بعد أول مهمة خاصة للسيّر في الفضاء... رواد مركبة «سبايس إكس» يعودون إلى الأرض (فيديو)

الطاقم المكون من 4 أفراد بمن فيهم رجل الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان (الثالث على اليسار) جالسين في كبسولتهم خلال انتظارهم النزول منها بعد هبوطها بخليج المكسيك بولاية فلوريدا (أ.ب)
الطاقم المكون من 4 أفراد بمن فيهم رجل الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان (الثالث على اليسار) جالسين في كبسولتهم خلال انتظارهم النزول منها بعد هبوطها بخليج المكسيك بولاية فلوريدا (أ.ب)
TT

بعد أول مهمة خاصة للسيّر في الفضاء... رواد مركبة «سبايس إكس» يعودون إلى الأرض (فيديو)

الطاقم المكون من 4 أفراد بمن فيهم رجل الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان (الثالث على اليسار) جالسين في كبسولتهم خلال انتظارهم النزول منها بعد هبوطها بخليج المكسيك بولاية فلوريدا (أ.ب)
الطاقم المكون من 4 أفراد بمن فيهم رجل الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان (الثالث على اليسار) جالسين في كبسولتهم خلال انتظارهم النزول منها بعد هبوطها بخليج المكسيك بولاية فلوريدا (أ.ب)

عاد طاقم مهمة «بولاريس دون (Polaris Dawn)»، التابعة لشركة «سبايس إكس»، إلى الأرض اليوم (الأحد)، بعد إنجازهم أول عملية تجول في الفضاء لمهمة خاصة في التاريخ هذا الأسبوع.

وهبطت المركبة «دراغون» قبالة سواحل ولاية فلوريدا في جنوب شرقي الولايات المتحدة عند الساعة الـ03:37 صباحاً بالتوقيت المحلي (07:37 بتوقيت غرينيتش)، وفق لقطات من بث مباشر بالفيديو لشركة «سبايس إكس».

وقد انتشر على الفور فريق لاستعادة الكبسولة وأفراد الطاقم الأربعة. وجرى إبطاء الكبسولة في أثناء هبوطها بواسطة مظلات.

وجرى تحقيق جميع الأهداف الرئيسية للمهمة التي تُمثّل محطة رئيسية جديدة في استكشاف الفضاء التجاري.

وأجريت المهمة بتشجيع ودعم من الملياردير الأميركي جاريد إيزاكمان، رئيس شركة «شيفت4» المالية. وضمّ طاقم المركبة إلى جانبه مهندستين من «سبايس إكس» هما سارة غيليس وآنا مينون، بالإضافة إلى العضو السابق في القوات الجوية الأميركية سكوت بوتيت، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وانطلق أعضاء المهمة الثلاثاء من فلوريدا، وفي اليوم الأول، بلغت مركبتهم الفضائية ارتفاعاً يصل إلى 1400 كيلومتر، وهي أبعد نقطة يصل إليها أي طاقم منذ بعثات «أبولو» إلى القمر قبل أكثر من نصف قرن.

وأصبحت سارة غيليس وآنا مينون أول امرأتين تسافران إلى أبعد مسافة من الأرض.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو جرى توزيعه بواسطة «سبايس إكس» تُظهر اختصاصية البعثة الأميركية آنا مينون وهي تتفاعل خلال خروجها من الكبسولة عند عودتها إلى الأرض مع طاقمها بعد الهبوط (إ.ب.أ)

وكان الحدث الأبرز خلال المهمة الخميس، مع أول عملية تجول في الفضاء لرواد غير تابعين لوكالات حكومية، وهي عملية محفوفة بالمخاطر بقيت حكراً على رواد الفضاء المحترفين.

وخرج كل من جاريد إيزاكمان وسارة غيليس لنحو 10 دقائق من المركبة، التي كانت على علو 700 كيلومتر؛ أي أعلى بكثير من محطة الفضاء الدولية.

وقال الملياردير البالغ 41 عاماً، أمام مناظر رائعة للكوكب الأزرق بُثّت على الهواء مباشرة: «في ديارنا لدينا كثير من العمل، لكن من هنا، تبدو الأرض كأنها عالم مثالي حقاً».

