زخّات الشُّهب تبلغ ذروتها لإحداث «العرض الضوئي الرائع»
رصدها المثالي يبدأ بعد منتصف الليل وينتهي قبل شروق الشمس
الشُّهب تُجمِّل السماء (أ.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
زخّات الشُّهب تبلغ ذروتها لإحداث «العرض الضوئي الرائع»
الشُّهب تُجمِّل السماء (أ.ب)
زخّات شُهب البرشاويات التي يصفها فلكيون بأنها واحدة من أفضل زخّات الشُّهب على مدار العام، يتوقع أن تصل إلى ذروتها بين 11 و13 أغسطس (آب) الحالي.
وذكرت «بي بي سي» أنّ أفضل فرصة لرصد الشُّهب، وفق خبراء، تبدأ مباشرة بعد منتصف الليل، وتنتهي قبل شروق الشمس بساعة تقريباً. ورغم إمكان رؤية الشُّهب بالعين المجرَّدة، ينبغي التحقُّق من حالة الطقس لأنها قد تؤثّر في الرؤية.
تُرى شُهب البرشاويات في جميع أنحاء العالم، وقد سُمّيت بهذا الاسم لأنها تبدو كما لو كانت تأتي من كوكبة «حامل رأس الغول»، أو فرساوس؛ وهي أحد أبراج النصف الشمالي للكرة الأرضية.
في حين أن الزخّات تَعرض عادة شُهباً قليلة في الساعة بمعظم الليالي، يمكن لذروة البرشاويات جَلْب الكثير من الشُّهب. من هنا، يقول العلماء إنه إذا كنت محظوظاً، فقد تتمكّن من رؤية 100 شهاب أو أكثر في الساعة. فنحن نرى الشُّهب عندما يمرّ كوكب الأرض عبر مسارات الحطام من المذنبات أو الكويكبات. وعندما يرتطم هذا الحطام بغلافنا الجوّي، يحترق ويخلق خطوطاً ضوئية مذهلة.
في هذا السياق، قال الدكتور غريغوري براون، كبير مسؤولي الفلك العام بالمرصد الملكي في غرينتش ببريطانيا، إنّ البرشاويات واحدة من أسرع زخّات الشُّهب. وأضاف: «تصل سرعتها إلى 37 ميلاً في الثانية، لكنها بحجم بقع الطلاء أو حبات الرمل التي تسقط في الغلاف الجوّي». وخلال العرض الضوئي الرائع، ليست ثمة أي فرصة لها للوصول إلى الأرض، وإنْ حدث، فلن تتسبّب بأي ضرر.
ولمشاهدة زخّات الشُّهب، يمكن الوصول إلى أكثر مكان مظلم يستطيع المرء من خلاله النظر من دون عائق للسماء. فكلما كان المكان أكثر ظلاماً، زادت فرصة رؤية الشُّهب وهي تتحرّك في الفضاء.
يتمتع شتاء لبنان بخصوصية تميّزه عن غيره من المواسم، تنبع من مشهدية طبيعة مغطاة بالثلوج على جباله، ومن بيوت متراصة في المدينة مضاءة بجلسات عائلية دافئة.
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
فك لغز الحركات البارعة للأخطبوط
تمتلك أذرع الأخطبوط أنظمة عصبية مجزأة لتمكينه من أداء حركات استثنائية (جامعة شيكاغو)
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة شيكاغو الأميركية أن الدوائر العصبية التي تتحكم في حركة أذرع الأخطبوطات مجزأة، مما يمنح هذه المخلوقات تحكماً دقيقاً واستثنائياً عبر جميع أذرعها الثماني، وعبر مئات الممصات الموجودة على طول هذه الأذرع، لاستكشاف بيئتها والإمساك بالأشياء والتقاط الفرائس.
ووفق نتائج الدراسة التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «نيتشر كومينيكيشين»، تحتوي كل ذراع من أذرع الأخطبوط على نظام عصبي ضخم، مع وجود عدد أكبر من الخلايا العصبية مجتمعة عبر الأذرع الثماني، مقارنة بدماغ الحيوان.
وتتركز هذه الخلايا العصبية في الحبل العصبي المحوري الكبير (ANC)، والذي يتعرج ذهاباً وإياباً أثناء انتقاله من الدماغ إلى أسفل الذراع.
