«غرورك ليس صديقك»... كيف تفاوض بذكاء على عرض عمل؟

«غرورك ليس صديقك»... كيف تفاوض بذكاء على عرض عمل؟
TT

«غرورك ليس صديقك»... كيف تفاوض بذكاء على عرض عمل؟

«غرورك ليس صديقك»... كيف تفاوض بذكاء على عرض عمل؟

يواجه الباحثون عن وظيفة أزمة تباطؤ سوق العمل، ولكن هل يعني هذا أنه يجب عليهم قبول عرض العمل من دون التفاوض على بنود مثل الراتب أو العمل عن بُعد؟

وفقاً لما يقول خبراء التوظيف لشبكة «سي إن بي سي»، فإنه ليس بالضرورة، عدم التفاوض على البنود، وأسهم انخفاض نمو الوظائف وارتفاع معدلات البطالة في تكثيف عمليات البحث عن الوظائف وتشاؤم العمال، ولكن ما يحدث على المستوى الكلي قد لا يملي ما إذا كانت المفاوضات بعيدة المنال بالنسبة للباحثين عن عمل.

وفيما يلي كيفية التعامل مع مفاوضات الوظائف وسط أزمة سوق العمل بحسب «سي إن بي سي»:

قم بتحديد أولوياتك مسبقاً

قبل الدخول في أي محادثة مع صاحب العمل، تحتاج إلى عمل قائمة بالمتطلبات الأساسية للتعويضات، والمتطلبات «اللطيفة» والمتطلبات غير القابلة للتفاوض، بحسب أوكتافيا غوريديما، مدربة التوظيف والرئيسة التنفيذية لشركة « Fire Memos»، وهو تطبيق لتتبع إنجازات العمل.

وقالت: «كن واضحاً مع نفسك، فمن المهم أن تحدد أولوياتك قبل المفاوضات».

وأشارت إلى أن قائمة الاحتياجات والرغبات فريدة من نوعها لكل فرد.

على سبيل المثال، قد يكون الراتب أو الإجازة المدفوعة الأجر أو مكان العمل في مقدمة اهتمامات بعض الأشخاص، وفقاً لغوريديما، أما بالنسبة للآخرين، قد تشمل العوامل التي قد تمنعهم من القبول بالوظيفة، الاسم الوظيفي، أو المسؤوليات المحددة، أو مكافأة التوقيع، أو أي امتياز آخر.

اجمع المعلومات في وقت مبكر

إذا لم يكن الأمر واضحاً من البحث عبر الإنترنت، فاحصل على الوضوح في وقت مبكر من عملية الفحص حول معايير الدور، مثل نطاق الراتب أو ما إذا كانوا يقدمون عملاً مرناً، كما يوصي الخبراء.

وقالت ستيفاني فاكريل، مستشارة الموارد البشرية: «إنك لا تريد أن تمر بعملية مقابلة كاملة فقط ليتم رفضك في النهاية؛ لأنك طلبت العمل عن بُعد».

وأضافت: «يجب أن تكون صريحاً وشفافاً منذ بداية المحادثة».

ولكن قد ترغب في تجنب الظهور بقوة في البداية. خذ على سبيل المثال مرونة العمل من المنزل. فبدلاً من التعبير عن تفضيل قوي لترتيب معين، يمكنك الاستفسار بلطف من خلال أسئلة مفتوحة، بحسب غوريديما.

على سبيل المثال، للسؤال عن سياسات العودة إلى المكتب في الشركة، تقترح استخدام هذه الصياغة في المقابلة: «لقد حدث كثير من التغييرات على مدار العام الماضي من حيث التفضيلات بشأن مكان عمل الموظفين، ما موقف الشركة من هذا الآن وفي المستقبل؟».

ثم قارن استجابة صاحب العمل لقائمتك من الضروريات والأشياء اللطيفة لتقييم ما إذا كان هذا الدور هو الدور الذي تريد متابعته.