وأدى المغامران حركات لاختبار بزتيهما الفضائيتين البيضاء والرمادية، وهي الأولى من «سبايس إكس» التي تخصَّص للسير في الفضاء.

وكان تطوير واختبار هذه البزات، التي تأمل الشركة أن تنتجها يوما ماً بـ«الملايين» بهدف إرسال البشر إلى المريخ، أحد الأهداف الرئيسية للمهمة.

«خطوة عملاقة»

وهنأ رئيس وكالة «ناسا»، بيل نيلسون، شركة «سبايس إكس»، الخميس، قائلاً إن هذا الحدث يمثل «خطوة عملاقة إلى الأمام بالنسبة إلى صناعة الفضاء التجارية».

كما نفّذ الطاقم الذي تدرّب لأكثر من عامين لهذه المهمة، اختبار الاتصال بالليزر بين المركبة الفضائية وأقمار «ستارلينك» التابعة لشركة «سبايس إكس»، والتي توفر الإنترنت من الفضاء.

وأجرى أخيراً نحو 30 تجربة علمية، كانت أبرزها دراسة تأثير السفر إلى الفضاء على جسم الإنسان.

وهذه ثاني مرة يسافر فيها جاريد إيزاكمان ضمن مهمة مدارية لشركة «سبايس إكس»، بعد مهمة أولى أقل طموحاً استأجرها في عام 2021.

صورة تظهر هبوط الكبسولة الفضائية في خليج المكسيك بولاية فلوريدا عند العودة إلى الأرض مع طاقم من 4 أفراد (إ.ب.أ)

ويشدد رجل الأعمال على الحاجة إلى الاستثمارات الخاصة لتسريع التطورات التكنولوجية اللازمة لتحقيق الهدف الذي يتقاسمه مع «سبايس إكس»؛ وهو «جعل البشرية تعيش على كواكب مختلفة».

تدشن مهمة «بولاريس دون» برنامج «بولاريس» الذي أعلنته «سبايس إكس» قبل عامين ونصف العام.

ويتألف البرنامج من 3 مهام في المجموع، وتشمل رحلة ثانية مماثلة لتلك التي انتهت للتو، ثم رحلة ثالثة ستكون أول مهمة مأهولة لصاروخ «سبايس إكس» الضخم «ستارشيب»، وهو قيد التطوير حالياً ومخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.


مقالات ذات صلة

أول مدني يسير في الفضاء... مَن هو الملياردير جاريد إيزاكمان؟

يوميات الشرق جاريد إيزاكمان لدى خروجه من كبسولة «سبيس إكس» (إ.ب.أ)

أول مدني يسير في الفضاء... مَن هو الملياردير جاريد إيزاكمان؟

حقق الملياردير جاريد إيزاكمان، الخميس الماضي، إنجازاً في الفضاء، للمرة الثانية، بعدما قضى 10 دقائق عائماً في فراغ الفضاء خارج كبسولة «سبيس إكس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الكوكب المُكتشف يعادل وزنه 11 ضعف كتلة كوكب المشتري (جامعة نيكولاس كوبرنيكوس)

اكتشاف كوكب عملاق فائق البرودة

كشف فريق من علماء الفلك بجامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا بالتعاون مع باحثين من الولايات المتحدة وإسبانيا عن وجود كوكب عملاق فائق البرودة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ فريق تقني يعاين «ستارلاينر» بعد عودتها إلى الأرض (رويترز)

أحد رائدَي «ستارلاينر»: العودة بواسطتها كانت ممكنة لو أتيح مزيد من الوقت

رأى أحد رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية أنّ عودته وزميلته إلى الأرض في مركبة «ستارلاينر» التابعة لشركة «بوينغ» كانت ممكنة كما كان مخططا لها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الصورة للمريخ التُقطت بواسطة مسبار تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (وكالة الفضاء الأوروبية)

اكتشاف «وجه مبتسم» على المريخ

اكتشف العلماء «وجهاً مبتسماً» على سطح المريخ، يقولون إنه قد يشير إلى وجود حياة على الكوكب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
علوم صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» وعلى متنه كبسولة «كرو دراغون ريزيليانس» في مجمع الإطلاق «39A» في مركز كيندي للفضاء قبل مهمة «بولاريس داون» في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