وتتحرك أذرع الأخطبوط ببراعة لا تصدق، فتنحني وتلتف وتتراجع بدرجات لا نهائية من الدقة والحرية تقريباً.
وقال كليفتون راجسديل، أستاذ علم الأعصاب في جامعة شيكاغو والمؤلف الرئيس للدراسة، في بيان صادر الأربعاء: «نعتقد أنها سمة تطورت على وجه التحديد في رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو مع الممصات للقيام بهذه الحركات الشبيهة بحركات الديدان».
ويمكن للأخطبوطات أن تتحرك وتغير شكل ممصاتها بشكل مستقل. كما أن الممصات مليئة بمستقبلات حسية تسمح للأخطبوط بتذوق وشم الأشياء التي يلمسها -مثل الجمع بين اليد واللسان والأنف.
درست كاسادي أولسون، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأعصاب الحاسوبي والتي قادت الدراسة، بنية الحبل العصبي المحوري واتصالاته بالعضلات في أذرع الأخطبوط ذي البقعتين الكاليفورني (Octopus bimaculoides)، وهو نوع صغير موطنه المحيط الهادئ قبالة ساحل كاليفورنيا.
وكانت هي والباحثة المشاركة بالدراسة جريس شولتز، وهي طالبة دراسات عليا في علم الأحياء التنموي والتجديدي والخلايا الجذعية، تحاولان النظر إلى المقاطع العرضية الدائرية الرقيقة للأذرع تحت المجهر، لكن العينات استمرت في السقوط من الشرائح. لقد جربوا شرائح طولية من الذراعين وكان حظهم أفضل، مما أدى إلى اكتشاف غير متوقع.
وباستخدام العلامات الخلوية وأدوات التصوير لتتبع البنية والاتصالات بين أجزاء الحبل العصبي المحوري الكبير، رأوا أن أجسام الخلايا العصبية كانت معبأة في أعمدة تشكل أجزاء، مثل الأنبوب المموج. يتم فصل هذه الأجزاء عن طريق فجوات تسمى الحواجز، حيث تخرج الأعصاب والأوعية الدموية إلى العضلات القريبة. وتتصل الأعصاب من أجزاء متعددة بمناطق مختلفة من العضلات، مما يشير إلى أن هذه الأجزاء تعمل معاً في وحدة واحدة متسقة للتحكم في الحركة.
قالت أولسون: «بالنظر إلى هذا من منظور دراسات النمذجة الحاسوبية، فإن أفضل طريقة لإعداد نظام تحكم لهذه الذراع الطويلة والمرنة للغاية هي تقسيمها إلى أجزاء أصغر».
وأوضحت: «ولكن يجب أن يكون هناك نوع من الاتصال بين الأجزاء، مما يساعد في تنعيم أداء تلك الحركات بهذا الشكل الفريد».
وتشير النتائج إلى أن «الجهاز العصبي ينشئ خريطة مكانية أو طبوغرافية لكل ممص». ويعتقد الباحثون أن هذه «الخريطة الماصة»، كما أطلقوا عليها، «تسهل هذه القدرة الحسية الحركية المعقدة».
ولمعرفة ما إذا كان هذا النوع من البنية شائعاً بين رأسيات الأرجل ذات الجسم الرخو الأخرى، درسوا أيضاً نوعاً آخر شائعاً في المحيط الأطلسي من أنواع الحبار الساحلي طويل الزعانف، والذي يحتوي على ثماني أذرع ذات عضلات وممصات مثل الأخطبوط.
وفي حين انفصلت الأخطبوطات والحبار عن بعضهما البعض منذ أكثر من 270 مليون سنة، وفق نتائج دراسات التطور، فإن التشابهات في كيفية تحكمهما في أجزاء من أطرافهما باستخدام الممصات -والاختلافات في الأجزاء التي لا تفعل ذلك- تُظهر كيف يمكن التطور دائماً من إيجاد أفضل الحلول.
وهو ما علق عليه راجسديل: «إن الكائنات الحية التي تمتلك هذه الزوائد الممتلئة بالممصات والتي تتحرك مثل الديدان تحتاج إلى نوع مناسب من الجهاز العصبي. وقد تطورت لرأسيات الأرجل بنية مقطعية تختلف تفاصيلها وفقاً لمتطلبات بيئاتها».