«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

لتشجيع الأبحاث ودعم ترجمة وتواصل الثقافات 

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
TT

«كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات» يبدأ أعماله في الرياض

جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)
جانب من حفل تدشين كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات في الرياض (هيئة الأدب)

دشّن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الثلاثاء، كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات، الذي بدأ أعماله من الرياض؛ بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، لتشجيع الأبحاث والشراكات الداعمة لترجمة الثقافات والنصوص الثقافية، ومد الجسور بين الحضارات التي تخلق حوارات ثقافية متنوعة.

وقال الدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي للهيئة، خلال كلمته في الحفل، إن «الهيئة تسعد بأن تكون جزءًا من هذا الإنجاز المتمثل في تدشين الكرسي»، مؤكداً أنه «يجسد جانباً مهماً من التطلعات الثقافية لـ(رؤية السعودية 2030)، والمساهمة في تعزيز وتشجيع التعاون الدولي بمجال البحث والتطوير».

الدكتور محمد علوان خلال حفل التدشين (هيئة الأدب)

وأضاف علوان، خلال الحفل، أن الكرسي «يُقدِّم فرصة ذهبية لتحقيق الأهداف المتكاملة لتعميق فهم تراث السعودية العريق وإيصاله إلى العالم»، مبيناً أن «فكرة إنشائه جاءت في إطار الاهتمام اللافت لوزارة الثقافة، والدور المحوري للبحث العلمي في صياغة واقع ومستقبل ثقافي مشرق للمملكة».

واختتم الرئيس التنفيذي للهيئة كلمته بالإشارة إلى أن الكرسي «سيُقدِّم إسهامات علمية رصينة في مجال ترجمة الثقافات، وسيكون منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعارف بين الباحثين من مختلف أنحاء العالم».

الكرسي جاء بدعم من هيئة الأدب في السعودية (الهيئة)

من جهتها، قالت الدكتورة منيرة الغدير رئيس الكرسي، أن «الترجمة من عوامل ازدهار الحضارة الإنسانية، وترتكز في جوهرها على ترجمة الثقافات نفسها»، موضحة أن «هذا الفهم للترجمة كتجربة ثقافية تحولية، أساسي لاكتشاف السبل التي يمكن من خلالها تعزيز الحوار الثقافي بين الأمم، ومواجهة الأسئلة النظرية والفلسفية حول ما هية العلاقة بين اللغات والثقافات».

وأكدت الغدير أن الكرسي «ينطلق من هذا الإطار المفاهيمي، والإشراقات الحضارية، وبناء الثقافات، بدءاً من الثقافة العربية التي أثرت الحضارة الغربية، لتعود مرة أخرى في مسارات فكرية تجمع دول الشمال والجنوب».

الدكتورة منيرة الغدير تلقي كلمتها أمام الحضور (هيئة الأدب)

وبيّنت أن «الكرسي يسعى لإعادة تصور تاريخ الترجمة، بدءاً من اللغة العربية والعالم العربي، ويهدف من خلال هذا النهج إلى تجاوز هيمنة نموذج الدراسات المتمركزة حول الغرب، ليساهم في تطوير المعرفة بين وعن دول الجنوب، ويكشف عن المفاهيم والأطروحات التي تم التغاضي عنها سابقاً في دراسات الترجمة والعلوم الإنسانية».

وتحتضن مدينة الرياض كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات؛ لتعزيز العمل الترجمي حول العالم، وتلبية حاجة القطاع الثقافي إلى البحوث المتخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية والتعليم الشامل والتنوع، وتشجيع الشراكات التي تجمع ممثلي القطاعات الأكاديمية لتعزيز البحوث العلمية، بالإضافة لتقديم المنح الدراسية، وتنظيم الندوات، وإثراء الأطروحات الأكاديمية الحالية، لتطوير مفهوم الثقافة العربية والتنوع الثقافي.


مقالات ذات صلة

رئيس «الدولة» الصيني: طفرة في التعاون مع السعودية

المشرق العربي رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لحظة وصوله إلى الرياض (الخارجية الصينية)

رئيس «الدولة» الصيني: طفرة في التعاون مع السعودية

أكّد رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، أن علاقات بلاده مع السعودية «شهدت طفرة من التطور، وحقّق التعاون العملي نتائج مثمرة».

