إجراءات أمنية لحماية «سمك» بانكسي «المفترس» على كابينة شرطة لندن

رسومه الأخيرة مُفادها بأن المدينة «تحولت إلى حديقة حيوان»

العمل الجديد يستدعي الحماية (أ.ف.ب)
العمل الجديد يستدعي الحماية (أ.ف.ب)
TT

إجراءات أمنية لحماية «سمك» بانكسي «المفترس» على كابينة شرطة لندن

العمل الجديد يستدعي الحماية (أ.ف.ب)
العمل الجديد يستدعي الحماية (أ.ف.ب)

أقامت شرطة لندن حواجز حول أحدث أعمال فنان الشارع بانكسي، التي تُجسّد شكل سمك «البيرانا» المفترس يسبح على كابينة شرطة العاصمة، بعد تأكيده أنه من إبداعه.

وذكرت «إندبندنت» أن الكابينة ذات الألواح الزجاجية، التي طُليت بما يبدو رشاً شفافاً لتحويلها إلى ما يشبه حوض أسماك عملاق، تقع في منطقة لودغيت هيل بالقرب من محكمة «أولد بيلي».

وبعدما أعلن بانكسي أن العمل من إبداعه عبر «إنستغرام»، قالت «مؤسسة مدينة لندن» إنها تعمل على خيارات لـ«الحفاظ» عليه، وهو يُعدّ السابع على شكل حيوان يكشف عنه الفنان المقيم في مدينة بريستول، منذ الاثنين الماضي.

يختلف العمل الفني الجديد عن الصور الظلية السابقة التي رسمها بانكسي لمعز وأفيال وقردة وذئب وبجعات وقطة؛ والتي ظهرت في مواقع مختلفة من لندن.

مارة يشاهدون العمل الجديد (أ.ف.ب)

في هذا السياق، قال كبير مفتشي شرطة لندن أندي سبونر، لـ«وكالة الأنباء البريطانية» (بي إيه): «نعلم الضرر الجنائي الذي لحق بكابينة شرطة لندن في لودغيت هيل، ونتواصل مع (مؤسسة لندن) مالكته»، وسط تجمع لحشد حضر لرؤية العمل، في حين ضباط الشرطة يراقبون المكان.

وفي وقت لاحق، أقام عامل من الهيئة المحلية الحاكمة للندن حواجز بلاستيكية حول كابينة الشرطة، مما منع الناس التصوير من داخل العمل الفني.

ومن بين الذين جاءوا لرؤية العمل، الفوتوغرافي أفي ياسيتلي (63 عاماً)، الذي شاهد جميع أعمال بانكسي الفنية الجديدة هذا الأسبوع باستثناء واحد نُقل من المكان. وقال إنه يعتقد أن الحيوانات هي رسالة من الفنان مُفادها بأن المدينة «تحوّلت إلى حديقة حيوان».

أما الفنان دانييل لويد مورغان، الذي نفّذ معظم أعمال بانكسي خلال الأسبوع الحالي، فقال إن المجموعة الجديدة «مُبهجة للناس في لندن حالياً»، مضيفاً: «ثمة ضجة حول عمله، ومن الجيد ملاحظة ذلك. لا يتعلّق الأمر فقط بالعمل الفني، وإنما بالبيئة بأكملها التي يُكونها، فتصبح هي الرسم بذاته. ما يحدث هو أنه قد يُشوّه».

بدورها، قالت إحدى المقيمات في المدينة إنها سارت في الطريق، ولا تذكُر أنها رأت هذا العمل هناك، لكنها تعتقد أنه يمثّل إضافة جديدة تتمتع بـ«سحر خاص».


مقالات ذات صلة

النحاس يرتفع مع انتعاش البيانات الاقتصادية العالمية

الاقتصاد نفق بمنجم النحاس «كوديلكو إل تينينتي» بالقرب من رانكاغوا في تشيلي (رويترز)

النحاس يرتفع مع انتعاش البيانات الاقتصادية العالمية

ارتفعت أسعار النحاس يوم الجمعة بعد أن خففت بيانات الوظائف الأميركية مخاوف تباطؤ النمو في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جانب من المظاهرات المناهضة للعنصرية في شرق لندن 7 أغسطس (إ.ب.أ) play-circle 00:55

