مصر لتدشين معارض أثرية جديدة في الصين

بعد الإقبال الكبير على «قمة الهرم» بمتحف شنغهاي

إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر لتدشين معارض أثرية جديدة في الصين

إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تتجه مصر لتدشين معارض أثرية متنقلة جديدة في الصين، بعد النجاح الذي شهده معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» الذي تم افتتاحه قبل أيام بمدينة شنغهاي وشهد حضور أكثر من 70 ألف زائر خلال الأسبوع الأول.

وأعلن وزير السياحة والآثار بمصر شريف فتحي عن تبني فكرة إقامة معارض مؤقتة متنقلة أخرى للآثار المصرية في الصين، بالإضافة إلى زيادة الحملات الدعائية لمصر التي تقوم بها الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في الصين. وأشار الوزير إلى التطلع لمستقبل كبير من التعاون بين مصر والصين، عبر التعريف بالمقومات السياحية والحضارية لدى البلدين لإثراء وزيادة التبادل السياحي بينهما.

ولفت فتحي خلال الاحتفال بمرور 10 أعوام على تدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، مساء الثلاثاء، إلى النجاح الذي حققه معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» في شنغهاي؛ حيث تم بيع 250 ألف تذكرة قبل افتتاحه، ما يؤكد أن «الدول ذات الحضارات العريقة ومن بينها مصر والصين لديها الكثير من التاريخ والثقافة والأسس والقواعد التي يمكن البناء عليها لتحقيق الشراكات الاستراتيجية»، بحسب بيان للوزارة.

جانب من الحفل الذي أقيم في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

واحتلت الصين المرتبة الرابعة بين أهم 10 أسواق مصدرة للسياحة في مصر عام 2017، وفق ما ذكرته الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، وتجاوز عدد السائحين الصينيين الذين زاروا مصر في 2018 نصف مليون سائح، بحسب السفارة الصينية بالقاهرة، في حين تشير التقديرات إلى وجود نحو 150 مليون سائح صيني حول العالم سنوياً. وافتتح معرض «قمة الهرم» في 19 يوليو (تموز) ومن المقرر أن يستمر حتى أغسطس (آب) 2025، ويضم 787 قطعة أثرية، تمثل عصوراً مختلفة في الحضارة المصرية القديمة، مختارة بعناية من المتاحف المصرية، ومواقع البعثات الأثرية، لتحكي قصة الحضارة المصرية القديمة منذ نشأتها، بغرض الترويج للمقاصد السياحية المصرية خصوصا المتعلقة بالسياحة الثقافية.

إقبال لافت على معرض «قمة الهرم» في شنغهاي الصينية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتعد مصر المعارض الأثرية المتنقلة أحد أشكال الترويج السياحي لمقاصدها الأثرية والتاريخية المميزة، وكان من بينها معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي زار مدناً عدة في أميركا وأوروبا وأستراليا منذ عام 2021، ووصل إلى محطته الخامسة في مدينة كولون الألمانية في 14 يوليو 2024، ويضم 180 قطعة أثرية تعبر عن عصور مختلفة في الحضارة المصرية القديمة، وحقق المعرض أرقاماً قياسية من الزائرين؛ خصوصاً في باريس؛ حيث وصل عدد الزوار إلى 817 ألف زائر.

ويضم معرض «قمة الهرم: الحضارة المصرية القديمة» في شنغهاي قطعاً أثرية متنوعة من تماثيل للملوك رمسيس الثاني وإخناتون وتوت عنخ آمون والمعبودات المصرية مثل أوزيريس وإيزيس وباستت وحتحور، بالإضافة إلى مجموعة من الأساور الذهبية والمرصعة بالأحجار والأواني والتيجان، فضلاً عن قطع تعبر عن رحلة العالم الآخر لدى المصريين القدماء.

معرض «قمة الهرم» في شنغهاي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويرى المتخصص في الإرشاد السياحي الدكتور محمود المحمدي أن «هذه المعارض تأتي في إطار السياسة التي تتبناها وزارة السياحة والآثار لاجتذاب السائحين الأجانب«.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنها تسهم في التعرف على الحضارة المصرية العريقة وبراعة المصري القديم في العلم والهندسة والفن وغيرها من العلوم الإنسانية، معتبراً هذه المعارض بمنزلة «سفراء للحضارة المصرية القديمة في دول العالم المختلفة».

وكان أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور محمد إسماعيل خالد قد وصف معرض «قمة الهرم» بأنه «الأكبر منذ عام 2003، رغم أنه ليس الأول من نوعه في الصين»، مشيراً في تصريحات صحافية إلى أن «السوق الصينية من أهم الأسواق المستهدفة للترويج للمقاصد السياحية المصرية».


مقالات ذات صلة

«مسار العائلة المقدسة» على خريطة التعاون السياحي بين مصر والأردن

يوميات الشرق شجرة مريم من ضمن مزارات مسار العائلة المقدسة بالقاهرة (وزارة السياحة والآثار)

«مسار العائلة المقدسة» على خريطة التعاون السياحي بين مصر والأردن

عاد مسار العائلة المقدسة في مصر للواجهة من جديد بعد تصريحات وزير السياحة الأردني مكرم القيسي، الذي أعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون مع مصر في قطاع السياحة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من العروض الفنية التي شهدتها الأمسية الهندية التي أقيمت في نادي الفروسية بجدة (موسم جدة)

رحلة ثقافية لحضارة وفنون 7 دول آسيوية في السعودية

«موسم جدة» الترفيهي أتاح لزواره يوم الجمعة من كل أسبوع رحلة معرفية لثقافة وحضارة وفنون 7 دول من القارة الآسيوية في مهرجان فني يضم فعاليات وأنشطة متنوعة.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)

مصير «خيّالة» الأهرامات يُفجر الجدل قبيل افتتاح تطوير المنطقة

جدّد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، النقاش والجدل بشأن مصير «الخيالة» بأهرامات الجيزة، الذي وصف بعضهم بأنهم «عصابات بلطجة مستقوية».

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
سفر وسياحة متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

متى وكيف تحجز أرخص تذاكر طيران ومقعد في درجة رجال الأعمال بأقل سعر؟

هذا الصيف، يتجه الجميع للاستمتاع بالاستجمام على شاطئ البحر، أو مطاردة سحر عواصم العالم المختلفة، أو مجرد الاسترخاء في وجهات مريحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال «ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

«ساوث ميد - طلعت مصطفى» رفاهية وفخامة في أكبر مارينا عالمية

يمتلك مشروع «ساوث ميد» - أحدث مشروعات «مجموعة طلعت مصطفى» بالساحل الشمالي الغربي لمصر - كل المقومات اللازمة ليصبح وجهة عالمية جديدة بجنوب البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

العروض الشبابية والاستعراضية تسيطر على المهرجان القومي للمسرح في مصر

وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
TT

العروض الشبابية والاستعراضية تسيطر على المهرجان القومي للمسرح في مصر

وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)
وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

تسيطر العروض الشبابية على فعاليات الدورة الـ17 من المهرجان القومي للمسرح المصري التي انطلقت مساء الثلاثاء.

وتتنافس في الدورة الجديدة 33 مسرحية تعكس أبرز تجارب الجيل الجديد في فن المسرح وما يهمهم من قضايا وهموم وهواجس تبرز رؤيتهم لأنفسهم وإلى العالم من حولهم.

ومن أبرز ملامح العروض المشاركة عودة اللون الاستعراضي الغنائي الذي تراجع نسبياً في السنوات الأخيرة مثل «أوبرا العتبة» للمخرج هاني عفيفي و«الطاحونة الحمراء» للمخرج حسام التوني و«الأرتيست» التي تستلهم السيرة الذاتية للفنانة الكوميدية زينات صدقي (1912 - 1978)، تأليف وإخراج محمد زكي و«العيال فهمت» للمخرج شادي سرور.

وزير الثقافة المصري وفي الخلفية شعار الدورة الـ17 من المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

بينما تستوحي مسرحية «مرايا إلكترا» الأساطير الإغريقية القديمة في قالب تشويقي يعزف على وتر الانتقام، بينما يجسد عرض «نساء بلا غد» مأساة 3 نساء سوريات ينتقلن من أزمة إلى أخرى، تأليف العراقي جواد الأسدي، إعداد وإخراج السورية نور غانم.

ومن المفارقات اللافتة في عروض الدورة الجديدة وجود عملين متنافسين مأخوذين عن أصل واحد هو رواية «العطل» الشهيرة للروائي السويسري فردريش دورنيمات، والعرضان هما «الجريمة البيضاء» معالجة يسري حسان وإخراج سامح بسيوني و«النقطة العميا»، إعداد وإخراج أحمد فؤاد.

جانب من الأعمال الاستعراضية بالمهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

وعدّ المخرج المسرحي هاني عفيفي سيطرة الشباب على عروض الدورة الجديدة «نتيجة طبيعية لحضور الجيل الجديد القوي في منابع المسرح المصري مثل هيئة قصور الثقافة والفرق الحرة والمستقلة والجامعات»، معرباً في حديثه إلى «الشرق الأوسط» عن «أمنيته بالاحتفاء بالأعمال الشبابية التي سيعلن عن فوزها في ختام المهرجان من خلال وسائل غير تقليدية مثل حصولهم على منح لاستكمال دراستهم بالخارج وتنظيم عروض لها خارج القاهرة والجيزة وكذلك عرضها عبر قنوات التلفزيون المختلفة».

وأكد الناقد المسرحي د. عبد الكريم الحجراوي أن «الطابع الشبابي في العروض المتنافسة يعد أحد أبرز مكاسب المهرجان»، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «دورة هذا العام شبابية بامتياز لا سيما على مستوى العروض المرشحة للمشاركة والتي وصلت إلى 150 عرضاً وما تضمنته من مواهب على صعيد التأليف والتمثيل والإخراج، جنباً إلى جنب مع خبرات الأجيال السابقة».

وتحمل الدورة الجديدة اسم «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب التي شهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي يجسد مسيرتها وكان لافتاً مشاركة أيوب نفسها والممثل أيمن الشيوي في الفيلم مع عدد من طلبة ورش المهرجان، وقامت الفنانة إلهام شاهين بتقديم سميحة أيوب أثناء الحفل.

وشهد الحفل كذلك قيام الفنانين صلاح عبد الله ورانيا فريد شوقي وأحمد فؤاد سليم ومحمد محمود ومادلين طبر وطارق النهري وأحمد كمال وجميلة عوض والناقدة د. رانيا يحيى، عميد المعهد العالي للنقد الفني بتقديم المكرمين وهم الفنانون أحمد بدير وأحمد آدم وسلوى محمد علي وعزت زين وأسامة عباس وحسن العدل والمخرج عبد الله سعد والمنتج أحمد الإبياري والناقدة نجوى عانوس ومصمم الاستعراضات عاطف عوض.

تكريم أحمد بدير (وزارة الثقافة المصرية)

وأكد وزير الثقافة المصري د. أحمد فؤاد هنو أن «المسرح ليس مجرد فن بل هو جزء من الهوية الوطنية»، مشيراً في كلمته بحفل الافتتاح إلى أن «مهمة المهرجان تطوير الإرث المسرحي والانطلاق به إلى آفاق أرحب».

وأضاف الفنان محمد رياض، رئيس الدورة الـ17 من المهرجان، أن «الأعمال المشاركة تعكس تطوراً لافتاً في الحركة المسرحية المصرية»، موضحاً أن «الفن الجاد الراقي فقد مؤخراً بعض فرسانه على غرار أشرف عبد الغفور وطارق عبد العزيز والناقد عبد الغني داود».

تكريم الفنان حسن العدل (وزارة الثقافة المصرية)

واعتبر الناقد المسرحي أحمد عبد الرازق أبو العلا أن «أبرز سلبيات الدورة الجديدة تتمثل في استمرار تغيير اللائحة الأساسية للمهرجان مع تغيير رئيس المهرجان أو اللجنة العليا له بين الحين والآخر وهو ما يجعل الحدث يفقد الكثير من تقاليده الراسخة»، مشيراً في حديث إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «قائمة المكرمين تشهد انحيازاً للمسرح الخاص لا سيما في حالة أحمد بدير وأحمد آدم وأحمد الإبياري رغم أن المسرح الخاص نفسه لا يشارك في المهرجان إلا بعرضين اثنين فقط».

جانب من تكريم الفنانة سلوى محمد علي (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف أنه «يأخذ على القائمين على أمر المهرجان استبعاد النقاد الأكاديميين من كتابة مطبوعات المكرمين والتعريف بتجربتهم وإسناد الأمر برمته إلى الصحافيين فقط، وهو ما انعكس على تراجع مستوى تلك الأعمال»، على حد تعبيره.