تدوينات «جدلية» تعيد فنانات مصريات إلى الضوء

مي عز الدين وحنان ترك أحدث مَن أشار إلى الحياة الشخصية

الفنانة المصرية مي عز الدين شغلت البال بتدوينة (إنستغرام)
الفنانة المصرية مي عز الدين شغلت البال بتدوينة (إنستغرام)
TT

تدوينات «جدلية» تعيد فنانات مصريات إلى الضوء

الفنانة المصرية مي عز الدين شغلت البال بتدوينة (إنستغرام)
الفنانة المصرية مي عز الدين شغلت البال بتدوينة (إنستغرام)

عادت فنانات مصريات إلى دائرة الضوء بتدوينات مثيرة للجدل، عدَّها نقاد ومتابعون إشارة إلى أمور شخصية في حياتهنّ؛ وكانت أحدثهن مي عز الدين وحنان ترك، وقد تصدرتا «الترند» في «غوغل».

وجاء في تدوينة عز الدين عبر «إنستغرام»: «ثمة غصة في قلبي أحاول بقدر ما أوتيت من قوة تجاهلها وتجاهل أسبابها لعدم توافر حلول في يدي، ولكن ينتهي بي المطاف كل يوم بالفشل».

وأضافت أنه لا يسعها سوى القول: «الله قدر هذا، والله كفيل به».

وعلّق على التدوينة عدد كبير من متابعي الفنانة وأصدقائها الذين أبدوا شعورهم بالقلق، وعرضوا تقديم الدعم والمساعدة لتجاوز ما تمرّ به. وكتب المخرج أحمد شفيق رسالة لها: «قولي (حسبنا الله ونعم الوكيل)، عظيم النفع بالغ الأثر، لما فيه من تفويض الأمر لله، وكّلي أمرك إليه، وسيحلّها. ونحن إلى جوارك».

كما كتب الفنان خالد سليم تعليقاً على تدوينة عز الدين: «كلنا بجوارك يا صديقتي وعِشرة العمر»، مؤكداً مساندته لها، طالباً الاطمئنان إليها دائماً.

وشاركت مي عز الدين في أعمال سينمائية ودرامية عدّة، من بينها أفلام «اللمبي 8 جيجا» و«عمر وسلمى» بأجزائه الثلاثة، ومسلسل «جزيرة غمام»، وفي بطولة مسلسل «سوق الكانتو» (2023) مع أمير كرارة وفتحي عبد الوهاب ومحمود البزاوي، كما شاركت ضيفة شرف في مسلسل «كوبرا» من بطولة محمد إمام في رمضان الماضي، وتولّت بطولة مسرحية «زواج اصطناعي» عام 2023.

وأيضاً، حظيت تدوينة للفنانة المصرية المعتزلة حنان ترك عبر «إنستغرام» باهتمام واسع، فتصدَّرت قوائم «الترند» في «غوغل» وسط تساؤلات حول تضمّنها دعاءً إسلامياً ينتهي بجملة «ولا تجعلنا ممن ضلَّ وغوى يا رب العالمين».

وابتعدت حنان ترك عن الوسط الفني بعد ارتدائها الحجاب عام 2006، بعدما كانت من نجمات الشاشة الشباب في التسعينات وبداية الألفية الجديدة. وبعد ذلك، عادت وقدَّمت أعمالاً فنية حتى عام 2012، ثم أعلنت اعتزالها وابتعدت عن الأضواء، لتقتصر مشاركاتها الفنية التالية على الأداء الصوتي في مسلسلات دينية بالرسوم المتحرّكة. وعلّق كثير من متابعيها على تدوينتها، متمنّين لها الخير والثبات.

في سياق متصل، كانت الفنانة المصرية نادية الجندي قد لفتت الانتباه قبل أيام بإطلالة جديدة وصور نشرتها عبر صفحاتها في مواقع التواصل، معلِّقة عليها: «صباح الورد على أحلى جمهور في الدنيا»، حظيت باهتمام وتعليقات كثيرة.

من جانبه، رأى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أنّ «ظاهرة كتابة الفنانين والفنانات تدوينات مثيرة للجدل يمكن تحليلها من زاويتين؛ الأولى أنّ بعضهم يتعمَّد تلك التدوينات لجذب الانتباه وتوصيل رسائل لمنافسين أو جهات إنتاجية بهدف تحقيق أهداف عادةً لا يعلمها الجمهور حتى بعد انتهاء الأزمة».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «قد تكون ثمة مفاوضات عسيرة مع جهة إنتاجية مثلاً، فينشر الفنان تدوينة غامضة حول مشروع جديد، فتُسارع تلك الجهة إلى حلّ الأزمة إذا انطلت عليها الخدعة»، موضحاً أنّ «ثمة تدوينة قد تجعل الجمهور يتحدّث عن الفنان بقلق، وتثير الجدل، فيعود من جديد إلى الأضواء التي انحسرت عنه».

وتابع: «أما الزاوية الثانية فتلقائية إلى حدٍ بعيد، إذ يكتب الفنان ما يشعر به بوصفه إنساناً يعاني أزمة فقدان صديق أو غياب النجاح أو علاقة فاشلة، لكن سرعان ما يعود إلى حياته المعتادة عندما تتحسّن الأمور».


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الشيف بوراك في أحد المقاطع الدعائية  (صفحته على فيسبوك)

مطعم تركي يُجدد الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر

جددت أسعار فواتير «باهظة» لمطعم تركي افتُتح حديثاً بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية نادي باريس سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان يحتكم إلى الاتحاد الفرنسي في نزاعه مع مبابي

قدّم نادي باريس سان جيرمان طلبا لمناقشة نزاعه المالي مع مهاجمه السابق كيليان مبابي أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد القرارات المؤيدة للاعب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».