بريطانيا: ستارمر يتعهد تكثيف جهود مكافحة عنف اليمين المتطرف

وضعت الحكومة خلال الأسبوع الراهن ستة آلاف عنصر من الوحدات الخاصة في الشرطة في جهوزية للتعامل مع نحو مائة مظاهرة لناشطين اليمين المتطرف ومظاهرات مضادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا جانب من المواجهة بين متظاهرين وأفراد من الشرطة في بريستول 3 أغسطس (أ.ف.ب)

لندن تتأهب تحسّباً لمظاهرات اليمين المتطرف وأعمال الشغب

عززت شرطة لندن انتشارها الأمني في العاصمة تأهباً ليوم من المظاهرات التي دعا إليها اليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زجاجة مياه (إ.ب.أ)

ماذا يحدث إذا لم نغسل زجاجة الماء جيداً؟

تساعد زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام في الحفاظ على رطوبة الجسم، كما تقلل أيضاً من استخدام البلاستيك الذي يُستخدم لمرة واحدة، وتوفر المال في كل مرة تقوم…

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة لشعار «بي بي سي» (فليكر)

«بي بي سي» تعتزم تسريح 500 موظف

تعتزم هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تسريح 500 موظف بحلول نهاية مارس 2026 بعدما خفّضت عدد موظفيها بنسبة 10 % خلال السنوات الخمس الماضية

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر لتحسين تجربة زيارة الأهرامات بعد موجة انتقادات

تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر لتحسين تجربة زيارة الأهرامات بعد موجة انتقادات

تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)
تطوير منطقة الأهرامات ضمن خطة حكومية بالشراكة مع القطاع الخاص (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في محاولة لتحسين التجربة السياحية لزوار الأهرامات، تعكف الحكومة المصرية على «تحديد مسارات حركة الجمالة والخيالة بالمنطقة الأثرية، مع تنظيم عمل الباعة الجائلين»، أملاً في وضع حد لانتقادات من سياح وآثاريين ومواطنين، ذكروا أنهم «تعرضوا لمضايقات» أفسدت زيارتهم لواحد من أهم المعالم السياحية في مصر.

وتعهّد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال جولة تفقدية لأعمال تطوير مدخل المنطقة الأثرية بهضبة الأهرام، الاثنين، بـ«إعادة الوجه الحضاري للمنطقة بوصفها وجهة جذبٍ رئيسية للسياحة الوافدة الشغوفة باستكشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة».

وعد مدبولي مشروع التطوير الذي يُنفّذ حالياً في الأهرامات، «متناسباً مع القيمة الحضارية للمنطقة الأثرية، كما يُسهم في تحسين التجربة السياحية للزائرين، وإحداث أثر إيجابي يدفعهم لتكرارها والترويج لها في بلدانهم واستقطاب زوار أكثر».

جاءت جولة مدبولي عقب اجتماع عقده الأحد لمتابعة مشروع تطوير الأهرامات، وبعد أيام من تجدّد الجدل والانتقادات لتأثير الخيالة والجمالة بالمنطقة الأثرية على جودة تجربة الزيارة السياحية، لدرجة دفعت البعض لوصفهم بـ«عصابات بلطجة مستقوية».

خطة تطوير منطقة الأهرامات تتضمن مسارات محددة للخيول والجمال (الشرق الأوسط)

وفي هذا السياق تفقد رئيس الوزراء المصري المسارات التي ستُتّخذ لحركة الدواب من الخيول والجمال فضلاً عن «الكارتات»، وكذا تنظيم عمل الباعة الجائلين بالمنطقة، «لتكون وفق محددات حضارية تتناسب مع القيمة التاريخية للمنطقة»، حسب إفادة رسمية للحكومة المصرية.

هذه المسارات هي جزءٌ من مشروع طال انتظاره لتطوير منطقة الأهرامات، لا سيما مع استمرار شكاوى من مضايقة الجمالة والخيالة للسياح والمصريين على حد سواء.

وهو ما أكده محمد كارم، الخبير السياحي المصري، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «عدم التزام العاملين في منطقة البازارات السياحية وكذلك الخيالة والجمالة تسبب في مشاهد غير حضارية ومواقف غير لائقة في المنطقة الأثرية، ما أفسد التجرية السياحية لكثير من الزوار»، مشدداً على «أهمية تحديد أماكن لوجود وحركة الجمالة والخيالة، والعمل على محاسبة من يعمد إلى مضايقة الزوار سواء كانوا مصريين أو أجانب».

