ما وجهات سفر السعوديين الجديدة؟

«سكاي سكانر» تظهر رغبتهم في اكتشاف بلدان غير تقليدية

شرم الشيخ من الوجهات السياحية الرائجة (الشرق الأوسط)
شرم الشيخ من الوجهات السياحية الرائجة (الشرق الأوسط)
TT

ما وجهات سفر السعوديين الجديدة؟

شرم الشيخ من الوجهات السياحية الرائجة (الشرق الأوسط)
شرم الشيخ من الوجهات السياحية الرائجة (الشرق الأوسط)

كشفت «سكاي سكانر» عن زيادة كبيرة في عمليات البحث والحجوزات للرحلات الدولية من المملكة العربية السعودية، حيث يواصل المسافرون السعوديون استكشاف وجهات جديدة. وتسلط البيانات الأخيرة الضوء على الوجهات الدولية الرئيسية التي تزداد شعبيتها بين المسافرين من المملكة، مما يعكس تفضيلاتهم واتجاهات السفر الناشئة من المملكة.

الكويت وجهة يقصدها السعوديون (الشرق الأوسط)

وشملت الوجهات الرائجة للمسافرين من المملكة العربية السعودية كلاً من الكويت، والمنامة، وتبليسي، وشرم الشيخ، في شهر سبتمبر (أيلول) 2024، وسجّلت البيانات زيادة في عمليات البحث من الرياض إلى الكويت بنسبة 84 في المائة، مما يعكس اهتماماً متزايداً بهذه الوجهة، بينما سجّلت بيانات البحث لرحلات أكتوبر (تشرين الأول) 2024، زيادة كبيرة في عمليات البحث إلى حيدر آباد، حيث كانت الزيادة بنسبة 325 في المائة، وتليها الرحلات من جدة إلى تشيناي (الهند) بنسبة 302 في المائة، الأمر الذي يشير إلى تفضيل متزايد للوجهات الإقليمية التي توفر فرصاً للترفيه والأعمال.

ووفقاً لبيانات «سكاي سكانر»، شهدت عمليات البحث عن السفر الدولي من المملكة العربية السعودية نمواً كبيراً طيلة عام 2024، وتشير المقارنات السنوية إلى زيادة ثابتة في الاهتمام بالسفر، حيث ارتفعت عمليات البحث في يناير (كانون الثاني) بنسبة 66 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في عام 2023، واستمرّ هذا الاتجاه التصاعدي عبر الأشهر التالية، حيث ارتفعت عمليات البحث في فبراير (شباط) بنسبة 54.6 في المائة، وفي مارس (آذار) بنسبة 64.7 في المائة، وفي أبريل (نيسان) بنسبة 54.1 في المائة، وفي مايو (أيار) بنسبة 47.0 في المائة، وفي يونيو (حزيران) بنسبة 43.3 في المائة، وفي يوليو (تموز) بنسبة 24.8 في المائة، وهو ما يعكس اهتماماً مستداماً بالسفر الدولي بين المسافرين من المملكة العربية السعودية.

المنامة من الوجهات المرغوبة من قبل السعوديين (الشرق الأوسط)

وأظهرت نسب البحث الشهرية أيضاً أداءً قوياً خلال عام 2024، وسجّل شهر مايو زيادة بنسبة 57 في المائة في عمليات البحث مقارنة بشهر أبريل من العام نفسه، بينما سجل يونيو زيادة بنسبة 62 في المائة مقارنة بأرقام أبريل. ومع ذلك تشير البيانات أيضاً إلى تحول موسمي، حيث شهد يوليو انخفاضاً بنسبة 33 في المائة مقارنة بيونيو، مما يشير إلى تقلبات في الاهتمام بالسفر بناءً على العوامل الموسمية.

