تقاعُد أول طاهية امرأة وملوَّنة في مطبخ البيت الأبيضhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5045731-%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B9%D9%8F%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%B7%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D9%85%D9%84%D9%88%D9%91%D9%8E%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6
تقاعُد أول طاهية امرأة وملوَّنة في مطبخ البيت الأبيض
جيل بايدن شكرت كريس كومرفورد لجَعْلها الطعام صورة عن الحبّ
حان وقت الاستراحة (أ.ب)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
تقاعُد أول طاهية امرأة وملوَّنة في مطبخ البيت الأبيض
حان وقت الاستراحة (أ.ب)
أعلنت رئيسة الطهاة في البيت الأبيض تقاعدها بعد نحو 3 عقود من إعداد الوجبات وطهي أطباق موائد العشاء الرسمية لـ5 رؤساء مختلفين وعائلاتهم.
وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنّ كريس كومرفورد تُعدُّ أول امرأة، وأول شخص من أصحاب البشرة الملوّنة يتولّى منصب رئاسة الطهاة. وكان يوم العمل الأخير لها، الجمعة، وقد شكرتها السيدة الأولى جيل بايدن على خدمتها، قائلةً في بيان: «أردّد دائماً أنَّ الطعام صورة عن الحبّ. وعلى امتداد مسيرتها المهنية التي كسرت الحواجز، قادت الشيف كريس فريقها بحرارة وإبداع، وغذَّت أرواحنا. نشعر أنا وجو بالامتنان لتفانيها وسنوات خدمتها».
وكانت كومرفورد (61 عاماً) قد عزَّزت مهاراتها في الطهي من خلال عملها في فنادق عدّة بشيكاغو ومطاعم بواشنطن، قبل انتقالها إلى البيت الأبيض عام 1995 للعمل مساعدةَ طاهٍ.
كومرفورد مواطنة أميركية مجنَّسة، فلبينية الأصول، ترقَّت إلى طاهية تنفيذية عام 2005. وتضمَّنت مسؤولياتها بعد الترقّي تصميم قوائم العشاء الرسمية، والمناسبات الاجتماعية، والعطلات، وحفلات الاستقبال والغداء الرسمية، وتنفيذها.
وشكَّلت مع طاهية المعجّنات سوزي موريسون - وهي كذلك أول امرأة في هذه الوظيفة - ثنائياً أذهل ضيوف البيت الأبيض بإبداعاتهما في مجال الطهي لنحو عقد.
عموماً، تُعدُّ مآدب العشاء الرسمي الفاخرة إحدى أدوات الدبلوماسية الأميركية، وتمثّل تكريماً كبيراً لحلفاء أميركا القدامى والأقرب. وخُصِّص آخر عشاء رسمي تتولّى كومرفورد مسؤوليته للرئيس الكيني ويليام روتو وزوجته راشيل في مايو (أيار) الماضي.
قدَّم الفريق وجبة من 3 أطباق من حساء الطماطم المبرَّد، والطبق الرئيسي «الأفضل على الإطلاق» من ضلوع لحم البقر المدخَّنة، وجراد البحر المسلوق بالزبدة. أما الحلوى، فكانت سلّة من الشوكولاته البيضاء المُزيّنة بالتوت والخوخ والفاكهة الأخرى.
وكان الناشط الإنساني خوسيه أندريس قد فاجأ الجميع بإعلانه خبر التقاعد، قائلاً: «أنتِ كنز وطني، ودبلوماسية في مجال الطهي، أظهرتِ للعالم كيف يمكن للمهاجرين الاحتفاء بالطعام الأميركي ومشاركته مع القادة. مبارك تقاعدكِ. نحبّكِ كريس».
حكمت محكمة في العاصمة الكورية الجنوبية، سيول، بالسجن مع وقف التنفيذ بحق مواطن لإدانته بتعمُّد اكتساب أكثر من 20 كيلوغراماً للتهرُّب من نظام التجنيد العسكري.
موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5085536-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9
موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.
في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».
لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».
يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.
استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.
يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.
يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».
كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».
ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».
يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».