ولفت كارم إلى أن «أزمة الجمالة والخيالة قديمة وكثُر الحديث عنها والشكوى منها»، مؤكداً أن «هذا لا يعني أنها بلا حل، فلا بد من العمل على وضع حدٍّ لها، لا سيما مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير الذي سيسهم في زيادة زوار المنطقة الأثرية».

ونهاية الشهر الماضي، جدّد نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري، الجدل بشأن «الجمالة والخيالة»، حين كتب منشوراً عبر حسابه على «إكس»، تعليقاً على خبرٍ لشركته التي تتولى مشروع تطوير منطقة الأهرامات: «بس خلصونا من الجمال والخيل ومخلفاتهم والبلطجة والبهدلة عند المدخل»، مضيفاً في تعليق آخر: «كنت أتوقع أن تقوم الدولة بدورها بعد قيامي بدوري»، معداً أن هذا الأمر «مدمر لسمعتنا، ومضيع لملايين الدولارات».

وكان ساويرس قد أثار نقاشاً مماثلاً في شهر مارس (آذار) الماضي، عندما كتب عبر «إكس»: «مهما عملنا في منطقة الأهرام فلن ينصلح الحال إلا بإلغاء أو نقل الجمال والأحصنة إلى منطقة محددة».

وعدّ الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية والمدير السابق لمنطقة أهرامات الجيزة، جولة رئيس الوزراء اليوم في منطقة الأهرامات «دليلاً على إرادة سياسية ورغبة جدية في حل المشكلة المتواصلة منذ نحو 40 عاماً». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مشكلة الجمالة والخيالة تتطلب حلاً جذرياً يجبر الخيالة والجمالة على البقاء في المكان المخصص لهم جنوب المدخل الجديد لمنطقة الأهرامات حتى لا يتسببوا في مضايقات للسائحين».

وأضاف أنه «من دون حلّ هذه المشكلة فأي جهود لتطوير المنطقة ستكون بلا جدوى»، مشيراً إلى أن «المحافظة لديها سجل بنحو 1500 من مشغلي الدواب في المنطقة ومن الممكن أن تقنن وجودهم وتجبرهم على الالتزام بالتعليمات».

رئيس الوزراء وعد بإعادة الوجه الحضاري للمنطقة الأثرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ولسنوات طويلة ظلت الشكوى من الجمالة والخيالة قائمة في الأهرامات، ما دفع الحكومة المصرية لبدء مشروع لتطوير المنطقة عام 2009، بوضع مخطط كان من المفترض الانتهاء منه عام 2012، لكن الأحداث السياسية عام 2011 عرقلت تنفيذه. ليظل حلم تطوير منطقة الأهرامات يراود المسؤولين المصريين حتى بدأ العمل به مجدداً عام 2017، لكن هذه المرة بشراكة مع القطاع الخاص في التطوير.

وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2018 وقّع المجلس الأعلى للآثار بمصر بروتوكول تعاون مع شركة «أوراسكوم بيراميدز» لتتولى عملية تطوير المنطقة خدمياً عبر توفير مطاعم وحافلات كهربائية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بدأت وزارة السياحة والآثار تشغيل أول مجموعة من منظومة الحافلات والسيارات الكهربائية الصديقة للبيئة، والتي ستكون وسيلة التنقل داخل المنطقة الأثرية.

ووفقاً للمشروع فقد «تم تحديد مسارات لحركة السياح داخل المنطقة الأثرية، بعربات نقل كهربائية آمنة تراعي المعايير البيئية»، إضافةً إلى «إقامة مركز لخدمة السائحين، ودورات مياه فندقية، وبوابات ذكية بتذاكر إلكترونية، وقاعات سينما، ومركز طبي».

وفي هذا السياق، أشار محمد كارم، الخبير السياحي إلى ما عده «اهتماماً من جانب الحكومة بتطوير المنطقة». وقال: «هناك جهود مستمرة لتحسين التجربة السياحية بالمنطقة التي من المتوقع أن تشهد تدفقات سياحية كبيرة مع افتتاح المتحف الكبير».

وقالت شركة «أوراسكوم بيراميدز»، في بيان لها أخيراً إنها تستعد «خلال الفترة المقبلة لافتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة». وضخّت الشركة استثمارات بقيمة 100 مليون دولار لتطوير الخدمات في المنطقة، خصّصت 40 مليون دولار منها لتحديث منظومة الصوت والضوء.