عدسات السائحين في منطقة معابد محافظتي الأقصر وأسوان (جنوب مصر) التي تم تشبيهها بالقطط المرسومة على جدران المعابد، وحسب الخبير السياحي: «هي سلالة من القطط التي يغلب عليها اللون الرمادي، وهي أيضاً سلاسة مقيمة في أرض المعابد منذ القدم وتعرف طبيعة المكان جيداً».

قط مقيم في منطقة معبد فيلة بأسوان (الخبير السياحي محمد كارم)

وتابع: «كما أن هناك قططاً مقيمة في منطقة الأهرامات ما بين الهرم الثاني وحتى (أبو الهول)، ويظهرون في أوقات معينة بجوار الأهرامات، وهم أيضاً من حُماة المنطقة مثل الكلاب، ورغم أن هذه المنطقة جافة ولا يوجد بها ماء كافٍ، فتلك الكائنات تعتمد على رعاية أهل المكان لها».

وكانت مصادر بمنطقة الأهرامات الأثرية قد صرحت لوسائل إعلام محلية، بأن هذه الواقعة نتيجة وجود الأهرامات في منطقة مفتوحة وسط المناطق السكنية، مما يجعل من الصعب السيطرة على الحيوانات الهائمة التي تدخل إليها، إلا أن هذه الكلاب يتم تطعيمها ضد السعار والأمراض الخطيرة لتأمين السائحين الذين يزورون المنطقة.

وتصاعدت على خط «الترند» نداءات «غروبات الرفق بالحيوان»، مطالبين الحكومة المصرية باستغلال كلاب الشوارع في الترويج السياحي، وتوفير بيئة غير ضارة بها، بدلاً من «تسميمها» أو تعذيبها، وهي دعاوى تتزامن مع رواج فيديوهات أخرى لواقعة تعذيب كلاب ضالة، قال مروجو الفيديو إنها في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مع مطالبات بفتح تحقيقات مع المتسببين في تعذيبها.