كشفت دراسة أميركية أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يعيق الأطفال عن تكوين صداقات حقيقية في الفصول الدراسية.
وأوصت نتائج الدراسة بتوفير بيئة مناسبة لتشجيع الأطفال على التفاعل الاجتماعي الحقيقي بعيداً عن الشاشات و«السوشيال ميديا»، وفق ما ذكره موقع «يوريك أليرت»، الجمعة.
ويمكن للإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أن يؤدي إلى مجموعة من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية والجسدية، فقد يتسبب في العزلة الاجتماعية؛ إذ يستبدل الأفراد التفاعلات الافتراضية بالتفاعلات الحقيقية، ما يقلل من جودة العلاقات الشخصية، كما يرتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، ويؤدي إلى انخفاض مستوى التركيز والإنتاجية، وفق الدراسة، وإضافة إلى ذلك، قد يؤثر سلباً على النوم والصحة البدنية؛ إذ يميل البعض إلى تقليل النشاط البدني وقضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، ما يؤثر على نمط حياتهم وصحتهم بشكل عام.
وأجرت مؤسسة «الصحة النفسية للأطفال» بالولايات المتحدة، دراسة وطنية لرصد أبرز التحديات التي تواجه الأطفال في تكوين صداقات حقيقية داخل الفصل الدراسي.
وشملت الدراسة استطلاع رأي أكثر من 1000 ولي أمر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأفاد نصف الآباء بأن الوقت المفرط الذي يقضيه الأطفال على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يعيقهم عن تكوين علاقات اجتماعية ذات معنى في الفصول الدراسية مع بدء العام الدراسي الجديد.
وأوضحت الدراسة أن التنمر جاء في المرتبة الثانية ضمن التحديات التي تمنع الأطفال من تكوين صداقات بنسبة 30 في المائة، ثم التأثير الاجتماعي لجائحة «كورونا»، مثل العزلة الاجتماعية والتعليم عن بُعد بنسبة 22 في المائة.
كما أشار 19 في المائة من الآباء إلى أن الفوارق في الثقافة والخلفية الاجتماعية تعد عائقاً أمام الأطفال في تكوين صداقات مدرسية؛ إذ يشعرون بعدم الانتماء بسبب العرق أو الإثنية أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
ونبّه الباحثون إلى ضرورة مراقبة أولياء الأمور لعلامات التحذير التي قد تشير إلى تأثير التكنولوجيا السلبي على العلاقات الاجتماعية للأطفال، وتشمل العلامات، فقدان السيطرة على الوقت، والانشغال الزائد بالتكنولوجيا، والانعزال عن الأنشطة الاجتماعية، وانخفاض مستوى النوم أو النشاط البدني، أو تغييرات في نمط الأكل أو التركيز المفرط على المظهر، والتهيج والغضب أثناء استخدام الأجهزة.
وأوصت الدراسة بضرورة توفير بيئات مناسبة يشعر فيها الأطفال بالانتماء، مثل النوادي أو المنظمات الثقافية، وتشجيعهم على التفاعل الاجتماعي الحقيقي بعيداً عن الشاشات.