بعد ألمانيا معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» يذهب لليابان

ضمن خطة للتوسّع في تنظيم المعارض الأثرية الخارجية

مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

بعد ألمانيا معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» يذهب لليابان

مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أبدت مصر استعدادها لتنظيم المزيد من المعارض الأثرية المؤقتة خارج البلاد؛ لتحقيق استفادة مالية من جهة، وللترويج للمعالم الأثرية النادرة بالبلاد من جهة أخرى.

وتستضيف مدينة كولون الألمانية حالياً معرضاً بعنوان «رمسيس وذهب الفراعنة»، ومن المقرّر أن ينتقل المعرض إلى اليابان خلال الفترة المقبلة.

ووافقت وزارة السياحة والآثار المصرية مبدئياً على مد فترة تنظيم المعرض في اليابان من 6 أشهر إلى 9 أشهر.

قطع مميّزة من عصر الملك رمسيس الثاني شهدها معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وبحث شريف فتحي؛ وزير السياحة والآثار المصري، الأربعاء، بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، مع السفير دومينيك جوه؛ سفير جمهورية سنغافورة بالقاهرة، ورون تان؛ الرئيس التنفيذي للشركة المنظِّمة لمعرض «رمسيس وذهب الفراعنة»، آليات التعاون لتنظيم عدد من المعارض الأثرية المؤقتة حول العالم للتعريف بالحضارة المصرية العريقة والترويج لها.

وتم مناقشة إمكانية مد فترة إقامة معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في محطته المقبلة بالعاصمة اليابانية طوكيو، من 6 أشهر إلى 9 أشهر، وذلك لاستقبال الزائرين الذين سوف يتوافدون من عدة مدن يابانية لزيارته، ومشاهدة الآثار المصرية، والاستمتاع بالحضارة المصرية العريقة، حيث توقعت الدراسات التسويقية التي أجرتها الشركة بالسوق الياباني أن يجذب المعرض آلاف الزائرين، وأنه سيحقّق نجاحاً كبيراً في ظل شغف الشعب الياباني بالحضارة المصرية العريقة.

المعرض الأثري المؤقت «قمة الهرم» في شنغهاي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وناقش الجانبان إقامة المعرض في عدد آخر من دول العالم بعد انتهاء مدة عرضه في محطته الخامسة والأخيرة بطوكيو، في ظل النجاح الكبير الذي حقّقه المعرض بمختلف الدول التي استضافته، منذ بدْء رحلته بأولى محطاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 بمدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأميركية، وحتى الآن في محطته الرابعة بمدينة كولون الألمانية، بالإضافة إلى إمكانية تنظيم عدد من المعارض الأثرية المؤقتة تجوب دول العالم تكون ذات موضوعات أثرية مختلفة تروي حقباً تاريخيّة متعددة.

معرض قمة الهرم بالصين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان الوزارة، الأربعاء، فقد وافق الوزير بصفة مبدئية على كل المقترحات لحين الدراسة.

ويضم معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» 180 قطعة أثرية، تم اختيارها بعناية من مقتنيات المتحف المصري بالتحرير من عصر الملك «رمسيس الثاني»، بالإضافة إلى تابوت الملك رمسيس الثاني الذي تمت استعارته من المتحف القومي للحضارة المصرية، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة «البوباسطيون» بسقارة، بالإضافة إلى مقتنيات عدد من المتاحف المصرية الأخرى التي تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، من خلال مجموعة من التماثيل، والحُلي، وأدوات التجميل، واللوحات، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، وبعض التوابيت الخشبية الملونة.

وفي منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي، افتُتح المعرض بقاعة «ODYSSEUM» وسط حضور عدد كبير من الزوّار، حيث اصطفّ الجمهور بالآلاف أمام قاعة العرض.

معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» جذب الزوّار في ألمانيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدُّ الملك رمسيس الثاني (1303 - 1213 قبل الميلاد) من أشهر ملوك مصر القديمة، فقد حكم مصر أكثر من 67 عاماً، وترك كثيراً من الآثار والمعابد والمسلّات التي تسجّل انتصاراته، ومن أشهر آثاره معبده بأبي سمبل، وبجواره معبد زوجته نفرتاري في أسوان (جنوب مصر).

وقال فتحي ضمن لقائه بصحافيين مصريين، الثلاثاء، إن «هذه المعارض المؤقتة توفر دخلاً مالياً جيداً للبلاد، وتُسهم في تشجيع السائحين على زيارة مصر».

ويستضيف متحف شنغهاي القومي حالياً معرض «قمة الهرم... حضارة مصر القديمة»، ويحظى المعرض بإقبال لافت من الجمهور الصيني، ويضم 787 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية من مقتنيات عدد من متاحف الآثار المصرية.

معرض «قمة الهرم» بالصين (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويحتفي المعرض بالحضارة المصرية القديمة والحياة اليومية، والزينة والحُليّ، والكتابة، والمعتقدات الدينية، والعالم الآخر عند المصري القديم، وذلك من خلال عرض مجموعة متميزة من تماثيل الملوك على غرار الملك رمسيس الثاني، والملك أخناتون، والملك توت عنخ آمون، والملك أمنمحات الثالث، والملك مرنبتاح، والمعبودات المصرية، مثل أوزيريس، وإيزيس، وباستت، وحتحور، والعجل أبيس، وجحوتي.

مصر تتوسّع في تنظيم المعارض المؤقتة خارج البلاد (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفي أغسطس (أب) 2020، عادت إلى مصر مقتنيات معرض الملك توت عنخ آمون، بعد انتهاء محطته الثالثة بالعاصمة البريطانية لندن الذي أُقيم تحت عنوان «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون الذهبي»، وذلك بعد جولته الخارجية التي بدأت عام 2018، زار خلالها مدينة لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية، والعاصمة الفرنسية باريس، والبريطانية لندن، وكان المعرض يضم ١٦٦ قطعة أثرية من مقتنيات الفرعون الذهبي.


مقالات ذات صلة

مصر تعزز حركة السياحة بمدّ برنامج «تحفيز الطيران»

يوميات الشرق معبد أبو سمبل جنوب مصر (الشرق الأوسط)

مصر تعزز حركة السياحة بمدّ برنامج «تحفيز الطيران»

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية مَدّ برنامج تحفيز الطيران الحالي لموسم الشتاء المقبل مع إجراء بعض التعديلات عليه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الشاطئ مقصدٌ وإن حلَّ الخريف (د.ب.أ)

مدينة ملقا الإسبانية للسياح: غطّوا أنفسكم

في وقت تشهد معظم أوروبا تحوُّل أوراق الشجر إلى اللون البني وأولى أمسيات الخريف الباردة، لا تزال مناطق البحر الأبيض المتوسّط تنعم بنوع من الدفء النادر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق المتحف الكبير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تتأهب لافتتاح المتحف الكبير

تتأهب مصر خلال الفترة القليلة المقبلة لافتتاح المتحف الكبير المطل على أهرامات الجيزة (غرب القاهرة).

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق قلعة قايتباي بحلة جديدة (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك)

​ترحيب في مصر بأولى حفلات الصوت والضوء بقلعة قايتباي

في محاولة لتطوير وتنويع الخدمات السياحية انطلقت مساء الأحد أولى حفلات «الصوت والضوء» بقلعة قايتباي بالإسكندرية وسط ترحيب شعبي وأثري.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق «صخرة المنبر»... تقع في جنوب غربي النرويج (غيتي)

صخرة أوروبية عملاقة تجذب السياح... ولا توجد حواجز أمان

تعد النرويج موطناً لجرف صخري مهيب، يبلغ ارتفاعه 1.800 قدم، يبدو معلقاً فوق مضيق بحري، ويتميز بإطلالاته الساحرة التي تبدو أقرب إلى الجنة في عيون هواة السير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

