متاهات ذُرة ضخمة تُحيي 75 عاماً على ابتكار قصص «Peanuts» الشهيرة

تمتدّ على مساحات شاسعة لتستميل أكثر من مليونَي زائر

فنّ المتاهة (أ.ب)
فنّ المتاهة (أ.ب)
TT

متاهات ذُرة ضخمة تُحيي 75 عاماً على ابتكار قصص «Peanuts» الشهيرة

فنّ المتاهة (أ.ب)
فنّ المتاهة (أ.ب)

تؤلِّف متاهات متعرِّجة مصنوعة من سيقان الذرة الطويلة، في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، شخصية مألوفة ومبهجة، هي «سنوبي» الكارتونية.

فقد تعاونت أكثر من 80 مزرعة في أميركا وكندا مع شركة «بيناتس العالمية» لإنشاء متاهات صُمِّمت استناداً إلى سلسلة القصص المصوَّرة الأميركية، «Peanuts»، المنشورة في الصحف اليومية والصحف الصادرة أيام الآحاد في بلدان عالمية عدّة، وذلك للاحتفال بالذكرى الـ75 لهذه القصص المصوَّرة الأكثر شعبية وشهرة خلال فصلَي الصيف والخريف.

وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنّ الزوّار سيجدون مجسَّماً ضخماً لشخصية «سنوبي» وهو مستلقٍ على قمة بيته في متاهة بمزرعة تقع في ثورنتاون بولاية إنديانا، كما صُوِّر مبتهجاً فوق ثمرات اليقطين في مزرعة أخرى في كاليدون بولاية أونتاريو.

تجربة ممتعة لجميع الأعمار (أ.ب)

في هذا السياق، تقول الممثلة الأميركية جيل شولتز، وهي ابنة مبتكر قصص «Peanuts»، تشارلز إم. شولتز: «كل هذه الفعاليات تُساعد في إبقاء إرث والدي حياً». وتضيف ضاحكةً: «بصفتي شخصاً لا يستطيع حتى الحفاظ على حياة نباتات المنزل، فحقيقة أنه يمكنهم فعل ذلك باستخدام متاهات الذُّرة، وإبراز هذا العمل الفنّي بالشكل الصحيح، وخَلْق تجربة ممتعة لجميع الأعمار، هي أمر لا يُصدَّق».

ومن المتوقَّع أن تجذب هذه المتاهات الممتدّة عبر 35 ولاية ومقاطعة؛ من كاليفورنيا إلى نيويورك، ومن أونتاريو إلى تكساس، أكثر من مليونَي زائر. وقد صُمِّمَت كل متاهة حسب مساحة المزرعة، إذ تمتد من 1.5 فدان إلى 20 فداناً، وغالباً ما تكون مزارعَ للذرة، ولكن بعضها لزهرة عباد الشمس تُشارك في الفعالية.

بدوره، يقول بريت هيربست، قائد شركة استشارية لتصميم متاهات الذرة في ولاية يوتا، وقد صمَّم أول متاهة ذرة عام 1996، إنّ التكنولوجيا لم تُغيّر طريقة صنع هذه المتاهات سوى بشكل جزئي. ويضيف: «في العام الأول، استخدمنا فقط آلة قصّ الأعشاب مع شفرة منشار مثبتة عليها. فعلنا ذلك بعدما أصبحت ثمرات الذرة ناضجة تماماً. الآن نذهب للعمل عندما تكون سيقانها قصيرة، فنباشر قصَّها أو حرثها. نصمِّم الشكل على الكومبيوتر، ولكن في معظم الأحيان نرسمه يدوياً على الأرض».

محاولة لبقاء الإرث حياً (أ.ب)

طوال سنوات، صمَّم هيربست وفريقه متاهات لوجوه المرشّحين الرئاسيين في الولايات المتحدة، والإعلامية أوبرا وينفري، والنجم جون واين، والمغنّي كريس ليدوكس، وحتى الزومبي (الموتى الأحياء)!

يتطلّب بناء المتاهات فناً وعلماً وكذلك توازناً بين الحفاظ على وضوح الصورة مع جَعْلها تبدو حقيقية، فيمكن للناس التيه فيها بالفعل.

وظهرت قصص «Peanuts» للمرّة الأولى في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 1950، وانتهى بها الأمر إلى نشر مغامرات «الطفل الصغير ذي الرأس المستدير» تشارلي براون وأصدقائه في أكثر من 2600 صحيفة، ووصلت إلى ملايين القراء في 75 دولة حول العالم.


