مصر تسترد 3 قطع أثرية من هولندا

تضم تابوتاً ملوناً ورأس مومياء تعود للعصر المتأخر

رأس مومياء من العصر المتأخر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
رأس مومياء من العصر المتأخر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تسترد 3 قطع أثرية من هولندا

رأس مومياء من العصر المتأخر (وزارة السياحة والآثار المصرية)
رأس مومياء من العصر المتأخر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الثلاثاء، عن استرداد ثلاث قطع أثرية من هولندا، ترجع للعصر المتأخر، كانت قد خرجت من البلاد بطريقة «غير شرعية».

وتسلمت السفارة المصرية في لاهاي بهولندا القطع الأثرية الثلاث، التي «أَثبتت التحقيقات أنها كانت نتائج حفائر غير شرعية، حيث لم تكن ضمن مقتنيات أي متحف أو مخزن أو موقع أثري»، بحسب بيان صحافي لوزارة السياحة والآثار.

وتضم القطع الأثرية المستردة تمثال أوشابتي من الخزف الأزرق لشخص يدعى «أبيتحمس» ينتمي إلى عصر الدولة الحديثة بين الفترة من الأسرة 26 إلى 30، يعود تاريخه إلى ما بين عامي 664 و332 قبل الميلاد، إضافة إلى أجزاء من تابوت خشبي عليها نقوش تصور «المعبودة إيزيس» يرجح انتماؤها إلى الأسرة 26 أو 27، ويعود تاريخها إلى ما بين عامي 663 و504 قبل الميلاد، ورأس مومياء مجهولة يعتقد أنها لشخص من الحقبة الهيلينية بين عامي 170 و45 قبل الميلاد.

سفير مصر في هولندا يتسلم القطع الأثرية (وزارة الخارجية المصرية)

وأوضح شعبان عبد الجواد، مدير عام الإدارة العامة لاسترداد الآثار والمشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية بوزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان صحافي، أن «القطع المستردة تعود للعصر المتأخر»، مشيراً إلى أن «تمثال الأوشابتي عليه بعض النقوش لألقاب المتوفى، كما يزين التابوت الخشبي نقش للمعبودة إيزيس على رأسها علامة الكرسي المميزة»، ولفت إلى أن «رأس المومياء المستردة في حالة جيدة من الحفظ، وبها بقايا الأسنان والشعر».

ومن المقرر أن «تعود القطع المستردة إلى مصر بعد الانتهاء من إنهاء الإجراءات الخاصة بنقلها وتغليفها»، بحسب عبد الجواد الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الإجراءات تستغرق بعض الوقت في عمليات الشحن والتغليف».

جزء من تابوت يزينه نقش للمعبودة «إيزيس» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان جهاز التفتيش على التراث الثقافي والشرطة الهولندية قد صادر تمثال الأوشابتي وأجزاء التابوت بعدما اشتبه في خروجهما بطريقة غير شرعية، بسبب عدم توافر مستندات بشأنهما، بينما «سلم أحد المواطنين الهولنديين رأس المومياء التي كانت بحوزته إلى الشرطة الهولندية بعدما آلت إليه بالوراثة عن أسرته»، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.

وكان القانون المصري يسمح بإهداء وتصدير الآثار حتى عام 1983، من خلال قانون القسمة لعام 1912، وقانون تنظيم بيع الآثار عام 1951. لكن رغم تجريم القانون الحالي الاتجار في الآثار، فلا تزال عمليات التهريب مستمرة لا سيما لما يتم الكشف عنه خلال أعمال «الحفر خلسة» بطريقة غير قانونية.

تمثال أوشابتي أزرق (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بدوره، أشار الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، في بيان صحافي، إلى أن «القطع الأثرية المستردة تم ضبطها داخل أحد محال بيع الآثار، والأنتيكات في هولندا»، مشيراً إلى «تعاون السلطات المصرية والهولندية في التحقيقات لتعود القطع الأثرية إلى مصر».