افتتاح عالمي لـ«منتدى الأفلام السعودي»... حيث تتخطى السينما حدود الصورة

استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل
استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل
TT

افتتاح عالمي لـ«منتدى الأفلام السعودي»... حيث تتخطى السينما حدود الصورة

استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل
استضافت الجلسة الأولى للمنتدى الأمير تركي الفيصل

«هنا، حيث تتخطى السينما حدود الصورة»، كانت الكلمات الأولى لافتتاح منتدى الأفلام السعودي، الذي انطلق مساء الأربعاء في الرياض، بحضور حشد كبير من صناع الأفلام من مختلف دول العالم، من بينهم ضيف النسخة الثانية من المنتدى الممثل والمنتج الأميركي ويل سميث.

ومع انطلاق الحفل ألقى وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان كلمة قال فيها: «نؤسس من خلال منتدى الأفلام السعودي لمرحلة جديدة تتجاوز حدود الإبداع... لصناعة سينمائية متكاملة، تمثل جسراً للتواصل الثقافي والاقتصادي مع العالم».

ولأن بين «الأفلام» و«الدبلوماسية» علاقة وطيدة، استضافت الجلسة الأولى للمنتدى، الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي يرى أن دور الأفلام كبير جداً في التلاقح بين البشر وثقافاتهم المتعددة، مستذكراً بدايات المملكة مع فتح مجال مشاهدة الأفلام عبر التلفزيون، قبل نحو 50 عاماً، مشيراً إلى أنه كان لذلك أثر كبير على تعريف المجتمع السعودي بالآخرين، وتعريف الآخرين بهم.

إحدى فقرات الحفل

تجربة تركي الفيصل

في مستهلها، وجه مدير الجلسة رئيس تحرير جريدة عرب نيوز فيصل عباس سؤالاً للفيصل، قال فيه: «لو كانت لديك عصا سحرية كي تختار فيلماً عن المملكة لإنتاجه، فماذا تختار؟». ليرد الفيصل: «هذا صعب، لكن من خلال تجربتي الخاصة في إنتاج بعض الأفلام كان لمجموعة منها أثر كبير، ليس فقط التعريف بالمملكة والدين الإسلامي، بل وأيضاً انتشار المعرفة بالمملكة وما تقوم عليه».

وخلال حديثه، استرجع الفيصل ذكريات أول فيلم أُنتج بتمويل سعودي وطاقم عمل دولي قبل نحو 20 عاماً مضت عن المؤرخ العربي ابن بطوطة، الذي كان أشبه بالفيلم الوثائقي، لافتاً إلى أن ذلك العام صادف إنتاج فيلم سعودي آخر عن الحج، وانتشر الفيلمان في أرجاء المعمورة من خلال دور السينما التي عرضت فيها.

واستدرك الأمير تركي قائلاً: «لكن لا أخفيكم أن فيلمي المفضل هو الفيلم الذي شاركت بإنتاجه (ولد ملكاً)، وهو عن الملك فيصل، ويتناول أول رحلة قام بها الفيصل وهو بعمر 13 سنة للخارج، بتكليف من الملك عبد العزيز... وأعتقد أنه من أوائل الأفلام الروائية التي صورت في المملكة، بممثلين سعوديين».

وعن رأيه في الأعمال العربية، قال الفيصل: «كثير مما شاهدت من إنتاجات عربية فيها الكثير من الكآبة التي تُعرض على المشاهد... من ناحية الصورة والقصة والدراما، مما يجعلني أتردد في مشاهدتها»، مؤكداً ضرورة أن تقدم الأفلام ما يسعد المشاهد، بدلاً من أن تتسبب له بالضيق والكآبة.