تبليسي وجهة جديدة يبحث عنها السعوديون (الشرق الأوسط)

وقال أيوب المأمون، خبير السفر في «سكاي سكانر»: «إن الزيادة في عمليات البحث والحجوزات من المملكة العربية السعودية مؤشر إيجابي على الشهية المتزايدة للسفر الدولي بين المسافرين من المملكة العربية السعودية. وسجّلت بيانات (سكاي سكانر) اهتماماً كبيراً بالوجهات الإقليمية والدولية على حد سواء، مما يعكس مجموعة متنوعة من تفضيلات السفر، تتباين من زيارات العائلة إلى الرحلات الترفيهية. ومع استمرار شركات الطيران في توسيع شبكاتها وتقديم طرق جديدة، نتوقع استمرار هذا الاتجاه، مما يوفر مزيداً من الفرص للمسافرين من المملكة العربية السعودية لاستكشاف العالم».

شرم الشيخ من الوجهات السياحية الرائجة (الشرق الأوسط)

وتسلط بيانات «سكاي سكانر» الضوء على الوجهات الأكثر بحثاً في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من المملكة العربية السعودية، وكانت أبرز الدول والمدن الرئيسية: الهند، ومصر، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، وباكستان، والمملكة المتحدة، وتايلاند، وإندونيسيا، وإيطاليا، كما برزت مدن مثل القاهرة، وإسطنبول، ودبلن، ولندن، وجاكرتا، وحيدر آباد بوصفها خيارات شعبية. كما سُجّلت زيادة في عمليات البحث عن طريق «جميع الوجهات»، مما يشير إلى رغبة متزايدة بين المسافرين من المملكة العربية السعودية لاستكشاف وجهات جديدة ومتنوعة تتجاوز الوجهات المفضلة التقليدية.


مقالات ذات صلة

السعودية تسعى لجذب الاستثمارات في السياحة الساحلية

الاقتصاد البحر الأحمر ينفرد بمميزات تجعل منه وجهة سياحية استثنائية (البحر الأحمر الدولية)

السعودية تسعى لجذب الاستثمارات في السياحة الساحلية

تواصل الهيئة السعودية للبحر الأحمر جهودها لبناء قطاع سياحي ساحلي مزدهر من خلال تبني مفهوم الاستدامة، وجذب الاستثمارات، وترويج التجارب السياحية في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية بحضور وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب (تصوير: تركي العقيلي)

توسيع الربط الجوي السعودي - البريطاني بمسار جديد لـ«طيران فيرجن»

من المقرر أن تطلق السعودية وبريطانيا مساراً مباشراً يربط الرياض ولندن بعد توقيع برنامج الربط الجوي اتفاقية تعاون مع خطوط «فيرجن أتلانتك» بحضور وزير السياحة

زينب علي (الرياض)
سفر وسياحة أمانة الباحة عملت على العديد من المشاريع التي تسهم في استقطاب السياح

غابة رغدان جنة طبيعية في قلب الباحة السعودية

في منطقة الباحة الواقعة جنوب غربي السعودية، التي تمتد على مساحة 36 ألف كيلومتر، كل شيء فيها يناديك ويدعوك للتمتع بطبيعتها الخلابة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق اختيار فوهة الوعبة ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي عالمياً (هيئة المساحة الجيولوجية)

فوهة الوعبة في جدة ضمن أجمل المعالم الجيولوجية عالمياً

يترقَّب قطاع السياحة في السعودية تحويل فوهة الوعبة بغرب البلاد وجهةً سياحية، بُعيد اختيارها الأفضل بين 100 موقع للتراث الجيولوجي العالمي.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد المستشار تركي آل الشيخ في مؤتمر صحافي (الشرق الأوسط)

تركي آل الشيخ: رصدنا منصات أجنبية تزوّر تذاكر موسم الرياض

قال رئيس هيئة الترفيه في السعودية، المستشار تركي آل الشيخ، في مؤتمر صحافي، إن الهيئة رصدت منصات أجنبية تزوّر تذاكر موسم الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجامعات الخاصة والدولية تفرز المصريين طبقياً أم علمياً؟

الجامعة الأميركية بالقاهرة
الجامعة الأميركية بالقاهرة
TT

الجامعات الخاصة والدولية تفرز المصريين طبقياً أم علمياً؟

الجامعة الأميركية بالقاهرة
الجامعة الأميركية بالقاهرة

عبر التركيز على المظاهر المادية «والاستعراض بالسيارات الفارهة» داخل الحرم الجامعي، أبرزت الدراما المصرية، التي تسعى عادةً لمحاكاة الواقع، مفهوم الطبقية في الجامعات الحكومية خلال القرن الماضي، لكن مع انتشار الجامعات الخاصة والدولية والاهتمام بجودة التعليم خلال العقدين الماضيين، سلطت الدراما الضوء على مستوى وأماكن تعليم أبناء الطبقة الغنية، بعد عزوف الكثير منهم عن الالتحاق بالجامعات الحكومية.