كيف ترد على عرض ما؟

إذا لم يكن ترتيب الوظيفة المفضل لديك، مثل العمل عن بُعد بالكامل، سبباً كافياً لرفضه، فإن غوريديما شجعت على مواصلة عملية المقابلة حتى تتلقى عرض وظيفة. فالعرض في متناول اليد يضعك في موقف «قوة أكبر» للتفاوض على شروط عملك، بحسبها.

وقالت: «عند الرد على عرض ما من خلال اقتراح الموقف المفضل لديك، ابدأ بشكرٍ وإطراءٍ على الفرصة، وشدِّد على ما تقدمه قبل الخوض في طلبك».

كما لفتت إلى أنه «قد يكون من الصعب بشكل خاص التطرق إلى الموضوع إذا كنت محترفاً في بداية حياتك المهنية، لكن اعلم أن مدير التوظيف سيتوقع تماماً منك التفاوض».

ونصحت بأن تقوم بالتفاوض «من مكان إيجابي، وكن منخرطاً، وكن متحمساً. كن أصيلاً قدر الإمكان. ثم قل: الآن، أود حقاً مناقشة الخطوات التالية، وهذا يشمل التعويض، أو أي جانب تتفاوض عليه».

وأشارت إلى أن احتمالات النجاح تعتمد في كثير من الأحيان على «مدى رغبة صاحب العمل في توظيفك. وكلما زادت رغبة الشركة في توظيفك، زادت قوتك التفاوضية».

اعرف مدى استعدادك للتفاوض

لفتت غوريديما إلى أهمية التأكد «من تحديد مدى استعدادك للذهاب في المفاوضات وما هي نقطة الانسحاب»، وقالت: «افهم كيف سيبدو الفوز بالنسبة لك».

وحذّرت غوريديما من «أنك لا تريد أن يُنظر إليك على أنك صعب أو متطلب، لذا من المهم إظهار الاحتراف المتفائل في المفاوضات».

من جهتها، حثت فاكريل المتقدمين للوظائف على تحديد «توقعات واقعية» في سوق العمل التنافسية.

ونصحت، بحال كنت متحمساً لشركة ما، والدور والمكان الذي قد تأخذك إليه في حياتك المهنية، بعدم رفض عرض يتجاوز بضعة آلاف من الدولارات كأنه تعويض إذا كان الراتب هو أولويتك الأولى.

وقالت: «إنها سوق أصحاب العمل، وغرورك ليس صديقك».



مسرحية «11:11» هل تتحقق الأمنية؟

المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)
المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)
TT

مسرحية «11:11» هل تتحقق الأمنية؟

المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)
المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)

يتفاءل البعض بأرقام متشابهة قد تصادفهم في يوم وشهر معينين، تلفت أنظارهم ويختارونها لتكون موعد حفل زفاف أو خطوبة، أو يغمضون أعينهم ويضمرون أمنية علّها تتحقق.

المخرجة رنين كسرواني اختارت رقم «11:11» ليؤلف عنوان مسرحيتها، وتعرضها في 26 الحالي على خشبة «مسرح المدينة»، دون أن يكون لهذا الرقم أي معنى محدد بالنسبة لها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد أشخاص يحبون هذه المعتقدات ويجدونها فعّالة وحقيقية. من هذا المنطلق اخترت رقم (11:11) لأعنون به مسرحيتي الجديدة، ومعه أملت أن تتحقق أمنيتي. وهي ليست مرتبطة بي فقط لأن معظم اللبنانيين يتمنون لو أنها تتحقق. وعندما تشير عقارب الساعة إلى هذا الرقم (11:11) بعض الناس يطلقون العنان لأمنياتهم لا شعورياً، كما في مسرحيتي».

مسرحية «11:11» تعرض على مسرح المدينة (رنين كسرواني)

أمنية رنين كسرواني واقعية تدور حول إلغاء الطائفية. «إنها المعضلة الأكبر في بلادنا التي منها تنبع غالبية مشكلاتنا. وإذا ما وقفنا على آراء اللبنانيين لوافقوني الرأي. فكل ما مررنا به في لبنان من حروب وأحداث دامية جاءت نتيجة الطائفية بشكل أو بآخر».

