مبنى البورصة المصرية... شاهد على قرن من «الصعود والهبوط»

إعادة افتتاح قاعة التداول بعد التجديد 

مقر البورصة المصرية (رويترز)
مقر البورصة المصرية (رويترز)
TT

مبنى البورصة المصرية... شاهد على قرن من «الصعود والهبوط»

مقر البورصة المصرية (رويترز)
مقر البورصة المصرية (رويترز)

أعاد الاحتفال بمرور مائة عام على إنشاء مبنى البورصة المصرية التاريخي، وتطوير قاعة التداول وافتتاحها مساء الاثنين، شريطاً من الذكريات ضمها هذا المبنى الذي كان شاهداً على أحداث اقتصادية عدة مرت بها البلاد، ومن بين بينها صعود وهبوط أسهم التداول خلال قرن من الزمان.

الاحتفال الذي شهده وزراء الاتصالات والخارجية والتموين وقطاع الأعمال والزراعة ومحافظ القاهرة كان بمنزلة «رحلة في تاريخ المبنى»، بالإضافة إلى متحف البورصة الكائن بالمبنى ذاته الذي يضم مقتنيات ووثائق نادرة تسرد الأحداث التي شهدتها البورصة منذ افتتاحها على يد وزير المالية محمد محمود باشا ولجنة بورصة الأوراق المالية بالقاهرة عام 1928.

وزير الخارجية المصري يلقي كلمته خلال افتتاح قاعة التداول (حساب محافظة القاهرة على فيسبوك)

ويرى المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، أن «مبنى البورصة المصرية الذي تم إنشاؤه عام 1927، يتسق مع محيطه من البنايات الحكومية الملاصقة والمحيطة به، ويتشابه إلى حد كبير مع مبنى الإذاعة المصرية القديمة في شارع الشريفين» بوسط القاهرة، ويمثل القيم الكلاسيكية الجديدة في العمارة الأوروبية.

ويضيف أبو سعدة لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن المبنى ذو طراز معماري متميز لكنه ليس مسجلاً بوصفه أثراً، وهذا لا ينفي أهميته التاريخية بعدّه ثاني أقدم بورصة في مصر بعد بورصة الإسكندرية، وقد بنى بورصة القاهرة معماري فرنسي له إسهامات كثيرة ومهمة في مصر، وهو المهندس جورج بارك، وجاء المبنى على الطراز الأوروبي».

شارع الشريفين بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

وعدّ رئيس جهاز التنسيق الحضاري أن تطوير وإحياء قاعة التداول بالبورصة قد أعاداها لزمن الرصانة، حيث كان لها بريقها المالي ودورها في الاقتصاد المصري.

في السياق؛ احتفلت الهيئة القومية للبريد بمرور 100 عام على إنشاء مبنى البورصة المصرية التاريخي، بإصدار طابع تذكاري يعكس تاريخ البورصة ودورها في الاقتصاد المصري، وهي خطوة وصفها حسين عبد الجواد، نائب رئيس الجمعية المصرية لهواة طوابع البريد بـ«المهمة ليس فقط على المستوى المحلي لكن أيضاً على مستوى العالم، فصدور طابع بريد له دور تعريفي بالمناسبة وقيمتها، وهناك مكتب داخل هيئة البريد مهمته الترويج لمثل هذه الطوابع التذكارية، ويقوم بتوزيعها على المندوبين الأجانب».

جانب من حفل الافتتاح (حساب محافظة القاهرة على فيسبوك)

ويبرز الطابع صورة قاعة التداول التي تم تجديدها، ويظهر فيه شعار البورصة المصرية والاحتفال بذكراها المئوية، وقد صدر بمقاس 4 سم × 5 سم بألوان متعددة وقيمته 10 جنيهات (الدولار يساوي 49.20 جنيه مصري).

وتُعد البورصة المصرية بالقاهرة واحدة من أقدم البورصات في العالم، وتأتي في المرتبة الخامسة بعد بورصات أمستردام ولندن ونيويورك والإسكندرية التي بدأت في عام 1883، تلتها بورصة القاهرة في عام 1903، وتم دمج البورصتين في وقت لاحق لتشكلا بورصة واحدة.

من جهتها، قالت الخبيرة في العمارة والتصميم، الدكتورة سهير حواس لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهمية مبنى البورصة تأتي من دوره الوظيفي، حيث تم تصميمه ليعكس نوعاً من المهابة، تظهر من الخطوة الأولى إلى داخله، والدرج الذي يقود إلى قاعاته الداخلية خصوصاً قاعة التداول».

