«بونهامز» تحتفي بالإبداع الفني للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ضمن مزادها القادم في باريس

لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)
لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)
TT

«بونهامز» تحتفي بالإبداع الفني للمرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)
لوحة «منظر المدينة» للرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (بونهامز)

سوف تتصدر لوحة «فيثاغور وثوت»، وهي لوحة كبيرة ومثيرة للإعجاب من أعمال الفنان «واتارا واتس» (مواليد 1957)، مزاد دار «بونهامز كورنيت دي سانت سير» للفن الأفريقي والشرق الأوسطي الحديث والمعاصر في باريس في 26 سبتمبر (أيلول) 2024، وتُقدر قيمتها بما يتراوح بين 45 و65 ألف يورو. وسوف يعرض هذا المزاد الانتقائي للغاية من الأعمال الفنية لوحات ورسومات وأعمال نحتية لفنانين أفارقة معروفين، من بينهم الفنانة «باسكال مارتين تايو»، والفنانة أبوديا، إضافة إلى أسماء شرق أوسطية مثل «فريكريت معلا»، و«تشارلز حسين زندرودي»، و«فخر النسا زيد».

لوحة «فيثاغور وثوت» وهي لوحة كبيرة ومثيرة للإعجاب من أعمال «واتارا واتس» (بونهامز)

علقت جولي ماثون، المتخصصة في الفن الأفريقي الحديث والمعاصر في الدار قائلة: «أواتارا واتس رسام يتميز عمله بالتصوير، والإيماءات، واللمسات، مع التركيز على تقاطع الجماليات التي نتقاسمها بصفتنا بشراً. بعد تنظيم مبيعات الفن الأفريقي الحديث والمعاصر في باريس منذ عام 2022، تُكرم دار بونهامز هذا العام الفنانين من الشرق الأوسط جزءاً من شراكة مع مينارت». وأضافت نور سوسي، رئيسة قسم الفنون الحديثة والمعاصرة في الشرق الأوسط بالدار: «يسر دار بونهامز أن تُقيم شراكة مع (مينارت)، وأن تعرض على جامعي الفنون العالميين الأعمال الفنية من قِبَل فناني العصر الحديث والمواهب الشابة من القارتين. ومن بين الفنانين البارزين (تشارلز حسين زندرودي)، و(فخر النسا زيد) من الشرق الأوسط، و(وتارا واتس) و(باسكال مارتين تايو) من أفريقيا».

لوحة لباسكال مارتين تايو (بونهامز)

وعلى مدى أربع سنوات، منذ إنشائه في عام 2021، سلط معرض مينارت الدولي للفنون في باريس الضوء على الفنانين المعاصرين والحديثين من بلاد الشام والخليج العربي والشمال الأفريقي، وستركز دورة هذا العام، (من 20 إلى 22 سبتمبر)، حصرياً على المشهد الفني للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يدرس إرث الفنانات الرائدات ويسلط الضوء على المبدعات المعاصرات والناشئات.

ومن جانبها قررت دار بونهامز تكريم الفنانات الرائدات، مسلطة الضوء على المبدعات المعاصرات، مثل الرسامة المصرية «زينب عبد الحميد» (1919-2002) حيث تعرض لها لوحة تحمل اسم «منظر المدينة» تعود لعام 1998 (السعر التقديري: من 7 آلاف إلى 10 آلاف يورو). وتبرز اللوحة استخدام زينب عبد الحميد للألوان الزاهية وضربات الفرشاة الديناميكية المفعمة بالحيوية، وهو ما يخلق شعوراً بالحركة والإيقاع في جميع أجزاء لوحتها، لتجذب عين المُشاهد من خلال المَشاهد المزدحمة. وتضيف التفاصيل المعقدة للهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية الحضرية إحساساً بالعمق والملمس إلى التكوين، في حين أن غياب الأشكال الصلبة أو الظلال يمنح اللوحة جودة أثيرية أشبه بالفنون التصويرية.

لوحة «شروق الشمس» للفنانة فخر النسا زيد (بونهامز)

كما تعرض الدار عملاً للفنانة فخر النسا زيد (1900-1991) وكانت واحدة من أوائل النساء اللواتي التحقن بأكاديمية الفنون الجميلة في إسطنبول. ثم جاءت إلى باريس في أكاديمية رانسون تحت إشراف روجيه بيسييه. ثم شاركت في سلسلة من المعارض الدولية المنفردة في لندن، وباريس، ونيويورك، والشرق الأوسط قبل أن تستقر في عَمان بدءاً من عام 1976، بعد وفاة زوجها الأمير زيد. من عمل الفنانة تعرض الدار لوحة «شروق الشمس» عام 1961، وهي عبارة عن تكوين تجريدي ضخم يقف شاهداً على قدرة فخر النسا زيد على مزج اللون مع العاطفة والشكل (السعر التقديري: من 50 إلى 80 ألف يورو). أما «رضا ديراكشاني» فهو رسام وشاعر وموسيقي وفنان أداء، ولد في سانغسار، بإيران عام 1952. بعد تجربة التجريد الخالص في بداية مسيرته الفنية في الثمانينات من القرن الماضي، عندما كان مرتبطاً بالتعبيريين الجدد، ابتكر الفنان أسلوبه الفني الشخصي الذي يمزج العناصر التجريدية والتصويرية من كل من الثقافات الغربية والشرقية. إنه يستكشف الطبيعة، وكذلك الحالات العاطفية وموضوعات المنفى والغربة.