من الأحداث التي تشهدها المسرحية، حرب تموز وانفجار بيروت، وصولاً إلى حرب غزة المنعكسة على جنوب لبنان، فتؤلف العناوين العريضة للعمل، ومنها تطلق كسرواني صرختها لإيصال رسالتها. «جميعنا في لبنان مهما اختلفت مستوياتنا الاجتماعية وطوائفنا ومذاهبنا وطبيعة عملنا نطمح إلى السلام. وكل اللبنانيين كانوا تمنوا لو لم نخسر شهداء، ولم نشهد على دمار بلادنا ومناطقنا. مسلمون ومسيحيون يفكرون بالطريقة نفسها. من هنا تنبع مسرحيتي فتؤكد على ما أقوله وأننا نرفض الحروب. وفي أعماقنا نطرح على أنفسنا السؤال نفسه (كيف كانت حياتنا لو أننا عشنا في بلد من دون حروب؟) فيا ليتها لم تحدث على أراضينا ولم نخضها».

وتدور المسرحية في قالب اجتماعي وسياسي وكوميدي. أبطالها مجموعة من طلاب التمثيل. وتوضح كسرواني: «إنهم ممثلون هواة انخرطوا في أكاديمية استحدثتها لتعليم صفوف في الإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو، ويملكون الموهبة الكافية للقيام بأدوار مسرحية».

في خضم الموضوعات التي تتناولها مسرحيات لبنانية تعرض حالياً، تأتي «11:11» لتقدم محتوى مختلفاً. فما الذي حفّز رنين كسرواني على اختيارها لموضوع مسرحيتها؟ تردّ: «حبّي للبنان هو الذي دفعني لخوض هذه التجربة بموضوع من هذا النوع. المسرحية منوّعة تتضمن أيضاً قصة حبّ، لتكون نموذجاً حيّاً عن قصص عشق مشابهة تحدث بين مسيحيين ومسلمين. ولأنني أشعر برغبة كبيرة في تحقيق إلغاء الطائفية قررت تقديمها. فأنا لا أريد أن أغادر بلدي وسأبقى أعمل في مجالي حتى النفس الأخير. ومع كل الاختلافات التي نعيشها فإننا جميعنا نحب لبنان، كل على طريقته. هناك أرزة واحدة نجتمع كلّنا تحت ظلالها ولا نريد فراقها».

تقول رنين إن النهضة المسرحية التي تشهدها بيروت حالياً، تضخ الأمل في نفوس الناس. «لقد ولّدت حركة ثقافية اشتقنا إليها، وأنا سعيدة بذلك. تخيلي أن جميع مسارحنا لديها تخمة أعمال تستمر لأشهر مقبلة. فكما (مسرح المدينة) كذلك (مونو) و(دوار الشمس)».

ومن الفنون التي تتضمنها المسرحية، الرقص التعبيري، فقد ركنت إليه كسرواني لترجمة حالات إحباط وموت يعيشها اللبناني.

مشهد من مسرحية «11:11» (رنين كسرواني)

50 دقيقة هي مدة عرض «11:11» التي تشهد أول تجربة تأليف للمخرجة كسرواني. ولكنها في المقابل لم تشأ أن تكون في عداد الممثلين فيها. «لست بارعة في التمثيل بل في الإخراج. فلماذا عليّ أن أتعدّى على حقوق أشخاص مختصين في مجالهم. إنها المرة الأولى التي أكتب فيها مسرحية. ولكنني لا أفكّر في اعتلاء الخشبة ممثلة أبداً».

تجري أحداث المسرحية في قرية لبنانية، وعبرها ندخل إلى بيت لبناني مقسوم إلى منزلين. أحدهما تسكنه مجموعة من طائفة معينة، وآخر يأهله غيرهم من طائفة ثانية.

ومن المسرحيات السابقة التي أخرجتها كسرواني مونودراما بعنوان «50 دقيقة». وقد قدّمتها في بلدان عربية عدة وبينها مصر وتونس ولبنان. فحصدت عنها جائزة أفضل مخرجة صاعدة في دولة الإمارات العربية. وفي العام الماضي قدمت مسرحية «غرفة رقم 8» المقتبسة عن الرواية العالمية «عنبر رقم 6» للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف.