عدَّت الممثلة المصرية سلوى محمد علي تكريمها أخيراً في المهرجان القومي للمسرح «انتصاراً لجيلها» ولمسرح التسعينات في مصر.
وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا التكريم له مكانة خاصة عندي، بوصفه يسلط الضوء على الفِرَق التي قدمت عروضاً كثيرة خلال التسعينات، ولم تحظَ بتسليط الضوء عليها، رغم الانتعاشة الكبيرة التي شهدتها الحركة المسرحية خلال تلك الفترة».
ووصفت سلوى هذه الفترة بـ«الثرية مسرحياً»، وعدَّتها «تشبه ما حدث في مسرح الستينات، مع وجود تيارات فكرية متعددة وعروض كثيرة وفرق مستقلة قدمت عروضاً مسرحية متميزة، لدرجة أن مسرحيين أوروبيين كانوا يحضرون إلى مصر، من أجل إعطاء ورشات مسرحية، وهو أمر لم ينل حظه في التوثيق المسرحي بالصورة الكافية».
وأضافت أن «المسرح في التسعينات لم يكن قائماً على الإبهار، في ضوء أن غالبية المسرحيات كانت تُنتج بميزانيات محدودة؛ لكنه اعتمد على رؤية وثقافة صُنَّاعه، فكانت المسرحيات تحمل وجهة نظر صُنَّاعها، وحققت هذه العروض نجاحات كبيرة مع امتلاء المسارح بالجمهور لمشاهدتها».
وأشارت الممثلة المصرية إلى أن «مفهوم الثقافة نفسه اختلف في الوقت الحالي عن التسعينات التي اعتمدت على القراءة والاطلاع بشكل أساسي، على العكس من اليوم مع إتاحة المعلومات وتوفر (اليوتيوب)، فسيولة المعلومات حالياً لا تعطي الإنسان الفرصة أو الوقت الكافي للتأثر بالمعلومة والتأمل في الحياة».
وتقول سلوى محمد علي: «إن مسرح التسعينات والفِرَق التي قدمت عروضاً مميزة أفرزت نجوماً عدة على الساحة الفنية، منهم الراحل خالد صالح، بالإضافة إلى خالد الصاوي، وسيد رجب، وغيرهم من الفنانين الذين أشاد بهم الجمهور فور مشاهدتهم في أعمال سينمائية أو درامية، بينما هم في الحقيقة أبناء للمسرح».
وتؤكد الفنانة المصرية: «لم أشعر بالندم على أي عمل قدمته؛ سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما؛ لأنني استفدت من كل تجربة اشتركت فيها، حتى لو لم تخرج للنور بالشكل الذي توقعته»، لافتة إلى أن «هناك مشاهد صورتها في بعض الأعمال، وبذلت مجهوداً كبيراً فيها؛ لكنها لم ترَ النور بعد حذفها في المونتاج».
وذكرت أنها لم يكن لديها وقت لتقع فيما سمَّته «رفاهية الإحباط» لأن لديها أسرة والتزامات تسعى للوفاء بها، الأمر الذي جعلها تقدم أدواراً باستمرار حتى لو صغيرة، من أجل الوفاء بالالتزامات المفروضة عليها، وهي أدوار لم تندم عليها أيضاً لكونها وفرت لها دخلاً سددت به التزامات ضرورية، وفق قولها.
وترى سلوى أن «الحركة المسرحية تشهد حراكاً جيداً في الوقت الحالي، وبها عروض ومستوى جيد من الأداء التمثيلي، بجانب الكتابة المميزة؛ لكن في الوقت نفسه تفتقد وجود تيارات مسرحية تعبر عن أفكار، بجانب غياب الممثل النجم الذي يأتي إليه الجمهور من داخل وخارج مصر لمشاهدة أعماله، كما كان يحدث مع الفنان عادل إمام».
ومن أصعب المواقف التي تتذكرها سلوى محمد علي في عروضها المسرحية، أولى ليالي عرض مسرحية «الملك لير» مع الفنان يحيى الفخراني بقلعة صلاح الدين الأيوبي، موضحة: «مع الحضور الجماهيري الكبير ووجود أعداد كبيرة من الأطفال، حدثت مشكلة في الصوت، ولم يتمكن الحضور من الاستماع إليهم بشكل واضح، ما تسبب في تأخير تفاعل الجمهور مع العرض».
وتشير الفنانة المصرية إلى أن «أكثر ما يحمسني للمسرح هو أنه عمل دون مونتاج، فالجمهور يشاهد الممثل ويتفاعل معه في كل ليلة بطريقة مختلفة، وهو ما يشجعها ويحفزها لتقديم العروض المسرحية باستمرار».
وإلى جانب المسرح، شاركت الفنانة سلوى محمد علي في عدد كبير من الأفلام والأعمال الدرامية خلال مسيرتها الفنية، وكان آخرها المسلسل الكوميدي «أشغال شقة» الذي عُرض في رمضان الماضي.