«ضوء»... رحلة فلسفية تبحث عن الحقيقة

مسرحية سعودية تُعرض ضمن «مهرجان القاهرة التجريبي»

السرير أبرز ملامح الديكور بالعمل (القاهرة التجريبي)
السرير أبرز ملامح الديكور بالعمل (القاهرة التجريبي)
TT
20

«ضوء»... رحلة فلسفية تبحث عن الحقيقة

السرير أبرز ملامح الديكور بالعمل (القاهرة التجريبي)
السرير أبرز ملامح الديكور بالعمل (القاهرة التجريبي)

لفتت المسرحية السعودية «ضوء» التي تُعرض حالياً ضمن فعاليات مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي» الأنظار إليها بقوة؛ بسبب طابعها الجريء على المستوى الفني، إذ جاءت خالية من المفاهيم والأشكال التقليدية للمسرح، كما أنها على مستوى المضمون تطرح قضايا وجودية كبرى وأسئلة فلسفية من خلال رموز بسيطة للغاية.

وينتمي العمل إلى ما يُعرف بـ«الديو دراما» أو العرض الذي يقوم على شخصيتين اثنتين فقط ضمن فريق التمثيل، وهو ما يضع عبئاً إضافياً عليهما ليكونا في قمة لياقتهما الذهنية والحركية حتى يحافظا على إيقاع العمل قوياً من دون ترهل.

حالات مختلفة يعيشها بطلا العمل (القاهرة التجريبي)
حالات مختلفة يعيشها بطلا العمل (القاهرة التجريبي)

ويحكي العمل قصة شابين مجهولين بلا أسماء يمضيان في رحلة طويلة بحثاً عن الضوء الذي يرمز هنا إلى الحقيقة وإدراك معاني الوجود الأساسية مثل معنى الحياة والموت، كما يجسد فكرة الأمل والتطلع إلى الغد.

يتعثر الشابان في الظلام، الذي يشير إلى كل ما يناقض الضوء من يأس وتخبط وحيرة ومجهول، طويلاً إلى أن يعثرا على بقعة ضوء صغيرة فتنفرج أساريرهما، وينطلقان في حوارات شاملة وحكايات لا تنتهي لكن بقعة النور سرعان ما تتلاشى تدريجياً ليحل الظلام كثيفاً مهيمناً ومعه تنطفئ الأحاديث ويسود الصمت.

وينفى مؤلف العمل الكاتب فهدة ردة الحارثي أن «يكون العرض سوداوياً أو مغرقاً في التشاؤم من حيث القصة أو النهاية»، موضحاً في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن «ثنائية الضوء والظلام تعكس قوتين متناقضتين تعبثان طول الوقت بإنسان العصر وسط ما يعتريه من مفاجآت وأزمات على درب الحياة، وكل منا يعيش بطريقة أو بأخرى هذا التناقض بين العتمة والنور».

ويضيف الحارثي: «سبق أن عُرض العمل بالسعودية في أكثر من مدينة، وكان التجاوب معه رائعاً، وفي القاهرة لمست المشاعر الإيجابية نفسها تجاه العرض».

أداء تمثيلي لافت للفنان بدر الغامدي (القاهرة التجريبي)
أداء تمثيلي لافت للفنان بدر الغامدي (القاهرة التجريبي)

ويبدأ العمل بظلام حالك إلا من بصيص ضوء شحيح على خشبة المسرح ثم صوت شخص يرتطم بأشياء ويشكو من مشاعر الخوف التي تنتابه بسبب وجوده في هذا المكان. هنا يفاجئ البطل والجمهور على حد سواء بوجود شخص آخر سبقه إلى المكان. يقترح الأول إشعال عود ثقاب لكن الثاني يحذره خوفاً من حدوث الانفجار، ويخوضان جدالاً حول تلك النقطة ينتهي بإشعال الثقاب دون مشكلة.

يبدأ التعارف بين الاثنين، ويتبادلان خبراتهما في المكان ثم ينطلقان إلى أفق أوسع وهما يستعيدان ذكرياتهما المبهجة في عالم آخر بعيد لا توجد له أي أصداء هنا. ويأتي سرير معدني صغير يتوسط خشبة المسرح بمثابة أحد الأدوات الرئيسية في تجسيد القصة حيث يتحول تارة إلى منصة قضاء، وتارة أخرى إلى طاولة في ندوة ثقافية، وقد يصبح عربة تجرها الخيول في أجواء من الفانتازيا العابرة للواقع.

ورغم طابع القصة التي أخرجها أحمد الأحمري وقد يراه بعض الناس مقبضاً أو خانقاً، فإن براعة الممثلين عبد الوهاب الفندي وبدر الغامدي خففت من تلك الأجواء عبر انخراطهما في حالة من المرح والكوميديا المشوب بلمسة شاعرية يتجلى في وصف أحدهما لصوت بائعة الورد قائلاً: «كان صوتها يجلب الغمام».

لحظات نادرة من السمر والضحك تتخلل المسرحية (القاهرة التجريبي)
لحظات نادرة من السمر والضحك تتخلل المسرحية (القاهرة التجريبي)

وبسؤاله عن فكرة المسرحية: كيف جاءته ومن أين استوحاها، يعلق الكاتب السعودي فهد ردة الحارثي قائلاً: «لا توجد عندي إجابة واضحة محددة، فالأفكار كائنات يصعب أن نمسك بها أو نحدد ملابساتها حين تقتحمنا دون مقدمات»، مشيراً إلى أن «هناك شركاء أساسيين من مخرجين وممثلين وصناع سينوغرافيا يساهمون في بلورة الفكرة وتحويلها من فراشة تحلق في سماء المؤلف إلى مولود من لحم ودم».


