حتى تصبح سعيداً... 6 صفات تدعم قوتك العقلية

مراجعة مفهوم السعادة ليشمل الأبعاد الستة للقوة العقلية لديها القدرة على إعطائك رؤى جديدة (رويترز)
مراجعة مفهوم السعادة ليشمل الأبعاد الستة للقوة العقلية لديها القدرة على إعطائك رؤى جديدة (رويترز)
TT

حتى تصبح سعيداً... 6 صفات تدعم قوتك العقلية

مراجعة مفهوم السعادة ليشمل الأبعاد الستة للقوة العقلية لديها القدرة على إعطائك رؤى جديدة (رويترز)
مراجعة مفهوم السعادة ليشمل الأبعاد الستة للقوة العقلية لديها القدرة على إعطائك رؤى جديدة (رويترز)

عندما تتوقف وتفكر في الأشياء التي قد تجعلك سعيداً، فإلى أي مدى يتبادر إلى ذهنك مفهوم «الارتقاء فوق التحديات»؟ هناك العديد من الأفكار الشائعة حول الصفات الضرورية لتجاوز الأوقات الصعبة، فضلاً عن السمات الشخصية التي قد تساعدك في ذلك.

هل تعاني من يوم سيئ؟ قل لنفسك أن تتوقف عن التركيز على السلبيات. وإذا استمريت في المضي قدماً، فستختفي مشاكلك. في علم النفس، يعكس هذا الموقف مفاهيم مثل «الكفاءة الذاتية» أو الثقة في قدرتك على إتمام مهمة بنجاح، و«الشجاعة» أو القدرة على المثابرة، و«المرونة» أي القدرة على التكيف وتجاوز الضغوط، وكل ذلك مرتبط بمفهوم أوسع وأشمل وهو «القوة العقلية».

مفهوم القوة العقلية

وفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، فإن هذه الصفات الثلاث (الكفاءة الذاتية والشجاعة والمرونة) جيدة جداً، لكنها لا تكفي بمفردها في الوصول للسعادة، لكن «القوة العقلية» يمكن أن تتنبأ بمجموعة من النتائج الإيجابية التي تتجاوز تلك المرتبطة بهذه المفاهيم الثلاثة.

وحسب الموقع، فإن القوة العقلية مفهوم مشتق من مجال علم النفس الرياضي كوسيلة لشرح كيفية تعامل الرياضيين مع الضغوط والتوترات التي يفرضها عليهم التنافس الشديد والحاجة إلى التدريب.

وباستخدام عينة من الشباب البالغين مكونة من 367 طالباً جامعياً، أجرت جامعة «لندن» استبياناً بالتعاون مع جامعات أخرى بهدف تحديد الصفات الأساسية للقوة العقلية. وجاءت الصفات الستة التي يُمكن اعتبارها «مقاييس على القوة العقلية» كالتالي:

  • التحدي: فالتحديات عادة ما تبرز أفضل ما لدى الشخص.
  • الالتزام: حيث يلتزم كل شخص بفعل كل ما يلزم للوفاء بوعوده وتحقيق أهدافه.
  • السيطرة على المشاعر: إدارة مشاعرك ومشاعر الآخرين مهمة للوصول للسعادة والحفاظ عليها.
  • السيطرة على الحياة: لا بد أن يكون لديك اعتقاد بأنك تستطيع حقاً أن تسيطر على حياتك.
  • الثقة في القدرات: عليك الإيمان بأن لديك القدرة على القيام بالأمور، أو على الأقل تستطيع اكتساب القدرات الجديدة التي تحتاجها.
  • الثقة الشخصية: تستطيع بالثقة أن تؤثر على الآخرين كما تستطيع الدفاع عن موقفك إذا لزم الأمر.

استخدام القوة العقلية لمصلحتك

لا يتعين عليك أن تكون رياضياً للاستفادة من الطرق التي يمكن أن تساعدك بها القوة العقلية على التخلص من بعض مشاكلك، أو على الأقل جعلها أكثر قابلية للتحمل. وهذا يثير تساؤلاً حول كيفية الاستفادة من نقاط قوتك الداخلية؟

وفق الأبحاث، فإن الطريق إلى صلابة أكبر ينطوي على تدخلات تركز على التفكير الإيجابي، وتحديد الأهداف، والتحكم في القلق وفي الانتباه. على سبيل المثال، يمكنك عندما تشعر بالتوتر من أمر ما أن تعمل بعقلك على ترجمة هذا التهديد إلى تحد. وبالقوة والقدرات العقلية يمكن أن ترتقي بمستوى التحدي وتبرز أفضل ما لديك بما يساعدك في توجيه انتباهك إلى الأمر الذي يتسبب في توترك وهزيمته.

في النهاية، إن مراجعة مفهوم السعادة ليشمل الأبعاد الستة للقوة العقلية لديها القدرة على إعطائك رؤى جديدة ليس فقط حول ما يساعدك على تجاوز الأوقات العصيبة، ولكن أيضاً حول كيفية بناء قوتك من الداخل لتنطلق إلى الخارج.


مقالات ذات صلة

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».