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي تشيانغ خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس) play-circle 00:32

مباحثات سعودية - صينية تتناول أوجه التعاون المشترك

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ المستجدات في المنطقة وآخر التطورات الدولية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص ماورو فييرا وزير الخارجية البرازيلي (الشرق الأوسط)

خاص وزير خارجية البرازيل يحذّر من حرب في المنطقة «تفوق التوقعات»

شدد ماورو فييرا، وزير الخارجية البرازيلي، على أن استعادة أي مستوى من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط تتوقف على وقف شامل ودائم لإطلاق النار في غزة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الخليج جانب من جلسة المباحثات الخليجية - الصينية التي عقدت في الرياض الأربعاء (مجلس التعاون الخليجي)

مباحثات خليجية – صينية تتناول سبل تعزيز أوجه التعاون

ناقشت جلسة المباحثات الخليجية – الصينية التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، عدداً من الموضوعات أبرزها استعراض آخر مستجدات مفاوضات التجارة الحرة بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق كشفت الدراسة عن وجود مجموعات متفرقة ومهمة من المستطيلات الحجرية (هيئة التراث)

نتائج علمية جديدة عن أسرار «المستطيلات الحجرية» في السعودية

كشفت دراسة علمية جديدة نتائج حول توسّع وانتشار الإنسان في شبه الجزيرة العربية خلال العصور الحجرية القديمة في أطراف صحراء النفود بمنطقة حائل السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عمدة قرية إيطالية يستعين بالسكان لإنقاص وزنه

مَن جدَّ وجد (شاترستوك)
مَن جدَّ وجد (شاترستوك)
TT

عمدة قرية إيطالية يستعين بالسكان لإنقاص وزنه

مَن جدَّ وجد (شاترستوك)
مَن جدَّ وجد (شاترستوك)

لجأ عمدة قرية فالدوبيادنه في شمال إيطاليا، لوشيانو فريغونيز، إلى السكان لمساعدته في التخلُّص من زيادة وزنه بمقدار 50 كيلوغراماً منذ تولّيه المنصب قبل 10 سنوات، إذ إنه لم يستطع مقاومة الأطعمة اللذيذة التي تشتهر بها بلاده.

وأرجع فريغونيز السبب في وصوله إلى هذه الحالة من البدانة، إلى «التزاماته الاجتماعية»، بوصفه عمدة مسؤولاً عن تصريف شؤون قريته؛ حيث يُكرّس معظم وقته لمقابلة مجموعات من السكان من الصباح حتى حلول الليل.

وقال لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إنّ كل هذه اللقاءات مع السكان لا تترك له وقتاً لممارسة الرياضة، كما يعترف بأنه يستمتع بتناول الأطعمة.

ومما ساعد على تفاقم المشكلة أنه لا يتناول وجباته في مواعيد منتظمة، بل غالباً قُبيل منتصف الليل، وهو الوقت الذي ينتهي فيه من ممارسة وظيفته، وفي هذه الحالة تكون الوجبة كبيرة الحجم.

ووصل وزن فريغونيز (47 عاماً) إلى نحو 140 كيلوغراماً، وإذ يُعدّ كبيراً جداً، اتجه إلى ممارسة رياضة المشي السريع، ليتمكن من فقدان بعضه.

وفي بداية الصيف، دعا سكان قرية فالدوبيادنه إلى الانضمام إليه في ممارسة رياضة المشي، وبلغ عدد الذين يشاركونه حالياً في جولاته 200 شخص، يجوبون المناطق الطبيعية الخلّابة على سفوح الجبال طوال ساعة ونصف الساعة.

وتقع قرية فالدوبيادنه، البالغ تعدادها 10 آلاف نسمة، في قلب إقليم فنيتو. ويلتقي فريغونيز مع مواطنيه كل خميس في جولة من المشي السريع، وهم يتجمّعون عادة في ساحة «غوغليلمو ماركوني».

هذه الفكرة التي أثبتت جدواها بالنسبة إلى السكان، كباراً وصغاراً، خطرت للعمدة بعد وقت قصير من إعادة انتخابه في يونيو (حزيران) الماضي. وكان يعاني متاعب صحّية لمدّة، إذ أدّى وزنه الزائد إلى صعوبة في السير، كما تسبَّب في شعوره بآلام في الظهر والركبتين.

والآن، بعد التغيير الذي طرأ عليه، يريد تشجيع الناس على ممارسة مزيد من الرياضة والاعتناء بصحّتهم.

وتمثّل زيادة الوزن مشكلة في إيطاليا، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ نسبة أصحاب الوزن الثقيل من بين الراشدين تبلغ 47.6 في المائة، في حين تبلغ نسبة مَن يعانون البدانة 11.5 في المائة.

ولا يدرك كثير من الإيطاليين أبعاد المشكلة، وتقول البيانات إنّ أكثر من نصف الذين يعانون زيادة الوزن والبدانة، يعدّون أنفسهم من أصحاب الوزن الطبيعي.

وربما لا تُثير هذه البيانات الدهشة في إيطاليا، إذ تُعدّ البدانة من الموضوعات المحظورة مناقشتها.