نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
TT

نداء أخير للبريطانيين لإحصاء عدد الفراشات مع أزمة المناخ

فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)
فراشة تستريح على زهرة بلاك بيري (شاترستوك)

لم يتبق سوى أسبوع واحد فقط على نهاية موسم إحصاء عدد الفراشات، إذ يحذر الخبراء من أنها باتت تهاجر شمالاً بشكل أكبر بسبب تغير المناخ. ويعد موسم إحصاء تعداد الفراشات الكبير حدثاً سنوياً تقوده مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» الخيرية للحياة البرية. ولا يتبقى أمام المشاركين سوى أسبوع واحد فقط للمشاركة، حيث ينتهي موسم الرصد في 4 أغسطس (آب).

وتطلب الفعالية من المشاركين قضاء 15 دقيقة في منطقة مشمسة، وتسجيل أعداد وأنواع الفراشات التي يرونها، إذ حدد الباحثون تغييرات في طريقة هجرتها عبر البلاد.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور دان هوير من مؤسسة «الحفاظ على الفراشات» في تصريح لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «الفراشات حساسة جداً فهي تحب الحرارة».

وأضاف هوير: «تحتاج يرقات هذه الفراشات إلى نباتات غذائية معينة لتتغذى عليها، كما تحتاج أيضاً إلى درجات حرارة مناسبة لإكمال دورة حياتها، ومن المؤكد أن الاتجاهات تتغير مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، إذ تصبح المزيد من الأماكن مناسبة لبعض أنواع الفراشات بشكل أكبر كلما اتجهت شمالاً مقارنة بحياتها السابقة».

وتابع: «ولذا؛ فإن أنواع مثل الفراشة الزرقاء المقدسة، وتلك التي تشبه علامة الفاصلة، وفراشة الطاووس، أصبح رصدها في أسكتلندا أسهل بكثير الآن مما كانت عليه في السابق».

وقد تراجعت أعداد نحو 80 في المائة من أنواع الفراشات الموجودة في المملكة المتحدة منذ سبعينات القرن الماضي، وأوضح الدكتور هوير: «هذا يخبرنا شيئاً عما يحدث في البيئة».

وذكر: «يتعلق الأمر بتغير المناخ، وبفقدان الموائل بسبب التنمية واستخدام المبيدات الحشرية، ولكن إذا حصلنا على هذه الإحصاءات، فإن ذلك يساعدنا أيضاً في معرفة كيفية إصلاح هذا الخلل ومعرفة سبل تحقيق التعافي للطبيعة للوصول لمستقبل أكثر إشراقاً».

يذكر أنه في العام الماضي تم إجراء أكثر من 135 عملية إحصاء أعداد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، إذ أمضى المتطوعون ما يقرب من 4 أعوام في الرصد.

وأفاد روبرت ونيل بأنهما شاركا من قبل في إحصاء أعداد الفراشات عدة مرات، لكن هذا الموسم كان أقل نجاحاً من المواسم الأخرى.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

العالم الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

الأمم المتحدة: الأسوأ آتٍ بسبب أشد موجة جفاف في أفريقيا منذ قرن

حذرت الأمم المتحدة من أن الجفاف القياسي الذي أتلف المحاصيل في الجنوب الأفريقي وتسبب بتجويع ملايين الأشخاص ودفع 5 دول لإعلان كارثة وطنية دخل الآن أسوأ مراحله.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبرغ)
رياضة عالمية أولمبياد باريس سيكون الأكثر صداقة للبيئة (رويترز)

هل يمكن لباريس 2024 أن تصبح الأولمبياد الأكثر صداقة للبيئة؟

بميداليات مصنوعة من الحديد الذي جُمع من أعمال تجديد برج إيفل... تهدف دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 لأن تكون الأولمبياد الأكثر صداقة للبيئة على الإطلاق.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة الميكروبات الموجودة داخل لحاء الأشجار أو في الخشب نفسه تزيل غاز الميثان وكذلك ثاني أكسيد الكربون (أ.ف.ب)

دراسة: لحاء الشجر يمكنه إزالة غاز الميثان من الغلاف الجوي

وجدت دراسة حديثة أن لحاء الأشجار يمكن أن يزيل غاز الميثان من الغلاف الجوي، مما يوفر فائدة إضافية في معالجة تغيُّر المناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة العلماء نظروا إلى الدلفين بوصفه نموذجاً لبناء مركبات مائية سريعة وقادرة على المناورة (رويترز)