مقالات ذات صلة

لمسات فرنسية أميركية على قسم الفنّ البيزنطي ومذاهب الشرق المسيحية في اللوفر

يوميات الشرق أيقونة «العذراء والطفل» من القرن السادس (أ.ب)

لمسات فرنسية أميركية على قسم الفنّ البيزنطي ومذاهب الشرق المسيحية في اللوفر

أعلن متحف اللوفر اختياره مجموعة فرنسية أميركية لتصميم سينوغرافيا العرض في قسمه الجديد المخصَّص لفنون بيزنطية ومذاهب الشرق المسيحية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مشهد مما يشهده الحفل (رويترز)

«نوبل للحماقة العلمية»... صواريخ موجَّهة بالحَمام والسمك الميت يسبح

اختيرت دراسة تبحث في جدوى استخدام الحَمام لتوجيه الصواريخ، وأخرى تبحث في قدرة الأسماك الميتة على السباحة، ما بين الفائزة بجائزة «نوبل الهزلية للحماقات العلمية».

«الشرق الأوسط» (بوسطن )
يوميات الشرق ما عزف عليه نويل غالاغر (أ.ف.ب)

غيتار عضو «أويسيس» نويل غالاغر بـ172 ألف دولار

بِيعَ غيتار كان يخصّ نويل غالاغر، أحد عضوَي فرقة «أويسيس» التي أعلنت أخيراً عن جولة حفلات بمناسبة عودتها إلى الساحة الفنّية، بأكثر من 130 ألف جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق التاريخ وفنّ الشارع (موقع آرت إن ذا سيتي)

القصر الصغير في باريس يفتح أبوابه لفناني الشوارع

هذه الحركة لم تعد هامشية، ولم يعد فنانوها مرفوضين. فقد دخلت أعمال كبارهم إلى المتاحف وقاربت أسعارها الملايين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كريستينا جوكسيموفيتش (إنستغرام)

ملكة جمال سويسرا تُخنق و«تُطحن في الخلاط» على يد زوجها

وجدت متسابقة شاركت في مسابقة ملكة جمال سويسرا سابقاً ووصلت إلى نهائيات المسابقة، وقد تم خنقها وتقطيعها ثم «طحن» أجزائها بواسطة الخلاط، وفقاً لتشريح جثتها.

«الشرق الأوسط» (برن)

هند صبري لـ«الشرق الأوسط»: أحلم بالوقوف خلف الكاميرا

هند صبري تحلم بالوقوف خلف الكاميرا (صفحتها في «فيسبوك»)
هند صبري تحلم بالوقوف خلف الكاميرا (صفحتها في «فيسبوك»)
TT

هند صبري لـ«الشرق الأوسط»: أحلم بالوقوف خلف الكاميرا

هند صبري تحلم بالوقوف خلف الكاميرا (صفحتها في «فيسبوك»)
هند صبري تحلم بالوقوف خلف الكاميرا (صفحتها في «فيسبوك»)

استطاع مسلسل «مفترق طرق» لفت انتباه المُشاهد العربي من خلال رحلة امرأة قوية في وجه الشدائد. تتقاطع الخيانات مع الحبّ، والحقيقة مع الأوهام، ليجد نفسه أمام صراع درامي مثير. فبعد أن كانت «أميرة الألفي» - جسَّدت شخصيتها الفنانة التونسية هند صبري - تعيش حياة مستقرّة، وجدت نفسها في مفترق طرق حقيقي على أثر تورُّط زوجها في فضيحة مدوّية تهزّ أركان حياتها، ليبقى السؤال الصعب: كيف ستواجه هذه المرأة الصلبة تحدّيات القدر؟ وكيف ستعيد بناء حياتها؟

رغم تقديمها مسلسلاً مأخوذاً من نسخة أجنبية، فإنّ هند صبري تفضّل الأعمال الأصلية العربية، وتضيف: «أتمنّى أن نحظى بكتّاب يمتلكون درجة عالية من الحرفية، لكن ثمة أزمة كتابة في العالم العربي، ما يجعلنا نلجأ إلى تعريب الأعمال الأجنبية، لا سيما تلك التي حقّقت نجاحاً كبيراً لدى عرضها في الخارج».

هند صبري تفضّل القصص الأصلية العربية (صفحتها في «فيسبوك»)

وترى أنّ «هذا التعريب قد يكون نوعاً من الاستسهال في الكتابة، معزَّزاً بالبحث عن تحقيق الربح، إذ تسعى بعض شركات الإنتاج إلى تقديم عمل فنّي على منصة مأخوذ من عمل مضمون النجاح، رغم أننا نملك الموضوعات والمشاعر والشخصيات التي يمكنها صناعة أعمال درامية قيّمة».