«سبيس إكس» تطلق أول رحلة خاصة سيتاح لركابها التجول في الفضاء

أطلقت «سبيس إكس» اليوم الثلاثاء مهمتها الفضائية «بولاريس دون» Polaris Dawn المتوقع استمرارها أياما عدة مع طاقم من أربعة أفراد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«عروسة المولد» تواجه طمع الإنسان في «الحلم حلاوة»

الخليفة الفاطمي يتحدث إلى مستشاريه (الشرق الأوسط)
الخليفة الفاطمي يتحدث إلى مستشاريه (الشرق الأوسط)
TT

«عروسة المولد» تواجه طمع الإنسان في «الحلم حلاوة»

الخليفة الفاطمي يتحدث إلى مستشاريه (الشرق الأوسط)
الخليفة الفاطمي يتحدث إلى مستشاريه (الشرق الأوسط)

تُعد عروسة المولد أحد مظاهر الاحتفال بذكرى «المولد النبوي» عند المصريين، ورغم تعدد الروايات عن أصلها فإن المتفق عليه هو أنها تعود إلى العصر الفاطمي، واستلهاماً من حكاية هذه العروسة يدور العمل المسرحي «الحلم حلاوة» الذي يعرض على مسرح قصر «الأمير طاز» بالقاهرة.

التراث والخيال يلتقيان في هذه المسرحية، التي تتصدى لقضية إنسانية عصرية، وهي تعاظم الأطماع والطموحات والإحساس الدائم بعدم الرضا في ظل ازدياد المغريات والانفتاح على العالم من حولنا، وانعكاس ذلك بالسلب على سعادة الإنسان و«راحة البال».

وتدور فكرة العرض حول عروسة المولد والفارس من خلال «حدوتة» غير تقليدية تنتقل بالمشاهدين إلى العصر الفاطمي، حيث تقع معظم أحداثها، وتبدأ المسرحية بطفلة صغيرة فقيرة تطلب من صانع الحلوى أن يمنحها «عروسة المولد» لتلعب بها في هذه المناسبة.

تميزت بديكور واستعراضات مستوحاة من التراث (الشرق الأوسط)

لكنها لا تملك ثمنها، فيدفعها الرجل بعيداً، وتحزن وتبكي، لكنها فجأة تجد أمامها فتاة شابة جميلة ترتدي ملابس العروسة وتقول لها: «أنا عروسة المولد جئت إليك بدلاً من اللعبة»، لكن الطفلة تقول: «لكنك كبيرة للغاية، كيف أحملك وألعب بك»، فترد: «إذن العبي معي وليس بي».

وتسأل عروسة المولد الطفلة عن سبب حزنها، فتجيبها بأنها لا تملك المال، ووالدها يفرط في خوفه عليها، ولا يسمح لها باللعب مع الآخرين، فتعرض عليها العروس أن تأخذها معها إلى القصر الذي تعيش به في العصر الفاطمي، وتوافق الطفلة، ويخوضان معاً مغامرات كثيرة.

العرض تأليف ياسر أبو العينين، فكرة وإخراج مي مهاب، بطولة مارتينا عادل، حور أحمد، أحمد صبري، وآخرين، أشعار طارق علي، استعراضات مصطفى حجاج.

المسرحية تعرض في قصر الأمير طاز التاريخي (الشرق الأوسط)

ووصف مؤلف العمل ياسر أبو العينين النص بأنه نص يستند إلى التفتيش في التراث، في محاولة لاستخراج بعض كنوزه، وتابع: «بدأت فكرته عندما حدثتني المخرجة مي مهاب عن انبهار الحضور في أحد المهرجانات الدولية عام 2015، بتصميم لها، عبارة عن (عروس عصا) على شكل (حلاوة المولد)؛ لتحصل على جائزة أفضل تصميم عروسة، وتساءلت مي لماذا لا نستثمر هذه الأيقونة المصرية في عمل مسرحي رومانسي يجمع ما بين التراث والهوية».

ويتابع في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «رحبت بالفكرة، وبدأت بالفعل في كتابة عمل تكون بطلته (عروسة المولد)، لكني جعلته اجتماعياً كوميدياً، يشتبك أيضاً مع قضية عصرية موجهة لأفراد الأسرة باختلاف أعمارهم وتوجهاتهم في زمن طغت عليه المادية، وارتفاع سقف الرغبات والأطماع إلى حد مُبالغ فيه».