لوحة «سلسلة الرمان» غير المعنونة من أعمال الفنان رضا ديراكشاني (بونهامز)

أما لوحة (سلسلة الرمان) غير المعنونة من أعمال الفنان رضا ديراكشاني فهي عبارة عن لوحة زيتية مضيئة على قماش تم تنفيذه على لوحتين في عام 2008. (السعر التقديري: من 45 إلى 55 ألف يورو). كما يشتمل المزاد، الذي يتألف من 74 قطعة، عملاً لـ«تشارلز حسين زندرودي»، المولود عام 1937، وهو أحد أبرز الفنانين المعاصرين في إيران، ويعد الأب المؤسس للتقاليد الإيرانية الجديدة. يمزج زندرودي بين الزخارف الفارسية التقليدية مع الجماليات الطليعية المتميزة في لوحته «نيولاكيتا» من عام 1981 على القماش من مجموعة خاصة (السعر التقديري: من 50 إلى 70 ألف يورو).


مقالات ذات صلة

لوحة المذيع البريطاني ديفيد أتينبارا تخدم الخير

يوميات الشرق صورة تُجسِّد حقيقته (بي بي سي)

لوحة المذيع البريطاني ديفيد أتينبارا تخدم الخير

تُعرَض صورة لصانع الوثائقيات والمذيع التلفزيوني والكاتب والبيئي البريطاني ديفيد أتينبارا للبيع بمزاد هدفه جمع الأموال لمصلحة عمل خيري.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحات لرائدات الفن السعودي صفية بن زقر ومنيرة موصلي ونبيلة البسام في المعرض (سوذبيز)

رحلة الفن في السعودية... محطات وأسماء في معرض لندني

نجح معرض «خمسين... نظرة على الفن السعودي» في جذب جمهور من المصطافين العرب والمقيمين في لندن لرؤية أعمال لفنانين سعوديين رواد ومعاصرين لأول مرة في العاصمة البريطانية.

الوتر السادس مقتنيات إلفيس بريسلي (رويترز)

عرض مجموعة من مجوهرات إلفيس بريسلي للبيع في مزاد لتحف المشاهير

يعرض مزاد يقام خلال أيام مقتنيات نادرة لبعض مشاهير الموسيقى والسينما منها خاتمان ذهبيان لإلفيس بريسلي ورسالة كتبها برايان ويلسون عضو فرقة «بيتش بويز».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان (أ.ف.ب)

عرض مجموعة من الوثائق النادرة والشخصية للرئيس ريغان للبيع

تعرض مجموعة «راب» التي تتخذ من أردمور بولاية بنسلفانيا مقراً لها ثماني رسائل لريغان، ووثيقة وصورة موقعتيْن، بقيمة إجمالية تُقدّر بنحو 80 ألف دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية بيع القميص في مقابل 10.1 مليون دولار خلال مزاد نظمته دار سوذبيز (أ.ب)

قميص نجم البيسبول الأميركي روث أغلى قطعة رياضية في تاريخ المزادات

حطم قميص لأسطورة البيسبول الأميركي بيب روث الرقم القياسي لأغلى قطعة رياضية على الإطلاق تباع في مزاد علني، إذ تخطى سعرها 24 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مقتنيات المتحف المصري تُلهم 86 فناناً عربياً وأجنبياً مجد الحضارة

أعمال المعرض استدعت اللوحات المصرية القديمة (الشرق الأوسط)
أعمال المعرض استدعت اللوحات المصرية القديمة (الشرق الأوسط)
TT

مقتنيات المتحف المصري تُلهم 86 فناناً عربياً وأجنبياً مجد الحضارة

أعمال المعرض استدعت اللوحات المصرية القديمة (الشرق الأوسط)
أعمال المعرض استدعت اللوحات المصرية القديمة (الشرق الأوسط)

في ردهة عتيقة داخل المتحف المصري بميدان التحرير، توزّعت لوحات تستلهم فنون الحضارات القديمة، وتستعيد روح الماضي بأدوات الحاضر، عبر معرض مؤقت بعنوان «بين الأصالة والمعاصرة»، شارك فيه 86 فناناً من مصر ودول عربية وأجنبية.

