تعد جدة التاريخية، بمبانيها العتيقة وأزقتها الضيقة، واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، تلك المنطقة التي تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً يمتد لعقود من الزمن، توفر للسياح فرصة للتواصل مع التراث السعودي بشكل مباشر، ومن أبرز معالم هذه التجربة، ارتداء الملابس التراثية التقليدية التي تعكس أصالة وجمال التراث العربي، وتتيح للزائرين تجربة تفاعلية تجعلهم يعيشون لحظات من حياة السعوديين في الماضي.
في حديث له مع «الشرق الأوسط» يقول مصمم الأزياء التراثية والمدير العام لمؤسسة «المقصب» ساري الحريري إن «الهدف الرئيسي من تنظيم هذه الفعالية في جدة التاريخية هو تعزيز الهوية الوطنية السعودية ونشر ثقافة المملكة من خلال إتاحة تجربة ارتداء تلك الأزياء، وجعل الزائر يعايش تلك الحقب». وبحسب الحريري، يقدم المرشدون شرحاً وتوضيحاً حول أهمية كل نوع من الملابس التراثية، وتاريخها والفترة التي تعود إليها تلك الأزياء، لافتاً إلى أنه في أثناء تجهيز جلسات التصوير، يتم استقبال السياح في أحد منازل جدة التاريخية بوجبات خفيفة ثم البدء في عملية ارتداء الأزياء قبل أن يتم أخذهم في جولة على المعالم التاريخية.
وعن ردود فعل السياح الأجانب على هذه التجربة المثيرة، يقول مصمما الأزياء ساري الحريري وعبد الله الشريف إن جميع الردود كانت إيجابية بشكل عام، مشيرَين في الوقت نفسه إلى أن الفعاليات المصاحبة الأخرى مثل العروض التراثية وورش العمل والوقوف على منطقة الحرف اليدوية القديمة مكّنت الزائرين من الغوص أكثر في ثقافة المملكة وتقاليدها.
وبحسب ما هو موضح في الكتيب الإرشادي ليوم التأسيس الصادر من وزارة الثقافة، فإن هذه الفعالية تسهم في تعزيز السياحة الثقافية في السعودية، وذلك من خلال إعطاء انطباع عميق عن التصاميم السعودية والحرفية ومدى جودتها، ما يساعد في نشر ثقافة المملكة وجذب السياح، حيث يمكن للسياح تجربة مختلف أنواع الملابس التراثية من مختلف مناطق المملكة. ومن الجدير بالذكر أن الأزياء التراثية المستخدمة في الفعالية هي من نوادر الملبوسات وباهظة الثمن، خصوصاً النسائية منها، ويتطلب استخدامها من قبل أشخاص عدة إشراف مسؤولين مختصين في المظهر لتدريب السياح على ارتدائها بعناية، بالإضافة إلى تقديم شرح وافٍ لهم عن قيمتها التاريخية.