مروحة تحاكي «جلد الدلفين» تعمل على خفض انبعاثات سفن الشحن

تحمل مروحة جديدة ابتكرها معهد نينغبو لتكنولوجيا وهندسة المواد (NIMTE) مطلية بمادة تحاكي جلد الدلفين، وعداً بالحد بشكل كبير من استهلاك الوقود والانبعاثات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد عُمّال في موقع بناء بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

تقييم «البناء المستدام» بالسعودية ينمو 254 % في النصف الأول من 2024

سجل برنامج «البناء المستدام» في السعودية نمواً بنسبة 254 في المائة لمساحات المشاريع المستفيدة من نظام تقييم الاستدامة خلال النصف الأول للعام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
TT

مزيج دوائي يحارب السرطان بطريقة غير تقليدية

د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)
د. هنريك دياس (المعهد الهولندي للسرطان)

وجدت دراسة برازيلية أن مزيجاً من دواءَين تجريبيَّين حقق نتائج واعدة في مكافحة السرطان.

وأوضح الباحثون، بمعهد بوتانتان في البرازيل، أن هذا المزيج تمكّن من تثبيط الأورام السرطانية بطريقة غير تقليدية، وفق النتائج المنشورة، الجمعة، في دورية «Cancer Discovery».

ويعدّ السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم؛ إذ تسبب في وفاة حوالي 10 ملايين شخص خلال عام 2020، بمعدل وفاة واحدة من كل 6 وفيات، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ومن المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالسرطان حول العالم إلى 35 مليوناً بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات المنظمة؛ أي بزيادة نسبتها 77 في المائة عن 20 مليون حالة مشخّصة عام 2022.

وكانت بداية الطريقة العلاجية الجديدة حينما توصّل الفريق بمختبر معهد بوتانتان، بقيادة الدكتور هنريك دياس، إلى جين يسمى «FGF2» يُثبِّط تكاثر الخلايا السرطانية بدلاً من تحفيزها، كما يفعل في الخلايا السليمة، وهو اكتشاف كان مفاجئاً للباحثين.

وفي الدراسة الحالية، وجد الباحثون أن الخلايا السرطانية لا تتكاثر بشكل أقل بسبب تثبيطها المباشر بواسطة الدواء، بل بسبب التحفيز الفائق لإشارات الخلايا السرطانية؛ مما يجعلها حساسة لأدوية معينة تستهدف هذه الحالة.

وأظهر الباحثون أن التحفيز الفائق لجين «FGF2» يُجهد الخلايا بشكل كافٍ لمنع تكاثرها، ويتم ذلك من خلال العقار التجريبي الذي يسمى «LB-100» الذي يتم اختباره سريرياً على البشر لجعل أورام الرئة حساسة لأدوية العلاج الكيميائي.

ولاستهداف الخلايا المُجهدة بواسطة دواء «LB-100»، اختار الباحثون أيضاً دواءً مثبطاً لبروتين «WEE1» المسؤول عن إصلاح تلف الحمض النووي في الخلايا السرطانية، وعندما لا تعمل هذا الآلية، تنقسم الخلايا السرطانية قبل اكتمال تكرار الحمض النووي وتموت نتيجة لذلك.

وشملت التجارب خلايا سرطانية في القولون والمستقيم، مأخوذة من خزعات بشرية وزُرعت في الفئران. وأدى العلاج بالعقارَين إلى تثبيط نمو الورم في الحيوانات.

واستناداً إلى النجاح في نماذج سرطان القولون والمستقيم، اختبر الباحثون المزيج على خلايا سرطان البنكرياس وسرطان القنوات الصفراوية في المختبر، وكانت النتائج واعدة.

وسيتم اختبار هذا النهج على مرضى سرطان القولون في هولندا في وقت لاحق من هذا العام.

كما يخطط الفريق لتطبيق النهج المستخدم في مواجهة السرطان، للقضاء على الطفيليات التي تسبب الأمراض الاستوائية المهملة. وتتصرف الطفيليات التي تسبب مرض شاغاس بشكل مشابه للخلايا السرطانية، إذ إنها تتكاثر بسرعة كبيرة داخل الخلايا المُضيفة.

ويقترح الباحثون استخدام دواء يحفز مسار إشارات الانتشار في الطفيليات بما يكفي لإحداث نفس النوع من تلف الحمض النووي، ثم إعطاء دواء آخر لإصلاح الحمض النووي، وهذا من شأنه القضاء على الطفيلي دون الإضرار بالخلايا المضيفة.