وسط زخم الآثار المصرية القديمة، احتوى المعرض الذي أقيم، السبت، على أعمال متنوّعة بين رسم وغرافيك وحلي وتصوير، ليستعيد فنون القدماء وحياتهم اليومية وتفاصيلهم البسيطة، وحتى ملوكهم وأساطيرهم، في لوحات تعبّر عن قيمة هذه الحضارة ومدى تأثُّر الفنانين المعاصرين بها.

الرموز المصرية القديمة والحديثة تداخلت في أعمال الفنانين (الشرق الأوسط)

«اخترتُ المتحف المصري مكاناً للعرض لكونه أكثر الأماكن التي تعبّر عن الأصالة. وتأتي لوحات الفنانين لتستعيد بشكل مباشر أو غير مباشر هذه الأصالة الكامنة في محتوياته عبر أعمال معاصرة بلمسات حداثية»، يقول منظّم المعرض الفنان مصطفى السكري. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الفنانون المصريون والعرب استلهموا الحضارة المصرية القديمة في أكثر من عمل، وثمة فنانون من بريطانيا وأميركا وكندا شاركوا بأعمال تجمع بين الأصالة والمعاصرة».

الرسم على الكتان من الأعمال التي ضمّها المعرض (الشرق الأوسط)

على لوحة طباعية تمثّل النسيج المصري وولع المصريين بالكتان، تداخلت معها رسوم لنباتات تشير إلى الارتباط بين الحضارة المصرية القديمة والزراعة؛ تشكَّلت إحدى اللوحات للفنانة المصرية الدكتورة بانسيه الأدهم، توضح: «فيها طبقات مختلفة من قماش الكتان، وهي لوحة حصلت عنها على براءة اختراع للطباعة على الكتان بطريقة لا يمكن إزالتها».

وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أحببتُ استدعاء الفنّ المصري القديم والحضارة القديمة بطريقة غير مباشرة عبر استخدام القدماء للكتان على نطاق واسع في صناعة الأقمشة. كما رسمت لوحة تحمل تأثّراً مباشراً بالفنّ المصري القديم والصحراء، مستوحاة من الفنّ الأفريقي».

إحدى لوحات المعرض تستلهم الرموز المصرية القديمة (الشرق الأوسط)

لوحة أخرى تحمل رموزاً مصرية قديمة، مثل الجعارين والحليّ والحروف الهيروغليفية، شاركت فيها الفنانة المصرية نجلاء حافظ التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «رسمتها خلال مدّة طويلة وفيها مثَّلتُ الفنّ المصري القديم الذي أعشقه».

بدورها، تلفت الفنانة نيفين جلال إلى أنّ موضوع المعرض بين الأصالة والمعاصرة دفعها للبحث عن الألوان التي استخدمها المصريون القدماء: «بالفعل، وجدتُ صناعة مصرية (براند مصري) لهذه الألوان بعنوان (نوستالجيا)، عبارة عن مسحوق بودرة، فأختار اللون الذي أريده وأذيبه في مياه أو لبن خالٍ من الدسم، فيعطيني لوناً أصيلاً من دون شوائب صفراء أو حمراء أو زرقاء»، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «حاولتُ استعادة الحضارة القديمة من خلال اللون، وكذلك استلهام الإلهة (باستت) الفرعونية، وهي إلهة الوفرة والخصوبة عند الفراعنة، ولكن بإضافة لمسة معاصرة».

الألوان القديمة والرموز المصرية تمثّلت في المعرض (الشرق الأوسط)

من بين الأعمال المميّزة في المعرض، لوحة تمثّل فتاة ترتدي الأزرق، يشيه زيّها الزيّ البدوي، مُمثِّلةً التداخل بين الأزياء المصرية القديمة والفلسطينية والبدوية. عنها تقول الفنانة الفلسطينية هناء البيتاوي: «تعبّر عن حضارات عدّة، فيمكن أن تحاكي النوبة أو الحضارة المصرية أو الزيّ الفلسطيني»، لافتةً إلى أنّ «اسم اللوحة (على أمل)، لسيدة تأمل أن تنتهي الحرب الدائرة في غزة».

جانب من المعرض الفنّي بين الأصالة والمعاصرة (الشرق الأوسط)

وباستخدام خامات العقيق وكسر الحجر والنحاس والزجاج، تقدّم فنانة الحليّ ريهام الخميسي مجموعة من المعروضات التي تستلهم من خلالها الحضارة المصرية القديمة. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تأثّرت كثيراً بالأعمال المصرية القديمة، والأعمال التراثية الإسلامية أو الشعبية، وكانت هذه المفردات ملهمة بالنسبة لي».

مراكب الشمس مستوحاة من الحضارة المصرية (الشرق الأوسط)

ويؤكد منظّم المعرض، رئيس ملتقى «عيون الدولي للفنون التشكيلية»، مصطفى السكري، أنّ «كل الفنانين ربطوا بين الحضارة المصرية القديمة والفنون المعاصرة»، مشيراً إلى لوحات للعازفات وصور تجسّد الملوك القدماء والأزياء القديمة، كانت ملهمة لعدد من المُشاركين.