مقالات ذات صلة

أعمال «الذكاء الاصطناعي» تجتذب جمهور «الإسكندرية للفيلم القصير»

يوميات الشرق الفيلم التونسي بطلته تعاني من النوم القهري - إدارة المهرجان

أعمال «الذكاء الاصطناعي» تجتذب جمهور «الإسكندرية للفيلم القصير»

اجتذبت الأفلام التي تم تنفيذها بتقنية «الذكاء الاصطناعي» جمهور مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بمصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق حلمي كشف عن نيته تقديم أفلام سينمائية كثيرة الفترة المقبلة (إدارة مهرجان مالمو)

أحمد حلمي: بعض أدواري السينمائية تقاطعت مع شخصيتي الحقيقية

قال الفنان المصري أحمد حلمي إن بعض أدواره السينمائية تقاطعت مع شخصيته الحقيقية.

أحمد عدلي (مالمو (السويد))
يوميات الشرق مجموعة حفلات غنائية وموسيقية تؤلّف برنامج المهرجان (الشرق الأوسط)

«أعياد بيروت»... موسيقى تنهض بمدينة لا تموت

في مشهدٍ طال انتظاره، تعود بيروت هذا الصيف لتصدح مجدداً بصوت الحياة، عبر مهرجان «أعياد بيروت» الذي يطلق دورته الجديدة تحت شعار «رجعت الأعياد لبيروت».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

«الخلافات الفلسطينية» تخيّم على افتتاح «مالمو للسينما العربية»

طال الانقسام الفلسطيني حفل افتتاح الدورة الـ15 من مهرجان «مالمو للسينما العربية».

أحمد عدلي (مالمو (السويد))
يوميات الشرق عبَّرت هند صبري عن سعادتها الكبيرة لتلقيها الجائزة في لبنان (إنستغرام)

«بيروت لسينما المرأة» يكرّم هند صبري

في كلمة مؤثرة من على مسرح كازينو لبنان، عبَّرت النجمة التونسية هند صبري عن امتنانها لبيروت، ووصفت السينما بأنها مركب العبور من الألم إلى الحلم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ثعبان يتحدّى «قطارات الرصاصة» اليابانية... ويوقفها

تم تعليق رحلات القطارات فائقة السرعة بين طوكيو وأوساكا (رويترز)
تم تعليق رحلات القطارات فائقة السرعة بين طوكيو وأوساكا (رويترز)
TT
20

ثعبان يتحدّى «قطارات الرصاصة» اليابانية... ويوقفها

تم تعليق رحلات القطارات فائقة السرعة بين طوكيو وأوساكا (رويترز)
تم تعليق رحلات القطارات فائقة السرعة بين طوكيو وأوساكا (رويترز)

توقف أحد أكثر خطوط القطارات -فائقة السرعة (الرصاصة)- ازدحاماً في اليابان، بعد أن علق ثعبان في أحد خطوط الكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار.

وتم تعليق رحلات قطارات خط توكايدو شينكانسن بين طوكيو وأوساكا نحو الساعة 17:25 بالتوقيت المحلي، يوم الأربعاء. وأفادت شركة «السكك الحديدية المركزية» اليابانية، المشغلة للقطارات، بأن الخدمات استؤنفت نحو الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي، وفقاً لوسائل إعلام محلية.

وتشهد اليابان حالياً أحد أكثر مواسم العطلات ازدحاماً، وهو «الأسبوع الذهبي»، الذي يتألف من 4 أيام عطلة وطنية، وسيشهد ذروة ازدحام القطارات والمطارات والوجهات السياحية.

كما تستضيف مدينة أوساكا معرض «إكسبو» العالمي هذا العام، الذي سيشهد توافد ملايين الزوار الأجانب والمحليين إلى المدينة حتى نهايته في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ووقعت حادثة تشابك الثعبان مع خط الكهرباء بين محطتي جيفو-هاشيما ومايبارا، ما أدّى إلى توقف القطارات المتجهة إلى طوكيو بين شين-أوساكا وناغويا، والقطارات المتجهة إلى أوساكا بين شين-أوساكا وطوكيو، وفقاً لوكالة الأنباء اليابانية «كيودو».

وفي حين كانت السلطات تعمل على إعادة الكهرباء، أفادت التقارير المحلية بأن الركاب تجمّعوا حول الموظفين في المحطات، في حين اصطفت طوابير طويلة أمام ماكينات التذاكر.

وأوضح أحد المسافرين الدائمين على متن القطارات فائقة السرعة، وكان عائداً إلى طوكيو، أنها المرة الأولى التي يواجه فيها مثل هذا الأمر. وقال ساتوشي تاغاوا، البالغ من العمر 46 عاماً، لوكالة «كيودو»: «أستقل قطارات شينكانسن عدة مرات شهرياً، لكن هذه هي المرة الأولى التي أواجه فيها توقفاً بسبب انقطاع التيار الكهربائي».

وهذه ليست المرة الأولى التي يُوقف فيها ثعبان الخدمة على خط القطارات «شينكانسن». ففي أبريل (نيسان) 2024، توقفت خدمة القطارات لمدة 17 دقيقة أثناء محاولة السلطات إخراج ثعبان طوله 40.6 سم من القطار بين ناغويا وطوكيو، وفقاً لشبكة «سي بي إس» الأميركية.