غادرت رائدة الفنّ التشكيلي السعودي، الفنانة صفية بن زقر، الحياة بعد عطاء طويل ميَّزته بلمسة تشكيلية خاصة طبعت بها المشهد الثقافي والفنّي في بلادها.
وفي حسابها عبر «إكس»، نعتها «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، فكتبت: «وافت المنية رائدة الفنّ التشكيلي السعودي الفنانة صفية بن زقر بعد مسيرة تشكيلية حافلة وضعت فيها بصمتها المضيئة بالإبداع في مشهدنا الثقافي والفنّي».
ببالغ الحزن والأسى تنعى #جمعية_الثقافة_والفنون رائدة الفن التشكيلي السعودي الفنانة #صفية_بن_زقر والتي وافتها المنية بعد مسيرة تشكيلية حافلة وضعت فيها بصمتها المضيئة بالإبداع في مشهدنا الثقافي والفنيأحر التعازي لأهلها وذويها وللوسط الثقافي والفني ونسأل الله أن يتغمدها برحمته pic.twitter.com/9NYhczjrFH
— جمعية الثقافة والفنون بجدة (@SASCA_JED) September 12, 2024
وُلدت الراحلة التي اشتهرت برسوم توثّق الفولكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة ومنطقة الحجاز، عام 1940 بحارة الشام في قلب مدينة جدة القديمة، وانتقلت مع عائلتها إلى القاهرة في أواخر عام 1947، حين كانت في السابعة من عمرها.
بعد نيلها شهادة الثانوية الفنّية عام 1960، انتقلت مجدداً من القاهرة إلى بريطانيا لإكمال دراستها. هناك التحقت ببرنامج دراسي في كلّية «سانت مارتن»، حيث نالت شهادة في فنّ الرسم والغرافيك. بعد سنوات الجهد، عادت صفية بن زقر عام 1963 إلى جدة، وفيها شعرت بأنها تشهد على عمليات التعرية التي كانت تطال المدينة القديمة، مما حرَّضها على إطلاق مشروعها الفنّي التوثيقي.
تمتُّعها بقدرات لافتة في رصد الواقعَيْن الاجتماعي والبيئي للمملكة، أهَّلها للعب دور كبير في ريادة الحركة التشكيلية النسائية، فرصدت لوحاتها عادات وتقاليد تتعلّق خصوصاً بالمرأة والأسرة؛ من دون أن يفوتها اقتناص كثير من ملامح الطبيعة لمختلف مناطق السعودية.
وتُعدُّ صفية بن زقر أيضاً أستاذة في الإبداع الزيتي، إذ تتحلَّى بأسلوب خاص في الطرح بانطباعية راقية معاصرة وشفافية في اللون والفكرة. الجانب الإنساني حاضر في كثير من أعمالها، لتأكيدها على الملامح والتعابير في الوجوه، وبحثها عن أدق التفاصيل في زوايا التاريخ والتراث.
وطوال مسيرتها، نالت تنويهات وجوائز، منها جائزة «كأس» ودبلوم «دي إكسيلانس» من جرولادورا عام 1982 في إيطاليا، كذلك شهادات تقدير ودروعاً تكريمية تحتفل بمشوارها الجمالي المتفرِّد.