«ميوزيكال»... راني أبو حدبة يجمع ذكريات «شارع الحمرا»

يبدأ جولة عربية قبل عروضه في بيروت

المخرج أبو حدبة كتب المسرحية وأخرجها (مخرج العمل)
المخرج أبو حدبة كتب المسرحية وأخرجها (مخرج العمل)
TT

«ميوزيكال»... راني أبو حدبة يجمع ذكريات «شارع الحمرا»

المخرج أبو حدبة كتب المسرحية وأخرجها (مخرج العمل)
المخرج أبو حدبة كتب المسرحية وأخرجها (مخرج العمل)

يعدّ شارع الحمراء في بيروت من أكثر الأماكن التي يحمل منها اللبنانيون على اختلاف أعمارهم ذكريات جمّة. اكتسب الشارع، الذي يمتد على نحو 1500 متر، شهرته من مقاهيه وصالاته السينمائية ومسارحه، ما جعله يشكّل مركزاً لتجمعات المثقفين والفنانين على السواء.

المخرج اللبناني، راني أبو حدبة، رغب في نقل قصته وتجربته مع هذا الشارع الرئيسي في بيروت إلى خشبة المسرح. وتحت عنوان «شارع الحمراء» سيقدم عملاً موسيقياً كوميدياً، من بطولة بديع أبو شقرا وإيفون الهاشم ولمى مرعشلي ومجموعة من الفنانين اللبنانيين، ويبدأ عروض المسرحية من 26 إلى 28 سبتمبر (أيلول) الحالي على مسرح «يو فينيو» في قطر، ثم جولة تشمل السعودية والإمارات ولبنان.

ويخبر أبو حدبة «الشرق الأوسط» عن أهمية هذا المشروع بالنسبة له قائلاً: «حاولت من خلال المسرحية أن أنقل حبّ الناس لهذا الشارع، فلكل لبناني قصّته معه وأنا واحد منهم. وفي المسرحية سنشاهد حقبات عاشها هذا الشارع قبل الحرب وخلالها وبعدها».

تحكي «شارع الحمراء» عن حقبات مرّ بها هذا الشارع العريق (مخرج العمل)

المقاهي العريقة لهذا الشارع مثل «موكا» و«هورس شو» و«كافيه دي باري» وغيرها تحضر في المسرحية، فديكوراتها ستلحق بكل حقبة عاشتها. محطة أخرى تطل عليها المسرحية هي مسرح «البيكاديللي» حيث قدّم الرحابنة وفيروز أجمل أعمالهما المسرحية.

«سكنت في هذا الشارع»

ويتابع راني أبو حدبة لـ«الشرق الأوسط»: «سكنت في هذا الشارع وأحمل منه أجمل الذكريات. الجميع من شرائح اجتماعية وطوائف مختلفة كانوا يؤمونه. كان مركزاً للثقافة والفن لا يضاهيه شهرة أي من شوارع بيروت الأخرى. الشارع كان بالنسبة لي عاصمة بيروت. لذلك فإن محتوى المسرحية يستند إلى أبحاث كثيرة قمت بها. فهناك حقبة السبعينات التي لم أعايشها، تتخلل العمل. وهو ما دفعني إلى إجراء مقابلات ومتابعة أخبار كثيرة عن هذا الشارع. التقيت مع جيران وأقرباء وطلاب من الجامعة الأميركية، فكانوا بمثابة شهود عيان على شارع يضجّ بالحياة والنشاطات على أنواعها. كل شخص حاورته أخبرني قصته مع هذا الشارع من وجهة نظره، فنقلتها بأسلوبي لتؤلف محتوى العمل».

اختار راني أبو حدبة الممثل بديع أبو شقرا للقيام ببطولة المسرحية، موضحاً: «لطالما فكرت به كبطل لأحد أعمالي المسرحية. وجدته الشخص المناسب للقيام ببطولة (شارع الحمراء)، فهو ممثل ومغن ٍوراقص على السواء. والأمر نفسه ينطبق على شريكته في العمل إيفون الهاشم».

المسرحية نحو 90 دقيقة

وأضاف أبو حدبة أن «مَن يشاهد المسرحية سيشعر وكأنه يعيش داخل هذا الشارع، يلمسه عن قرب بمطارحه ومكوناته. مدة المسرحية نحو 90 دقيقة، تُعرض في فصلين وتسير أحداثها على خطّين متوازيين. ويشارك فيها عازفون وراقصون وممثلون». وعن موضوعها قال: «تحكي (المسرحية) قصة حبّ تجري بين صحافي وعارضة أزياء، تطبعها الكوميديا والأغاني والموسيقى. وفي الخط الثاني منها ننقل مكونات شارع الحمراء والتبدلات التي طرأت عليه منذ السبعينات حتى اليوم».

بديع أبو شقرا بطل المسرحية (مخرج العمل)

هاجر أبو حدبة لبنان منذ نحو عشرين عاماً، وعمل في مجال التلفزيون والمسرح، ودرس في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية ونال شهادة الماجستير من الجامعة اليسوعية. إحدى مسرحياته المعروفة «روميو وجولييت» التي قدّمها في عام 2001 على «مسرح بيروت».

من الممثلين المشاركين في العمل أسامة العلي وناي أبو ضاهر وباسل ماضي. ووضع الموسيقى للأغاني زياد الأحمدية. وقال أبو حدبة، كاتب المسرحية ومخرجها: «أرتكز على خلطة موسيقى تجمع بين الشرقي والغربي، وكذلك بين اللاتينو والجاز... ودرّب الراقصين ساندرا عباس وأسادور».

هذا العمل الترفيهي الموسيقي من المتوقع أن يحطّ في لبنان بعد جولة له في دول مختلفة. ويختم أبو حدبة: بقوله: «الجاليات اللبنانية في الدول العربية تتوق إلى عمل من هذا النوع تستعيد معه حنينها إلى لبنان... فالمسرحية موجهة بشكل خاص إلى تلك الجاليات، إذ أخذنا مشاعرهم تجاه الوطن وحنينهم إليه بعين الاعتبار».


مقالات ذات صلة

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

يوميات الشرق الفنانة المصرية منة شلبي تقدم أول أعمالها المسرحية (حسابها على «فيسبوك»)

منة شلبي تخوض أولى تجاربها المسرحية في «شمس وقمر»

تخوض الفنانة المصرية منة شلبي أولى تجاربها للوقوف على خشبة المسرح من خلال عرض «شمس وقمر» الذي تقوم ببطولته، ويتضمن أغاني واستعراضات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق عرض مسرحي

مهرجان للمسرح في درنة الليبية ينثر فرحة على «المدينة المكلومة»

من خلال حفلات للموسيقى الشعبية الليبية والأغاني التقليدية، استقطب افتتاح المهرجان أعداداً كبيرة من سكان درنة، لينثر ولو قليلاً من الفرح بعد كارثة الإعصار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مجموعة نشاطات فنّية يقدّمها الفريق في كل مركز (فضاء)

مؤسّسة «فضاء» تؤرشف للمسرح خلال الحرب

يختصر عوض عوض أكثر ما لفته في جولاته: «إنهم متعلّقون بالحياة ومتحمّسون لعيشها كما يرغبون. أحلامهم لا تزال تنبض، ولم تستطع الحرب كسرها».

فيفيان حداد (بيروت)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.