وعدَّ متابعون وخبراء علم اجتماع ارتفاع أسعار مصروفات الجامعات الخاصة والدولية يكرس الفجوة الطبقية، ويفرز المصريين على أساس مادي لا تعليمي؛ حيث لا يمكن للفئة المتوسطة أو الفقيرة إلحاق أبنائهم الذين يحصلون على مجاميع أبناء الطبقة الثرية نفسها بجامعات خاصة ودولية، تصل رسوم الالتحاق السنوية ببعضها إلى مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 48.5 جنيه مصري).

وتضم مصر 27 جامعة خاصة، و7 أفرع لجامعات دولية، كما يصل عدد المعاهد الخاصة فيها إلى 174 معهداً، حسب تصريحات سابقة للدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري.

واعتبر سؤال برلماني، تم توجيهه مؤخراً إلى رئيس مجلس الوزراء المصري ووزير التعليم العالي، أن «مصروفات الجامعات الخاصة في مصر هذا العام جاءت مخيبة لآمال الكثير من الطلاب وأولياء الأمور، حيث ترتفع كل عام بشكل مبالغ فيه، دون مراعاة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الجميع بلا استثناء».

تفاوت لافت بمصروفات الجامعات الخاصة في مصر (المصدر: جامعة فاروس)

ويقول ياسر يحيى، وهو ولي أمر لإحدى الطالبات لـ«الشرق الأوسط»: «ترغب ابنتي في دراسة مجال الإعلام، ومع عدم تمكنها من تحقيق المجموع الذي يؤهلها لذلك في الثانوية العامة، فكرنا في الجامعات الخاصة، وأخذنا في البحث عن خيار مناسب من حيث التكلفة، لكن المفاجأة كانت في ارتفاع مصروفات كليات الإعلام الخاصة كافة، التي تصل مصروفات بعضها إلى 250 ألف جنيه كحد أقصى، وأقلها بـ45 ألف جنيه، وجميعها يفوق إمكاناتي المادية». وتعاني مصر من موجة غلاء لافتة، بدأت مع تدهور سعر العملة المحلية أمام الدولار الأميركي.

وتُعدُّ مصروفات الجامعة الأميركية بالقاهرة الأعلى بين الجامعات الخاصة والدولية بمصر، التي تعتمد الدراسة فيها على نظام الساعات المعتمدة، ويصل معدل المصروفات الدراسية لكل ساعة معتمدة 667 دولاراً أميركياً لطلاب دراسات البكالوريوس المصريين، و735 دولاراً أميركياً لطلاب دراسات البكالوريوس الأجانب، وتتيح الجامعة للطلاب المصريين سداد المصروفات الدراسية بالدولار الأميركي أو بالجنيه المصري.

وخلال 4 سنوات هي مدة الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس من الجامعة، يدرس الطالب ما لا يقل عن 138 ساعة معتمدة لجميع التخصصات النظرية، وكذلك ما لا يقل عن 144 ساعة معتمدة للتخصصات العملية التطبيقية، وفق ما ذكره الموقع الرسمي للجامعة على شبكة الإنترنت. وهو ما يعني أن الحد الأدنى لمصروفات العام الدراسي الواحد بالجامعة الأميركية بالقاهرة نحو مليون جنيه مصري. وهو مبلغ كبير لا تستطيع ملايين الأسر المصرية دفعه سنوياً.

حفل تخرج طلاب كلية العلاج الطبيعي جامعة القاهرة

وفي المقابل، تتفاوت أسعار رسوم الدراسة بالجامعات الحكومية لتبدأ من 500 جنيه ببعض الأقسام العربية والكليات النظرية، وتصل إلى 30 ألف جنيه في العام الدراسي ببعض الأقسام التطبيقية والبرامج التعليمية الحديثة، وفق بيانات صادرة من جامعتي القاهرة وعين شمس.