ويعدّ استرداد الآثار «إنجازاً يضاف إلى سجل الإنجازات غير المسبوقة على صعيد العلاقات الثنائية المصرية - الهولندية في مكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية وتهريب الآثار».

جاء استرداد القطع الأثرية الثلاث في إطار تعاون بين وزارتي الخارجية والسياحة والآثار، ومكتب النائب العام في مصر.

وأكد السفير المصري في هولندا، حاتم عبد القادر، في كلمته خلال تسلم الآثار في لاهاي، على «أهمية التعاون لحماية الممتلكات الثقافية ومكافحة التهريب والاتجار بالآثار بوصفها تراثاً مهماً ومشتركاً للبشرية»، لافتاً إلى «جهود بلاده في استرداد الآثار المهربة للخارج عبر وحدات الرصد والمتابعة الوطنية المختلفة وبالتعاون والتنسيق مع الهيئات الدولية ذات الصلة أو الدول التي يتم تداول هذه القطع على أراضيها»، بحسب بيان الخارجية المصرية.

رأس مومياء من العصر المتأخر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ونبه السفير المصري إلى «ظاهرة تداول القطع الأثرية على بعض المنصات وفي المزادات الإلكترونية»، مطالباً بـ«المزيد من الجهد لضبط وحوكمة الفضاء الإلكتروني وتشديد الرقابة عليه بما يحد من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق العديد من الدول».

وتسعى مصر لاسترداد آثارها المهربة للخارج، أو تلك التي خرجت من البلاد بطريقة «غير مشروعة» عبر توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي مع عدد من دول العالم، من بينها أميركا، وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا، أو التفاوض مع الجهات الحائزة للآثار. وتمكنت منذ عام 2014 وحتى الآن من استرداد نحو 30 ألف قطعة أثرية، بحسب عبد الجواد، الذي أشار إلى أنه «لا توجد اتفاقية تعاون ثنائي مع هولندا بشأن استرداد الآثار لكن رغم ذلك كانت السلطات الهولندية متعاونة في هذه المسألة».


مقالات ذات صلة

مصر والبحرين لتنفيذ برامج تسويق سياحي مشترك في شرق آسيا

يوميات الشرق المعارض الأثرية المصرية في الخارج وسيلة للترويج السياحي (وزارة السياحة والآثار)

مصر والبحرين لتنفيذ برامج تسويق سياحي مشترك في شرق آسيا

 تتجه مصر والبحرين لتنفيذ برامج مشتركة للتسويق السياحي في شرق آسيا، بالإضافة إلى التعاون في مجالي السياحة والآثار، والعمل على إقامة معارض أثرية مؤقتة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق السفينة الحربية «إتش إم إس فيكتوري» (أ.ف.ب)

الحشرات تهدد سفينة النصر البريطاني في ترافالغار

نجت السفينة الحربية «إتش إم إس فيكتوري» HMS Victory من قذائف نابليون، ومن قنبلة خلال الحرب العالمية الثانية، وتواجه خطرا فتاكا جديدا يهدد هيكلها… وهو الحشرات!

«الشرق الأوسط» (بورتسموث )
يوميات الشرق بعض النقوش في المرصد الفلكي المُكتَشف (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف «أول وأكبر» مرصد فلكي في كفر الشيخ

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف «أول وأكبر مرصد فلكي» في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر)، يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)

مطالبات بالاهتمام بحصون مصر الأثرية على شاطئ البحر المتوسط

سرعان ما تحوّل خبر هدم «طابية الدخيلة» الأثرية في محافظة الإسكندرية إلى دعوة لقراءة وحصر تاريخ الحصون و«الطوابي» الأثرية التي تمتد على شاطئ البحر المتوسط.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من طابية الدخيلة غرب الإسكندرية (صفحة وائل عزب على «فيسبوك»)

الحديث عن هدم «طابية الدخيلة» بالإسكندرية يفجّر جدلاً بمصر

أثار الحديث عن هدم منطقة آثار الحوض الجاف بمنطقة الدخيلة في محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، المعروفة بـ«طابية الدخيلة»، جدلاً واسعاً.

