«أيام الرصاص»... تقاطعات اجتماعية مختلفة لرجل قاسي الملامح

إطلالة أولى لأيمن زيدان على السينما السعودية

أيمن زيدان في مشهد من الفيلم الذي يروي تقاطعات اجتماعية مختلفة (الشرق الأوسط)
أيمن زيدان في مشهد من الفيلم الذي يروي تقاطعات اجتماعية مختلفة (الشرق الأوسط)
TT

«أيام الرصاص»... تقاطعات اجتماعية مختلفة لرجل قاسي الملامح

أيمن زيدان في مشهد من الفيلم الذي يروي تقاطعات اجتماعية مختلفة (الشرق الأوسط)
أيمن زيدان في مشهد من الفيلم الذي يروي تقاطعات اجتماعية مختلفة (الشرق الأوسط)

يطل الفنان السوري أيمن زيدان، يوم الخميس، على جمهور السينما في السعودية، من خلال فيلمه الأحدث، «أيام الرصاص»، الذي يحمل في بنيته السردية محتوى أقرب إلى الحالة البوليسية التي تعتمد مبدأ التشويق والإثارة، في حكاية تقدّم تقاطعات اجتماعية مختلفة تبحث في تفاصيل المجتمع السوري.

أحداث الفيلم تدور حول رجل قاسي الملامح والحضور، يختطّ لنفسه عالماً خاصاً، ويتماهى مع مهنته، في اتحاد ذهني لا يستطيع الفكاك منه، ولكن بعد أن أُحيل إلى التقاعد من عمله السابق رئيساً لواحدة من القطاعات الأمنية، وعودته إلى الحياة المدنية، يصطدم بحقيقة أنه خسر القيمة المعنوية التي أضفتها عليه الوظيفة، فيحزم أمره على العمل جاهداً لاستعادتها.

لمى بدور وسعد مينا في لقطة من الفيلم (الشرق الأوسط)

ويُعدّ فيلم «أيام الرصاص» التجربة الإخراجية الثالثة لأيمن زيدان، حيث قدّم قبله فيلمين روائيين، هما «أمينة» و«غيوم داكنة»، وحقق الأول جائزة أحسن إخراج في مهرجان مكناس السينمائي للفيلم العربي، بينما نال الفيلم الثاني جائزة القدس للإنجاز الفني في مهرجان الإسكندرية، لتُضاف إلى سجلات إنجازات النجم السوري الذي اعتلى منصات التتويج عدة مرات.

علاء قاسم وسعد مينا في مشهد مشترك بالفيلم (الشرق الأوسط)

يشارك في الفيلم إلى جانب أيمن زيدان كلّ من سعد مينا وحازم زيدان وغابرييل مالكي وسالي أحمد ولمى بدور وحسام سلامة ودلع نادر وغريس أحمر ويامن سليمان وتاتيانا أبوعسلي وقصي قدسية وهاشم غزال وسليمان شريبة وكمال قرحالي ونبيل مريش وخوشناف ظاظا وطارق بيطار والطفل إلكساندر سلوم، بينما يشارك كضيوف شرف كلّ من عبد الفتاح المزين وعلاء قاسم وجود سعيد.

وقال أيمن زيدان عن «أيام الرصاص» إنه فيلم روائي طويل يتناول حكاية رجل أراد أن يستعيد مكانته الاجتماعية بعد أن أحيل إلى التقاعد، وواجَه عبر ممارساته السابقة مع عائلته تحديات كثيرة، من أبرزها أنه في ليلة زواج ابنته الصغرى وأقربهنّ إلى قلبه تحدث الكارثة في مجتمعه الضيّق، حين تهرب ابنته يوم زفافها القسري، وتتسبب له بفضيحة تهزّ كيانه، فيقرّر الانتقام.

الفنان أيمن زيدان مؤلفاً ومخرجاً لـ«أيام الرصاص» في أحد المشاهد بالفيلم (الشرق الأوسط)

ويضيف زيدان: «حين يعرف الرجل المكان الذي اختبأت فيه ابنته يتوجّه لقتلها. ولكن المفاجأة أنه يصل ليجدها مقتولة هي والرجل الذي هربت إليه، ورغم ذلك، ورغبة منه في استعادة مكانته التي سبق أن خسرها، يسلّم نفسه ويعترف بجريمة لم يفعلها، ليدفع ثمن كل ما ارتكبه من قسوة وجبروت».

من جانبه، عدَّ المنتج والمخرج ممدوح سالم الرئيس التنفيذي لشركة «رواد ميديا»، فيلم «أيام الرصاص»، «الخطوة المهمة» في مسيرة السينما العربية؛ إذ قال إن الفيلم يجسد قصة مؤثرة تعكس التحديات والآمال التي يواجهها الإنسان في رحلته الحياتية.

المنتج والمخرج ممدوح سالم (الشرق الأوسط)

وأشار سالم إلى أن «أيام الرصاص» يبرهن على موهبة الفنان السوري الفذَّة في مجال الإخراج والتمثيل، وشدد على أن «رواد ميديا» يحرصون أن يصل هذا العمل السينمائي المتميز إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، وذلك من خلال خطة شاملة لتوزيعه في العديد من الدول العربية والأجنبية، لافتاً النظر إلى ثقته بأن يحظى الفيلم بإعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، مؤكداً في الوقت ذاته تطلعهم في «رواد ميديا» إلى تقديم المزيد من الأعمال الفنية التي تعكس ثراء وتنوع الثقافة العربية.

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «أيام الرصاص» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بسوريا وتوزيع شركة «رواد ميديا»، وكتب نصه أيمن زيدان وأحمد عدرة.


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».