متحف البورصة بوسط القاهرة (حساب محافظة القاهرة على فيسبوك)

ويتميز مبنى البورصة المصرية بطابعه المعماري وتصميمه الفريد على الطراز الأوروبي، ويُعدّ أحد المعالم البارزة في قلب القاهرة، ويضم مقتنيات تاريخية نادرة، مثل وثائق وصكوك تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وشهدت البورصة المصرية، انخفاضاً حاداً، خلال تعاملات الاثنين 5 أغسطس (آب) 2024، تزامنا مع هبوط البورصات العالمية، نتيجة المخاوف من الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأميركية. وتكبدت الأسهم المقيدة خسائر سوقية بنحو 92 مليار جنيه مصري.

المقر التاريخي للبورصة المصرية (حساب محافظة القاهرة على فيسبوك)

وأفادت وسائل إعلام مصرية صباح الثلاثاء بأن «مؤشرات البورصة شهدت ارتفاعاً جماعياً وأن السوق استردت نحو 27 مليار جنيه، من خسائرها في التعاملات الصباحية ليوم الثلاثاء».

ووفق أحمد الشيخ رئيس البورصة المصرية، فإن تاريخ البورصة يمتد إلى عام 1838 الميلادي، إذ نشأت بسبب حاجة اجتماعية منذ اجتماع تجار القطن في الإسكندرية لتداول وبيع القطن.

وأضاف أن هذه السوق، تطورت إلى تداول الأوراق المالية، ووجود الوسطاء؛ لتيسير عملية التداول، ثم الانتقال إلى القاهرة عاصمة مصر، إلى أن أصبحت بالشكل الحالي.



جدارية «بانكسي» الجديدة... معزٌ أسود يثير جدلاً

معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)
معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)
TT

جدارية «بانكسي» الجديدة... معزٌ أسود يثير جدلاً

معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)
معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)

أكّد فنّان الشّارع البريطاني المجهول «بانكسي»، عبر حسابه الشخصي في «إنستغرام»، أنه وراء العملين الفنّيين الجديدين اللذين ظهرا في جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن؛ إذ يصوّر الأول معزاً جبلياً يقف على حافة. في حين يصوّر الثاني، وقد نشره بعد يوم من عمله الأول، فيلين يُخرجان رأسيهما من نافذتين مغلقتين وقد ظهرت على حائط منزل في إديث تيراس في تشيلسي. ولطالما اعتمد بانكسي على طريقته هذه لتقديم أعماله للناس وتأكيد هويته.

عمل فني جديد لبانكسي يصور فيلين في تشيلسي (إ.ب.أ)

فعلى مبنى سكني في منطقة كيو بريدج، رسم «بانكسي» معزاً جبليّاً أسود يقف على حافة، محاولاً التوازن للبقاء على قيد الحياة، وأسفله تتساقط حجارة صغيرة سوداء.

وكان «بانكسي» قد وجّه كاميرا حقيقية للمراقبة موجودة في المكان صوب جداريته، بيد أنه بعد ساعتين فقط، من نشره للجدارية على «إنستغرام»، رُصد موظفٌ وهو يحاول تغيير وجهة الكاميرا ليعيدها إلى موضعها الأصلي.

أثار عمله الفني هذا الجدل من جديد، وحتى اللحظة، لا أحد يعرف تحديداً ماذا يعني فنان الشارع الأشهر بجداريته الغامضة هذه، وإلى ماذا ترمز. وبالفعل بدت أنها واحدة من أكثر أعماله إبهاماً حتى الآن، خصوصاً أن الحروب تعمّ دولاً عدّة في العالم، وأعمال الشغب تتوسّع في بريطانيا.

معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)

تفاعلت التعليقات مع جداريته، التي نشر صورتها بلا أيّ شرح، غالبيتها ربطتها بالاضطرابات في بريطانيا والعالم.

وفي محاولة لفهم ماذا يعني «بانكسي» بها، كتب أحدهم على «إنستغرام»: «قد يكون تفسيري خاطئاً، فغزال الجبل الفلسطيني مهدد بالانقراض، يترنح على حافة الزوال. والوقت لإنقاذه محدود»، (الغزال الأسود هو ثروة بيئية وطنية).

جدارية «بانكسي» (أ.ف.ب)

فيما فسر كثيرون اللوحة على أنها قد تكون تشير إلى الاضطرابات الحالية في المملكة المتحدة، أمام أعين العالم المراقبة للوضع، حيث علّق حساب: «مثل العائلات المسكينة المختبئة في تلك الفنادق الآن، التي تتعرض للهدم والتدمير». وكتب آخر: «الجميع يشاهدون المعز وهو يحاول البقاء على قيد الحياة».

ولطالما أثارت أعماله كثيراً من الجدل، وآخرها كان بعد رفعه مجسماً لقارب صغير يحمل دمى لمهاجرين فوق الحشود خلال حفل موسيقي في «مهرجان غلاستونبري» الأخير خلال العام الحالي، وقد أثار حينها ردود فعل غاضبة.