تميزت الملابس والديكور بألوان زاهية تناسب العصر الفاطمي في مصر (الشرق الأوسط)

من خلال أحداث العمل تتبادل الشخصيتان روحيهما، إذ تحل روح عروسة المولد في جسد الطفلة، ويحدث العكس أيضاً، على أن ينتهي ذلك في حالة اللمس، وبينما تنبهر الصغيرة بالقصر والمجوهرات وأنواع الطعام، وبذخ العصر الفاطمي، تشعر العروسة بسعادة بالغة لحصولها على حريتها؛ إذ إنها في الأصل جارية، كما أنها تستمتع بفكرة الأسرة، وأن يكون لها والدان يمنحاها الحنان والاهتمام والعطف، بدلاً من صرامة مشرفة الجواري.

لكن استقرار الحال لا يدوم طويلاً؛ إذ يهاجم القصر مجموعة جواسيس لصوص يحاولون سرقة وثائق مهمة، وتعرف الطفلة بالأمر، وتفشل في إبلاغ مسؤولي القصر، كما أنها تواجه مشكلة أخرى وهي رغبة الفارس في الزواج منها، بصفتها عروسة المولد التي يحبها، ولا يعرف أنها طفلة تسكن جسدها.

توظيف الدفوف لنقل الأجواء التراثية إلى الجمهور (الشرق الأوسط)

وفي الوقت نفسه تشعر عروسة المولد بالحنين لحياتها، وحبيبها الفارس، وحين تقرر الفتاتان استرداد روحيهما، وتقرران لمس بعضهما لتحقيق ذلك، تفاجئان بعدم جدوى هذه الطريقة، وتتوالى الأحداث.

من خلال تبادل الشخصيات قدم المؤلف معالجة غير نمطية لثيمة تطلع كل إنسان إلى ما يتمتع به الآخر، والأطماع التي لا تنتهي، مهما حاول أن ينفي ذلك؛ إذ تكتشف العروسة «حلاوة» أن محاولة العودة باللمس لا تفلح بسبب أن الصغيرة لا تزال متعلقة بفخامة القصر والحياة المرفهة والملابس الفاخرة.

وهنا تذكرها بمدينتها ومدرستها وأسرتها وحب الجميع لها، وتنبهها إلى أنها لا يمكن أن تعود إلى ذلك كله وتستمتع به، ما لم تخرج من وجدانها وعقلها هذه المغريات الزائفة. وقالت للطفلة: «لكم أتمنى لو أن لدي أسرة محبة مثلك»، وتتأثر الصغيرة وتعود لتلمس العروسة عن اقتناع، فتفلح المحاولة وتعود كل منهما لحياتها راضية وسعيدة.

العروسة واللص (الشرق الأوسط)

وتجمع المسرحية بين الفصحى والعامية المصرية، خصوصاً عندما تتحدث الطفلة، وجاء ذلك لسبب درامي، حسب المؤلف، وهو أنها لا تجيد الفصحى كونها لا تزال صغيرة وتعيش في الزمن الراهن، وعندما تنتقل إلى العصر الفاطمي لا يكون أمامها سوى الفصحى؛ ليفهمها المحيطون بها والذين لا يتحدثون سواها.

مضيفاً: «قمت بتوظيف الجمع بين الفصحى والعامية في تحقيق أجواء من المرح، إذ تتحدث الطفلة في الجملة الواحدة أحياناً بهما معاً؛ ما كان يثير دهشة الشخصيات الأخرى في العمل، ويؤدي إلى ضحك الجمهور».

وتُشبع المسرحية العين المُحبة للتراث ومفرداته من خلال الصورة؛ إذ تتمتع الملابس بألوان زاهية وتصاميم تتسق مع العصر الفاطمي، وكذلك الديكور الذي زخر بالزخارف والتفاصيل العتيقة، فضلاً عن حمل الشخوص في الاستعراضات للدفوف المزدانة برموز من التراث المصري مثل رسوم المزمار والحصان وعروسة المولد، ومن خلال اللمبات الموجودة داخل الدفوف، التي تضيء في الظلام تبرز هذه الأشكال وغيرها بوضوح.