وعن «مفترق طرق»، تتابع: «استطاع كل من الراحل شريف بدر الدين ووائل حمدي أن يضيفا إليه كثيراً من التفاصيل والشخصيات التي لم تكن في النسخة الأصلية لتعزيز الحبكة الدرامية. كما حُذف عدد كبير من القضايا والشخصيات لعدم تماشيها مع ثقافتنا العربية أو عاداتنا وتقاليدنا الشرقية»، لافتةً إلى أنها شعرت بالقلق عندما عُرض عليها العمل لأنه مكوَّن من 45 حلقة.

صفعتها للفنان ماجد المصري في المشهد الأخير من المسلسل تصدَّرت «الترند» خلال عرض الحلقة. عن كواليس هذه الصفعة، تقول: «كثّفنا التمارين لهذا المشهد الصعب، لذلك أحيي النجم ماجد المصري على اقتناعه به وحماسته له».

وتوضح أنّ «اللقطة صُوِّرت من غير زاوية لتبدو بالشكل الصادم الذي ظهر على الشاشة، إذ أحدثت ردود فعل قوية ومتباينة»، مشيرة إلى أنها لا تمانع تقديم جزء ثانٍ من العمل إذا ارتأت المنصة والشركة المنتجة ذلك.

كما تلفت إلى قرب عرض الجزء الثاني من مسلسل «البحث عن علا» الذي يتناول رحلة الصيدلانية «علا عبد الصبور» بعد انفصالها عن زوجها في محاولتها لاكتشاف نفسها والبحث عن الحبّ الحقيقي، مؤكدةً انضمام النجم ظافر عابدين إلى بطولة العمل الذي يُخرجه هادي الباجوري.

مع إياد نصار في كواليس «مفترق طرق» (صفحتها في «فيسبوك»)

وحصد الفيلم التونسي «بنات ألفة» جوائز وإشادات نقدية عدّة؛ عنه تقول: «السينما التونسية هي فنّ الهروب إلى الخيال، والفنّ المطلق الصعب تحقيقه في العالم. فتونس ليست لها حسابات في السوق التجاري، بقدر ما تقدّم سينما من أجل السينما».

وتعدُّ هند صبري نفسها «سعيدة الحظّ» كونها جزءاً من هذا التراث السينمائي في تونس، لا سيما تجربتها مع المخرجة الموهوبة كوثر بن هنية.

وتوضح أنها لم تتوقّع أن يكون الفيلم بهذه الجودة التي جعلته يصل إلى المنافسة على جائزة «أوسكار» في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، بالإضافة إلى حصوله على جائزة «سيزار» الفرنسية التي تمنحها سنوياً «أكاديمية الفنون والتقنيات السينمائية» منذ عام 1976؛ وهي المعادل الفرنسي لـ«أوسكار».

ووفق الفنانة التونسية، حاز الفيلم كذلك استحسان النقّاد بعد عرضه العالمي الأول في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان السينمائي» بدورته الـ76، وحصوله على جائزة «العين الذهبية» المرموقة، كما حصد جائزة قناة «الشرق الوثائقية» في النسخة الثالثة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي».

وتعزو ابتعادها عن السينما المصرية مؤخراً، بعد أحدث أفلامها «كيرة والجن» الذي عُرض عام 2022، لعدم التوصّل إلى السيناريو المناسب، موضحةً: «عُرض عليَّ أكثر من عمل، بعضها لم يجذبني، والبعض الآخر أعجبني لكنني كنتُ أصوّر (البحث عن علا) و(مفترق طرق)، فتعذَّرت الموافقة».

ورغم تحقيقها نجومية لافتة بمشاركتها في عشرات الأعمال الدرامية، فإنها تسعى إلى تحقيق حلمها المُتمثِّل بالوقوف خلف الكاميرا بوصفها مخرجةً: «أبذل كل جهد حالياً لتحقيق هذا الحلم الذي بدأ يراودني منذ مشاركتي في كتابة مسلسل (البحث عن علا)».

تختم حديثها بالتأكيد على أنّ قرار تقديم استقالتها من «برنامج الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة بعد 13 عاماً على انضمامها إليه سفيرةً للنيات الحسنة، هو «من أهم القرارات التي اتخذتُها في حياتي»؛ لعجزها عن منع استخدام التجويع والحصار أسلحةَ حرب في غزة، مؤكدة: «كنت أنتظر أن يستخدم البرنامج صوته بقوة كما فعل في حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعدّدة، وهو ما لم يحدُث».