عملية التصوير «الدقيقة جداً» التي أضفاها الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ على لوحة «ليلة النجوم»، التي رسمها عام 1889، تجعلها واحدة من أكثر اللوحات الفنّية شهرة في العالم. ولكن، هل هي حقاً «دقيقة جداً»؟
كان فان غوخ انطباعياً، بل فنان ما بعد الانطباعية. لذا، يمكن وصف تصويره للسماء بأنه «انطباعي». فالدوامات الخيالية المحيطة بالنجوم تصوّر بدقة أنماطاً معقَّدة من الاضطرابات الهوائية. فقد فحصت دراسة جديدة نُشرت في مجلة «فيزياء السوائل»، ونقلتها «الغارديان» الدوامات والدورانات في اللوحة لمعرفة مدى مطابقتها لنظرية أندريه كولموغوروف؛ وهو عالم رياضيات روسي طوّر مجموعة من الفرضيات حول طبيعة الاضطرابات. وجدت الدراسة أنّ أحجام الدوامات والدورانات، فضلاً عن المسافات والكثافة النسبية، «تتبع القانون الفيزيائي الذي يحكم التدفّقات المضطربة».
وفي رسالة إلى أخيه ثيو، وصف فان غوخ اللوحة بأنها «دراسة جديدة لسماء مرصَّعة بالنجوم». ولكن، ألم يكن الفنان يعاني أيضاً نوبات ذهانية؟ الجواب: «نعم». فاللوحة رُسمت بعد وقت قصير من قطع جزء من أذنه، عندما كان عرضة للهلوسة والأوهام. والمنظر الذي صوَّره في «ليلة النجوم» هو من نافذة ملجأ فان غوخ من دون القضبان. هل حالفه الحظّ مع ضربات الفرشاة المضطربة؟ الأمر الأكثر أهمية هو أنّ تمثيله للاضطراب يعكس «الفهم العميق والبديهي للظواهر الطبيعية» لدى الرسام، وفق مؤلّف الدراسة يونغ شيانغ هوانغ. لذا، فقد كان هذا الاضطراب دقيقاً علمياً بشكل مذهل. لا بأس بقدر يسير من التحرّر الفنّي بجانب اضطراب يوصف بالقياسي.