وأوضح البنك الدّولي في أحدث تقرير له عن الفقر في مصر، يعود إلى عام 2022، أن معدله ارتفع إلى 32.5 في المائة، وأشار إلى «ارتفاع التفاوتات المكانية بين المناطق الريفية والحضرية، حيث يعيش نحو 66 في المائة من الفقراء في مناطق ريفية.

وبنبرة حزينة يضيف الأب ياسر، الذي يعمل محاسباً بأحد مصانع الأدوية بمدينة العبور (35 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة): «بالتجول بين صفحات ومواقع الجامعات الخاصة، وجدنا زيادة في مصروفاتها هذا العام مقارنة بالعام الماضي بنحو 5 إلى 35 في المائة، ما يعني أن هذه الجامعات أصبحت حكراً على أبناء الأثرياء، أما الطبقات المتوسطة مثلنا فليس لأبنائنا مكان فيها؛ لأن الالتحاق بها مبني على المال وليس التفوق»، على حد تعبيره.

تضم مصر 27 جامعة خاصة تقدم برامج تعليمية متنوعة (المصدر: جامعة فاروس)

وتعد الحكومة المصرية الجامعات الخاصة والأهلية «رافداً مهماً من روافد منظومة التعليم العالي في مصر، تعمل على تخفيف الضغط عن الجامعات الحكومية، ويُمثل وجودها ضرورة لاستيعاب الطلب المُتزايد على التعليم الجامعي المصري»، حسب تصريحات سابقة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري.

ووفق الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، فإن «تكاليف الدراسة في الجامعات الخاصة تتفاوت ما بين جامعات ذات تكاليف معتدلة، تستطيع فئة كبيرة من أفراد المجتمع الالتحاق بها، وجامعات ذات تكاليف أعلى لا تقدر عليها سوى شريحة معينة من المجتمع المصري»، وفق حديثه لـ«الشرق الأوسط».

وهو ما يؤيده أستاذ علم الاجتماع الاقتصادي في مصر، جمال حماد، قائلاً: «المصروفات الدراسية في الجامعات الخاصة في مصر مرتفعة للغاية، مما يجعلها بعيدة عن متناول غالبية الطلاب، وبالتالي فإنها تخلق نوعاً من التمييز الطبقي؛ حيث يتمكن الأغنياء فقط من الحصول على تعليم عالي الجودة».

ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أمام هذه الحالة، يكون التساؤل منطقياً من جانب البعض، عندما يرددون: ما ذنبي أنني حصلت على 80 في المائة في الثانوية العامة ولكني لا أمتلك المال لدخول جامعة خاصة؟ وهو ما يأخذنا إلى المسؤولية الاجتماعية للدولة لكونها الراعي الأساسي للتعليم، وأهمية دورها في وضع ضوابط لمراعاة العدالة الاجتماعية ومراعاة الفقراء».

وبلغ عدد الطلاب المقيدين بالتعليم العالي العام الماضي (2023 - 2024) نحو 3 ملايين و348 ألف طالب، كان نصيب الجامعات الخاصة منهم 71 ألف و811 طالباً وطالبة، وفق بيانات وزارة التعليم العالي.

الجامعة الأميركية بالقاهرة

ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن «الانقسامات المجتمعية في مصر تظهر بشكل كبير في الوقت الحالي، والتعليم الجامعي يعد أحد مؤشرات الفجوة الطبقية، فمن يملك المال يمكنه التعلم في مدرسة وجامعة خاصة».

ويؤكد صادق لـ«الشرق الأوسط» أن «الصراع الطبقي في مصر حالياً يظهر بين مجتمعي (مصر) و(إيجبت)، الأول يتعلم أبناؤه في الجامعات الحكومية، ويبحثون عن وضع اقتصادي ومعيشي أفضل، بينما يستطيع المجتمع الثاني دخول الجامعات الخاصة والذهاب إلى (الساحل الشمالي الشرير) للتنزه أو السفر للخارج، ومع التخرج من الجامعة يبحث عن عمل في بيئته نفسها، لأنه مؤهل لها، أما المتخرج من الجامعات الحكومية فيعاني للحصول على فرصة عمل».