أنظارٌ على احتمال عودة باسم يوسف إلى الشاشة عبر «آرابس غوت تالنت»

أطلَّ بمقطع دعائي ختمه بسؤاله «هل يمكنني أن أحلم من جديد؟»

الإعلامي الساخر باسم يوسف (صفحته في «فيسبوك»)
الإعلامي الساخر باسم يوسف (صفحته في «فيسبوك»)
TT

أنظارٌ على احتمال عودة باسم يوسف إلى الشاشة عبر «آرابس غوت تالنت»

الإعلامي الساخر باسم يوسف (صفحته في «فيسبوك»)
الإعلامي الساخر باسم يوسف (صفحته في «فيسبوك»)

برز اسم الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف في غضون إعلانه عن تدشين قناة جديدة له عبر «يوتيوب» من جهة، وتداول أنباء عن اختياره ضمن لجنة تحكيم برنامج اختيار المواهب الشهير «آرابس غوت تالنت» من أخرى. وظهر اسمه في قوائم «الترند» عبر «غوغل»، وانتشرت تعليقات حول عودته إلى الشاشة.

ورغم عدم تأكيده أنباء انضمامه إلى لجنة تحكيم برنامج المسابقات العربي الشهير، تداولت وسائل إعلام محلّية وعربية الخبر، مشيرةً إلى أن يوسف سيحلّ محل الفنان المصري أحمد حلمي الذي اعتذر عن عدم المشاركة في الموسم الجديد؛ ليُشارك بذلك الفنانة اللبنانية نجوى كرم، والإعلامي اللبناني علي جابر، مع تداول اسم الفنانة العراقية رحمة رياض أيضاً؛ مقاعدَ اللجنة.

في هذا السياق، يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، أنّ «اختيار باسم يوسف للظهور في برنامج مسابقات ضخم هو انعكاس للمعايير الجديدة لاختيار وجوه مشهورة على الشاشات لجذب الجمهور نحو هذه البرامج، ويعتمد بشكل كبير على نجومية مقدّمي البرامج وجماهيريتهم».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «جزء كبير من معايير الاختيار يتعلّق أيضاً بعدد متابعي الشخصية والمتفاعلين معها، سواء عبر (يوتيوب) أو وسائل التواصل المختلفة. والجدل المُثار حول باسم يوسف، سواء من المؤيدين لمواقفه أو المعارضين، هو جزء من الرواج الذي بات عنصراً جديداً في اختيار مقدّمي البرامج أو نجومها».

ودعا يوسف، الخميس، جمهوره عبر منصاته للاشتراك في قناته الجديدة، وبثَّ مقطعاً دعائياً للقناة صُوِّر بتقنيات التصوير السينمائي، يروي فيه المذيع المصري علاقته بالكوميديا، والسفر. وتتخلّل حديثه مقاطع لعروض قدّمها في عواصم عالمية مختلفة، مثل أمستردام والولايات المتحدة وبرلين.

وتحدّث عن علاقته بالجمهور الذين «يرفعونه للسماء إذا قال ما يعجبهم، ويخسفون به الأرض إذا قال ما لا يعجبهم»، وفق قوله في المقطع الدعائي، ضمن الإشارة لدور مواقع التواصل في حياته.

وأشار إلى أنه عندما وصل إلى الولايات المتحدة فوجئ بأنه غير معروف، رغم جماهيريته في العالم العربي، مضيفاً أنّ الحرب الإسرائيلية على فلسطين جعلته يواجه ضغوطاً جديدة حول حرّية إبداء الرأي والدفاع عن القضية الفلسطينية، لا سيما في عواصم أوروبية مثل برلين. وينهي يوسف المقطع الدعائي بسؤاله: «هل يمكنني أن أحلم من جديد؟».

ارتبطت بدايات باسم يوسف، الذي تخرَّج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1998، بمنصة «يوتيوب»، وكان نجاحه دافعاً لانطلاقه عبر الشاشة من خلال عروض «توك شو» للتعليق على الأحداث بطريقة ساخرة، وكانت أبرز محطاته برنامجه الشهير «البرنامج»، الذي حقّق نسب مشاهدات عالية وسط تداول واسع لمقاطعه عبر مواقع التواصل. وبعد توقّفه، سافر إلى الولايات المتحدة منذ عام 2014، حيث يقيم مع عائلته.

واحتلّ حواره مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في أعقاب حرب غزة صدارة «الترند»، وحصل بعد بثّه على صفحة مورغان في «يوتيوب» على نحو 15 مليون مشاهدة خلال أيام قليلة، مما جعل الإعلامي البريطاني يُخصّص حلقة أخرى لاستضافة يوسف، الذي استخدم أسلوبه الساخر في تفنيد الادعاءات الإسرائيلية ضدّ القضية الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الشيف بوراك في أحد المقاطع الدعائية  (صفحته على فيسبوك)

مطعم تركي يُجدد الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر

جددت أسعار فواتير «باهظة» لمطعم تركي افتُتح حديثاً بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية نادي باريس سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان يحتكم إلى الاتحاد الفرنسي في نزاعه مع مبابي

قدّم نادي باريس سان جيرمان طلبا لمناقشة نزاعه المالي مع مهاجمه السابق كيليان مبابي أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد القرارات المؤيدة للاعب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».