يعد المنتدى منصة تجمع صناع الأفلام والمنتجين والموزعين والمستثمرين من السعودية والعالم

حديث ويل سميث

الجلسة التالية من المنتدى التي أدارها الممثل السعودي حكيم جمعة عن الممثل العالمي ويل سميث، جاءت تحت عنوان «مسيرة ويل سميث المهنية ووجهة نظره حول صناعة الأفلام ومستقبل السينما»، تضمنت نظرة متعمقة في مسيرة ويل سميث، وتتبعت رحلته من مغني راب ونجم تلفزيوني إلى أحد أكثر الممثلين المحبوبين في هوليوود، تحدث فيها سميث عن مسيرته الفنية، وكذلك تطرق إلى أفكاره حول الوضع الحالي لصناعة الأفلام.

وقال سميث: «السعودية لديها فرصة فريدة لبناء الجسور من خلال صناعة الأفلام، كما أن المنطقة غنية جداً بالقصص التي لم تُروَ بعد، ونحن متحمسون لذلك!». وأكد سميث على ما ذكره الأمير تركي الفيصل، قائلاً: «الناس تذهب إلى السينما لقضاء وقت ممتع أثناء المشاهدة، كما أن هناك الكثير من الاتصال العميق بالأفكار من خلالها».

وفي ختام الجلسة الحوارية، وجّه ويل سميث كلمة لصناع الأفلام السعوديين، قائلاً: «أنتم في مرحلة غير مسبوقة لصناعة الأفلام في تاريخ السينما، أمامكم فرص فريدة ونادرة، والعالم ينتظر رؤية ما ستفعلون، لذا أنصحكم بأن تأخذوا الأمر بجدية... لديكم الموارد والتاريخ لتقديم ما لديكم إلى العالم».

بعدها توالت جلسات المنتدى الذي يستمر حتى 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بمشاركة حشد من خبراء صناعة الأفلام من مختلف أنحاء العالم يجتمعون لدعم هذه الصناعة في المنطقة وتعزيز مكانتها على النطاق الدولي.

برنامج حافل

ويعد المنتدى الذي تنظمه «هيئة الأفلام» التابعة لوزارة الثقافة منصة تجمع صناع الأفلام والمنتجين والموزعين والمستثمرين من السعودية والعالم تحت سقف واحد؛ بهدف الترويج لمواقع التصوير التي تتميز بها السعودية، ولجذب الاستثمارات، وتعزيز العلاقات بين الشركات المحلية والعالمية، وتطوير البنية التحتية لقطاع الأفلام في المملكة.

كما يسلّط الضوء على دور السعودية بوصفها مركز دعم وتمكين لصناعة الأفلام في الشرق الأوسط، وإبراز الفرص الواعدة لصناع الأفلام محلياً، وأخيراً، بناء مجتمع مختص للعاملين والمهتمين بصناعة الأفلام لتبادل الخبرات والمعارف.

وتضم النسخة الثانية من منتدى الأفلام السعودي التي تأتي امتداداً للنجاح الذي تحقق في نسخته الأولى 2023، مؤتمراً دولياً ومعرضاً نوعياً، إلى جانب ورشات عمل مختصة، وفعاليات أخرى مصاحبة.

وعلى مدى يومين متتاليين، يغطي المؤتمر مجموعة واسعة من الموضوعات الحيوية؛ من إنتاج الأفلام إلى تطويرها، مستفيداً من أحدث التقنيات لتعزيز التجربة والمحتوى التفاعلي للحضور.

كما يناقش الاتجاهات المبتكرة، مثل الاستدامة ودور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل صناعة الأفلام، ما يجسّد التزامه بدفع عجلة التقدم والابتكار في هذا المجال.

أمّا المعرض المصاحب، فيستمر طيلة أيام المنتدى، ويضم مشاركة واسعة من عارضين وقطاعات متعددة؛ بما فيها شركات محلية وعالمية وجهات حكومية من سلسلة القيمة لصناعة الأفلام، لتبادل الخبرات والتعارف؛ بهدف تحقيق التكامل بين القطاعات المتنوعة.