منى أبو النصر (القاهرة )

قرارات اعتزال الفنانين تأتي إما لعجز وإما لصدمة

الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)
الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)
TT

قرارات اعتزال الفنانين تأتي إما لعجز وإما لصدمة

الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)
الفنانة إليسا أعلنت اعتزالها وتراجعت عنه (فيسبوك)

تشهد الساحة الفنية باستمرار غياب بعض الفنانين إثر اتخاذهم قراراً بالاعتزال، وبينهم من يعلنه ليعود عنه بعد فترة قصيرة.

ففي عام 2019، صدمت إليسا محبيها، حين أعلنت أنها قرّرت الاعتزال، لا سيما أنها غرّدت عبر «تويتر» حينها تقول: «أستعد لهذا الألبوم الجديد مع كثير من الحب والعاطفة. هذا الألبوم سيكون الأخير في مسيرتي الفنية». وأضافت: «أعلن ذلك بقلب حزين، ولكن مع قناعة كبيرة؛ فأنا لا أستطيع العمل في حقل مشابه للمافيا». وتردد يومها أن قرارها جاء على خلفية خلاف نشب بينها وبين الشركة المنتجة لأعمالها. بعدها عادت إليسا عن قراراها لتكمل مشوارها الفني الناجح حتى اليوم.

ألين خلف اعتزلت لفترة وعادت إلى الساحة (فيسبوك)

ومن الفنانات اللاتي عُدن عن قرارهن ألين خلف، فبعد اتخاذها هذا القرار إثر زواجها في عام 2013 عادت اليوم إلى الساحة بأغنيات جديدة.

أما الفنانة أمل حجازي التي اعتزلت الغناء وارتدت الحجاب، فقد أثيرت حولها مؤخراً شائعة عودتها إلى الغناء، ليتبين أن هذه الأخبار غير صحيحة.

باسمة اعتزلت «الفن» ووصفته بـ«الفخ»... (فيسبوك)

الفنانة باسمة غابت فجأة عن الساحة، واكتفت بإنشاد التراتيل الدينية، ولم تأتِ يوماً على ذكر أسباب اعتزالها، ولكنها في حوار إعلامي أخير قررت الكشف عن المستور، فوصفت «الفن» بـ«الفخ» وبأن الفنان يتعرّض دائماً لـ«الإغراءات» التي تقابلها «التنازلات»... «فإما يقبل بها فيستمر في مهنته، وإما يرفضها فيقبع في منزله».

طروب اتجهت إلى الصّلاة (فيسبوك)

وتعدّ طروب من الفنانات اللاتي تركن فراغاً في الساحة إثر مغادرتها دون عودة. قرارها الاعتزال في منتصف التسعينات فاجأ جمهورها. مطربة حصدت نجاحاً منقطع النظير، وبقي الناس يردّدون أغنياتها بعد اعتزالها، فكيف استطاعت الانسلاخ عن الفن؟ تجيب لـ«الشرق الأوسط»: «كل هذه الأمور باتت ورائي، وما عادت تهمّني. أقفلتُ الباب، وما عدتُ أكترثُ للغناء والتمثيل والتلحين. لا أبالغ إن قلتُ بألا مزاج لديّ لدندنة أغنية. حتى الـ(آه) الطربية لم تعد تخرج مني». وتؤكد في سياق حديثها أن قراراً من هذا النوع تلزمه قوة خارقة، وهي شخصياً وجدتها في الإيمان والدعاء، وتعدّهما سعادتها الحقيقية.

في رأي الناقد الفني الدكتور جمال فياض ليس هناك من قرارات اعتزال حقيقية اتخذها الفنانون؛ «فالمسيرة تتوقف عادة عند التقدم في العمر، و(العجز في الحركة)، أو بسبب صدمات نفسية يتعرضون لها، فيتفرغون للتعبد والصلاة».

ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الغالبية اعتزلت لأسباب ربّانية، ومروا بصدمات في حياتهم دفعت بهم إلى التوجه للصلاة. والأمثلة كثيرة في هذا الإطار؛ بدءاً من ربيع الخولي، والأميرة الصغيرة، وأيمن كفروني... وغيرهم».

المطرب السوري الراحل صباح فخري (أ.ف.ب)

وعن الفنانين الذين تحرك الوقت كي يعتزلوا، لكنهم لا يزالون متمسكين بإكمال مشوارهم، يوضح: «الفنان غالباً ما يكون نرجسياً وأنانياً، بحيث لا يستطيع التخلي عن الشهرة والأضواء، فلا يستوعب هذه الفكرة مهما كلّفه الأمر، فيشعر كأن الأكسجين انقطع عنه ليصير في حكم الميت».

ويعطي فياض مثالاً على ذلك: «عندما سألت أنس صباح فخري عن الأسباب التي تدفع به لإحياء حفلات لوالده. كان جوابه بسيطاً وصريحاً بأنه في حال فعل عكس ذلك وأبقى والده في المنزل، لكان ودّع الحياة في اليوم التالي». ويضيف فياض: «إكمال الفنان مشواره بمثابة جرعة علاج يتلقاها ليطيل في عمره».

الفنان اللبناني صلاح تيزاني (حسابه على فيسبوك)

ويشير الدكتور جمال فياض، في سياق حديثه، إلى أنه من النادر أن يتقبل أي شخص فكرة التقاعد والاعتزال... «في أي مهنة من المهن تبقى هذه الفكرة هاجساً عند صاحبها ككأس مرّ يحاول إبعاده عنه لأطول وقت ممكن. فالفنان الراحل وديع الصافي بقي يغني حتى نفَسه الأخير. وعمر الشريف لم يتوانَ عن تصوير فيلم مع عادل إمام قبل إصابته بمرض ألزهايمر بوقت قصير».

قلّة الطلب على الفنان تضطره مرات كثيرة إلى الاعتزال، وكذلك تقدمه في السن الذي يفرض عليه الأمر نفسه. ويختم فياض حديثه: «الفنان صلاح تيزاني (أبو سليم)، وعلى الرغم من تجاوزه التسعين من عمره، لا يزال يلبّي الدعوات للمشاركة في حفل أو في برنامج تلفزيوني. فالفنان بطبعه مرهف وحساس ويتمتع بمحبة الناس. فلا يستوعب فكرة ابتعاده عن الأضواء وعن جمهوره».

ربيع الخولي اعتزل الفن وصار كاهناً (فيسبوك)

من الفنانين اللبنانيين الذين أحدث قرار اعتزالهم مفاجأة كبيرة عند جمهورهم، ربيع الخولي، فقد اختفى عن الساحة الفنية، لينتشر بعدها خبر دخوله الدير، وقد رُسم راهباً في عام 2000، وأصبح كاهناً رعوياً في عام 2008، وعلم بعد ذلك أن قراره اعتزال الفن جاء إثر وفاة شقيقه في حادث سير، فزهد الحياة وما عاد يرغب في الغناء.

الفنان الأردني أدهم نابلسي (إكس)

الفنان أدهم نابلسي، في نهاية عام 2021 أعلن اعتزاله الفن نهائياً، وجاء ذلك عبر مقطع مصور بصفحته الخاصة على «يوتيوب»، معلّلاً قراره بأنه كان يسلك طريقاً «لا يرضي الله». وقال إنه كان يفكر في هذا الأمر منذ زمن طويل، وإنه أخبر أصدقاءه مرات عدّة بأنه سيعتزل الفن، قبل أن يتّخذ القرار النهائي.

وقدم نابلسي الشكر لجمهوره، واعداً إياهم بأن يطلّ عليهم من جديد لكن في أمور مختلفة. ومنذ ذلك الوقت غابت أخباره عن وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة.