لماذا يخلط الناس بين الأسماء؟

الجهاز الجديد هو عبارة عن محفز عصبي يرسل إشارات كهربائية إلى عمق الدماغ (أرشيف - رويترز)
الجهاز الجديد هو عبارة عن محفز عصبي يرسل إشارات كهربائية إلى عمق الدماغ (أرشيف - رويترز)
TT

لماذا يخلط الناس بين الأسماء؟

الجهاز الجديد هو عبارة عن محفز عصبي يرسل إشارات كهربائية إلى عمق الدماغ (أرشيف - رويترز)
الجهاز الجديد هو عبارة عن محفز عصبي يرسل إشارات كهربائية إلى عمق الدماغ (أرشيف - رويترز)

الأسماء الشخصية تعد تحدياً حقيقياً للدماغ عند تعلمها واسترجاعها، وهذا ما يفسر لماذا قدم الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أنه رئيس روسيا (بوتين)، ولماذا ذكر دونالد ترمب اسم نيكي هايلي عندما كان يقصد نانسي بيلوسي.

وفي مشهد كوميدي مشابه، جعل كتاب مسلسل «فريندز» (Friends) روس، ينادي عروسه المقبلة راشيل، في حين أن اسمها كان إميلي.

وفقاً لسامانثا ديفلر، عالمة النفس الإدراكي في كلية يورك في بنسلفانيا، فإن الأسماء صعبة التعلم والاسترجاع للدماغ، فمعظم الناس يتذكرون الوجوه بسهولة أكبر، وتخرج الأسماء العامة من اللسان بسلاسة أكبر أيضاً. وفقاُ لصحيفة «وول ستريت».

وفي تجربة شهيرة من الثمانينات، تم عرض سلسلة من الصور للمشاركين وأخبروا باسم ومهنة كل شخص، وفي لمسة مفاجئة، قُدمت كلمات مثل «طباخ» و«خباز» كونها مهَن لبعض المشاركين وكأسماء «السيد طباخ» و«السيد خباز» للآخرين. تذكر المشاركون المهن بشكل أفضل من الأسماء.

يقول نيل موليغان، عالم النفس الإدراكي الذي يدرس الذاكرة في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: «يتذكر الدماغ المعلومات عن طريق ربط البيانات الجديدة بالمعلومات الموجودة ذات المعنى أو السياق المشابه. وهذا يجعل الأسماء الخاصة، التي هي كلمات لا معنى لها عشوائية، أصعب في التعلم».

وعلى الرغم من حدوثه بشكل فوري تقريباً، فإن استرجاع الاسم هو عملية متعددة الخطوات، وتثير إشارة ذاكرة - ربما حقيبة طفل تركت على الأريكة – وسيلة للمخ لكي يتذكر اسم الطفل. ويقدم نظام الذاكرة استجابات متعددة محتملة، ثم يرفض جميعها باستثناء الإجابة الصحيحة.

يقول موليغان: «تزداد قدرة رفض الاستجابات الخاطئة سوءاً، مع التقدم في العمر، وهو أحد الأسباب المحتملة لخلط البالغين الأكبر سناً بين الأسماء بشكل متكرر».

أشار الدكتور كارلو سيمينزا، عالم الأعصاب الإدراكي وأستاذ متقاعد في جامعة بادوا في إيطاليا، إلى أن هذه الظاهرة بحد ذاتها لا تشير إلى تدهور عقلي، غير أن عندما ينسى الناس أيضاً التفاصيل البيوغرافية، مثل وظيفة الشخص أو من أين جاء، هذا هو علامة التدهور العقلي.

ووجدت دراسات شملت أكثر من 1700 شخص تتراوح أعمارهم بين 17 و74 عاماً، أن المشاركين يخلطون بشكل متكرر بين أسماء الأشخاص الذين يعرفونهم جيداً.

تتذكر ديفلر، أن والدتها كانت تخلط بين اسمها وأسماء إخوتها، أو أحياناً اسم كلب العائلة، وقررت فهم مدى شيوع هذه العادة.

اتبع الأخطاء نمطاً: بدلاً من تبديل الأسماء المتشابهة صوتياً، يخطأ الناس في تسمية الأشخاص الذين يشتركون في علاقة مشابهة معهم. كان الآباء يطلقون اسم طفل عندما كانوا يقصدون آخر، أو الأصدقاء يخلطون بين أسماء أصدقائهم.

وقالت ديفلر: «إن أخطاء التسمية الحديثة لبايدن تبدو مشابهة للسلوك الذي درسته.. هذه في الواقع ظاهرة واسعة الانتشار.. والآن، أنا أفعل ذلك مع أطفالي».


مقالات ذات صلة

في أعماق المحيط الهادئ... علماء يكتشفون «الأكسجين المظلم»

يوميات الشرق اكتشاف مذهل في الظلام الدامس لأعماق المحيط الهادئ (رويترز)

في أعماق المحيط الهادئ... علماء يكتشفون «الأكسجين المظلم»

توصّلَ علماء إلى اكتشاف مذهل في الظلام الدامس لأعماق المحيط الهادئ، مفاده بأن الأكسجين لا يأتي من الكائنات الحية بل من نوع من الحصى يحتوي على المعادن.

«الشرق الأوسط» (باريس)
علوم أحد تصاميم شركة «تنسينت» الصينية

مشاريع صينية مذهلة للمكاتب التكنولوجية

توازن بين الاحتياجات البشرية ومتطلبات العمل.

نيت بيرغ (واشنطن)
تكنولوجيا يهدف فريق البحث إلى مواجهة تحديات البراعة الأكثر تعقيداً كتجميع العناصر يدوياً مثل لعبة «الليغو» (شاترستوك)

يد روبوتية بأربع أصابع تلمس وتُحرك الأشياء بجميع الاتجاهات

يسعى باحثو جامعة «بريستول» إلى دمج كاميرات صغيرة في أطراف أصابع الروبوت، ما يسمح له بالاستشعار والاستجابة للمس.

نسيم رمضان (لندن) نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق كما المشاهير نحت عملاً فنياً لوالده الراحل (إنستغرام)

نَدي حكيم جرّاح لبناني - بريطاني ينصح بعدم إضاعة الوقت

يزور لبنان باستمرار ويملك منزلاً في منطقة بكفيا. لا يعتقد أنه سيمضي فيه سنّ التقاعد. فالتوقُّف عن العمل فكرة لا تراوده أبداً.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق صورة لرجل يقف خلف ستارة (بيكسباي)

هل أنت صادق؟ نصائح للكشف عن كذب وخداع الآخرين

الكذب يعد في أغلب الأحيان محاولة يلجأ إليها شخص ما بهدف خداعنا بكلماته أو بأفعاله، علماء النفس يقولون إن ثلث سكان المعمورة تقريباً يكذبون كذبات كل يوم.

كوثر وكيل (لندن)

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)
الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)
TT

أسد يفترس طفلاً في ليبيا مخلِّفاً الأحزان ومُشعلاً «جرس الإنذار»

الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)
الطفل الضحية (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

ألقت فاجعة افتراس أسد لطفل في إحدى المزارع بمدينة أجدابيا بشرق ليبيا بظلالها القاتمة على البلاد، مخلِّفةً حالة من الحزن، ما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بمنع تربية الحيوانات المفترسة في المنازل أو الأماكن الخاصة.

وكان المواطن الليبي منذر السعيطي يتجوّل في مزرعته الواقعة شرق أجدابيا، مساء الثلاثاء، بصحبة نجله الصغير سالم، فغافله أسد من مربضه وافترس الطفل الذي كان يلهو بالقرب منه، لتعود قضية اقتناء الحيوانات المفترسة في المنازل والمزارع الخاصة إلى واجهة الأحداث.

وعقب وقوع الحادث الذي أثار استياء الليبيين وحزنهم، سارع رئيس الحكومة في شرق البلاد أسامة حمّاد، اليوم (الأربعاء) إلى إصدار قرار «بمنع اقتناء المواطنين للحيوانات المفترسة نهائياً، أو تركها تتجوّل في الشوارع لأي سبب».

وقال رئيس جمعية «نور الحياة» الخيرية سامي الجوادي إنّ «الحادثة الشنيعة شكَّلت صدمةً كبيرة» في الشارع الليبي، وسط إدانة عدد من المواطنين ومنظّمات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية الطفل لهذه الفاجعة.

وأضاف الجوادي لـ«الشرق الأوسط»: «الواقعة التي خلَّفت حزناً أحيت المطالبات للحكومة الليبية بالتحرُّك السريع لوضع حدّ فوري لظاهرة تربية الحيوانات المفترسة في المزارع، ونقلها إلى حديقة الحيوان أو محميات خاصة بها».

ومنحت الحكومة المواطنين مدّة أقصاها 15 يوماً لتسليم ما لديهم من حيوانات لوزارة الداخلية، تمهيداً لإيداعها في الأماكن المخصَّصة لها، وفق القرار رقم 281 لسنة 2024 بشأن تربية الحيوانات المفترسة في الأماكن الخاصة.

ويقتني ليبيون الحيوانات المفترسة في مزارعهم، مما تسبَّب في وقوع حوادث مشابهة خلال السنوات الماضية. ومع تجدُّد المأساة في أجدابيا هذه المرّة، وجَّهت حكومة حمّاد وزارة داخليتها باتخاذ الإجراءات العاجلة كافة حيال المخالفين وإحالتهم إلى الجهات القضائية، بالإضافة إلى تشكيل لجنة متخصّصة بتنفيذ أحكام هذا القرار.

سالم يغادر باكراً (متداولة على صفحات أقاربه في فيسبوك)

ويلاحظ اصطحاب الليبيين الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور في الشوارع والأماكن العامة، خصوصاً في مدن طرابلس ومصراتة وبنغازي، مما يثير حفيظة البعض، لكن يجري التغاضي عن هذه المشاهد المروّعة لحين تجدُّد المأساة.

وقبل عامين، نهشت مجموعة من الأسود في مزرعة بمنطقة بوهادي إحدى ضواحي بنغازي المواطن السوداني نجم موسى عندما كان يُطعمها. كما تجدَّدت المأساة بعد هجوم أسد على موظّف بجهاز الشرطة الزراعية، مُحدثاً به إصابات بالغة قبل إطلاق الرصاص عليه وقتله.

ونعت الأوساط السياسية والاجتماعية في ليبيا الطفل منذر، كما عدَّ رئيس مركز تنمية إبداعات الطفل والإرشاد الأسري بطبرق أسامة الصاوي، الحادثة، «جرس إنذار» لضرورة التنبُّه لخطورة تربية هذه الحيوانات.

وعلّق ناشطون وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا على الفاجعة، فمنهم مَن حمّل والد الطفل المسؤولية لاقتنائه حيواناً مفترساً بعيداً عن بيئته الطبيعية، ومنهم من اتّهم السلطات بالتغافل عن التصدّي لمثل هذه الجرائم الواقعة من وقت إلى آخر.